كل الخير في مشاوير المحبة إلى جزيرة المهدي الإمام ..!!

 


 

 

siddigelbashir3@gmail.com

(1)
بأزياء بيض، لون المحبة والجمال والتفرد ، وأياد ترسم بالأوتار لوحات الغناء العذب للوطن العزيز الذي ينشد سكانه الغد المشرق، تسامحا وعدلا وحرية، إنها فرقة التي أسسها السيد عبدالرحمن بن المهدي الإمام، لتبقى راسخة في العقل والقلب والوجدان، وتصبح فيما بعد جزءا من مدينة الجزيرة أبا، تأريخا وجغرافية، لمدينة يشعل منها الإمام المهدي ثورته ضد المستعمر البريطاني الذي جثم على صدر السودان سنين عددا.
عصر الثلاثاء الماضي الرابع من ديسمبر عام ألفين وثلاثة وعشرين، كانت مدينة الجزيرة أبا تستقبل فريق مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية بفرقة الأنصار، في زفة الفرح النبيل، إعلانا لسكان المدينة بزيارة المؤسسة للجزيرة، لإنجاز باقة متنوعة من عروض مسرحية وأدبية وغنائية وترفيهية، وذلك ضمن فعاليات حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة تعزيزا لدورهم في مختلف المجالات.
(2)
في فضاء مفتوح على الهواء الطلق، وأمام سرايا المهدي الإمام، ذات المكان الذي كان مسرحا لعرض ترفيهي يقدمه الفنان ماهر بمهارة فائقة وبهندام يحمل علم السودان بألوانه المميزة، أخرج للحضور من خزانته أنماطا مختلفة من الترفيه والتسلية، وجدت هي الأخرى الرضا والقبول من جمهور غفير حضر العروض، عروض لم تبدأ بالترفيه، بل أضافت عليها فرقة الدراما بعدا جماليا من نوع آخر، جمال وعذوبة وتوعيه، من خلال عمل مسرحي يناقش قضايا النساء والأطفال والفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة وحقهَهم في العلم والعمل، مكافحة للعنف المبني على النوع، بلغة مسرحية، وجدت التعاطف وحققت الأهداف.
(3)
حين كانت أشعة الشمس تلوح بالمغيب، كان فريق مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية ينتقل إلى دار تفيض رقة ومحبة في ضيافة عضو المؤسسة الفنانة حليمة يعقوب بنت الجزيرة، بقهوة تجمع العقول قبل القلوب،
في جلسة عامرة بالإمتاع والمؤانسة، بنكهة القهوة وعطور المحبة، وحروف وأوتار تنشد الأمن والسلام لوطن على شفا جرف هار، ودعوات للتعايش والتراحم والمودة والسلام، سلام يترجمه إبراهيم جابر شعرا بعامية سودانية ويرسم لوحاته غناء عذبا، عذوبة عزفه على آلة الكمان، بصوت يرسل الألحان شلالا رويا، والمسرحي صلاح إبراهيم (إسكندر) يلقي على الجميع نماذج من أشعاره فصيحة اللغة، عظيمة الأثر تلامس العقول والقلوب.
(4)
والدجى يشرب من ضوء النجمات البعيدة، كان مسرح منتدى الجاسر يرتدي حلة أنيقة بأبهى الأضواء، ثقافة وفنونا وإبداعا، لحضور نوعي ضاقت به ساحة الدار، زمانا ومكانا ومناسبة، في أمسية زاخرة بأشعار إبراهيم جابر، أحد فرسان برنامج (ريحة البن) التلفزيوني، وفرقة موسيقية، تجتهد في رسم لوحات موسيقية، زادها الموسيقار السوداني العالمي عاصم الطيب جمالاً وعذوبة، عذوبة تبدأ بمدح المصطفى صلوات الله وسلامه عليه مرددا :
السراي السراي
جافو النوم
و عقدو الراي
ثم يشدوا ب(الجريف واللوبيا) برائعة الصادق الياس شعراً وأحمد الجابري لحنا وغناء، نجحت فرقة الجزيرة أبا الموسيقية في تقديم ليلة فنية ممتعة، مسحت الأحزان من وجه الوطن المأزوم، وطن فرقته السياسة، لتضمد جراحاته الفنون.
(5)
يصعد إبراهيم جابر خشبة المسرح، ليسجد محبة لروح الإمام الصادق المهدي، قائلا للجميع أن الإمام لو كان حيا، لما جاء جابر نازحا، ليشكل حضوراً في هذا المساء بالجزيرة أبا، في إشارة لحكمة المهدي في منع إندلاع شرارة القتال.
جابر عطر مساء الجاسر بنماذج من أشعار تحمل مذاق القهوة ونكهة الزنجبيل، ومحبة الوطن، وعلى أرض الوطن ما يستحق الحياة.
(6)
ويرى دكتور عاصم الطيب أن مدينة الجزيرة أبا بوتقة إنصهرت فيها كل ثقافات أهل السودان، لتصبح سودانا مصغر، أو عاصمة قومية له.
زيارة مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية لمدينة الجزيرة أبا تأتي في سياق تنفيذ برامج حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة، بشراكة ذكية مع مؤسسة تنمية الأطفال ووحدة مكافحة العنف ضد المرأة ودعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، برامج تسعى من خلال مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية إحداث (التغيير عبر الفنون) بما قد يسهم في تعزيز وضع النساء والفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة.
*صحافي سوداني
/////////////////////

 

آراء