كيف تعرف مكانتك عند الكفيل من خلال عناقك له ؟؟

 


 

 

سوف أعود للكتابة عن موضوع لا يحبذه البعض لأنه حساس ويثير غضب البعض وهو الفرق بين عبيد المنازل وعبيد الحقول ، وعلى الرغم من كل من مالكوم اكس ومارتن لوثر كنج كشفا عن هذا الفرق إلا أنني سوف استفيد من فلم ديجانغو للمخرج تورتنيتو وكيف أنه تطرق لهذه العلاقة من خلال شخصيتي (كالفن ) الرجل الإقطاعي العنصري الأبيض وبين ستيفان الرجل الأسود المخلص لسيده والذي إفتقد غياب سيده كما تفتقد الأم طفلها الرضيع ..
هذه العلاقة مثلها كل من الممثلين ديكابريو وسمويل جاكسون ، والأخير يعرف عنه أنه outrageous بخصوص التفرقة العنصرية ولكنه نجح في أداء دور العبد المخلص والذي دفعه الولاء إلى كشف الصفقة التجارية التي كلفت الكفيل (كالفن ) حياته في خاتمة المطاف ، وقد وصل الخادم ستيفان إلى ارفع مكانة عند الكفيل بسبب تعذيبه لبني جلدته وتملقه لسيده ، وقد كان الكفيل أو السيد يأئمنه حتى على دفتر شيكاته ويقبل مشورته عند توقيع الصفقات التجارية . عن طريق الملاحظة الدقيقة تمكن من كشف الصفقة وبأن المقصود هو الخادمة هيميلدا وليس المصارع ، وعندما إكتشف السيد كالفن ذلك غضب أشد الغضب وضرب الطاولة بيده ثم قال :
lot of lies are said on this table tonight
لكن ما علاقة هذا الموضوع بالسودان ؟؟
العلاقة نحن لا نتكلم عن العنصرية بشكلها القديم وهي الإشتجار بين الأبيض والأسود والتفريق بينهما في الحياة الخاصة والعامة كما حدث في ذلك الفلم ، بل الواقع الجديد هو إختيار ان نكون كذلك ونقبل الخنوع ، فلا زال كل من كالفن وستيفان يعيشان بيننا ولكن في سياق مختلف ، لذلك رؤية الفريق برهان وهو يقلد المراسلين في الفضائيات ويتحدث عن مآثر خليفة بن زائد ذكرني بمشهد السيد/ستيفان وهو يعانق (كالفن ) بعد أصابته الرصاصة من قبل طبيب الأسنان محرر العبيد ، كان حزناً حقيقاً وصدمة لا يحتملها إلا من يحس بها ، وقد بدأ الفريق برهان متأثراً وحزيناً ، والمؤسف ان المئات من السودانيين بينهم شيوخ وأطفال ونساء قد سقطوا قتلى في مجزرة كرينك ولكن الفريق برهان وصحبه لم يذرفوا عليهم دمعة واحدة ولم يحزنوا عليهم ولم يطرقوا ابواب العزاء في هذا البلد المحكوم بالموت . بل أنهم قد قتلوا مئات الشباب من دون أن تأخذهم بهم رحمة ، ولكن حسهم الإنساني قد إستيقظ عندما مات (الكفيل ) ، فأعلن إعلامهم حالة الحداد ، وعلى متن طائرئتين سافرت الوفود لتقديم واجب العزاء ، وقد وقفوا في طوابير طويلة وهم متباعدين إحترازاً من أن يصيبوا الكفيل بفيروس الكورونا ، وقفوا بكل أدب وإحترام لتقديم واجب العزاء بينما هم في السودان يهددون شعبهم بالموت والقتل وهم يخاطبون جنودهم .
هذه الصورة المهينة ، وقصة طابور بيت العزاء إختلفت عندما وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي والذي خرق البرتكول وعانق شيوخ الإمارات في مشهد إحتفت به القنوات الإماراتية ، وقد كان الفريق برهان ومالك عقار أشبه بالبعير (الأجرب ) الذي يخشى إختلاطه ببقية الإبل حتى لا يصيبها الجرب ..
مصر لم تحارب في اليمن ، ولا تسمح للإمارات بالسيطرة على موانئها على الرغم من القروض التي وفرتها لها الإمارات، ولكن قادة مصر متحررين من عقد الكفيل .
فقد كان المشهد مختلفاً في التعامل مع كل الرجلين ، وربما يعيدنا ذلك إلى الفرق بين عبيد الحقول وعبيد المنازل لتحديد الفرق في المعاملة ،

 

آراء