كيف صار السؤال إما محكمة الجنايات الدولية أو البشير ؟
ثروت قاسم
11 August, 2012
11 August, 2012
Tharwat20042004@yahoo.com
الموقف العام !
اليوم السبت 11 أغسطس 2012 ، يمكن أن نختزل الموقف السياسي العام في سبع نقاط ، كما يلي :
أولا :
+ اجتمع المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني ( الخرطوم - الخميس 9 أغسطس 2012 ) برئاسة الدكتور نافع علي نافع ، نائب الرئيس لشئون الحزب ، وحضور الأستاذ علي عثمان محمد طه ، النائب الأول ، والدكتور الحاج آدم ، نائب رئيس الجمهورية ، بينما تغيب الرئيس البشير عن الإجتماع !
تداول المكتب القيادي سير المفاوضات في أديس أبابا حول قرار مجلس الأمن 2046 ، والمزمع استئنافها في أديس أبابا يوم الثلاثاء 28 اغسطس 2012 ، واتخذ عدة قرارات ، نتناول منها أربعة ، لأهميتها ، ولأنها يمكن أن تنسف المفاوضات ، وتموصها في موية بحر أبيض ، وتترك الجميع يشربوا مويتها !
يمكن تلخيص هذه القرارات المفصلية ، كما يلي :
القرار الأول :
• قرر المكتب القيادي عدم التوقيع على الإتفاق النفطي ، إذا لم توافق دولة جنوب السودان على قفل الملف الأمني ، بشروط السودان ! ترجمة ذلك بعربي جوبا ، أن تقوم دولة جنوب السودان :
- بطرد قوات حركات دارفور الحاملة للسلاح من أراضيها ؛
- وتنزع سلاح قوات الحركة الشعبية الشمالية ، وتسرح جنودها ( اللواء التاسع في النيل الأزرق واللواء العاشر في جنوب كردفان ) ؛
- وأن تسحب أي قوات لها من دولة السودان !
القرار الثاني :
• بخصوص الإتفاق الإنساني بين نظام البشير والثلاثي ( الأمم المتحدة ، الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية ) ، قرر المكتب القيادي السماح بفتح ممرات أمنة لتوصيل الإغاثات لمعسكرات النازحين في مناطق نفوذ الحركة الشعبية الشمالية بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، بشرط أن يقوم نظام البشير باستلام الإغاثات وتوزيعها بواسطة عناصره للنازحين في المعسكرات ، لضمان عدم تسرب جزء منها لقوات الحركة الشعبية الشمالية !
قال كمال حقنة :
السلام بأي ثمن يعني الحرب !
ولكنه لم يقل إن كان تعطيش وتجويع ومنع الدواء عن 650 ألف نازح من الإسلام في شئ ، وهو يعرف قصة (الكديسة) التي أدخلت امرأة النار ؟
القرار الثالث :
• قرر المكتب القيادي رفض خريطة ترسيم الحدود الجديدة التي قدمها مبيكي لمجلس الأمن (الخميس 9 اغسطس 2012 ) ! وهي خريطة توفيقية ترسم على أساسها حدود المنطقة العازلة منزوعة السلاح ، حتى يتسنى الاتفاق على وقف العدائيات ، مع تشكيل لجان المراقبة المشتركة ؛ إضافة إلى حسم قضية المناطق الحدودية المتنازع عليها !
رفض المكتب القيادي خريطة مبيكي التوفيقية لأنها تضم لدولة جنوب السودان المنطقة المعروفة باسم (الأربعة عشر ميل ) جنوب بحر العرب، بدعوى أن هذه المنطقة تابعة للسودان في أول يناير 1956 !
وصمت المكتب القيادي صمت القبور عن تضمين منطقة أبيي داخل حدود دولة جنوب السودان في خريطة مبيكي ؟
أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضه ؟
القرار الرابع :
• قرر المكتب القيادي أن التفاوض الحقيقي حول قرار مجلس الأمن 2046 سوف يبدأ في أديس أبابا يوم الثلاثاء 28 اغسطس 2012 ، وأن جميع الإتفاقات التي تمت في اطاره ، منذ مايو 2012 ، بين دولتي السودان ومع الثلاثي بخصوص الممرات الإنسانية الآمنة ، اتفاقات غير ملزمة لنظام البشير إلا إذا وافقت الأطراف المعنية على شروط نظام البشير التعجيزية كما هو موضح أعلاه !
سؤالان ؟
• هل سيتمسك نظام البشير بشروطه المذكورة أعلاه ، أم أنه سيلحسها ، كما هي عادته ، التي جبل عليها ؟
• في حالة تمسك نظام البشير بشروطه ، هل تقبل دولة الجنوب والحركة الشعبية الشمالية بهذه الشروط التعجيزية ؟
يبدو أننا مرشحون للعودة للمربع الأول قبل بدء المفاوضات في مايو 2012 ؟
اللهم إلا إذا لحس نظام البشير شروطه ، التي اعتمدها المكتب القيادي !
ثانيا :
أعطى الإتحاد الأفريقي مهلة اضافية ( شهرين ) لدولتي السودان ، تنتهي في يوم السبت 22 سبتمبر 2012 ، للإنتهاء من الملفات العالقة !
وافق مجلس الأمن ( الخميس 9 أغسطس 2012 ) على هذه المهلة لتتمكن دولتا السودان والحركة الشعبية الشمالية من التوصل الى اتفاقات حول جميع المسائل العالقة !
وحثت السفيرة سوزان رايس الأطراف الثلاثة على ابرام الإتفاقات قبل نهاية المهلة الثانية في يوم السبت 22 سبتمبر 2012 !
إذن موعدنا القادم 22 سبتمبر 2012 ، عندما يستمع مجلس الأمن لتقرير مبيكي ، ويتخذ القرارات اللازمة !
هل يستمر نظام البشير في خرخرته ، وتسديد الأهداف خارج المرمى وبعد انتهاء المباراة ؟
هل يقبل مجلس الأمن بشراء تراميج نظام البشير ، واللعب معه لعبة الفيل والفأر ؟
هل يؤمل حزب الأمة في عقد مؤتمر السلام السوداني مع شرزمة من الخرخارين ، الذين لاعهد لهم ولا ذمة ؛ الذين َإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ، ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ ! يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ ! هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ ! قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ؟
ثالثا :
أجرى الرئيس البشير عملية جراحية لكحت ورم في حنجرته ( الدوحة - الاربعاء 1 أغسطس 2012 ) ! وطلب من الرئيس البشير الإقتصاد في الكلام ، الى حين !
لهذا السبب ، لم يشارك الرئيس البشير في اجتماع المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني ( الخرطوم - الخميس 9 غسطس 2012 ) ، وترأس الإجتماع الدكتور نافع علي نافع !
لن يقبل دكتور نافع بالأستاذ علي عثمان المريض بسرطان الدم خليفة للمسلمين ، والعكس صحيح ! ولن تقبل كوادر المؤتمر الوطني بأي من الأثنين كونهما في قائمة مجلس الامن الخمسينية ... وكأننا يا زيد لا رحنا ولا جينا !
مشكلة ؟
رابعا :
في اطار مفاوضات أديس أبابا حول القرار 2046 ، طالب نظام البشير من حكومة الجنوب تسديد دين قديم عليها مقداره 10 مليار دولار ! وافقت حكومة الجنوب على دفع 3.2 مليار دولار من هذا الدين ، عينيا ، وعلى مدار 42 شهرا ، على أن يخصم نظام البشير مبلغ حوالي 14 دولار من كل برميل نفط جنوبي مباع ! اقترحت إدارة اوباما أن تقوم الصين والكويت وقطر بتقديم قرض أو منحة ( عينية أو نقدية ) أضافية بحوالي 3.8 مليار دولار لنظام البشير ، لتكملة مبلغ 7 مليار دولار ( 3.2 مليار من الجنوب و3.8 مليار من الصين والدول العربية ) ، ليقبل بها نظام البشير عوضأ عن ال 10 مليار دولار التي يطالب بها حكومة الجنوب !
من المؤكد أن تعتذر الصين والدول العربية عن تلبية الإقتراح الأمريكي ، وتعتذر عن تقديم القرض كما اعتذروا مرارا من قبل لنظام البشير !
ولن تستطيع إدارة اوباما لي أذرع الصين والدول العربية وارغامهم على دفع القرض أو المنحة !
اقتراح أمريكي هوائي لذر الرماد في العيون !
ولكن بلغت البجاحة بمعالي الدكتور رياك مشار ، نائب سلفاكير أن يلوي عنق الحقيقة بل أن يفطسها عديل كده ، بأن ادعى ، جورا وبهتانا ، بأن اتفاق النفط مع نظام البشير سوف ( يجعل من دولة جنوب السودان أكبر الجهات المانحة على وجه الارض لبلد واحد هو السودان ) !
نسي معالي الدكتور مشار ان دولة جنوب السودان هي الدولة الوحيدة في هذا العالم الحدادي مدادي التي يعتمد أكثر من نصف سكانها علي الأغاثات الدولية ؟ كيف لهكذا دولة أن تصبح اكبر الجهات المانحة !
صدق صلاح جاهين :
هو الكلام بتقاس بمسطرة ؟
للدكتور مشار عذاب عظيم لما جاء به من حديث الإفك والأكاذيب البلقاء ، التي ترتد الى نحره ، ونحر دولته الوليدة ، ولا يصدقها إلا العوام من الرجرجرة غير المتابعين !
أما زميله معالي الوزير باقان أموم فامره أشد وبيلا !
خامسا :
في لقاء تفاكري ضم رؤساء سابقين لبعض دول الاتحاد الافريقي وكوكبة من أهل النظر ، وصانعي القرار في افريقيا ،( أديس أبابا - الثلاثاء 31 يوليو 2012 ) ، طلبت السيدة زوما ، رئيسة الإتحاد الأفريقي الجديدة ، ، من الدول الأفريقية تجميد تنفيذ أمر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير ، لأن الإستقرار في السودان يأتي قبل القصاص من المتهمين !
انزعجت محكمة الجنايات الدولية من تصريحات الرئيسة زوما ، خصوصأ وهي تخاطب زعماء افريقيا ، ومرجعياتها السياسية والفكرية ! أعتبرت المحكمة تصريحات الرئيسة زوما كمعاول تهدم قواعد واركان المحكمة ، وتصيب في مقتل شرعيتها ومشروعيتها ! صدقت المحكمة ان الرئيسة زوما تسعي لتدمير وجود المحكمة ، بصرف النظر عن الرئيس البشير وقضيته !
اصبح الموضوع وجود المحكمة أو فنائها ، وليس أمر قبض الرئيس البشير !
طلبت فاتو بنسودة مقابلة عاجلة مع الرئيسة زوما لمناقشة الموضوع ! من المقرر أن يجتمعا في أديس ابابا في الاسبوع الأول من سبتمبر 2012 !
هل تبلع الرئيسة زوما تصريحها القنبلة ، أم تدخل في مواجهة مع محكمة الجنايات الدولية ، ليس بخصوص ملف الرئيس البشير ، وأنما بخصوص وجود واستمرار المحكمة كمرجعية دولية لإحقاق العدالة ، ورد مظالم الضعفاء والمستضعفين ؟
أختزلت محكمة الجنايات الدولية الموضوع في أما القبض علي الرئيس البشير أو نهاية المحكمة ؟
ارادت الرئيسة زوما ان تكحلها فعمتها عمي كباسة ؟
موعدنا الأسبوع الأول من سبتمبر 2012 لنعرف نتيجة المباراة ؟
سادسا :
نجح القيادي في حركة السيسي ووزير الصحة بحر ادريس أبوقردة في اقناع بخيت عبد الله عبد الكريم دبجو،القائد العام لقوات حركة العدل والمساواة بالإنضمام لإتفاقية السيسي- البشير ( الدوحة – يوليو 2011 ) ، ونبذ العمل المسلح ! أنشق القائد دبجو عن حركة العدل والمساواة ( الاربعاء اول اغسطس 2012 ) ، ودخل تشاد ومعه عدد مقدر من القيادات الميدانية والسياسية ، منهم القائد سليمان جاموس ! حمل دبجو معه معظم الاسلحة الثقيلة ، ومتحركات المدفعية ( عربات بوكس عليها مدافع الدوشكا ) ، وكميات مهولة من الذخيرة الحية ! وتبعه في هجرته الي تشاد معظم الضباط والجنود الميدانيون من قبيلة الزغاوة ، ومعهم بحر ابوقردة الذي كان يومأ ما قائدأ في حركة العدل والمساواة قبل أن ينفصل ، ويكون حركته المستقلة ، وينضم لحركة السيسي في الدوحة ، ليصبح أمينها العام ، والرجل الثاني ( أسمأ ) فيها بعد السيسي ، وفعلأ الرجل الأول !
دبجو ، كما بحر ابوقردة ، كما سليمان جاموس من قبيلة الزغاوة ، كما الرئيس التشادي أدريس دبي ، الذي سهل هروبهم الي تشاد ، وسمح لهم بالأحتفاظ بأسلحتهم الثقيلة وذخيرتها الحية ، وهم في أبشي ! ينتظر دبجو في ابشي وصول اعداد اخري من المنشقين ، الذين تم اغرائهم بالاخضر الليمون ... السيد الدولار!
من المقرر ان يطير دبجو ومعه بحر ابوقردة ومثلهم معهم من الرفاق المنشقين الي الدوحة في القريب العاجل ، للتوقيع علي أتفاقية البشير- السيسي ، وسط فرقعة أعلامية ! سوف ينضم دبجو ورفاقه المنشقون الي حركة السيسي ، وبعدها تبدأ المشاكسات القبلية بين مكونات حركة السيسي ، كنتيجة مباشرة لتقوية جناح الزغاوة في حركة السيسي ، بعد أنضمام دبجو ورفاقه !
أعفى الرئيس جبريل ابراهيم ، رئيس الحركة والقائد الأعلى لقواتها ، دبجو من منصبه ، وتولي منصب القائد العام لحين اشعار آخر !
وتسال دبجو في ابشي :
من الذي يعفي من ؟ كل السلاح معي وصار جبريل أباطه والنجم ؟ اصبحت حركة العدل والمساواة حركة كلامية هوائية تدار بالكيبورد من الشتات ؟ وحتي الكيبورديون من امثال محجوب حسين سوف ينضموا لنا في القريب العاجل ؟
ولكن لم يستطع دبجو أن يبين أسباب أنشقاقه ، فكان يتكلم كمن مسه خبل ؟
الغلوطية هي كيف اقتنع دبجو بالإنضمام لإتفاقية في غرفة الإنعاش ، وفي قول آخر ماتت ، وشبعت موت !
الشديد القوي هو الذي اقنع دبجو ... الأخضر الليمون ( الدولار ) ؟
ولكن هل سيجد دبجو الوقت للإستمتاع بدولارات البشير المنتنة ؟
باع دبجو نفسه وشعبه ! باع دبجو أرواح 350 الف شهيد دارفوري ! باع دبجو عذابات اكثر من 3 مليون نازح ولاجئ دارفوري ! باع دبجو كل ذلك ومثله معه بثلاثين قطعة فضة ، كما فعل في زمن قصي ، يهوذا الأسخريوطي مع السيد المسيح في العشاء الاخير !
وتقول صحف انجمينا ، أن الرئيس دبي قد طلب من دبجو البقاء في تشاد ، مع قواته ، لاستعماله كمخلب قط للقضاء على ما تبقي من عناصر حركة العدل والمساواة ، التي يعرف دبجو جميع أسرارها وخباياها !
راجع الرابط ادناه لمشاهدة فكي دبجو في أبشي :
http://tchadonline.com/?p=115251
سابعا :
مرت جمعة 10 اغسطس 2012 في هدوء نسبي ! لم نسمع بأي دعوة للتظاهر من أي مجموعة معارضة ؟ كما لم نسمع بأي تسمية لهذه الجمعة ؟
لعل الشباب في مرحلة تهدئة مقصودة الى ما بعد رمضان المبارك ؟ الهدوء الذي يسبق العاصفة ... ببساطة لأن مسببات التظاهرات الإحتجاجية لا تزال قائمة ، بل زادت حدة وإلتهابا ؟
نواصل ...