كانت لينا شوفة للقدال !!

 


 

 

صباحية وصولي للدوحة زودني أحد الأصدقاء برقم هاتف الإبن الأكبر لشاعر الوطن محمد طه القدال، وسألته عمّا إذا كانت زيارته مسموحة، ورحّب بي الإبن وإتفقنا على زيارته في أمسية نفس اليوم.
دخلت عليه في الغرفة وجلست إلى جانبه عدّة دقائق كنت طوالها أمسح بيدي على ساعده، وأنا أتأمل في ذلك الوجه الذي ظل يحمل هموم الوطن ويحكي بلسان الغلابة، ويرسم أحلام الشعب في كلمات إستوطنت في وجدانه.
نشكر الله أن مدّ في عمر فقيد الوطن القدال حتى تحقق حلمه الذي تغنى له وبه ببزوغ شمس الحرية، وأشكر الله أن جعل لي شوفة لصاحب الوجه الذي طالما تمنيت أن ألتقيه في دروب الحياة قبل أن يسبقنا في مغادرة الدنيا.
بوفاة شاعر الوطن محمد طه القدال إنطفأت شعلة طالما أضاءت الدرب وألهمت الوجدان، وسوف يظل القدال أيقونة ورمزاً للكفاح والنضال يستلهم منها أبناؤنا وبناتنا من هذا الجيل والأجيال القادمة معاني الوفاء للتراب ومن يعيشون فوقه.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يجعل منزلته مع الصديقين والشهداء، إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

آراء