كلام الطير فى باقير عرمان !؟
كيف لنا بازاحة هذا الكابوس الذى يريد أن يخلفه السلام بعد الانفصال من ركام لأدوات وأشخاص ظلت معاول للهدم ومعالم وأفكار بوار بقيت مسخاً مشوها ووبالا على البلاد بما حملته من رسائل مفخخة وهى تمضى فى تنفيذ مخطط تمزيق الوطن عبر اتفاق السلام الشامل !. من أين نبدأ لمراجعة الخبال والتركة المثقلة التى سقطت على واقعنا بين يدى أرباب السودان الجديد وسلامهم وأمانيهم فى أن تبقى بضاعتهم رائجة حتى عقب الانفصال الذى بات على الأبواب !. أهدرت البلاد وقتاً عزيزاً وجهداً مقدراً وانفاقاً سخياً كى تصان وحدة البلاد بنسيج متين وصف متراص ، ولكن حملة رايات الانفصال بالداخل ومن يقفون من خلفهم خارجياً كانوا بارعين فى تسويق مفردة ( الوحدة الجاذبة ) التى عجز من خط مسودة الاتفاق أن يحددها وصفاً وتعريفا ويبين الآليات والأدوات الموصلة لهذة الكلمة السحرية التى كان الباطل والضلال والمكر يلفها لفاً ويغلفها كالسم الزؤام !. كانت خدعة الوحدة التى قادنا اليها السلام من بنات أفكار بيوت غربية وكنسية صهيونية ماكرة حشد لها دهاقنة التآمر العالمى ، وجرى تمريرها وتمت طمئنتنا بأننا نتواثق مع طرف يفى بعهوده ومواثيقه ، وما درينا أن اسرائيل بوصفها القرآنى الدقيق فى التسويف ونقض العهود والمواثيق ، كانت الحركة الشعبية شريك السلام مجرد نسخة مصغرة لهذا التاريخ القمىء كما كشف واقع الجنوب اليوم !. ونحن نستحضر مواقف القرآن لخداع بنى صهيون الا وتترآى لمسامعنا وأبصارنا صورة عرمان ابليس الحركة الشعبية الذى كان بوقها ونافخ كيرها الذى يجمل سوءاتها ويسوق بضاعتها فى القتل والخراب والتدمير ، وينفخ ضد بنى جلدته بكل ما هو قبيح ونتن يجسد معانى الوفاء الاسرائيلى وجودة صناعة كبريات بيوت الاستخبارات العالمية التى غسلت هذة الأدمغة وصاغتها لخدمة مشروعهم الذى رمى للانفصال من يومه الأول !. ظل هذا البوق عرمان احدى مكبرات صوت الحرب والقتل وبحور الدماء التى سالت والأشلاء التى تناثرت ، والسلاح والعتاد الذى كانت تمتلكه الحركة الشعبية وقتها لا يتوافر لجيشنا النظامى ، فكانت المدن تتساقط ، لم توقف مده غير جحافل الجهاد ومتحركاتها ومصانع الانقاذ التى اقيمت تقوية لبنائنا العسكرى الذى لولاه لسقطت كل المدن حتى العاصمة ، ومسيلمة العرمان كان يبشر بأن حركته على مشارف النيل الأزرق لولا فجر الانقاذ وخطابها وسجالها الجهادى !. هذا الشيوعى الضليل هو امتداد لفلسفة وعقيدة يسارية علمانية جانحة لفظها شعبنا وأخرجها من قبة البرلمان تجرجر اذيالها باكراً، كما خرج هو فاراً الى مصيره بعد حادثة القتل المشهورة للشهيدين (الأقرع و بلل ) لينضم الى تيار تمزيق الوطن !. هذا العراب المأجور هو جزء أصيل من مؤامرة مقررات أسمرا المصيرية فى العام 1995 م عبر التجمع الوطنى الهالك ، الذى اعتلى منبره فى القيادة سميه باقان ليس مصادفة ، فالجهل والكفر والفتنة ملة واحدة !. كنا نرى السند الاقليمى والدعم الدولى بكل اشكاله يتدفق ، والاحتضان والمنابر الاعلامية والدبلوماسية تكرس لهكذا مشروع فتنة ، والغايات تتبلور منذ ذلكم التاريخ وقرنق ونقد والمهدى الكبير والصغير وبعض متقاعدى العسكر هم أساسه ، لتنضاف الى هذه المسيرة المظلمة الحركات المتمردة فى دارفور والترابى فى مشروع جديد ، وهنالك من يحمل الحكومة اضاعة الوحدة الجاذبة !!! عجبى ! فهى دعوة حق أريد بها باطل !.
ظللت أنظر فيما قامت به الحركة الشعبية منذ توقيعها على الاتفاق فى العام 2005 م من ايجابية وتعاون وموقف محمود ، كى أقف على أى اشارة أو دلالة ولو رمزية لانصافها ، لم اهتدى الا على طيف باقان وعرمان وما يحدثونه من فوضى وجلبة مكدرة فى كل المواقع والخطط والبرامج التى كان يجرى تنفيذها لكل مسارات السلام فى الجنوب والغرب والشرق !. ظل هذا الثنائى الموتور يفتعل الأزمات ويختلق الصراعات فى حملة انتهازية مشوشة هدفت لارباك المسيرة السياسية والنيل من أى نية وجهد يدفع بغاية الوحدة الغائبة التى لم تكن من برامج الحركة الشعبية ولا هى فى صدور قادتها ولا من عقولهم بمكان ، ومن ثم انطلقت حملات الابتزاز والمزايدات الممنهجة فى تمرحل مقصود و بمواقيت دقيقة ، فيما ظل دوران سلفاكير حول الوجهة التى يريدها من خلال الاتفاق مبهمة حتى قبل شهر ونيف !. هكذا ظلت قيادة الشعبية تتماهى بالوحدة والغل والشحناء والأحقاد تحركها نحو الانفصال ، والتوجهات الخارجية هى من تقود البوصلة وتحرك دمى باقان وعرمان !. حتى بلغنا الانتخابات وانتهى بنا السلام الى ترشيح عرمان للرئاسة فازدادت حيرتنا لجرأة وصفاقة هذا القاتل الذى لا يخجل ولا يرعوى لأن حصانة السلام منحته هذه المكرمة فى الاقامة والحركة الطليقة والتفكير الرغبوى وبعض الحمقى والبسطاء يحيطون به لحمايته ، وهو بالأمس لا يحلم ان يحط بأى بقعة بتراب الشمال لأنه مثقل بالجرائم والحمل الثقيل فى خيانة الوطن !. كيف يصعد هذا الجاهل برغبته لحكم البلاد وهو لا يملك المؤهل ولا الرصيد ولا الكسب غير طبول الحرب التى يقرعها والنيران التى يشعلها ، كيف نفهم ذلك ونبرره للناخب ! ما الذى جرى لدستورنا وقوانيننا وعقلنا الجمعى أن نسمح لشخص بهذه الخلفية ليدنس نظامنا السياسى ومسيرة الحكم ، وهو يعلم أن زعيم حركته قرنق لو كان حياً لا يمكنه أن يطمح ليرقى لحكم أمة السودان التى أوغلت عميقا فى دولة الشريعة والفضيلة وهو وحركته بلا أدنى مقومات !. لكنه السلام ومهالكه المضحكة ودستوره وقوانينه (المجغمسة) ما كان بوسعها أن تتجاوز مجغمساً كبيراً كعرمان الذى يجيد هذه الحرفة ، و قد طرح من منصة البرلمان بوصفه رئيساً لكتلة حركته استبدال حد الزنا حتى تكون عاصمتنا قومية بمعانى أرباب السودان الجديد فى أول مطلوبات للوحدة الجاذبة ، ومن بعده سمعنا دعوات سلاطين الجنوب بالخرطوم ومطالبهم الجهرية لاشاعة (المريسة) على قارعة الطريق ، وربما انداحت المطالب لبيوت الرذيلة كما كان الحال فى من ناصروا حملة عرمان الانتخابية من السوقة وشذاذ الآفاق !. استحقاقات السلام جعلتنا نتحمل عبء اقامة ما سمى بقطاع الشمال فى الولايات الشمالية ليقوم عليه هذا الدعى ويهرف بكل ما هو بغيض يثير النعرات والحميات والجهويات ، ويبث الفتن والشائعات ويحلم بسيادة لحركته فى الشمال لا ندرى ما هى شواهده لهذا الاستنتاج ، ومشروعها الحالم قد فنى بوعى أهل الشمال وصبرهم على جحيم السلام الذى رفدنا بهذا المجرم المطلوب للعدالة، وحملات تيار منبر السلام العادل لفضح الشعبية تتعقبهم ، وبصيرة قيادته النافذة التى أثبتت الأيام صدق حدسها تصدق ، وأقلام الانتباهة الكاشفة كانت من وراء هذا الفناء بشهادة (الوزير الهمام) ألور !. نعم لقد تصدر عرمان تسويق حلم أربابه فى السودان الجديد ، وما أن فشل حلمهم وسقط صنمهم ، تسربل باقامة دولة الجنوب التى تعقب الانفصال لكنه ناقض نفسه ومقاصد حركته عندما أعلن نيته البقاء بالشمال عقب الانفصال ، وقد كان بالأمس يقاتل الشمال ليتفتت لأكثر من ربع قرن وقد تحقق ، وهو لا يكتفى بهذه النهاية ويطمح أن يكون قطاعه الهلامى وخلاياه السرية النائمة ومن خلفها الحزب الشيوعى وكل واجهات اليسار والعلمانية يضاف اليها عقار والحلو برمزياتهم أن تقيم بأرضنا وتواصل تمزيق نسيجنا المجتمعى وتنخر فى جسد الوطن المنهك فتفت من عضده وتباعد بين مكوناته كما فعلت بالجنوب، ولكنها أحلام لنا معها موعد وآليات مدخرة !، لذلك تراه يهرف بأن الحديث عن قفل مكاتب قطاع الشمال وفك الارتباط أبديا بمثابة (كلام الطير فى الباقير) !. صدقت سيادة (الرئيس عرمان) وأنت ترى سماحة و مكارم أهل الشمال تقبلك بكل جرائمك وما حملت لهم من ثبور وعظائم الأمور ! ، نعم الشمال مكره لقبول حماقاتك وسفهك وعقوقك ومثلك لا يحتاج أن يستأذن أحداً ! لكن من أولى بك ترى أهل الشمال الذين ابتلوا بك وكوارثك التى جلبت ، أم حركتك التى أفنيت عمرك لأجلها ، من أحق بمكافئتك لصنيعك الهباب كى تبقى الى جانبه ، دولة الجنوب الوليدة التى تحتاج لأفكارك النيرة وتخريفك ورعونتك وتهريجك وتآمرك أم الشمال الذى أشبعته بالأورام والداء العضال طيلة هذه السنوات، ترى لماذا خيار البقاء بالشمال والكل قد عرفك ووقف على خصالك ومهامك والأجندة الأجنبية التى تخدم ؟! !؟.
هذا العرمان هو العدو الأول للشمال عقب الانفصال ، وهو أكبر محرض ضد ديننا وشريعتنا ، وهو يسعى بافكه وأراجيفه لتصدر الرد على برنامج رأس الدولة وحزبه ازاء ما صرح به من ملامح لوجهة الشمال عقب الانفصال والذى سيرتكز الى تطلعات قاطنيه فى الشريعة واللغة العربية وما تعنيانه من أبعاد تصادم رغبة أرباب عرمان الذين يصدح بقولهم ويمشى بخططهم وبرامجهم !. دعوات هذا الواهم لوحدة تعقب الانفصال ومحدداتها التى طرح هى من الأمانى المقيتة لأهل الشمال قاطبة بعد هذا المسير الشاق والرهق وقد أزاح الله عنهم صخرة الجنوب الذى استماتوا لاجل ارضائه بكل طريق وسبيل وتنازل ولهث وراء أحلام سراب لم يبقى منها غيرك وبعض الشماليين على عداد الصابع !. هذا البرنامج المستحدث لنسخة السودان الجديد الذى دفع به أمين قطاع الشمال فى مطالبة الدولة بعرض معالم حكم الشمال بعد الانفصال ، ومطالبته برئاسة دورية وبقاء جيش الحركة كما هو الخ من السواقط ، هى رسائل أولياء نعمته فى أمريكا والغرب ولا يمكن لهذا الجاهل أن يكون ممن يقدمون الأفكار والرؤى والمشروعات ، والا فالأولى بهذه المطالب حكومة الجنوب القادمة وهى تعلى من سيادة الدينكا على حساب مكونات الجنوب الأخرى وتزيق شعبها الأمرين!. أهل الشمال لا يحتاجون لقطاع تدميرى عميل مكشوف الوجهة جلب لهم التخلف وتراجع التنمية وقبلها غياب مقاصد الدين من أمثال هذا الخائن للوطن كى يتطاول ليحدد وجهتهم وما يريدونه لمستقبلهم !.ليس بمقدور أهل الشمال هضم أو استساغة هرطقة هذا النابغة الجهول عرمان ، ولا مكان ولا وجود لأى شخص كائنا من كان أو أى شى تعلق بحركته وقطاعه الذى يهددنا ببقائه بالشمال ، وهو يدعوا لمحاربة الشريعة وكراهية دين الله ، والتهديد الذى يطلق لا يوجب على متلقيه غير الرد المتكافىء بمثل ما كان ردنا له ابان الحرب فى الألوية وأرتال الشهداء والدبابين الذين عرف حميتهم وجسارتهم فى الميدان وتوقهم للشهادة !. هذا التجاسر الذى يدفع به هذا الناعق وراءه ما وراءه من الجهات والدول والمنظمات والكنائس التى ترسل بالاشارات وهى تقود حملات الانفصال بمدن وارياف الجنوب وقد صرفت عليها ملايين الدولارات فى الدعاية والشعارات كان الأولى بها ازالة الفاقة والمسغبة وايواء من هاجروا لدولة الأمن والطمأنينة والحريات ، ومشاهدهم فى الفضائيات قد التحفوا السماء وبطونهم خاوية !. هذا الوعيد الكاذب للأفاك عرمان بتمدد حركته وبقائها بالجنوب يستوجب منا حملة شعبية عارمة ومنازلة موعودة بعد أن خانت حركته الاتفاق وخرقته تآمرا بتشييع الدعوة للوحدة جاذبة أم غير جاذبة ، وحملات الشقاق والفصام قد انطلقت من قادة الحركة وولاتها بتغييب ارادة المواطن الجنوبى ومصادرة رأيه وحريته فى الخيار لتبقى الكلمة للأقلية التى تسيطر على مقود الحكم فى الجنوب !. نعم بمثل ما قال باقان للتلفزيون القومى يوم 24 ديسمبر الجارى ، أن التعايش بين الشمال والجنوب بات مستحيلا فان بقاء عرمان ومتعلقات قطاع الشمال وأى من تبعات الحركة ومشروعها الهالك يبقى مستحيلا بالشمال دونه المهج والأرواح !. عرمان يقول أنه لن يستأذن احدا فى الشمال ، وحركته تطبق عصراً نازيا بأرض الجنوب ، فمنعت قيام الدورة المدرسية التى نهبت أموالها ، وحصرت الجنوب على دينها وشريعتها الغابية ، ووأدت حملات الاستفتاء المناهضة لتيار الانفصال فكان الاعتقال والقهر والتعذيب والتزوير فى السجل ، وصادرت الحريات فكيف ينشد حرية بيننا تصادم ديننا ومورورثنا ومعتقدنا !. حركة عرمان قيدت صوت الوحدويين من أبناء الجنوب وكممت أفواههم بمثل ما غيبت الشارع الجنوبى ، كما صادرت حيادية مفوضية الاستفتاء فى ادارتها لمهامها ، ففقدت هذه المؤسسة النزاهة والشفافية والحرية فى التسجيل والطعون ونشر الكشوفات وتكافؤ الفرص فى الدعاية والترويج وفق قانونها ، مما زهد الشمال فى مخرجاتها طالما انهد صرح السلام من داخله وانهدم الدستور وغابت روح الاتفاق لنواجه بحركة انفصالية تسلقت الاتفاق بغلاف وحدودى حتى تبلغه ، وتريد أن تصبح مخلباً فى الشمال لاستكمال حلقات التآمر وبيع الوطن فى سوق النخاسة الأمريكى الأوربى الذى اعتمد سياسة تقسيمه !. حركة عرمان هى من تسوف قضية أبيى وتأجج نيرانها بتعويم الحل وتسفيه حقوق المسيرية ، وهى من تأخر ترسيم الحدود بالمماطلات والانسحاب المتعمد والتعطيل بالغياب المقصود لغايات بعينها ،وعرمان يريد أن يبقى بالشمال كى يستمر هذا الكيد والتشاكس ووضع المعوقات المصطنعة !. حركة عرمان هى من تقف وراء طلب الجنسية المزدوجة لابقاء خميرة العكننة وأجواء التوتر ويستمر المراء والجدل العقيم حول القيم والمبادىء ، كى تبقى هى المسيطرة على عصب القيادة بأفكار اليسار وسيطرة ابناء قرنق داخل الحركة بولائهم المعروف للغرب وأمريكا وارباك مستقبل البلاد واعادتها لدائرة الحروب والشر والتمرد , فكيف يسمح لهم بذلك !. هذا التطاول الذى يتمشدق به عرمان قد ولى زمانه ولا يحتاج الشمال لمحوه من خارطته الى القوانيين والحريات العامة والركون الى الكلام المجغمس ، لأن مسيرات غضب سند الانقاذ التى انطلقت باتجاهه ستبقى هى الاستفتاء الحقيقى بلا تزوير أو مواربة لكنس عرمان وقطاعه بكل خبثه وخبائثه !.بات يقينا أننا نفارق الجنوب بزهد وغبطة كما شهدنا فى فعال قادته وما جسدوه من غدر وخيانة ونكران للجميل والعشرة ، لكن يلزمنا أن نعمل لأجل تفكيك بؤر عرمان وقطاعه الفتنة ، الى ان يغادر ساحتنا واذنابه سلما أو حرباً ان اقتضت الضرورة واستمر الكيد ودق نواقيس الخطروالحرائق على أيدى مثل هذا المكابر !. نحتاج لجهود خارقة لتفريغ شحنة البغضاء التى زرعها هذا القطاع الفتنة بالشمال !. أنظروا كم افترى هذا المخلب بالسطو على مثلنا الشعبى (كلام الطير فى الباقير) ، فموعدنا معه قريب يرى !!؟؟..
adam abakar [adamo56@hotmail.com]