كلامات ملولوة ؟
ثروت قاسم
15 July, 2012
15 July, 2012
Tharwat20042004@yahoo.com <mailto:Tharwat20042004@yahoo.com>
1 - القمة الافريقية
تعقد القمة الافريقية ال 19 في اديس ابابا يومي الاحد والاثنين 15 و16 يوليو 2012 ! ربما يهم القارئ الكريم معرفة 3 أمور ، من بين أمور أخري كثيرة ، في هذه القمة :
• الامر الاول لقاء علي هامش القمة بين الرئيس البشير والرئيس سلفاكير ، لمناقشة الأمور العالقة بينهما ، وأتخاذ قرارات قطعية بشأنها ، كما يسعي لذلك ، من خلف ستار ، المبعوث الرئاسي الأمريكي برنستون ليمان !
• الأمر الثاني أنتخاب رئيس جديد للأتحاد الأفريقي ، بعد أن فشل الأتحاد ( فبراير 2012 ) ، في المفاضلة بين الرئيس الحالي جان بينق ( القابون ) ، ومنافسته السيدة دلاميني زوما ( جنوب أفريقيا ) ، الزوجة السابقة للرئيس جاكوب زوما ووزيرة خارجية جنوب افريقيا السابقة !
• أكد الرئيس التونسي المرزوقي بأنه سوف لن يتمكن من مقابلة الرئيس البشير في أديس أبابا ، ونفي مسوؤل في الرئاسة المصرية تصريح الدكتور نافع علي نافع بمقابلة الرئيس البشير للرئيس مرسي في أديس أبابأ !
وكان الرئيس مرسي قد أكد للسيد الأمام ، في رسالة ، أنه يقف مع الشعب السودان ضد قوي البغي التي تقمعه ! اذا كانت الأمور طبيعية بين الرئيسين ، لزار الرئيس البشير زميله المصري لتهنئته والمشاركة في حفل تنصيبه ، كما فعل الشيخ راشد الغنوشي والرئيس المرزوقي ، وغيرهما من الثوار العرب ! ولا نستبعد ان تكون الرئاسة المصرية قد أعتذرت عن زيارة الرئيس البشير للرئيس مرسي في القاهرة للتهنئة ، كما أعتذرت للدكتور نافع والسيد جعفر الميرغني ، وهما بالقاهرة !
في هذا السياق ، بدأت المفاوضات بين وفدي حكومتي السودان يوم الخميس 12 يوليو 2012 في مدينة بحر دار الأثيوبية ، حول جميع الملفات العالقة، وبالاخص ملف الحدود ، والملف الأمني ، وملف البترول ! وتسعي أدارة أوباما لأنجاح هذه المفاوضات بحلول يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ، لتنفيس الوضع المحتقن في بلاد السودان ، بعد المظاهرات المطالبة بالأطاحة بنظام البشير ، والتي أستدامت لمدة اربع جمع سابقة ، ولا تزال مستمرة ، ومستعرة خصوصأ في الجمعة الرابعة ( الكنداكة ) 13 يوليو 2012 ، التي أستعمل النظام فيها الطيران الحربي لتعقب المواطنين العزل في مسجد الأمام عبدالرحمن ، وأمطر دار الأمير نقدالله بوابل من الغازات المسيلة للدموع !
2 – الوضع السياسي الراهن !
اليوم الأثنين 16 يوليو 2012 ، يدخل مشوار الإطاحة بنظام البشير يومه ال 32، وأسبوعه الخامس ، وشهره الثاني ! عبر المظاهرات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات على مدار عشرات الأيام ، وأربع جمع مفصلية : الكتاحة ، ولحس الكوع ، وشذاذ الآفاق ، والكنداكة !
وسوف تتوالى الجمع وأيام التظاهرات الأخرى حتى سقوط النظام بإذن الله !
نلخص أدناه بعض الملاحظات العامة على الوضع السياسي الراهن !
3 - الكلام الملولو :
المظاهرات والوقفات الإحتجاجية ترغم سادة الأنقاذ على النظر في المرآة ، رغم تسفيههم لها وتقليلهم من شأنها في أجهزة إعلامهم ! وحينها يرون وجوههم على حقيقتها ، بعد سقوط الأقنعة التي يلبسونها أمام الرأي العام ، مما يجلب لهم النكد والهم ، ويرغمهم على الإستمرار في أحاديث اللولوة على شعوبهم ليغطوا سوءاتهم !
ليبدأوا الحديث عن شعب آخر ، وليس الشعب الذي يعرفه الجميع في الواقع ! ليبدأوا الحديث عن وضع خيالي آخر ، وليس االوضع الكارثي الذي يعرفه الجميع في الواقع !
ولكن دون جدوي ! لا يمكن لأحد أن يتذاكي علي الشعب السوداني المبصر ، بصرأ وبصيرة !
وأن من سادة الأنقاذ لفريقأ يلون ألسنتهم بالكتاب ، لتحسبوه من الكتاب ، وماهو من الكتاب ، ويقولون هو من عند الله ، وماهو من عند الله ، ويقولون علي الله الكذب وهم يعلمون !
بدأت مؤسسة الكذب بأذهب للقصر رئيسأ ، وسوف أذهب للسجن حبيسأ ! وتوالت الأكاذيب وأحاديث الأفك طيلة ال 23 عامأ المنصرمة !
أخترنا أدناه عينة من 6 من هذه الأكاذيب البلقاء ، من بين الاف ، التي لا يطرف جفن ناشريها من سادة الأنقاذ ، وهم يطرشونها ، وفقط خلال الأسبوع المنتهي يوم الخميس 12 يوليو 2012 !
اولأ :
+ سعادة الدكتور ربيع عبد العاطي ، مستشار وزير الأعلام ، يصول ويجول في الفضائيات العربية والدولية ، مدافعأ ومنافحأ ، عن نظام البشير وسياساته الكارثية ! الدكتور ربيع محامي نظام البشير بأمتياز !
أفتضح أمر الدكتور ربيع وأمر نظامه ، وعرف الشعب السوداني تدليسه ، عندما أكد في حواره مع البرفسور عمر القراي ، في قناة الجزيرة ( يوم الثلاثاء 10 يوليو 2012 ) ، وكل العالم يشاهد ويسمع ... أن الدخل الشهري للمواطن السوداني يبلغ في المتوسط حوالي 15 مليون جنيه ( 1800 دولار ) ؟ وتبع الدكتور ربيع هذه الكذبة البلقاء بعدة أكاذيب ، عرته وعرت نظامه امام العالمين !
يمكنك زيارة الرابط أدناه :
http://server14.kproxy.com/servlet/redirect.srv/sruj/swkogfhpozjkoc/stuv/p1/wp-content/uploads/2012/07/000025.jpg <http://server14.kproxy.com/servlet/redirect.srv/sruj/swkogfhpozjkoc/stuv/p1/wp-content/uploads/2012/07/000025.jpg>
ثانيأ :
++ كذبة بلقاء أخري ، هذه المرة من معالي الدكتور الحاج آدم ، نائب الرئيس ، الذي أكد ، في ثقة متناهية ، بأن الأجانب يشاركون في مظاهرات الخرطوم بنسبة 85% ، وحسب أجندات خارجية تآمرية !
( وأتهم السيد النائب المعارضة بأن لها خلايا نائمة ، تخطط لأغتيال قادة الأنقاذ ! وختم تصريحه بأن ( كل الحكاية هواء ساكت )!
لم يقل لنا معالي السيد النائب :
* كيف حسب نسبة 85% ، ولم يجدها 95 % أو 75% مثلأ ، وهل تحقق من البطاقات الشخصية للمتظاهرين !
** ولماذا هو وبقية سادة الانقاذ قلقون مادامت الحكاية هواء ساكت ؟
*** ردت المعارضة بأنها ليست لديها خلايا نائمة ، ولا مدسوسة ، بل مستيقظة ومكشوفة تعمل وسط النقابات ووسط الشباب والنساء لإسقاط النظام !
ثالثأ :
+++ وفي كذبة السنة ، بل في أكبر فضيحة صناعية بجلاجل ، تعطل مصنع سكر النيل الأبيض (بتكلفة مليار دولار ) ، ولم تمض علي افتتاحه بواسطة الرئيس البشير ( يوم الأربعاء 11 يوليو 2012 ) 24 ساعة ، مما تعدون ! وتكتمت أدارة المصنع عن تبيان سبب العطل ! وأن كان أي عنقالي في سوق الدويم يخبرك بأن الشركة الأمريكية بانية المصنع قد رفضت ، بناء علي تعليمات من أدارة اوباما ، بأن تكشف لأدارة المصنع البرنامج الألكتروني لتشغيل المصنع !
صار المصنع الذي وصفه الرئيس البشير بأنه ملحمة وطنية ، بئر معطلة وقصر مشيد ! فيل أبيض ، بل فيل طين ! يحاكي مشروع سندس الزراعي سئ السمعة !
أكذوبة أخري من أكاذيب الانقاذ !
وأضاف المصنع مليارأ اخر لديون السودان التي تجاوزت حاجز 40 مليار دولار ، والتي أكد المبعوث الرئاسي الامريكي للسودان ليمان ، انها سوف تبقي دون مسح او أعفاء أو شطب ما بقي الرئيس البشير علي دست الحكم !
رابعأ :
++++ أدعي معالي الأستاذ علي عثمان محمد طه ، النائب الأول ، بأن الشعب السوداني تعود على التخمة من الأكل المبالغ فيه ، ويتذمر ويتظاهر عندما يطلب منه الإعتدال في أكله ، والتقشف في حياته المرفهة ، حسب البرنامج التقشفي الأخير ، الذي دعي له نظام البشير ! تعامي معالي الأستاذ علي عثمان عن الحقيقة الساطعة ، كما الشمس في رابعة النهار ، والمعروفة للمجتمع الدولي قاطبة ، أن الشعب السوداني مرشح للدخول ، في القريب العاجل ، في مجاعة طاحنة نتيجة مباشرة لسياسات نظام البشير !
تناسي معالي السيد النائب الأول بأن بلاد السودان الدولة البرنجي في عدد النازحين واللاجئين ، الذين يعتمدون في بقائهم أحياء علي الأغاثات الدولية ... أكثر من 3.5 مليون نازح ولاجئ ! تصرف أدارة اوباما والامم المتحدة والأتحاد الاروبي 3 مليار و500 مليون دولار كل سنة لأغاثة أكثر من 3 مليون نازح ولاجئ دارفوري ، بخلاف مليار و500 مليون دولار هي تكلفة قوات اليوناميد السنوية !
المهمة الحصرية لقوات اليوناميد هي ضمان سلامة نازحي دارفور من بطش نظام البشير !
تصرف الامم المتحدة كل سنة مليار و500 مليون دولار لتحمي نازحي دارفور العزل من بطش نظام البشير !
وكل نازح وكل لاجئ من هؤلاء التعساء يكافح كل يوم ليبقي حيأ لليوم التالي !
ثم يأتي معالي النائب الأول ليذكرنا بحياة البذخ التي يعيشها الشعب السوداني ، الذي ربما مات ، بسببها ، من التخمة وليس من الجوع !
ويقولون علي الله الكذب ، وهم يعلمون ! بل هم قوم مسرفون !
خامسأ :
+++++ كذر للرماد في عيون المعارضة ، وافق معالي النائب الأول ، مشكورا على تكوين لجنة لصياغة الدستور الإنتقالي يرأسها انقاذي ومقررها انقاذي ، وجل أعضائها من جماعة مولانا ، ومن الدقيرين والمسارين ، وما رحم ربك من الموالين من عناصر أحزاب البترول !
سادسأ :
++++++ أما أم الكضبات وحبوبتها ، فقد رماها معالي الاستاذ النائب الاول ، أذ أكد موافقة معاليه على بدء حوار مع المعارضة حول التبادل السلمي للسلطة ... من الإنقاذ الى حاج الإنقاذ !
وتمنى معاليه أن يقود فريق المعارضة المفاوض معالي الفريق صديق محمد اسماعيل ، نائب رئيس حزب الأمة القومي ، لأنه ودراويشه يجيدون رقصة الفيل والفأر ، ولعبة ال 85% الحوارية ، ويقدمون ورقة توت لستر سوءات الإنقاذ ! وربما يستمر الحوار أم ضبيبيني ، الذي بدأ نهاية 2011 ، حتي أبريل عام 2020 ، نهاية الفترة الرئاسية القادمة للرئيس البشير ... وفي العجلة الندامة كما يقول المثل الشعبي !
في هذا السياق ، هل نسيت ، يا هذا ، ما قاله رئيس وزراء أسرائيل الهالك شامير من أنه توافقي ، وما عنده قشة مرة ، ومستعد للحوار مع الفلسطينين لمدة 90 عامأ حسومأ !
وكذلك سادة ألأنقاذ ، توافقيون ، وما عندهم قشة مرة ، ومستعدون للتفاوض مع المعارضة السياسية حتي تغمر الأمطار صحراء العتمور ، حيث يهيم علي وجهه الدكتور منصور خالد وصحبه الميامون من شمالي الحركة الشعبية !
4 - خاتمة :
يؤمن السيد الامام بان الحوار ( الحقيقي ) المستدام ( وليس حوار الفيل والفار ) هو إستراتيجية الشجعان ! خصوصأ وقد أوصل سادة الأنقاذ بلاد السودان الي حافة الهاوية ، مما يؤكد حتمية الحوار الحقيقي ، لتجنب الأنزلاق الي الهاوية !
ولكن هل يسمح السيد الأمام لنفسه بمحاورة من يلبسون الحق بالباطل ، ويكتمون الحق وهم يعلمون ؟
وقد جرب السيد الأمام الحوار مع سادة الأنقاذ سنين عددأ ، فلم يجد غير سراب بقيعة ، يحسبه الظمأن ماء ، حتي أذا جاءه لم يجده شيئأ !
يعلمنا السيد الأمام أن الأية 92 من سورة النحل تحذرنا من الحوار مع الذين يستغلون المعاهدات والاتفاقيات والمواثيق ( أيمانكم ) كوسائل لغش ( دخلأ ) خصومهم ، والضحك عليهم ( تتخذون أيمانكم دخلأ بينكم ) ، لأنهم يؤمنون أنهم أقوي ( أربي ) من خصومهم ، فيتفهون ويستصغرون خصومهم ، وبالتالي يضحكون عليهم بالحوار العبثي معهم :
( ... تتخذون أيمانكم دخلأ بينكم ! أن تكون أمة هي أربي من أمة ... ) !
كما يحذرنا السيد الأمام من أن يفتننا سادة الأنقاذ بالكلام المعسول ، ودردقة الأفيال بدلأ من الفيران ، كما جاء في الاية 27 من سورة الاعراف :
( يا بني أدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج ابويكم من الجنة ... أنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ) !
ويحذرنا السيد الأمام من أن نجرب المجرب ، فتحيق بنا الندامة !
وقد جربنا الحوار مع سادة الأنقاذ ، فلم نجني غير قبض الريح ، وأطالة عمر سادة الأنقاذ ، وتثبيط همم جماهير الشعب السوداني الذين ينتظرون حلة ملاح تغلي في النار وهي فارغة !
آن الأوان للطواغيت ليواجهوا الواقع ، بدلا عن الهروب الى الأمام ... الهروب الذي سوف يقودهم لجهنم في نهاية المطاف !
دقت الأجراس لنظام الأنقاذ يوم الأربعاء 4 يوليو 2012، عندما اعتمد تحالف قوي الإجماع الوطني النظام الديمقراطي البديل ، وبدأ العد التنازلي لزوال نظام الانقاذ !
ابدأ في الحساب ، إن كنت من العادين ؟