كتلة الممتاز باعت القضية

 


 

حسن فاروق
18 August, 2014

 


اصل الحكاية 
لازالت قضية اموال البث التلفزيوني هاجس يؤرق فرق الدروي الممتاز ، ولازالت الأندية تنتظر إتحاد ضعيف مكتوف الأيدي يرضخ لأوامر من (جهات عليا) تفرض عليه عدم التدخل لمنع التلفزيون القومي ( موقع القعد) ، وقناة النيلين (المتمتعة بإمتياز النقل) من نقل مباريات الدوري، فالدوري الممتاز يقترب من نهايته ، ولم تتسلم الاندية مستحقاتها المالية من القناة المذكوره والتي تأكد وبما لايدع مجالا للشك أنها تبث الدوري تقريبا بالمجانا ، وهذا لايحدث في عالم اصبح التسويق والرعاية والبث جزء رئيسي من إنتعاشه الاقتصادي ، الذي يقود تلقائيا الي نجاح المنافسة ، ولكن القناة المتمتعة بالحصانة السياسية ، ظلت طوال مواسم تعاقداتها علي البث التلفزيوني عاجزة عن الالتزام بالجانب المالي ، والمصيبة أن قادة الاتحاد العام يتسترون عليها علي حساب الاندية الفقيرة التي تشكو لطوب الارض من قلة الفئران .
فقد إنقضي الموسم الكروي السابق ، ولم تسدد القناة بقية المتأخرات ، تخيلوا معي إنقضي الموسم وهبطت أندية لها قانونا الحق في هذه الاموال المتأخرة ، وصعدت أندية لاعلاقة لها من قريب او بعيد بهذه الاموال ، سددت القناة حسب الاخبار جزء من هذه المتأخرات في الدورة الاولي من الموسم الحالي ، ولا احد يعلم كيف تم توزيعها علي الاندية ، هل نالت الاندية الهابطة حقها من هذه المتأخرات (الموردة واهلي مدني) ؟ أم تم توزيعها علي الاندية الصاعدة (الرابطة كوستي وهلال الفاشر) ؟ 
لا يوجد نادي من أندية الممتاز يعرف شيئا ، لايعرفون هل تم التعامل معها كمتأخرات مالية من الموسم السابق ، أم أنها ضمن حسبة الموسم الجديد ، بل سأذهب أبعد من فالاندية لاتعرف شيئا عن المبلغ الكلي وطريقة توزيعه ، لأن المواسم تداخلت ، والاتحاد عاجز عن إنتزاع حقوق انديته ، في الدورة الاولي من الموسم الحالي نال كل ناد 179مليون (متاخرات الموسم السابق) ، وفي الدورة الثانية التي تقترب نهايتها نال كل نادي 25 مليون جنية سوداني فقط ( كل هذه المبالغ بالعملة القديمة) ، وإذا اعتبرنا أن مبلغ الدورة الاولي من متأخرات الموسم السابق ، سنجد أن التلفزيون وقناة النيلين لم يدفعا لكل نادي سوي 25 مليون فقط ، وهو مبلغ لا اعرف ماذا اقول عنه .
الاندية مغلوبة علي امرها ، والاتحاد فاشل وعاجز عن إتخاذ قرار نهائي وحاسم في قضية ستنسف مع الوقت بطولته الكبري ، وكتلة الممتاز في أضعف حالاتها لدرجة يمكن أن نقول معها أنها باعت القضية ، وأصبح تقود حملة تبرير الواقع المرير لصالح الاتحاد الضعيف ، خاصة الاندية المسنودة سياسيا ، والتي تتمتع بإمتياز الدعم المالي المباشر من أجهزة الدولة المختلفة ، لم تعد أزمة البث والرعاية من اولوياتها ، وتحولت هذه الاندية الي مخلب قط تضرب الاندية التي تنتمي للكتلة لحماية مصالحها ، والنتيجة إغتيال منافسة وتدمير أندية . والقناة تتمتع بإمتياز البث التلفزيوني وكلها ثقة أنها تتمتع بحماية عليا تمنع الجهة المسؤولة عن اللعبة وعن إستقلال هذه اللعبة ، وابعادها عن التدخل السياسي من التفكير في مجرد الاقتراب منها ، ولاننسي هنا مليون دولار متأخرات قديمة لم يسددها التلفزيون القومي حتي هذه اللحظة .. كل هذه الحقوق ضائعة لأن الكتلة باعت القضية ، والاتحاد باع المنافسة للقرار السياسي .
hassanfaroog@gmail.com

 

آراء