كلب الأحياء القذر المليونير .. بقم: عزيزة عبد الفتاح

 


 

 

 

عــندما بدأ بث البرنامج الشهير (من سيربح المليون) ، في نسخته الأصلية ببريطانيا قبل أكثر من عقد من الزمان ، والتي قامت بإنتاجها شركة (سوني ) اليابانية لم يضع منتجوه حسابات نجاحه الي درجة توغله بهذا القدر المخيف ربما في حياة الأشخاص ، فصار الحلم بالمليون يداعب خيال الجميع وتكسبت القنوات الفضائية ومن ورائها شركات الإتصال من المبالغ التي لو فاز بها كل مشترك علي مدي الحلقات التي ذيعت لفاقتها ..! وبعد أن أطلقت الشركة المنتجة حقوق البث عالمياً إشترت هذه النسخة أكثر من مائة قناة علي مستوي العالم . وفي العام 2008 أنتجت (هوليود) فيلم (كلب الأحياء القذر المليونير أو Slum Dog Millionaire)، ليعكس الأثر العميق الذي تخلفه التقنية بشكل عام وتحويرها لحياة الكائن الفرد حتي يمتلئ بالتشويش علي الرأي وإنسحاب قدرته علي إتخاذ القرار تدريجياً، فقصة الفيلم تحوي أكثر من رابط فهناك قضية الأطفال المشردين، وقضايا العصابات ثم قضية الهوس الإعلامي بمسابقات الفضائيات ، المميز في الفيلم أن أبطال الفيلم جميعهم تقريباً من الهنود ،والمدهش أيضاً أن بطل الفيلم  (في شخصية الشاب جمال) يظهر علي الشاشة لأول مرة علي الإطلاق وكذلك بطلة الفيلم وذكر أحد المنتجين أن (بولييود) تميزت بإختيار البطل ذو الشخصية النمطية في أفلامها (البطل الوسيم مفتول العضلات) ولكنني أردت وجها مختلفاً تماماً . فيشترك (جمال) في مسابقة البرنامج ليلفت إنتباه صديقته التي إفترق عنها منذ الصغر حيث قامت عصابة تتاجر في أطفال الشوارع المشردين في أحياء الهند الغارقة في الفقربإختطافها في حين إستطاع هو وأخوه الأكبر الهرب علي متن قطار متجه الي المدينة. نتوقف عند هذه اللقطة ونقرأ سطور الكاتب أحمد الحلو علي صحيفة الصباح الجديد والذي تعرض في للبرنامج بوجهة نظر مختلفة ...( ما يحدث في برنامج (من سيربح المليون) يحدث في مجالات الحياة اليومية التي نعيشها فالبعض يعتقد انه يفهم في كل شيء ويدخل معترك اي مجال للحصول على وظيفة عليا أو برلمانية ،وعندما تجري المناقشات عبر التلفزيون تجده متواضعاً في معلوماته وفي(حضوره) جلسات البرلمان،ولا ندري أو ندري لماذا يريد عودة حميدة وجديدة ليواصل خدمة المواطنين.. الكرام.)..! ففي رأي الكاتب أن ما يجري في البرنامج يشابه الي حد كبير بعض وقائع الحياة اليومية والواقع أيضاً أن تشبيهاتنا لتفاصيل ما يصادفنا نقيسه علي ما نشاهد من برامج وما نسمعه من آراء وتعليق الي أن يأتي اليوم الذي ستضيق فيه مسافة ما نعيشه ومانشاهده علي الفضائيات .. يفوز بطل الفيلم (جمال) بالجائزة الكبري للبرنامج رغم محاولة مقدم البرنامج ومنتجه تضليله في إحدي الإجابات ليتحول بعدها الي بطل شعبي ونجم مشهور.. ومايريد أن يلخصه الفيلم لصالح (الميديا) أنها كيف يمكن أن تتحكم في تحويل حيواتنا متخذة ضغط المعلومات وتقنية الإتصالات وشره الجميع للمال فتحول (بائع الشاي) الي مليونير.وحصل الفيلم علي عدة جوائز منها جائزة (أوسكار) أفضل تصوير و(جولدن جلوب) أفضل فيلم .. الغريب أن المخرج رغم الرؤية (الهوليودية) ،لم ينس أن يختم الفيلم بالنهاية المفضلة للهنود ومحبي الأفلام الهندية فينجح البطل في لقاء البطلة ويختمان الفيلم معاً برقصة (بولييودية).

zizetfatah@yahoo.com

 

آراء