كتاب البشير ؟

 


 

ثروت قاسم
4 August, 2012

 



Tharwat20042004@yahoo.com

الوضع السياسي الراهن !

نواصل ونلخص أدناه ، في خمس  نقاط ، بعض الملاحظات العامة على الوضع السياسي الراهن :
1-    المظاهرات الإحتجاجية !
اليوم السبت 4  اغسطس 2012 ، يدخل مشوار الإطاحة بنظام البشير يومه ال 50، واسبوعه السابع ، وشهره الثالث ! عبر المظاهرات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات على مدار عشرات الأيام ، وسبعة  جمع : الكتاحة ، ولحس الكوع ، وشذاذ الآفاق ، والكنداكة ، ودارفور بلدنا ، و الرد الجد ، وجمعة شهداء نيالا من الطلاب اعمار 17 سنة ، وانت نازل !
حدثت نقلة نوعية في مظاهرات الإحتجاجات خلال أسبوع  شهداء نيالا ، من مظاهرها يمكن ذكر الآتي :
أولا :
+ في يوم الثلاثاء 31 يوليو 2012 ، حدثت مجزرة نيالا ، حيث تم اغتيال 12 من الطلاب صغار السن ، وجرح العشرات، بدم بارد ؛
ثانيا :
+ في يوم الأربعاء 1 أغسطس 2012، اقتحمت مليشيات الجنجويد ،  معسكر كساب للاجئين في كتم واغتالت ، عشوائيا ، 3 من النازحين وجرحت العشرات ، انتقاما لمعتمد  محلية الواحة  ، في محافظة كتم  ، عبد الرحمن محمد عيسى ،   الذي اغتيل يوم الثلاثاء 31 يوليو 2012  !
وفي يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ، استباحت مليشيات الجنجويد معسكر النازحين في  كساب مرة ثانية ، ولا يزال القتل والسحل جاريا في المعسكر  حتي اليوم السبت 4 أغسطس 2012 !
كما استباحت  ، في عقوبات جماعية محرمة دوليأ ،  جميع أهالي مدينة كتم ، التي صارت مدينة أشباح ، تجوبها مليشيات الجنجويد الذئبية ! في غياب مقصود لقوات  الشرطة النظامية ، فضلاً عن غياب  تواطئي   لقوات اليوناميد ، المسوؤلة حصريأ   عن   حماية النازحين  !

ثالثا :
في يوم الجمعة 3 أغسطس 2012 ، اقيمت صلاة الغائب على أرواح شهداء  مجزرتي نيالا وكساب ، في مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في ودنوباوي ، بمشاركة  قوى الإجماع الوطني ، وقرفنا ، وشباب لأجل التغيير ، والتغيير الآن ، ولا لقهر النساء ... حيث أكد المصلون أن الدم السوداني واحد!

الكفاح مستمر ، وإنها لإنتفاضة حتى النصر !

2 -  مجلس الأمن !
لم يحدث أي اختراق في مفاوضات  أديس أبابا في اطار قرار مجلس الأمن 2046 بين دولتي السودان ، وبين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية !
عقد مجلس الأمن جلسة سرية  يوم  الخميس 2 أغسطس 2012 ، برئاسة فرنسا ( رئيسة مجلس الأمن لشهر أغسطس 2012 ) ، وناقش الوضع المتأزم تحت الفصل السابع ( البند 41 ) ، الذي يجيز لمجلس الأمن اتخاذ عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ضد الطرف المشاكس !

في هذا السياق ، اختزل رئيس مجلس الامن ،  السفير الفرنسي بالأمم المتحدة  ،  الوضع الملتبس قائلأ :

لم يحن الأوان للانتقال إلى عقوبات !

الخرطوم وجوبا أمامهما المزيد من الوقت للتوصل إلى السلام !

ومن المقرر أن يقدم  مبيكي تقريرا ثانيا ، يحتوي على توصياته ، لمجلس الأمن في يوم الخميس 9 أغسطس 2012  ، لبحث الخيارات المتاحة حسب توصيات مبيكي ؟


اعتبر المراقبون الدوليون اعتذار الرئيس  البشير عن مقابلة الرئيس سلفاكير ( ثم  قبوله لاحقا لمبدأ اللقاء ) خطأ تكتيكا فادحا سيدفع  الرئيس البشير ونظامه  ثمنه غاليا ، يوم الخميس 9 أغسطس 2012 ، عند مناقشة مجلس الأمن لتقرير مبيكي وتوصياته !
يعتبر الرئيس البشير رئاسة فرنسا لمجلس الأمن لشهر اغسطس الحالي نذير شوم ، لأن الرئيس الفرنسي هولاند يجهر بعدائه لنظام البشير ، وللبشير شخصيا ، وتوعد خلال حملته الإنتخابية الرئاسية بالعمل على تفعيل أمر قبض الرئيس البشير ، ومحاكمته في لاهاي!
نسي أو تناسي الرئيس البشير أن وزير الخارجية الفرنسي ، لورانت فابيوس ، قد دعا ( أنجمينا – الاحد 29 يوليو 2012 ) حركات دارفور الحاملة للسلاح ، نبذ الكفاح المسلح ونزع سلاحها ، والإنضمام الى اتفاقية السيسي – البشير الميتة ؟
يومها قالت عنقالية من نواحي كبكابية :
عد ده كلام يا هولاند ؟ بهذه السرعة نسيت وعودك الإنتخابية بارغام البشير حل مشكلة دارفور ؟
كلام ليل الإنتخابات ، يمحوه نهار الواقع السياسي ومتطلباته ؟

3 -  جوزيف كوني ؟

في يوم الثلاثاء  31 يوليو 2012 ، جدد مجلس الأمن تمديد بقاء قوات اليوناميد لمدة عام آخر ، وحتى 31 يوليو 2013 ! احتوى قرار التمديد على فقرة اضافية ، يمكن توصيفها بالقنبلة الموقوتة !

تنص هذه الفقرة القنبلة في  القرار على أن مجلس الأمن يشجع قوات اليوناميد في دارفور على التعاون في القبض  علي  جوزيف كوني ،   المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ليواجه اتهامات بشأن جرائم حرب!
افترض مجلس الأمن أن كوني متواجد في دارفور بدعم مغتغت من نظام البشير ، الذي يستعمله كفزاعة ضد الرئيس اليوغندي موسفيني ، المعادي للرئيس البشير   !

هل يخطط مجلس الأمن لإستعمال كوني كذريعة للتدخل العسكري الخشن في دارفور ، بل في السودان ، عند الضرورة ؟ كما تم استعمال أسلحة الدمار الشامل كذريعة للتدخل العسكري  في العراق ، والأسلحة الكيماوية كذريعة لتدخل عسكري خشن متوقع في سوريا ؟

صار كرت جوزيف كوني ، كما كرت  أمر القبض ، يتم رفعه في وجه نظام  البشير كلما حرن وعصى !

حوصر نظام البشير بين فكي كماشة مجلس الأمن :

الفك الأعلى أمر القبض !

والفك الأسفل جوزيف كوني !

أصبح نظام البشير رهينة عاجزة  (كما الميت بين يدي غاسله) في أيادي إدارة أوباما ( المجتمع الدولي ) !

صدرت من نظام البشير بعض النقنقة بخصوص تضمين كوني في قرار مجلس الأمن ، لأنه يعرف ما وراء الأكمة !

ولكن الغريب في الأمر أن نظام البشير لم يحتج هذه المرة على قرار تمديد بقاء اليوناميد في دارفور الذي يتعارض مع  إبرام اتفاقية السلام ( السيسي- البشير ) في دارفور !


4 -  قوات  الإحتلال  الدولي ( اليوناميد ) ؟

قوات  الإحتلال الدولي ( اليوناميد ) عار ما بعده عار على نظام البشير !

كيف ؟

المهمة الحصرية لقوات اليوناميد هي حماية مواطني دارفور المدنيين والنازحين من بطش قوات نظام البشير ! لا مهمة لها غير هذا المهمة البئيسة ... حماية شعب من بطش حاكمه !

عدم اعتراض نظام البشير على استمرار بقاء قوات اليوناميد في دارفور يؤكد قبوله بفرضية بطشه وقمعه لشعبه النازح  ولمواطنيه المدنيين  في دارفور !

اعطني عارا أكبر من هذا العار !

هل تعلم أن الأمم المتحدة تصرف كل عام مليار و500 مليون دولار على قوات اليوناميد ... (  16200 جندي و2310 من أفراد الشرطة في عام  يوليو 2012  – يوليو 2013 ، بعد أن كانت  19555 جنديا و3772 شرطيا في عام  يوليو 2011 –يوليو 2012  ) !

أجمع المراقبون على أن قوات اليوناميد  هي كدايس بدون أسنان ،  لا  تحفظ أمناً ولا تحقق استقرارأ !  قوات زخرفية  مهمتها الحصرية  هي حماية  عناصرها ، لينعموا بمخصصاتهم الأممية  المالية الضخمة ، كونهم  يعملون في مناطق حرب !  وقد أخفقت اليوناميد حتي في تفعيل مهمة   حماية عناصرها  ، كما تدل سلسلة الأغتيالات والأختطافات المتكررة لعناصرها المبغبغة !

ولا نلقي القول جزافا ولا من فراغ ، وإنما نتوكأ على آيات شاخصة ، في توكيد عدم  فعالية  وفاعلية اليوناميد !   آخر هذه الأيات  المجزرة التي قامت بها مليشيات الجنجويد ، التابعة  للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية  مباشرة  ، في معسكر النازحين بكساب قرب مدينة كتم ، في يوم الأربعاء أول أغسطس 2012 ، واستباحتها للمعسكر في يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ، حيث لا تزال مسيطرة عليه ، حتي اليوم السبت 4 أغسطس 2012 ،  تقوم بذئبيات  السحل والقمع والبطش بحق نازحيه العزل ... في غياب تام لقوات اليوناميد ، وقوات الشرطة السودانية النظامية !

اختبأت قوات اليوناميد  الزخرفية  في مقارها المكندشة ، ولم تحرك ساكنا ، ولا يزال مسلسل الإغتيالات جاريا في المعسكر أمام بصرها  وسمعها !

وعندما تغادر قوات اليوناميد الزخرفية دارفور  سوف لن تترك أثرا على الأرض لهذه المليارات ( أكثر من 15 مليار دولار حتى تاريخه  ) !

لم يتم صرف دولار واحد من هذه المليارات  ال 15 على حفر بئر ، أو فتح مدرسة ، أو تأهيل شفخانة ، أو إغاثة نازح !

كما  تصرف الأمم المتحدة مليار و500 مليون دولار كل سنة لإغاثة نازحي ولاجئ دارفور ( أكثر من 3 مليون نازح ولاجئ ) !

وتصرف إدارة اوباما نفس المبلغ كل سنة للإغاثة ، ويصرف الإتحاد الأروبي 500 مليون دولار كل سنة كذلك ! وصرفت الجامعة العربية ( مجلس وزراء الصحة العرب ) مبلغ 50 الف دولار ( مرة واحدة غير متكررة ) علي الخدمات الصحية في دارفور ، تم دفعها لنظام البشير !

يصرف المجتمع الدولي ( الأمم المتحدة ، إدارة اوباما والإتحاد الأروبي ) كل سنة 5 مليار دولار على قوات اليوناميد واغاثة نازحي ولاجئ دارفور  (  حوالي  50  مليار دولار حتي تاريخه ) !

سوف يرجع نازحو ولاجئو دارفور الى حواكيرهم ، ليجدوها قاعا صفصفا ، وليس في جيوبهم دولارا واحدا من هذه ال 50 مليار دولار !   كما لم يتم صرف دولارا واحدا من هذه ال 50 مليار دولار علي الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في دارفور ، ولا علي مشاريع  البنية التحتية   والتنمية  في دارفور  ... أذن لصارت  دارفور جنة الله في أرضه بدلأ من جحيمه الحالي !


يتحمل وزر هذا العار الرئيس البشير وسياسات نظامه الذئبية !

اعطني سببا اوجه من هذا السبب للإطاحة بنظام البشير ؟

وقس على قوات الإحتلال في دارفور ( اليوناميد ) ، قوات الإحتلال الثانية في أبيي ( اليونفسام ) ، المكونة من  4 ألف  و200 عنصر من القوات الأثيوبية ؛ ومهمتها الحصرية ضمان خلو منطقة أبيي من السلاح  ، بعد أن اجتاحت قوات البشير أبيي في يوم الخميس  19 مايو 2011 ! 

وقس عليهما قوات الإحتلال الجديدة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان  المتوقع وصولها في القريب العاجل ، في اطار قرار مجلس الأمن 2046 ، لضمان وصول الإغاثات الدولية للنازحين في الولايتين ، ولمراقبة الشريط الحدودي ، معزول السلاح ، بعرض 10 كيلومتر على جانبي الحدود بين دولتي السودان !

وتكر مسبحة قوات الإحتلال الأممية في بلاد السودان !

أعاد نظام البشير ، بسياساته البصيرة أم حمد ،  قوات الإحتلال الأجنبية لبلاد السودان ، بعد أن خرجت منه في صباح يوم الثلاثاء 16  أغسطس 1955م ، بخروج آخر جندي احتلال بريطاني ومصري من محطة سكة حديد الخرطوم !



5 – مليشيات الجنجويد ؟
قوات الإحتلال الداخلي ، بمسمياتها المتعددة ( الجنجويد ، الدفاع الشعبي ، المجاهدون ، المجاهدون الحقيقيون ، الدبابون ، الكتائب الخاصة ، حرس الحدود ، الشرطة الشعبية  ضمن مليشيات أخرى ) ومثلها معها من القوات النظامية   في دارفور ، تستهلك كل عام أكثر من  3  مليار دولار  من ميزانية الدولة ، على حساب الخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية في دارفور ،  لضمان بقاء  الرئيس البشير  على كرسي السلطة  !  صرف نظام البشير  أكثر من 30  مليار دولار منذ بداية المحنة   في دارفور في عام 2003    علي  مليشيات الجنجويد والقوات النظامية في دارفور ! 

ولم يتم صرف دولارا واحدا من هذه ال 30 مليار دولار علي   الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في دارفور ، ولا علي مشاريع  البنية التحتية   والتنمية  في دارفور  ... أذن لصارت  دارفور جنة الله في أرضه بدلأ من جحيمه الحالي !

نعم  ...    كما هو الحال مع قوات الإحتلال الأجنبية  في دارفور وأبيي ، لا ترى أي أثر لهذا الصرف الداخلي  البذخي (  على مليشيات وقوات  البشير ) على التنمية  والخدمات  ومشاريع البنية التحتية في دارفور  !

اعتمادات مالية مليارية ، من دم وعرق المواطن السوداني ، تذروها رياح المليشيات الذئبية  !
صرف دولي  مهول (  صفري بمعيار التنمية والخدمات ) على قوات الإحتلال الأجنبية !
صرف داخلي مهول (  صفري بمعيار التنمية والخدمات ) على قوات الإحتلال الداخلية  !
هذا هو كتاب الرئيس البشير ، الذي سوف يستلمه بشماله  ،  بأذنه تعالي  !

نواصل ...

 

آراء