كان السجن داخل الأسوار فأصبح بعد اللجوء أي فضاء خارج الوطن

 


 

 

كان السجن داخل الأسوار فأصبح بعد اللجوء أي فضاء خارج الوطن وإذا كان هذا الفضاء ملوثا فلن ينعم اللاجيء بعبير الحرية ويوهن جسده الربو ولايحلم ب ( بخاخ ) يخفف عنه وطأة الألم !!..
صرنا خبرا عاجلا بعد ان كنا مصدر الاخبار والميديا تتلاعب بنا مثل الكرة وتتقاذفنا يمنة ويسري والعالم يتفرج علينا ونحن في أضعف حالاتنا ومنهم من يتعاطف معنا فقط بمجرد الكلمات المنمقة والمشاعر الارق من النسيم ولكنها احاسيس جوفاء لاتطعم افواها جائعة ولاتعالج اجسادا عليلة ولاتخفف عن أرواح ملتاعة يتهددها القتل والدمار والسلب والنهب والضياع !!..
فضائية تصيغ اخبارها مفصلة بعناية لصالح الجنرال برهان واخري تجتهد من أجل سواد عيون حميدتي والمشاهد في حيرة من أمره اين الحقيقة يا جدعان واين جهينة الذي عنده الخبر اليقين واين نزار قباني الذي كان يكتب شعر الحب والحنين فصار يكتب بالسكين ؟!
نود ان نسال سؤالاً استباقيا وقد تم إفراغ كل العاصمة من ساكنيها ولم يبق فيها إلا القليل من الذين مازالوا يمسكون علي جمر القضية ... هل معني هذا إن الاحتلال الأجنبي صار حقيقة ماثلة وتقريباً كل الاحياء باتت تحت سيطرة عناصر من غرب أفريقيا لم يدخلوها بسلام بل بكل العنف والكراهية ولم يكتفوا بسرقتها ونهبها بل حطموها واحرقوها وجلسوا علي تل هذا الركام وقالوا بلسان الحال والمقال لاصحاب هذه الدور وبنادقهم مشرعة :
( إن الشرطة التي كانت صديقة لكم تنكرت لكم وتوارت وتقاعست عن أداء دورها وتركتكم تحت رحمتنا نعبث بكل ماوي لكم ونهين كرامتكم وجيشكم شغال عجيح وضجيح وطائرات تقتل منكم أكثر مما تنال منا ... ياشعب السودان انتم الآن بين نارين فأين المفر غير النزوح واللجوء والبكاء على الاطلال وانتظار حلم العودة تحقق أما صار برقا خلبا ليس من وراءه غيث ولا ثمر ) !!..
وسؤال اخر ايها الكرام الاعزاء تذكرون عربات أسموها بوكو حرام مسروقة كانت ترد لنا من ليبيا عن طريق دارفور وتتسرب الي بقية أنحاء الوطن بما في ذلك الخرطوم وكانت الحكومة تقننها وتشتري بأبخس الأثمان وانعكس الوضع بعد إندلاع حرب الجنرالين ونهب آلاف العربات السودانية التي ستعبر الي غرب أفريقيا ... عرباتنا هذه البريئة ماذا سيطلق عليها هنالك ... هل ستنادي باسم سودان حرام وهل ستباع برخص التراب ام ستعامل باحترام ويعمل لها ألف حساب ؟!
الغريبة أنه في حرب اليمن كان للتحالف السعودي الإماراتي ناطق عسكري رسمي يخرج بتنوير يومي عن سير المعارك وعندنا اختفي تماماً الناطق الرسمي والحرب تسير مثل جمل ام الحسن لاقيد ولارسن وحتي قادة الطرفين ليس لهما اثر بما في ذلك الكبار البرهان وغريمه وحميدتي اي منهما وكأنه فص ملح وداب !!..
ماذا بقي من الدولة في السودان ... نريد إجابة شجاعة وأمينة عن هذا السؤال البسيط والخطير في نفس اللحظة حتي نعرف راسنا من كرعينا ؟!
هذه الهدنة الحالية المشوبة بالثغرات والمعايب وبخيرها وشرها هل سيعقبها نفس الموال ويستأنف القتال ؟! وعلي ايه الكر والفر من جديد والبلاد فقدت الهوية وصارت نسيا منسيا وصارت علكة تلوكها الفضائيات تملأ بها شاشاتها الفارغة من كل فضيلة وخلق ودين !!..
هل هم الكيزان الذين أشعلوا النيران ام ان المصيبة حلت بنا بالاعيب المخابرات وعلي رأسها مخابرات الامارات التي تدس أنفها في أدق شؤوننا لحساب امريكا ومعها السعودية وكلهم يبطنون لنا خلاف مايظهرون !!..
بالمناسبة هل من خبر عن المخلوع والمسطول واللنبي وأحمد هرون وبقية عصابة الفلول بعد مافتحت لهم السجون هل هم في تركيا الآن ام في ماليزيا ينعمون بالثروة الحرام ؟!
اين المحكمة الجنائية والمنظمات الدولية والجامعة العربية والرابطة الإسلامية وهيومان رايت ووتش... كل هؤلاء ومعهم نحن اهل الوجعة عجزنا عن مقاومة حفنة من جنجويد غرب أفريقيا ؟!
اللاجيء يتيم وان كان والداه علي قيد الحياة وهو مهيض الجناح فقد رسالته وطاشت سهامه يتخبط خبط عشواء منبوذ ينظر إليه كحيوان اجرب الكل بتحاشاه !!..
نحن مافيه الآن تراكم لعمل شيطاني إجرامي أسس له الكيزان وظلوا به ثلث قرن واقدامهم في رقاب الشعب ولم يتركوا موبقة وإلا جربوها كالزيانة في رؤوس اليتامي ومع كل هذا مازال في نفوسهم تجاهنا شيء من حتي !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء