كي لا يكون موضوع المخدرات تصفية حسابات يا سهير عبدالرحيم

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
التعليق علي موضوع المخدرات الذي تناولته الاستاذة سهير عبدالرحيم في إحدى فيديوهاتها المشاهدة - خلف الاسوار...
في المبتدأ..
تهانينا الحارة للاستاذة سهير على تدشين هذا البرنامج المرئي في اليوتيوب، وعلى توجهها الشجاع للتواصل مع الجمهور عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة؛ مسايرة في ذلك إيقاع العصر ولغة اليوم...

موضوع المخدرات الذي تناولته الأستاذة سهير في برنامجها؛ موضوع في غاية الأهمية والحساسية، ويحتاج منا إلى يقظة زايدة، وجهود وتغطية متواصلات، من جميع النواحي - الاجتماعية، الاعلامية، الأمنية، الصحية وغيرها لمواجهته بشكل علمي ودرء مخاطره المُهلكة..

نشكر ونثمن للاستاذة سهير الدور التوعوي الذي ظلت تلعبه في تسليط الضوء المستحق على العديد من الظواهر الاجتماعية السالبة في مجتمعنا خصوصا عند بداياتها الصحفية، لا سيما موضوع المخدرات المهدد الاكبر لمجتمعنا وشبابنا على وجه التحديد.

هذا على العموم، ولكن لدينا بعض الملاحظات حول المواد المبثوثة نبرزها هنا للفائدة العامة:

لكي يكون التحليل الصحفي او الامني او الصحي موضوعي وذو قيمة؛ لابد من توخي الدقة المتناهية في التناول، والأستناد على إحصائيات وأرقام سليمة للاستشهاد والتدليل؛ لان توريط اي اسم او جهة في ذلك دون ادلة دامغة؛ يجر علينا ضرر آخر، يشغلنا عن موضوعنا المركزي في كيفية محاربة هذا السرطان الذي يلتهم شبابنا - هذه إشارة مرور حمراء (أولى)، نلفت انتباه الأستاذة سهير لها لحساسيتها...

رفدتنا الاستاذة سهير ببعض الإحصاءات المرسلة (في تقديري) عن تفشي المخدرات في مدارس الأساس بولاية الخرطوم دون الإشارة الي مصدر معتمد موثوق نستند عليه، وبالمقابل حررت مدارس الولايات من تواجد المخدرات فيها (رغم توفر معلومات ب تواجدها هناك)! إشارة مرور حمراء (ثانية).
المواد المبثوثة لا خلاف في فكرتها الأصلية، لكن الاستدلال بالاسماء والاحصائيات بشكل فضفاض وعبثي في موضوع كهذا فيه ضرر مبين؛ إن تم بقصد يكون مصيبة وان تم بدون قصد يكون كارثة..

تطرقت الاستاذة سهير فى بثها حول موضوع المخدرات لاسم إحدى العيادات بالتحديد (شفافية)، ولكنها امتنعت عن ذكر اسم الدولة ورئيسها الذي أفرجت له السلطات السودانية عن 177 سجيناً من مواطنيه. وبمنطق الأشياء وبداهتها؛ (ذكر البلد واسم الرئيس أولى وأسهل ومن ناحية توعويه للسابلة يكون مفيد اكثر من ذكر اسم الدكتور وعيادة الأسنان)!
بشفافية زايدة)
في بثها؛ ذكرت بل ضغطت على إسم أستاذة الاجيال عائشة موسى خلال تناولها لارتفاع عدد تجار المخدرات وسرعة انتشارها. عزت ذلك إلى خطل قرار إطلاق سراح اعداد من مساجين سجن الهدى في نهاية مارس ٢٠٢٠ تحت إشراف الأستاذة عائشة موسى وحملتها المسئولية.

صحيح، الأستاذة الجليلة عائشة موسى كانت المشرفة والمنسقة مع إدارة السجن والجهات ذات الصلة في إطلاق سراح أولئك المسجونين، ولكن ايراد الأستاذة سهير للمعلومة بهذا الابتسار فيه تغبيش للحقايق وتضليل للمستمع والمشهد ومجافاة للأمانة الإعلامية..

الحقيقية؛ ان قرار الإفراج، كان من مجلس السيادة، والاستاذة عائشة موسى لا تستطيع اتخاذ هكذا قرار من تلقاء نفسها. والقرار أُتخذ بعد دراسة من وزارة الصحة والداخلية، وهو قرار ضروري احترازي إبان تفاقم واستفحال جائحة كارونا التي اربكت كل العالم حينئذٍ. وبطبيعة الحال تم بمباركة مجلس السيادة بشقيه (المدني والعسكري)، ومجلس الوزراء عبر وزير الصحة الأسبق - ( قررت السلطات السودانية، الأربعاء، الإفراج عن أكثر من 4000 سجين في إطار جهودها الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سونا) - واضح وجلي ان الإفراج عن المساجين، كان قرار دولة في أعلى مستوياتها وليس قرار عضو مجلس السيادة الاستاذة عائشة موسى وحدها. هذا، إذا تجاوزنا الإشارة بأن الانفلات الأمني ليس في الأصل بسبب المساجين المفرج عنهم وذلك حسب تقارير إدارات السجون والامن، وكذلك ما قاله نائب رئيس المجلس السيادي حميدتي - الرجل الثاني في الدولة في تصريح تلفزيوني مشهود بأن الأمر مقصود ومصنوع.(نقدر نغالط حميدتي كمان يا سهير)؟.

خارج السور ...
المساجين هم عالة علي الدولة ولذلك كثير من الدول المتقدمة جاءت باشكال مختلفة للعقاب لبعض الجرائم لتقليل التكلفة مع تحقيق الهدف المقصود من العقوبة وهو الإصلاح وليس الإنتقام..
.
خروج بعض المساجين فى نصف المدة او لحسن السير والسلوك او لحالة مرضية او لوباء اجتاح البلاد او لاغراض اخري شيء متعارف عليه فى القانون والاعراف…
اخلاء طرف وترحيل بعض المساجين الاجانب ايضا شي متعارف عليه، وايضا يرفع عن كاهل بلد منهك ومفلس كالسودان مسئولية؛ الاهتمام بهم والصرف عليهم، لذلك الافراج علي مساجين الدولة المجاورة لم يكن بالشيء الكاري بأي حال من الأحوال..

تنبيهات خارج السور مهمة جدا بجانب إشارات المرورية الحمراء السالفة الذكر، واتمني ان تضيفي بان يتم تخصيص رقم ساخن من الشرطة وشعبة مكافحة المخدرات ليتم التبليغ الفورى علي كل من تحوم حوله شبهات الاتجار او التعاطي، وان تاخذ الدولة الامر بعين الاعتبار فمشكلة المخدرات مشكلة دولة فى المقام الاول...

هذا ما لفت نظري في هذه المواضيع المهمة والشكر الجزيل للاستاذة سهير ونتمني لها التوفيق....
01-06-2022
وليد معروف
يلجيكا

 

آراء