كمبالا كمبلت ؟ الخروج من ثنائية كمبالا إلى قومية هايدلبرج ؟ (4)
ثروت قاسم
3 November, 2013
3 November, 2013
الحلقة الرابعة ( 4 – 5 )
Facebook.com/tharwat.gasim
Tharwat20042004@yahoo.com
ملف هايدلبرج ؟
ذكرنا في الحلقات السابقة ، إنه تم قفل ملف كمبالا ، التي ( كمبلت ) وشبعت ( كمبلة ) !
يسعى السيد الإمام حالياً للخروج الآمن من ثنائية وجزئية كمبالا بين حزب الأمة والجبهة الثورية ، إلى قومية وشمولية هايدلبرج ( المانيا ) بين كل أطراف الصراع السوداني دون عزل لأي طرف أو قضية .
نعم ... تم قفل ملف كمبالا لفتحه مجدداً وموسعاً في هايدلبرج ، خصوصاً وقد صارت العلاقة بين قيادتي الجبهة الثورية وحزب الأمة علاقة مغموسة في اللبن والعسل والسمن ، والكفاح المشترك لإقامة ( النظام الجديد ) ، الذي يقود إلى السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي الكامل ، ودولة المواطنة المتساوية أمام القانون .
وعين الحسود فيها عود ، كما تقول لولا الحبشية ؟
في يوم الأربعاء 19 مايو 2010 ، وفي برلين أعلن البرفسور الألماني ريدقر ولفروم عن وثيقة مجموعة هايدلبرج التي أحتوت على مسودة إتفاقية سلام شامل في دارفور .
أجمع المحللون على إن هذه الإتفاقية ، لو تم التوافق عليها وتطبيقها ، لكانت ضمنت سلاماً شاملاً وعادلاً في دارفور .
يمكنك الرجوع إلى وثيقة مجموعة هايدلبرج والإتفاقية المقترحة على الرابط أدناه :
http://www.mpil.de/files/pdf1/hdd_outcome_document_rev.pdf
مضت أكثر من 41 شهراَ على الإعلان عن مسودة وثيقة مجموعة هايدلبرج لإحلال السلام في دارفور . ولا تزال مسودة الإتفاقية حبراً على ورق ، لعدم موافقة حكومة الخرطوم عليها ؛ ولا تزال الإمور في دارفور محلك سر ، كما كانت في مايو 2010 ، بل أضل سبيلاً .
يسعى السيد الإمام ، كما تناقلت وكالات الأنباء مؤخراً عند تكريمه لسفيرة الأتحاد الأروبي في السودان المغادرة ( السبت 26 أكتوبر 2013 ) ، إلى إحياء وثيقة مجموعة هايدلبرج النائمة ، وتوسيعها لتشمل كامل التراب السوداني بدلاً من التركيز حصرياً على دارفور ؟
تناقلت وكالات الإعلام محاولات السيد الإمام إقناع الإتحاد الأروبي عقد مؤتمر مائدة مستديرة كوديسية في هايدلبرج بأسرع فرصة ممكنة .
سوف تناقش كوديسة هايدلبرج الوضع السياسي في السودان وبالأخص إحلال السلام العادل والشامل ، والتحول الديمقراطي الكامل ، وإقامة النظام الجديد بسياسات جديدة ، وهياكل جديدة ، ووجوه جديدة .
من المقرر أن تبدأ المناقشات حول إعلان مبادئ من 10 نقاط وأجندة مفصلة ، حررهما السيد الإمام ، بدلاً من البداية من نقطة الصفر .
سوف يتم دعوة كل الأطراف لكوديسة هايدلبرج :
حكومة الخرطوم ، الجبهة الثورية ، الأحزاب السياسية ، منظمات المجتمع المدني ، المنظمات الشبابية والنسوية وما رحم ربك من منظمات ذات صلة .
تجاوزت هايدلبرج كمبالا التي ( تكمبلت ) وماتت ( كمبلة ) ... كانت كمبالا ثنائية وجزئية وأصبحت هايدلبرج قومية وشاملة .
نتمنى لمجهودات السيد الإمام النجاح بعقد كوديسة هايدلبرج .
إذن هايدلبرج وإن طال السفر ؟ أم لعلنا نحلم بالإرتواء من نهر السراب ؟
نواصل تناول تداعيات ملف كمبالا ( الذي تم قفله ) في عدة نقاط كما يلي :
أولاً :
1- قول الحق أم رفع الروح المعنوية ؟
كانت هذه السطور بين خيارين :
+ الخيار الأول :
الخيار الأول أن تقول الحق ، كل الحق ولاشئ غير الحق ، حتى على أنفسنا والأقربين والوالدين ، فالوزن يومئذ الحق . بالرغم من إن قول الحق قد يؤذي ويستفز مشاعر البعض . ولكن لضمان النجاح المستدام ولتحقيق الرؤية الإستراتيجية في سلاسة ويسر لمصلحة الوطن ومواطنيه ،لابد من الحق ، فهو الذي يمكث في الأرض وغيره يذهب جفاءاً .
مثلاً ، هل من الحصافة التذكير بهذه الواقعة ، في إطار قول الحق ؟
في يوم الخميس 14 أغسطس 2008 ، وقف الوالي مالك عقار في الدمازين مخاطباَ جماهير ولاية النيل الأزرق ، بمناسبة الإحتفال بوضع حجر الأساس لمشروع تعلية خزان الروصيرص !
قال معالي الفريق نصاً :
( إن الإستهداف موجودٌ ، ولكن أقول إن مذكرة أوكامبو هي “ بلبصة ساكت ” ... وإنت السيد الرئيس ( البشير ) ، زول كبير وبالتالي لا تلتفت “ للبلبصات ” . كلنا خلفك من أجل التنمية، وسر ونحن وراك ! ) ؟
هل قال معالي الفريق هذه الكلمات ؟
نعم ... قالها !
وهل أرواح أكثر من 300 الف شهيد من البلبصات الساي؟
أسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون !
هل نريد شق أسافين بين قادة مكونات الجبهة الثورية ؟
حاشا الله . ولكن نريد أن نُذكر كل من يتطاول ويزايد على السيد الإمام بأنه هو من :
+ كتب مانفستو أكتوبر ،
+ وسطر ميثاق أبريل ،
+ وأول إمام منتخب لكيان ديني في التاريخ منذ الفرعون الإله إخناتون مبتدع التوحيد ، في أعظم ثورة دينية إجتماعية ثقافية ،
+ هو والد من لا زالت تفتش عن فردة سفنجتها الضائعة قبل ترصيصها في أعظم ملحمة ثورية وتضحيات وطنية بالنفس والولد والنفيس .
+ وأنه لذلك وبحق وحقيق ، أبو الثوار ومفجر الثورات ، وتجسيد الوطنية الحقة ، ولا يمكن لأي من كان أن يطلب من هرم وطني وثوري باذخ أن يقدم طلباً ممهوراُ بتوقيعه حتي يُسمح له بالمقابلة ، خصوصاً إذا كان الطالب قد تمرغ في أوحال الإنقاذ 7 سنوات حسوما من يناير 2005 وحتي يونيو 2012 ؟
مالكم يا قوم كيف تحكمون وتنسون ولا تتذكرون ؟
ولكن نرجع ونقول إن سيدنا عمر بن الخطاب يذكرنا ونفسه بأنه ، في جاهليته ، كان يعبد صنماًً من العجوة ، وكان يأكل منه عندما يجوع ؟
ولكننا نضع الموازين القسط للتاريخ ونؤكد إن السيد الإمام لم يقل إن مذكرة أوكامبو هي “ بلبصة ساكت ” ؟ بل طالب بالقصاص ، ليس فقط لشهداء دارفور ، وإنما لشهداء سبتمبر 2013 ؟
نُذكر فالذكرى تنفع المؤمنين !
سؤال ثان في سياق قول الحق ؟
لماذا تفاوض الحركة الشعبية الشمالية وفد حكومة الخرطوم ( أديس أبابا – 4 نوفمبر 2013 ) حول حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في مناطق نفوذ الحركة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، ولا تصر على توسيع الحملة لتشمل مناطق نفوذ الجبهة الثورية في دارفور وشمال كردفان ، خصوصاً وتعلن الحركة صباح مساء إن زمن الإتفاقات الثنائية قد ولى ؟
مناطق نفوذ الحركة سميح ، ومناطق نفوذ الجبهة شبيح ؟
+ الخيار الثاني :
الخيار الثاني أن تساعد السطور على إبقاء حلم التغيير حيا، والروح المعنوية عالية ، وتدغدغ طموح «الجماهير» إلى الحرية والكرامة والمواطنة كأساس للحقوق والواجبات .
قال :
لعلك لن تجد من يحدثك عن أهمية الإبقاء على جذوة الحلم مشتعلة بين الناس أفضل من أحد سادة الحالمين والمتمردين في كل الأزمنة :
أرنستو تشى جيفارا
الذي تحدث عن « أهمية الإيهام بالتقدم كشرط لنجاح الثورات» ... الإيهام بقرب التغيير وإحياء جذوة الأمل في غد مشرق !
الإيهام حتى بالتدليس ولي عنق الحقائق لإبقاء الروح المعنوية عالية وجذوة الأمل متقدة بين المواطنين . مثلاً ، عندما طمأن الصحاف مواطنيه بأن صدام قاب قوسين أو أدني من تدمير الجيش الأمريكي الغازي ، في
الوقت الذي كانت الدبابات الأمريكية في طريقها من مطار بغداد إلى داخل بغداد ؟
أختارت السطور الخيار الأول كبوصلة ومرجعية حصرية ، رغم ما قد تحتويه من سلبيات ( تثبيط وتخذيل ؟ ) على المدى القريب !
وليس للإنسان إلا ما سعى ، وإن سعيه سوف يُرى .
ثانياً :
2 - حزب الامة القومي ؟
لا ينكر حتى مكابر ثبوت السيد الإمام على مبادئه ومفاهيمه وإتباعه القول بالفعل . قال إنهم في كيان الأنصار وحزب الأمة لن يشاركوا في هياكل ومؤسسات الأنقاذ . وأتبعوا القول بالفعل ، ولم يشاركوا رغم المغريات والجزرات .
شارك البطل علي محمود حسنين ، شارك الأستاذ فاروق أبوعيسى ، شارك شاعر أكتوبر ودالمكي ، شارك جميع قادة مكونات الجبهة الثورية بإستثناء البطل عبدالواحد ، شارك الحزب الإتحادي الديمقراطي بجميع مكوناته ( الأصيلة والمفبركة ) ... إلا السيد الإمام وصحبه الكرام فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلاًً .
أما ضعاف النفوس من منسوبي حزب الأمة السابقين الذين يجرون وراء الوظائف والمال والمصالح الشخصية الضيقة ، فقد ضعفوا وسابت ركبهم أمام حندكات نظام الإنقاذ . فغادروا سفينة حزب الأمة
في عام 2002 ، كون بعض المنشقين من حزب الأمة ، حزباُ منفصلاً ( حزب الأمة - الإصلاح والتجديد ) ، في أول إنسلاخ من حزب الأمة بعد الإنقاذ . ثم ما لبث هذا الحزب أن تفتت أميبياً ، بسبب أغراءات نظام الإنقاذ بالوظائف والمال لبعض قادته ، إلى عدة أحزاب ، يحمل كل واحد منها أسم حزب الأمة مصحوباً بنعوت وصفات لفظية مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان .
هذه الأحزاب المفتتة تقف شاهداً على :
+ محاربة نظام الإنقاذ لحزب الأمة القومي بقصد تفتيته ؛
+ ثبات السيد الإمام وصحبه الكرام على مبادئهم ومفاهيمهم ، رغم حندكات نظام الإنقاذ .
+ تفتيت حزب الأمة الإصلاح والتجديد يؤكد إنسلاخ قادته من حزب الأمة القومي جرياً وراء الوظائف والمال ؛
+ هذه التطورات المحاربة لحزب الأمة القومي تقتل في المهد بل تنسف من الجذور أي إدعاء بموالاة السيد الإمام لنظام الإنقاذ .
يردد السيد الإمام :
من يريد موالاة والمشاركة في نظام الإنقاذ ، فأبواب حزب الأمة تفوت العير التائهة ، ولا ضرر ولا ضرار !
ولا نرمي القول على عواهنه ولا من فراغ ، هاك أدناه بعضاً من العير التائهة :
1- حزب الامة الاصلاح والتجديد ،
2- حزب الامة القيادة الجماعية ،
3- حزب الامة الاسلامي ،
4- حزب الامة الفيدرالي .
5- حزب الامة الوطني ،
6- حزب الامة الاصلاح والتنمية ،
7- حزب الامة القيادة العامة ،
8 – ً حزب الامة المتحد ،
وحزب الأمة التيار العام ، وحزب الامة الجبهة الثورية .
بعض هذه الأحزاب أحزاب ( هايس ) ، وبعضها أحزاب ( أمجاد ) والباقي أحزاب ( ركشة ) ، بمعنى إن المؤتمر العام لكل حزب يمكن عقده داخل هايس أو أمجاد أو ركشة ، حسب عددية المشاركين في المؤتمر العام ؟
وتاني ؟
وتيب ؟
ثالثاً :
3- خاتمة :
نسعى لقفل أي شقوق في الجدار الوطني حتى لا تتسرب منها الأفاعي والعقارب والجرذان السامة من الموتورين والمتوترين من أعداء الجبهة الثورية . ولهذا السبب نعيد توكيد المسلمات الآتية :
اولاً :
قضية شعوب دارفور وجبال النوبة والإنقسنا قضية نبيلة بل مقدسة ، نزود عنها بكل مرتخص وغال ؛
ثانياً :
نحترم ونقدر عالياً كفاح قادة وكوادر وعناصر الجبهة الثورية ونقف معهم في نفس الخندق ؛
ثالثاً :
لا نحمل إصراً على شخصية الفريق مالك عقار ونرفض أن نحكم علي شخصه ( بالإجمالي ) ؛ ولكن نتحفظ على بعض تصرفاته المحددة ( وبالقطاعي ) ومنها :
+ لغته العدوانية ؛
+ إصراره على طلب ممهور بتوقيع السيد الإمام حتى يسمح له بمقابلته ؛
+ تسريبه لمراسلات سرية لصحيفة حكومية ،
بأفعاله وأقواله ، يقودنا الفريق مالك عقار لأن يكون الوسيط بيننا أجنبي ( بين الحكومة والمعارضة ، وبين مكونات المعارضة فيما بينها ) .
نعم ... وسيط أجنبي ولكنه حميد : الإتحاد الأروبي .
نعم ... رب ضارة نافعة .
فالإستنصار بالأجنبي في هذه الحالة إستنصاراً حميداً . ولحسن الحظ وبمجهودات الفريق ، يبدو أن الطريق للتدخل الأجنبي الحميد سالكة الآن ، ولكن للالتقاء والتفاهم الوطني ، لإقامة النظام الجديد على أنقاض نظام الإنقاذ .
نعم ولأسباب يعرفها الجميع ، ( تكمبلت ) كمبالا الثنائية الجزئية ، وولج القوم أبواب هايدلبرج القومية الشاملة .
يسعى السيد الإمام لإعادة فتح ملف وثيقة مجموعة هايدلبرج ، وتوسيعه ليشمل الأحباء قادة الجبهة الثورية ، وبالأخص الحركة الشعبية الشمالية .
قال السيد الإمام :
لا بد من هايدلبرج القومية الشاملة وإن طال السفر ؟
وردد أكثر من مرة :
وإن الذي بيني وبين أحبائي ...
قادة الجبهة الثورية لمختلف جداً
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم ...
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً .
ولا أحمل الحقد القديم عليهم ...
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا ؟
نتمني أن ينجح السيد الإمام في إقناع الإتحاد الأروبي بالإسراع في عقد لقاء هايدلبرج التشاوري في القريب العاجل .
إنتظروا إنا معكم منتظرون ؟