لا أرى غضاضةً ولا مضاضةً في الاعتراف بحزب المؤتمر الشعبي كقوة ثورة حية!

 


 

 

* لا أتردد في قول أن مسئولية التيار الإسلامي عن ما حدث من تدهور في حياة السودانيين لا مجال لانكاره، ولا يمكن لأي كيان شارك في جريرة انقلاب 30 يونيو 1989 التنصل من شيئ من المسئولية عما جرى، مهما صغرت المسئولية.. فالتمكين لم يبدأ بعد المفاصلة بين حزب البشير وحزب الترابي، ولم تبدأ بيوت الأشباح بعد المفاصلة.. ولم يكن التمهيد لفصل الجنوب خارج أجندتي الحزبين.. ورغم كل ذلك ليس من حقنا أن نلصق بالمؤتمر الشعبي ما حدث، بعد المفاصلة من جنايات وخطايا أتت متتالية، خطيئةً في إثر أختها، وموبقات تمهد لظهور موبقات أبشع منها، بحيث صار المال الحرام مالاً حلالاً وصار الدم السوداني أرخص من دم بعوضة..
* ولا غرو في أن يهتف الشارع السوداني الحي هتافاً عنيفاً ضد الإسلاميين والمتأسلمين معاً:- "أي كوز ندوسو دوس!"
* وفي ذاكرتي شابة فارعة الطول وقفت منتصبة القامة تهتف، في حوار عفوي مع جمهرة من الشابات.. كان الجو مسموماً، بعد سقوط البشير بأسابيع..
* بدأت الشابة الحوار بجملة لم تكتمل قائلةً: "أي كوز.....".. فردت جمهرة شابات بصوتٍ واحد:" مالو؟!"، فتمت الشابة الجملة الناقصة، وهي تدوس الأرض بقدميها بانفعال شديد:- "ندوسو دوس.. جيبو هنا!"..
* تتملكني الحيرة كلما شاهدتُ صورة المعلم الشهيد أحمد خير، في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى مسافة ليست بعيدة منها موضوع يعضِّد الجملة الغبينة الرائجة في المجتمع السوداني، حتة الآن:- "أي كوز ندوسو دوس!"..
* لا يمكن تجرِيدالمعلم الشهيد أحمد خير، (الكوزنة) من رغم الهتاف الذي يهين روحه في عليائها.. ولا يمكن تجريده من الشهادة بإذن الله، بدليل اتخاذ صورته كأيقونةٍ من أيقونات الثورة المباركة.. تأكيداً على انتمائه للثورة، بالروح والدم، بلا جدال..
مالكم كيف تحكمون، يا ناس؟!

* آن أوان التفربق ببن كوز وكوز..وبين الإسلامي والمتأسلم.. فمن الكيزان الذين أعرفهم، وهُم كُثر، من ترفع عن الدنايا ومارس فضيلة الابتعاد عن خطايا المؤتمر الوطني.. وعكف يقول الحقيقة على الملأ، دون تردد!

* والشاهد قول د.حسن مكي، في مقال له:- " وطفق كثير من الاسلاميين منذ سقوط النظام يكيدون للثورة باساليب مستهجنة لا تليق بمن يحسب انه إسلامي..."
مالكم كيف تحكمون؟!..

* إن تسمية قادة حزب المؤتمر الشعبي ما حدث يوم 25 أكتوبر بالإنقلاب، والوقوف إلى جانب شابات وشباب الحزب المشاركين في فعاليات الثورة منذ البداية، يضع الحزب في قائمة الحزب المنافح عن الثورة..
* وإن تأكيد الحزب، مراراً، بأن ما حدث يوم 25 أكتوبر إنقلاب، أمرٌ يضيف إلى مناقبه الثورية إضافة ينبغي أن تشفع له..
* وشباب حزب المؤتمر الشعبي شركاء حقيقيين في ثورة ديسمبر المجيدة.. ونكران هذه الحقيقة يعني مغالطة التاريخ بالتمسك برزايا الحزب وإغفال مناقبه..
* وها هو كمال عمر، أحد قادة الحزب، يعلن أن .. الحزب يعمل على مقاومة الانقلاب؛ واستنكر الدعوات لوحدة الحركة الإسلامية، مركزاً على وحدة كل السودانيين؛ معلنا توبة الحزب من تجربته السابقة مع المؤتمر الوطني.. كما أكد أنهم يعملون ضد الانقلاب..
* وعلينا، أيها الناس، إلقاء نظرة على البيان الذي أصدرته الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي ينفي أي لا علاقة للحزب بالدعوة إلى(توحيد الإسلاميين).. وأن الحزب ضد أي أطروحات واشواق لتوحيد الإسلاميين.
* أمعنوا النظر كرًّتين في ما يجري في الساحة السياسية اليوم من تكتل 7 المضادة للثورة في كتلة واحدة، واستقوائها بقوى خارجية مضادة لنهضة السودان، وسوف تدركون جدوى إضافة أي كيان فيه ما في حزب المؤتمر الشعبي من تاريخ ضد المؤتمر الوطني، وما يمور فيه من روح ثورية ملتهبة..
* لا تبخسوا المؤتمر الشعبي ثوريته!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء