كماشة أوباما ؟
ثروت قاسم
1 August, 2012
1 August, 2012
Tharwat20042004@yahoo.com
الوضع السياسي الراهن !
نواصل ونلخص أدناه ، في أربع نقاط ، بعض الملاحظات العامة على الوضع السياسي الراهن :
1- المظاهرات الإحتجاجية !
اليوم الأربعاء أول اغسطس 2012 ، يدخل مشوار الإطاحة بنظام البشير يومه ال 47، واسبوعه السابع ، وشهره الثالث ! عبر المظاهرات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات على مدار عشرات الأيام ، وستة جمع: الكتاحة ، ولحس الكوع ، وشذاذ الآفاق ، والكنداكة ، ودارفور بلدنا ، وجمعة الرد الجد ! وبلغت المظاهرات الإحتجاجية مداها يوم الثلاثاء 31 يوليو 2012 في مدينة نيالا ، بعد سقوط عشرات الشهداء والجرحي ، وفرار قادة الأبالسة من المدينة ؛ ولا تزال الأنتفاضة مشتعلة بين أحياء المدينة عند كتابة هذه الكلمات ! كما أحتلت قوات المسيرية الثكنة الحربية في الميرم !
والكفاح مستمر ، وأنها لأنتفاضة حتي النصر !
2 - مجلس الأمن !
لم يحدث أي اختراق في المفاوضات الجارية حاليا في أديس أبابا في اطار قرار مجلس الأمن 2046 بين دولتي السودان ، وبين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية !
سوف يعقد مجلس الأمن جلسة سرية ، غدا ، الخميس 2 أغسطس 2012 ، لمناقشة الوضع تحت الفصل السابع (البند 41 ) ، الذي يجيز لمجلس الأمن اتخاذ عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ضد الطرف المشاكس !
نجح مبيكي في عقد لقاء قمة ( أديس أبابا – السبت 14 يوليو 2012) بين الرئيس سلفاكير والرئيس البشير ، خلال اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي ! وكان عقد اللقاء في حد ذاته اختراقا يحسب في ميزان نجاحات مبيكي ، بغض النظر عن ضعف مخرجات اللقاء العملية ، وتداعياته الصفرية على المفاوضات العبثية بين دولتي السودان !
ظن مبيكي ، وليس كل الظن إثم ، أن كل بركة ولد ! وخطط لعقد لقاء قمة ثاني بين الرئيسين المتشاكسين (أديس أبابا - الثلاثاء 31 يوليو 2012 ) خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن والسلم الأفريقي ، للمشاورة حول تعثر المفاوضات !
أراد مبيكي من الرئيسين التوقيع على اتفاقية اطارية للسلام بين دولتي السودان ، في اطار قرار مجلس الأمن 2046 ! اتفاقية انشائية ( كلام ساكت ) تؤكد على الثوابت والحد الأدنى من الأمور المشتركات ، ولا تحتوي على اتفاق محدد وعملي لأي مشكلة من المشاكل العالقة بين الدولتين ! كان غرض مبيكي تقديم شيء ، أي شيء بدلا عن صمة الخشم لمجلس الأمن الذي سوف يعقد جلسة سرية غدا الخميس 2 أغسطس 2012 ، لإستعراض خطوات تنفيذ قراره 2046 ! وحتى لا يضطر مجلس الأمن لإتخاذ عقوبات ضد الدولتين لفشلهما في الوصول الى اتفاق حول أي من المسائل العالقة بينهما ! ويقوم عوضا عن ذلك بالشد على أيادي مبيكي مهنئا ، ويمد فترة السماح لما بعد يوم الخميس 2 أغسطس 2012!
ولكن أتت الرياح بغير ما تشتهي سفن مبيكي !
اعتذر الرئيسان عن المشاركة في القمة التي دعاهما لها مبيكي ، كل لأسبابه الخاصة به !
سبّب الرئيس سلفاكير عدم مشاركته بأن مبيكي لم يرسل له مسودة الإتفاقية الإطارية لدراستها قبل التوقيع عليها عميانا ! ورأى الرئيس البشير أن يتم عقد اللقاء الرئاسي بعد وصول وفدي الدولتين الى اتفاقات حول المسائل العالقة ، وتأتي القمة كتتويج ومباركة لهذه الإتفاقات !
ولكنك سوف تعرف الأسباب الحقيقية لعدم مشاركتهما في لقاء أديس أبابا في السطور التالية !
حاول مبيكي أن يتذاكى على الرئيسين وعلى مجلس الأمن ليغنم هو شخصيأ ، ويصفق له الجميع !
ولكن باءت مساعيه بالفشل !
وسافر الى نيويورك خالي الوفاض وصفر اليدين لا يحمل في جرابه أي اتفاق !
صدقت الآية 94 من سورة الأنعام على مبيكي وصحبه ، وهم يأتون الى مجلس الأمن دون انجاز :
( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ، وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ، وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء! لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ) !
سوف يكتشف مجلس الأمن أن الأمور بين دولتي السودان يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ، بقيت محلك سر ، كما كانت يوم الأربعاء 2 مايو 2012 ، عندما اعتمد قراره 2046!
في هذا السياق ، وكعادته في اطلاق التصريحات المكعوجة والملولوة ، حاول القائد باقان أموم التذاكي على الجميع وأكد ( الأثنين 30 يوليو 2012 ) أن دولتي السودان سوف تصلان لإتفاقات حول ( كل ) المسائل العالقة بحلول يوم الخميس 2 أغسطس 2012 !
هذه طريقة القائد باقان أموم في اطلاق التصريحات المضللة ، وفي هيل التراب على الظل ، في محاولة لتغطيته ! والأمر الذي يدعو للدهشة ، أن مبيكي قد تبع باقان أموم وأدلى بنفس التصريح غير المؤسس ، لأمر في نفس يعقوب !
ولكن رغم الفشل في تفعيل قراره 2046 خلال فترة الثلاثة أشهر المنصرمة ، يجمع المراقبون على أن مجلس الأمن ربما وافق على تمديد مهلة المفاوضات ، ليسمح للطرفين الوصول الى اتفاقات حول المسائل العالقة !
معلومات متضاربة عن محاولة لاغتيال الرئيس السوداني..إطلاق نار في منزل البشير وإصابة حارسه بجروح خطيرة<file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CXPPRESP3%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtmlclip1%5C01%5Cclip_image001.gif>
في هذا الوقت المفصلي أصدرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس بيانأ ( الأثنين 30 يوليو 2012 ) أشادت فيه بالجهود التي بذلتها دولة جنوب السودان ( وليس شمال السودان ) للإلتزام بتعهداتها ، وفق قرار مجلس الأمن 2046 ، مضيفة أن الولايات المتحدة تكرر في الوقت نفسه دعوة مجلس الأمن الى وقف دعم المجموعات المتمردة ... تقصد وقف دعم دولة جنوب السودان لحركات دارفور الحاملة للسلاح ! ومن المقرر أن يقدم مبيكي تقريرا ثانيا ، يحتوي على توصياته ، لمجلس الأمن في يوم الخميس 9 أغسطس 2012 ، وهو اليوم الذي سيعقد فيه المجلس أول اجتماعاته بعد اجتماع يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ، لبحث العقوبات المحتملة ، ضمن خيارات أخرى متاحة حسب توصيات مبيكي ؟
3 – كماشة أوباما !
اليوم ( الأربعاء 1 أغسطس 2012) ، بدأ أوباما في تفعيل كماشته العملاقة لفكفكة صواميل عقدة دولتي السودان !
وما أدراك ما كماشة أوباما ؟
فكها الأعلى أمير قطر في الدوحة ، والأسفل الأميرة هيلاري كلينتون بذاتها وصفاتها في جوبا !
يتحرك الفكان في نفس اليوم ( الأربعاء 1 أغسطس 2012) ، بل في نفس الساعة إن شئت الدقة !
في هذا اليوم تصل الأميرة هيلاري الى جوبا قادمة من داكار ، وتدخل مباشرة في ونسة دقاقة مع الرئيس سلفاكير !
إذا نظرت في الكرة البلورية لكجور طمبرة ، فسوف تسمع الأميرة هيلاري تقول الآتي للرئيس سلفاكير :
+ أنت يا سلفا الإبن المدلل لأوباما ، ولكن البشير هو الإبن الضال ، ولكنه يظل ابنه ، في كل الأحوال ، الذي لا يرضى جر الشوك عليه ! يجب أن تتفقا حول كل المسائل العالقة وفورا !
+ يجب يا سلفا أن توقف دعمك لحركات دارفور الحاملة للسلاح وتطردها خارج دولتك وفورا ، حتى تأتي صاغرة وتوقع على اتفاقية الدوحة ( السيسي- البشير ) !
+ يجب أن تقنع الحركة الشعبية الشمالية بنزع سلاح قواتها وتسريحهم لاستيعابهم في الجيش السوداني ، والوصول الى اتفاقية سلام سياسية مع الرئيس البشير على اساس اتفاقية عقار – نافع ( أديس أبابا – 28 يونيو2011 ) ، وبضمانات أمريكية حتى لا يخرخر الرئيس البشير كعادته !
+ يجب أن تفتح أنابيب البترول وفورا ، لأن بلادك على شفا جرف هار ، وإدارة أوباما تصرف كل سنة 4 مليار دولار لإغاثة وإطعام نصف مواطني دولتك ! ودولتك هي الدولة الوحيدة في العالم قاطبة التي يعيش مواطنوها على الإغاثات !
+ عبدالرسول النور زول ودناس ويعيش معك في أبيي منذ نزول آدم من الجنة ، ويمكن له أن يستمر كضيف معزز مكرم وليس كسيد بلد ! وسوف يقنع أمير قطر الرئيس البشير بحرمان عبدالرسول من أي حقوق له في أبيي ، مقابل أن يحتفظ البشير بهجليج وبترولها !
+ لا تنس يا سلفا أن البشير قد أهداك دولتك الوليدة ، وكان بإمكانه أن يفرنب ويخرخر كباقي الزعماء الوطنيين في تركيا وروسيا ونيجريا ضمن عشرات الدول التي ترفض حق تقرير المصير لأقلياتها المستضعفة !
بلغت الاميرة تحيات القس فرانكلين جراهام للرئيس سلفاكير ، وتجديد تعازيه في الذكرى السابعة لموت الرمز قرنق !
سوف يستمع الرئيس سلفاكير للأميرة هيلاري وهي تنصحه ، ولن يملك إلا أن يقول ( سمعنا وأطعنا ) !
هذا ماكان من أمر الفك الأسفل لكماشة أوباما !
دعنا نرى ماذا يفعل الفك الأعلى للكماشة ؟ بطلب من أوباما ، استدعى أمير قطر الرئيس البشير ، الذي وصل الدوحة يوم الثلاثاء 31 يوليو 2012 ، بعد محاولة اغتياله الفاشلة من حرسه الخاص اليوم السابق !
حسب النيويورك تايمز ، طلب أوباما من أمير قطر أن يقنع البشير بأمرين لا ثالث لهما ، في الوقت الحاضر ، وحتى اشعار آخر قريب :
+ الأمر الأول أن يتوصل الرئيسان البشير وسلفاكير لإتفاق حول كل الأمور العالقة ، وبالأخص ملف البترول ، وإلا فالعصا لمن عصى ؛
+ الأمر الثاني أن يسمح الرئيس البشير بممرات آمنة لتوصيل الإغاثات الدولية للنازحين من شعوب النوبة والأنقسنا فورا وقبل التفاوض حول الأمور السياسية مع الحركة الشعبية الشمالية !
من المستبعد أن لا يستجيب الرئيس البشير لطلب أمير قطر ، خصوصا وقد أهدى الرئيس البشير 20 دبابة حسب طلب الأخير العاجل ، وموافقة إدارة أوباما !
موعدنا الصبح لنعرف نتيجة قرصات كماشة اوباما على الرئيس البشير في الدوحة والرئيس سلفاكير في جوبا !
أليس الصبح بقريب ؟