كتابات خفيفة: حمدين ولد محمدين بعد الغياب ..بقلم: هلال زاهر الساداتي
أنشغل بالي بمحمدين بعد غيبته الطويلة وكان عندما يحضر للمدينة يأتي للسلام علي ، فقد جمعت بيننا صداقة شفيفة فالرجل بسيط وخفيف الظل مع صدقه وأمانته ، وخفت أن يكون أصابه مكروه ، وقر العزم مني علي زيارته في منزله بقريته لتفقد حاله وفعلت ، وعندما دخلت داره المتواضعة هب من رقاده علي العنقريب وعانقني بمودة كبيرة وتكاد دمعات تطفر من عينيه ولم أدر أكان شوقا" لرؤيتي أم تقديرا" لزيارتي له في منزله وسفري القصير من المدينة الي قريته للسؤال عنه ، ونادي علي زوجته : العازة يا العازة أحلبي الغنيمات وسوي لينا شاي باللبن في البراد الكبير عشان زارنا زولا" كبير عزيز علينا بالحيل وتعالي سلمي عليه ، وقلت له : كدي خلينا من الشاي أنت والله ليك شوق الحاصل ليك شنو ؟ وكنت قد لحظت أن الهزال أصاب جسمه وغزا الشيب شعره بغزارة ، وتنهد وكأنه يخرج من صدره هما" شديدا" وقال : أقول ليك شنو ولاشنو ؟ كنت داير أودع والحق أمات طه لكن ربك أخد بيدي ونجاني التقول يومي ما تم ، أها جاتني حمي ببرد ، و جاتني سخونية زي نارا"طلقوها في جسمي ما تطفيها الا عربية الحريقة بخراتيشه الكبيرة السودة الكان بدقوني بيها ناس الأمن الله يحرقن ، أها بعد داك السخونية قلبت بي برد خلاني أكتكت وسنوني تطاقش متل دقات طار ود حسونة وأنا أقول ليهم غتوني دمدموني ، يازول ما خلو هدمة في البيت ما غتوني بيها وانا أقول ليهم لسة بردان وفي اللخير غتوني بشملة الدخان حقة مرتي ،، أها زى ما قال لينا شيخنا الرسول عليه الصلاة والسلام لمن كان بنزل عليه الوحي ببرد شديد ويقول دثروني زملوني ، لاكين أنا مسكين زول الله ساكت ، وبعد ده كله بديت أطرش حتن حسيت زي التكني حأطرش مصاريني ، والعازة ماخلت لي حاجة ، غلت لي حرجل وشيح وكراوية وسقتني ليهن وبخرتني ببخور التيمان أها في اللخير حيلي انهد واتخمدت ونمت ، وتاني يوم ركبوني في حماري وودوني لي الشفخانة لمساعد الحكيم وقال لينا أصابتني ملاريا وضربني حقنة واداني حبوب وقال لي انت حقو ترقد في السرير في المستشفي ولكن حالتك ما بتسمح بتحريكك وخليك في البيت وأنا بمر عليك هناك ، أها الزول طلع قريبنا من بعيد أصله أمه سكينة بت خير الله ود الخير بتبقي لمرتي العازة بت خالة حبوبته ، أها الملاريا الأيام ديك التكنها عاملة مقاولة مع عزرائيل والبتصيبه طوالي بتجيب خبره وعلي المقابر عديل ، وهنا دخلت العازة حاملة صينية عليها براد شاي كبير وكبايتين ، وحمدت لها سلامة حمدين وغمغمت بالشكر لي وانسحبت خارجة ، واستمر حمدين في الحكي وقال مساعد الحكيم ما قصر وكان بتونس معاي ويديني أخبار البلد أصله بتجيه الجرايد ومن الحاجات القاله لي أنه في صحافية أسمها شمايل النور في زولين عايزين يرفعو عليها قضية ردة عن الأسلام واحد بقولوله ود خوجلي والتاني قريب عمر البشير وده عشان هاجمت الناس العاملين رجال دين ، الخبر ده صحيح ، وأجبته بأنه صحيح ، فقال : بالله ده كلام ، قال ردة ، الله يرد الموية في زورن يعني الواحد أو الواحدة مايمرق النصيحة وتقول الحقيقة ،والبسوا فوقه ده في خلق الله المسلمين أنحنا من ظلم وفساد وسرقة وكتل واغتصاب أعراض الناس، دحين ده دين الله ورسوله النحنا عارفنه من نحن صغار في الخلوة واقول لك الدين ده حقهم براهم وزي ما بقولو حكر عليهم ، أقول لك ديل ناس نفاق ساكت ودايرين يتكسبو من ورا دين الله ورسوله ديل سبابة ساكت وود البشير ده وناسه من ما جونا لي هسة دخلوعلينا بالساحق والماحق والبلا المتلاحق ، وقلت له صدقت يا حمدين والجماعة ديل فاكرين أنه الناس عندهم ( قنابير ) ومستمرين في الغش والكذب والتضليل .
وودعت حمدين متمنيا"له الصحة والعافية متوقعا"زيارته لي قريبا" في المدينة ...
هلال زاهر الساداتي
أول مارس 2017
helalzaher@hotmail.com