كل الدعم للجيش.. كل الدعم للمدنية

 


 

 


منصة حرة
manasathuraa@gmail.com


كل الدعم لجنودنا البواسل في القوات المسلحة السودانية، حتى تبسط كامل سيادتنا على الحدود الشرقية في الفشقة والحدود الشمالية في حلايب..

كل المساندة لقوات الشعب حتى تكون هي الحامي "الوحيد" لتراب الوطن وللدستور، بعيداً عن الاستقطاب الجهوي، والحزبي، والأيدلوجي، و"الخارجي" أيضاً..

ضد العسكر، الذين يسعون لتوظيف هذه الأحداث لخدمة أجندتهم الخاصة ليسيطروا على الجيش مرة أخرى، وجعله خادماً لأيدلوجيا النظام الساقط، دون اعتبار للوطن..

كل الدعم، للحكومة المدنية حتى تبسط كامل الحريات في ربوع الوطن كافة، وتعيد صياغة الدستور ليعبر عن جميع السودانيين دون تمييز أو فرز أو عنصرية..

ضد المدنيين، الذي يجتهدون من أجل خلق "شلليات"، والعمل على إقصاء الثوار، وتشجيع العسكر الانتهازيين ليعيدوا سيطرتهم على السلطة دون وجه حق، وبذلك إعادة البلاد إلى مربع الخلافات والحروب الأهلية، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي..

وعلينا أن نعي تماماً، أنه دون استقرار سياسي في دولة مدنية ناضجة بمؤسساتها، وتعمل بتناغم تام بين السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، والمؤسسة العسكرية، لن يكون هناك تطور اقتصادي، ورفاه، وبنية تحتية، وطرق، وعمران، واستثمارات داخلية وخارجية، وصناعات وطنية، وعلاقات خارجية على أساس الندية، بل سنظل "تُبع" نخدم في اقتصادات المحاور، ونحمي حدود بلدانهم، دون أدنى مسؤولية تجاه "السيادة الوطنية"..
نحن الآن في ذروة الاستقطاب الخارجي والداخلي، وبيننا من يعمل لصالح أجندة خاصة خارجية وداخلية، ولكن أيضاً بيننا من يعمل بكل وطنية من أجل وطن حر وشعب سعيد، لذلك يجب أن نفارق الإحباط ونتمسك بالأمل..

هناك فرق شاسع في "المفاهيم" اليوم بعد ثورة ديسمبر المجيدة، فمن كان يخاف من البطش ويصمت أمام الخطأ، ويغض الطرف عن التجاوزات، بدأ يتحدث دون خوف، ومن أراد التظاهر له الحق، ومن يريد الاحتجاج مكفول له بالقانون.. انتهت مظاهر الاعتقالات والتعذيب، إلا من بعض الممارسات التي تأتي من جهات ما زالت تعمل وفقاً لنهج النظام البائد، وبسبب خطأ ارتكبته قوى "الحرية والتغيير" في الوثيقة الدستورية حول التفكيك الكامل وإعادة بناء المؤسسات، ولكن هي مسألة وقت حتى تنتهي هذه الممارسات وإلى الأبد..

نعم هناك جهود إعلامية كبيرة، ومافيا تعمل من أجل إعادة تدوير قيادات النظام الساقط، ولكن في النهاية هي مجرد أحلام، وأموال تدفع، لأن الشعب لن يقبل بهؤلاء مرة أخرى حتى وإن تدهورت الأوضاع الاقتصادية أكثر، ويكفينا شرفاً شعار: "الجوع ولا الكيزان"..

حبا وودا

الجريدة

 

آراء