كَلَامُ زَعَلْ بَقْصُدُو

 


 

 

 

 

الحَالَةُ السُّودَانِيَّةُ المُتَرَدِيَةُ فِي كُلِّ المَنَاحِي تُثِيْرُ فِي النَّفْسِ الغَضَبَ وَ الإِحْسَاسَ بِالعَجْزِ وَ الإِحْبَاطِ وَ إِطَالَةُ التَّفْكِيْرِ فِيْهَا تَزِيْدُ مِنْ الحَنَقِ. 

مِمَّا لَا شَكَ فِيْهِ أَنَّ غَالِبِيَّةَ المُفَكِّرِيْنَ وَ المُحَلِلِيْنَ السِّيَاسِيِيْنَ وَ البَاحِثِيْنَ فِي الشَّأَنِ السُّودَانِيِّ يَغْلُبُ عَلَىَٰ أَحَادِيْثِهِمْ المَنْطِقُ وَ المَوضُوعِيَّةُ وَ الدُّبْلُومَاسِيَّةُ وَ رُبَمَا كَانَ ذَٰلِكَ بِدَافِعِ المِهَنِيَّةِ وَ تَحَرِي المِصْدَاقِيَّةِ.
وَ عَلَىَٰ النَّقِيْضِ مِنْ ذَٰلِكَ فَإِنَّ بَعْضاً مِنْ الكُتَّابِ فِي المَسْأَلَةِ السُّودَانِيِّةِ يَكْتُبُونَ وَ فِي أَذْهَانِهِمْ زَيْتُ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ وَ العَمَلُ وَ تَجْدِيْدُ الإِقَامَةِ وَ الإِعْرَابِيُ الكَفِيْلُ.
وَ بَعْضٌ مِنْ الكُتَّابِ فِي المَسْأَلَةِ السُّودَانِيِّةِ يَكْتُبُونَ عِنْدَ الإِشَارَةِ لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ تِلْكَ السَّفَارَةِ أَو تِلْكَ الوَكَالَةِ أَو تِلْكَ المُنَظَمَةِ.
وَ بَعْضٌ مِنْ الكُتَّابِ فِي المَسْأَلَةِ السُّودَانِيِّةِ يَكْتُبُونَ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ إِلَىَٰ أَرْصِدَتِهِمْ فِي البُنُوكِ.
وَ بَعْضٌ مِنْ الكُتَّابِ فِي المَسْأَلَةِ السُّودَانِيِّةِ يَكْتُبُونَ وَ فِي أَذْهَانِهِمْ إِعْلَانَاتِ الصُّحَفِ المَدْفُوعَةِ.
وَ بَعْضٌ مِنْ الكُتَّابِ فِي المَسْأَلَةِ السُّودَانِيِّةِ يَكْتُبُونَ وَ فِي أَذْهَانِهِمْ الأَمْنُ وَ رِجَالُ وَ مَكَاتِبُ الأَمْنِ وَ المُعَامُلَاتُ وَ الضِّيَافَةُ وَ ”الَّذِي مِنُو“.
وَ بَعْضٌ مِنْ الكُتَّابِ فِي المَسْأَلَةِ السُّودَانِيِّةِ يَكْتُبُونَ وَ فِي أَذْهَانِهِمْ الخَوفُ مِنْ العَلَنِ وَ الصُّورِ وَ التَّسْجِيْلَاتِ الَتِّي تُوثِّقُ الأَفْعَالَ وَ المُمَارَسَاتِ.
وَ بَعْضٌ مِنْ الكُتَّابِ فِي المَسْأَلَةِ السُّودَانِيِّةِ يَكْتُبُونَ وَ فِي أَذْهَانِهِمْ ”حَاجَاتْ تَانِيَةْ“.
أَسْبَابُ التَّرَدِي فِي الحَالَةِ السُّودَانِيَّةِ مُعَقَّدَةُ وَ مُتَشَابِكَةُ لَكِنْ يُمْكِنُ تَلْخِيْصَهَا بِنِقَاطٍ تَبْدُو مِنْ بَسَاطَتِهَا شَدِيْدَةُ السَّذَاجَةِ.
وَ لَعَنَ اللَّهُ الفَقْرَ وَ الفَسَادَ وَ الكَذِبَ وَ النِّفَاقَ وَ الدَّعَارَةَ السِّيَاسِيَّةِ وَ الطَّوَاغِيْتِ العَسْكَرِيَّةِ وَ مُسْتَشَارِيْهُمْ وَ أَذْنَابَهُمْ مِنْ السِّيَاسِيِيْنَ الأَرْزَقِيَّةِ وَ أَصْحَابِ الأَيْدُلُوجِيَاتِ الهَدَّامَةِ.
وَ قَاتَلَ اللَّهُ سُوءَ التَّخْطِيْطِ وَ العُنْصُرِيِّةَ وَ الجَهَوِيَّةَ وَ الجَهْلَ وَ الأَنَانِيَّةَ وَ الفَسَادَ وَ المَصَالِحَ الشَّخْصِيَّةِ وَ الإِرْتِهَانَ لِلأَجْنَبِيِّ.
وَ يَكَادُ الفَقْرُ وَ الفَسَادُ وَ الجَهْلُ وَ العُنْصُرِيَّةُ وَ القَبِيْلَةُ وَ الجَهَوِيَّةُ أَنْ تُعْلِنَ السُّودَانَ مَقَراً دَائِماً لَهَا.
ظُهُورُ الزِّيْتِ وَ الغَازِ فِي دُولُ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّةِ كَانَ سَبَباً فِي عَمَارِهَا وَ فِي إِفْقَارِ وَ خَرَابِ السُّودَانِ.
دُولُ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّة نَجَحَتْ فِي جَذْبِ ، وَ قِيْلَ سَرْقَةِ ، الكَفَاءَاتِ السُّودَانِيِّةِ سَاعَدَهَا عَلَىَٰ ذَٰلِكَ الفَقْرُ وَ الطَّوَاغِيْتُ وَ سُوءُ الإِدَارَةِ فِي السُّوْدَانِ وَ المَصَالِحُ الشَّخْصِيَّةِ وَ إِرْتِفَاعُ أَسْعَارِ الزِّيْتِ وَ الغَازِ.
دُولُ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّةِ لَمْ تُصَدِّرُ لِلسُّودَانِ سِوىَٰ الفِكْرَ الإِرْهَابِيِّ وَ التَّطَرْفَ الدِّيْنِيِّ وَ البَضَائِعَ الَتِّي شَارَفَتْ صَلَاحِيَاتُهَا عَلَىَٰ الإِنْتِهَاءِ وَ مُدُنَ القُبْحِ الأَسْمَنْتِيَّةِ وَ كَذَٰلِكَ ”السَّيَّارَاتِ الهَكَرْ“.
تَدَخُلَاتُ دُولِ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّةِ وَ دَولِ الصِّيْنِ وَ رُوسِيَا وَ تُرْكِيَا وَ إِيْرَانْ وَ دُولٌ أُخْرَىَٰ فِي الشَّأَنِ السُّودَانِيِّ هُوَ لِلحِفَاظِ عَلَىَٰ المَصَالِحِ وَ الأُصُولِ.
دُولُ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّةِ تَنْتِجُ الأَلْبَانَ الطَّازِجَةِ وَ عَلَفُ الأَبْقَارِ يَأَتِيْهَا مِنْ السُّودَانِ وَ السُّودَانِيُونَ يَشْرَبُونَ الشَّاي بِالأَلْبَانِ المُجَفَفَةِ المُقَدِمَةُ مِنْ المَعُونَةِ الأُورُبِيَّةِ وَ الأَمْرِيْكِيَّةِ مَعَ عَجْوَةِ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ.
جُزْءٌ مِنْ عَائِدِ ”إِسْتِثْمَارَاتِ“ دُولِ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّةِ فِي السُّوْدَانِ يُسْتَثْمَرُ فِي إِمَارَاتٍ إِعْرَابِيَّةٍ فِي الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ وَ جُلُّ إِسْتِثْمَارَاتِ دُولِ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّةِ فِي أَمْرِيْكَا وَ الدُّولِ الغَرْبِيَّةِ.
الحَيَاةُ البَرِّيَّةُ السُّودَانِيِّةِ تُوَاجِهُ الإِنْقِرَاضَ إِرْضَاءً لِلأَثْرِيَاءِ وَ المُغَامِرِيْنَ مِنْ أَعْرَابِ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ وَ لَعَنَ اللَّهُ الجَشَعَ وَ الفَسَادَ وَ الفَقْرَ.
وَ يَبْدُوا أَنَّ بَعْضَ دُولِ الجِوَارِ لَا تَتَمَنَىَٰ الخَيْرَ لِلسُّودَانِ.
وَ قَدْ أَنْشَدَ أَحَدُهُمْ قَدِيْماً قَائِلاً:
مِصْرَ يَا أُخْتَ بِلَادِي يَا شَقِيْقَةْ
فَقِيْلَ لَهُ إِنَّ الشَّقِيْقَةَ مَرَضٌ مُزْمِنٌ يُسَبِبُ الصُّدَاعَ المُؤْلِمَ وَ الغَثَيَانَ وَ التَّقَيُؤَ وَ الَّذِي لَا عِلَاجَ لَهُ سِوىَٰ المُسَكِنَاتِ.
الجُوَارُ وَ بَعْضٌ مِنْ دُولِ الجُوِارِ جُوَارُهُمْ يُورِثُ الهَمَّ وَ الغَمَّ وَ هُمْ كَالأَمْرَاضِ الجَرَاحِيَّةِ المُزْمِنَةِ مِنْ أَمْثَالِ البَوَاسِيْرِ وَ النَّاسُورِ الَتِّي تُسَبِبُ أَلَاماً شَدِيْدَةً فِي المُؤَخِرَةِ وَ الَتِّي يَصْعُبُ عِلَاجُهَا حَتَّىَٰ عَلَىَٰ أَمْهَرِ الجَرَّاحِيْنَ.
الشَّبَابُ السُّودَانِيُّ يَثُورُ ضِدَ الظُّلْمِ وَ الطَّوَاغِيْتِ مِنْ أَجْلِ الحُرِّيَّةِ وَ السَّلَامِ وَ العَدَالَةِ وَ المَسَاوَاةِ وَ السِّيَاسِيْوَن وَ الأَرْزَقِيَّةِ يَثُورُونَ ضِدَ الحُرِيَّةِ وَ العَدَالَةِ وَ المَسَاوَاةِ.
دُولُ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّةِ وَ الكَثِيْرُ مِنْ دُولِ الجُوَارِ السُّودَانِيِّ يَبْدُوا أَنَّهُ يَسُؤَهَا أَنْ تَرَىَٰ الدَّولَةَ المَدَنِيَّةِ تَتَنَفَسُ حُرِّيَّةً وَ سَلَاماً وَ عَدَالَةً.
قِيْلَ لَأَحَدِهِمْ:
إِنَّ الحِوَارَ السُّودَانِيِّ ”بِسِلَ الرُّوحْ“ وَ أَنَّ الدَّولَةَ السُّودَانِيِّةِ فِي كَفِّ عِفْرِيْتٍ فَجَاءَ الرَّدُ:
أَنَّ الشَّيْطَانَ وَ إِبْلِيْسَ وَ ”حِيْرَانَهُ“ فِي التَّفَاصِيْلِ.
وَ بَلِّغُوا التَّحِيَاتِ لِحِمِيْدِتِي وَ قُولُوا لِيْهُو وَ السُّودَانِ وَ قِوَىَٰ الحُرِيَّةِ وَ التَّغْيِيْرِ:
أَصْحَىَٰ يَا بِرِيْشْ.
وَ تَفَضَّلَ أَحَدُهُمْ قَائِلاً:
أَنَّ بَرَاغِشَ قَدْ جَنَتْ عَلَىَٰ نَفْسِهَا فَأَضَافَ آخَرٌ:
وَ قِيْلَ أَنَّهَا رَمَتْ الآخَرِيْنَ بِدَاءِهَا وَ انْسَلَتْ.
وَ كَلِمُوا ”الجَمَاعَةْ“ وصِلَنَا جَدَةْ وَ مُتَجَهِيْنَ المَدِيْنَةْ وَ الدُّولَارَاتْ الدَّاسِيْنَهَا فِي المَخَدَةْ قَبَضُوهَا نَاسْ الجَمَارِكْ لَكِنْ الخَيِيْرِيْنَ مِنْ دُولِ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ الإِعْرَابِيَّةِ ”مَا يَقَصَّرُونْ“ ، وَ قِيْرَوَانَةْ الشَّرْمُوطْ وَ الكِسْرَةْ النَّاشْفَةْ رَاحَتْ لَكِنْ نَاسْ تَايَةْ المَتَمَةْ وَ الدَّامَرْ بَرضُو مَا قَصَّرُوا لَكِنْ ”يِقَصِّرْ المِلِحْ وَ التُّمْبَاكْ“ وَ اللَّهْ يَدِيْهُمْ العَافِيَةْ.
وَ هَذَا الكَلَامُ لَيْسَ كَلَامَ الطِّيْرْ فِي البَاقِيْرْ لَكِنَّهُ زَعَلٍ مَقْصُودٍ رُبَمَا لَا يَقْبَلُهُ البَعْضُ لَكِنْ الدَّافِعُ هُوَ مَا بَيْنَي وَ بَيْنَ وَطِنِي السُّودَانِ مِنْ عِشْقٍ وَ حُبٍّ وَ غِيْرَةٍ يَتَخَلَلَونِي وَ أَنَا جَالِسٌ بَعِيْداً عَنْهُ تَتَجَاذَبُنِي الأَشْوَاقُ وَ الذِّكْرَيَاتُ وَ الحَنِيْنُ وَ الحَسْرَةُ وَ الإِحْسَاسُ بِالخُذْلَانِ فَمَا بَيْنَي وَ بَيْنَ وَطَنِي السُّودَانِ:
شُوقْ عُمُرْ
لَا نَامْ وَ لَا مَدُّو انْحَسَرْ
وَ حُبٌّ
لَا الشِّعِرْ قَادِرْ يُقُولُو وَ لَا الوَتَرْ
وَ الشُّكْرُ لِشَاعِرِ القَصِيْدَةِ وَ الفَنَانِ مُحَمَّدْ الأَمِيْنْ.

د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ

fbasama@gmail.com

 

آراء