كلمة فى إثرها كلمة ( برنامج فى الواجهة – 13- 5 -2012 )

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

salah osman [prof.salah@yahoo.com]
المتتبع لأحداث ما بعد هجليج يلاحظ ما أحدثته من ترابط للامة السودانية ووقوفها خلف قواتها المسلحة . لقد كانت حرب اقتصادية وحرب بترول بعد ان فقدت دولة الجنوب الآمل فى احراز أى نصر على الصعد كافة . وكم تمنيت وغيرى أن تكون الحرب على طاولة الحوار  تفاديا لما يجرى الآن .  وفى اليوم أعلاه كنت أشاهد ذات البرنامج ، ومن ضمن فقراته  ظهر السيد الامام وقدم رؤيته  الخاصة للسلام فى السودان ووقف العدائيات  وأن السودان ممثل فى الاتحاد الافريقى والأمم المتحدة ، وأنه يقترح حلا استباقيا تحسبا لما قد تفعله الأمم  المتحدة وأشار من ضمن حديثه الى تمسك حزب المؤتمر ببقرات مقدسة . الذى يهمنى هو رد الأخ المستشار لرئيس الجمهورية  . كنت مع السيد الامام قبل دقائق  أتفق معه فيما قال  وأختلف معه . تحدث عن هجليج وأنها الحد الفاصل – والدستور – وابنه عبد الرحمن – كان عليه أن يقدم هذا المقترح للحكومة لتناقشه وتأخذ برأى  الأحزاب  الأخرى  و و و .  و الذى يستمع الى حديثه كأنه يريد أن يبين أن السيد الامام وحزبه على الحياد من هجليج . الكل قرأ بيان ادانة حزب الأمة وشاهد الامام بالسلاح الطبى فى زيارة لجرحى العمليات .  كنت أتمنى أن يشيد بالحل الاستباقى  وأن يفسح المجال لرأى آخر لكنه تمسك  بالبقرات المقدسة حتى ظننت أننى فى الهند  . وكان حديثه من عل وكأنه يريد أن يقول لا رأى يعلو فوق رأى حزب المؤتمر . وهذه محنتنا السياسية . الأخ المستشار موقفنا الآن يتطلب الوفاقية بين الحكومة و المعارضة بل الشعب كله  نستنهض من خلالها عواطف الخير من آراء ونسوقها  الى السلم العام بين مواطنى البلدين . وأن نكون على يقين من طريقنا ومن موقفنا حتى لا نقبل الباطل على أنه حق . حتى نعيش فى صفاء لا يخالطه كدر . وفى تيقظ تام .أقبلوا كلمة الصدق التى تقال ربما تكون فى إثرها كلمة ، خاصة والكل يعلم أن الذى يجرى سببه عدم الالتفات لرأى الغير . لا نريد تكرار ملف نيفاشا الذى ضاع وبعثرته رياح الحرب فصار الحكم على الملف ولا حكم على الحيثيات ، وافتقرنا الى المنهج السليم الذى ا يؤتى بأحكام عادلة . أريد منك أخى المستشار أن تبتعد  قدر الامكان عن التحامل  الظاهر عند التعليق وبكل حرية وتواضع ونظر مستقبلى طليق . السودان الآن يواجه استبدادا ليس له مدى و الراهن الان فى شوق الى الفكر والنقد الهادف البناء  حتى يكون الناقد والمنقود فى  جهة وطنية واحدة .  وتجدنى أقول من منطق الحق ولأجل المصداقية والحق كانت كلمات السيد الامام صادقة وشاهدة على مسئوليته ويكفيه أن خبرته المحلية والاقليمية والدولية تؤهله وتمكنه من  ان يقترح الحل الاستباقى المنشود والمأمول  . تفاديا لما  سنسمعه من قرارات أممية وخلاف بين وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية كما روج لها منبر الحرب ( السلام ) ويعد هذا من أخطرمحن الخطاب السياسى واذا استمر هذا النوع من الخلاف  سيكون مصيرنا الفناء ولم يبق للسودان الا أن يحنط  ويوضع فى متحف الحضارات أو مزبلة التاريخ . اذن علينا بالحوار والأخذ بالرأى والرأى الآخر  ، وبخلاف ذلك يكون كلامنا هراء بعينه ومراوغة فى أبشع صورها ومجاملة جبانة . كلمة أخيرة من حق الامام  وغيره أن يضع الحل الذى يراه صحيحا ، وهو كما قال الأخ المستشار من الرموز الوطنية  . وأضيف الى ذلك أنه مقوم من مقومات حياتنا السياسية  يشكل وجودها وصحتها وسلامتها وأعنى بهذا المقوم المعارضة -----  المعارضة التى تفترض بالناقد أن يكون مواجها حقيقيا يذود عن فكرته ، ويقول قولته الصريحة الصادقة ، ففى المعارضة مواجهة وما لم  يكن ذلك فان الحقائق كلها تصبح عرضة للالتواء  ، وتصير الفيلة قادرة  على التحليق ولكن ليس الى ارتفاع عال . وعدنا الأخ البلال أن يجمع بين الصديقين ووافق الأخ المستشار باسلوب الندية المتحدى . وأخشى أن ينطح الجبل ولكننى أدعوه الى الصعود اليه طالما جمعت بينهما المودة والمحبة وجميل اللقاء ...
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان     ------------ أمدرمان

 

آراء