كيف ستكون نهاية البرهان ؟؟

 


 

 

من نعم الله علينا أننا لا نعرف الشكل الذي سوف نغادر به الحياة ، فهل السبب سوف يكون حادث حركة أم مرض مزمن أو رصاصة طائشة أو طعنة نجلاء من قبل عصابات 9 طويلة ولو قرأنا كل تاريخ الطغاة لوجدنا أن نهايتهم كانت مختلفة عن ما كانوا يتوقعونه ..
إدريس ديبي مثلا ً قُتل برصاصة وهو بين جنوده وعلي عبد الله صالح غدر به حلفائه والذين قتلوه ثم عرضوا جثته امام وسائل الإعلام مع نعي له بأنه خائن ومرتد ولا زال فيديو مقتل القذافي رائجاً رغم التحذيرات أنه غير مناسب لكل الأعمار وموبوتو سي سي سيكو مات بسبب سرطان البروستات ، اما عيدي أمين فقد أدمن Junk food والتي تسببت في موته بمرض القلب ..
اما المخلوع البشير فقد سقط وهو نظرياً يقبع في السجن ، ومهما كان الوضع الذي فيه هو الآن ولا ينكر أنه طلق السلطة وتقدم به العمر من خلال تلك القراءات كيف ستكون نهاية البرهان ؟؟
للاسف الشديد لا يمكن إستخدام ال projection لقراءة المستقبل السياسي او معرفة نهايات الطغاة ، لكن المؤكد أن البرهان لن يعيش طويلاً لرؤية ثمرة جرائمه ، فهو يختلف عن بقية الطغاة أنه وصل للحكم في عمر متقدم ، وهو مصاب بالنوع الأول من مرض السكري المعتمد على الأنسولين ، والذين قد عملوا في مجال التأمين على الحياة accuary يعرفون ما هو ناتج المعادلة التي تحدد العمر المتبقى لصاحب البوليصة من خلال جمع طبيعة المهنة مع العمر المتبقى والمرض ...
والذي استبعده في نهاية هذا الرجل أن تكون محطته الأخيرة هي ملازمة السرير الأبيض مع رعاية مكثفة من قبل طاقم التمريض في دولة الإمارات ، هذا هو أحد السيناريوهات المتوقعة ولكن يبقى هذا الإحتمال بعيداً إن قرر البقاء والدفاع عن سلطته ..
وأستبعد سيناريو علي عبد الله صالح والسبب لأن حلفاء البرهان من الدعم السريع أو الحركات المسلحة ليسوا بأصحاب قرار مثل الحوثيين ، وهم ليسوا في حالة خلاف معه لأنهم دعموا انقلابه منذ الأول ، ومصير الحركات المسلحة مرتبط بمصير البرهان ..
وكذلك أستبعد نهاية القذافي والذي غدرت به قوى خارجية وكانت عملية القبض عليه وقتله بتلك الطريقة مجرد تحصيل حاصل ومسرحية سمجة ..
وهناك سيناريو سوار الدهب ، وذلك بعد أن يسلم البرهان السلطة لعلي كرتي يتقاعد ويترأس منظمة الدعوة الإسلامية فيسافر لكل الأقطار ويكتب في وصيته بأن يدفن في البقيع ، ولكن التاريخ لا يسير بتلك الطريقة ، وظروف سوار الدهب تختلف عن ظروف البرهان الملوث بالدماء والعمالة لإسرائيل ..
وبذلك أكون قد حكمت على نفسي بالفشل في قراءة مآلات هذا الرجل الذي لا يعرف عنه القاموس السياسي في السودان سوى أنه قاتل ومتآمر ويجيد الغدر ..
لكن المؤكد أنه سوف يرحل بنفس الطريقة التي يحكم بها السودان الآن ، وسوف تكون نهايته بشعة مثل نمط جرائمه ، وسوف تلاحقه لعنات الذين قتلهم إلى يوم يوم القيامة ، ولن يتذكر البرهان سوى طفل يتيم قتل البرهان أباه أو أم ثكلى قتل البرهان إبنها ..، فلن يتذكر البرهان إلا ضحاياه الذين تسبب لهم بالأذى وسوف يكون محطة سيئة في قطار ذكرياتنا.

 

آراء