لابد من تجمع عريض يضم كافة اهل السودان! … بقلم: تاج السر حسين
12 June, 2010
royalprince33@yahoo.com
دعا الأستاذ على محمود حسنين الذى يجد تقديرا وأحتراما من كافة القوى الأتحاديه بل من جميع الديمقراطيين فى الأحزاب والحركات السودانيه الى تجمع وطنى عريض يضم كافة أهل السودان فى صعيد واحد، ودعا من بعده الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة الى نفس الفكره وكذلك فعل الأستاذ ياسر عرمان، مما يؤكد ضرورة هذا الأمر .. ولا ندعى لأنفسنا فضلا لا نستحقه ولا نبحث عن مجد مفقود أو شكر أو ثناء من اى جهة كانت والتاريخ وحده كفيل بتوضيح الحقائق .. لكننا ومن خلال رؤيه عميقه لما يدور فى الوطن من أحداث وما تنتظره من مخاطر وقبل الدخول فى عملية الأنتخابات وما كان متوقعا أن تفرزه تلك العمليه الأنتخابيه الصوريه، كنا كذلك من بين اؤلئك الداعين والمؤيدين لتأسيس تجمع سودانى سلمى ديمقراطى شامل وعريض لا يستثنى احدا ولا يعزل الا من اختار الأنعزال، ينقذ الوطن ويخرجه مما هو فيه الآن من ورطه وعدم استقرار وتردى وتدهور اقتصادى وفساد مالى وأخلاقى وجنائيه .. ومما هو آت فى المستقبل القريب أو البعيد ومن انفصال وتشرزم وتفتت وتمزق بل مما هو أسوا من ذلك كله وما لا يمكن تصوره أو تخيله.
ومن عجب ورغم هذا التردى والصعوبات الأقتصاديه فالسودان كما علمنا يساهم فى انارة بعض القرى التشاديه فى وقت لا زالت فيه الكهرباء تنقطع باستمرار من بعض أحياء الخرطوم وفى درجة حرارة تتعدى الخمسين ومع وجود الجمره الخبيثه!
وان كنا لا نبخل على اخواننا التشاديين بفضل زائد عن الحاجه ومن حقهم علينا ان نتقاسم (النبقه)، لكن هل هذا الفعل مقصود منه ذلك العمل الأنسانى الخير أم فقط لسد الطرق والمنافذ فى وجه خليل ابراهيم ؟ ولماذا لم نسمع عنه قبل أن يتوجه خليل لتشاد ويمنع من دخولها بل أن تمزق اوراقه الثبوتيه فى مطار انجمينا كما نقلت الأخبار؟
على كل ليس المهم كثيرا من بدأ تلك الدعوه الصادقه وهل هو الأستاذ على محمود حسنين أو ياسر عرمان أو حركة العدل والمساواة وأن كان الأستاذ على هو الأجدر والأنسب لقيادة هذا التجمع بناء على مواقفه الصلبه وأجماع كافة الشرفاء عليه.
والمهم فى الأول والآخر انها دعوه ينتظرها كافة الشرفاء فى السودان وتتوق لها أنفسهم فى كافة الأحزاب والحركات بعد أن عاشت فراغا وأحباطا تسببت فيه احزابها وحركاتها بسلبياته ومن قبلهما الحزب الحاكم بشقه للصفوف وأحتكاره للسلطه .. ولا يمكن ان يرفض هذه الدعوه أو يقف ضدها الا من يتملكه هوى النفس والأنحياز لمصالحه الشخصية الضيقه.
والمهم قبل ذلك كله .. أن يجتمع الناس كلهم على هذه الدعوه الصادقه والمخلصه من اى جهة كانت، فالوطن يمر باحرج وأدق مرحله فى تاريخه كله واصبح حاله كما ردد الكثيرون اما أن يكون أو لا يكون.
ومكابر من يظن ان الوحده ممكنه خلال الأشهر القليله المتبقيه بمثل النداءات غير الجاده التى يطلقها المؤتمر الوطنى سواء ان كانت بتسيير نفرات أو تشكيل لجان مثل لجنة سوار الذهب التى اجهضت التحول الديمقراطى المنشود وجعلته أشبه بالأستفتاء على ايام الأتحاد الأشتراكى.
فالوحده كما ظللنا نؤكد دائما مهرها غال جدا ولا يمكن ان تتحقق بهذه البساطه واستقرار السودان وخروجه من هذا النفق المظلم يحتاج الى قرارات مصيريه يتخذها زعماء استثنائيون لا يتكررون كثيرا.
ولا مخرج من هذه الورطه الا ان يتضامن كل الشرفاء الذين يؤمنون بالديمقراطيه وبالسلام والوحده شماليين وجنوبيين حتى لو تضاءل الأمل فى اختيار أهل الجنوب للوحده فى الأستفتاء الذى لن يتأجل ليوم واحد بعد 9/1/2011 وعليهم أن يتخذوا خطوات جاده تتمثل فى تأسيس قنوات اعلاميه على وجه السرعه ما أمكن ذلك (اذاعيه وتلفزيونيه وصحف ومواقع الكترونيه) لشرح قضيتهم وتوضيح وجهات نظرهم التى لم تجد فرصه فى الأعلام الرسمى المحتكر بواسطة المؤتمر الوطنى منذ 21 سنه وحتى فى الأعلام غير الرسمى الذى لا يستطيع الفكاك من قيد المؤتمر الوطنى صاحب المال والسلطه الذى يمنح الأعلانات ويحرم منها الخارجين عن طاعته وفى ظل دعم ومساندة عربيه غير مفهومه لنظام يذهب بوطنه نحو الأنفصال والتفتت، واعلام عربى لا يتيح الفرصه للخروج من هذه الأزمه الا بالقدر القليل.
وعلى الدول الصديقه والشقيقه والمحبه للديمقراطيه والسلام دعم هذا التوجه الذى يدعو الى هوية سودانيه خالصه لا تتنكر لعروبتها أو افريقيتها ولا للأديان وكريم المعتقدات وحرية العباده بصورة شامله بل يدعو للتعاطى معها على مساواة تامه وبكل تقدير احترام ودون تدخل فى السياسه .. وتدخل الدين فى السياسه هو اس البلاء فى السودان وفى الدول المشابهة له على ندرتها.
ومن خلال هذا التجمع يمكن ان يعاد تعريف الهوية السودانيه بالطريقة التى ترضى كافة أهل السودان وتحديد علاقة الدين بالدوله وطريقة الحكم على نحو يحل جميع المشاكل وبصورة جذريه لا نشهد بعدها حروبات.
ان القضية الأولى فى هذا الظرف الحرج عند أى سودانى حر وشريف وديمقراطى مخلص لوطنه هى قضية انفصال الجنوب التى لا يمكن ان تعالج الا باقرار الدوله المدنيه، دولة المواطنه التى لا تفرق بين الناس بسبب الدين أو الثقافة أو الجهة ولا يمكن ان تتحقق الوحده بغير ذلك، وكل مجهود أو مال يبذل فى غير هذا الأتجاه هو مال مهدر يستفيد منه الذين يسبحون عكس التيار ويطلقون الشعارات البراقه الكاذبه.
ورغم ادراكنا التام بأن الوقت الذى يتحدث فيه الناس عن وحده جاذبه قد مضى، لكننا سوف نسعى لتلك الوحده حتى آخر لحظه.
والقضيه الثانيه عند أى سودانى حر مخلص لوطنه هى قضية دارفور وحلها بالطريقه التى يرتضيها اهل الأقليم ووفق خياراتهم دون ضغوط أو املاءات وحتى لا يصبح مصير هذا الأقليم مثل الجنوب وأن يكون بند تقرير ذلك المصير من ضمن البنود التى تطرح فى اى مفاوضات قادمه.
ومن بعد فان قضايا السودان كلها يمكن حلها بالحوار الجاد والموضوعى فالمهمشين موجودين حتى داخل العاصمه الخرطوم لا على اطرافها فقط أو بعيد منها فى الأقاليم المختلفه شمالا وشرقا وجنوبا وغربا.