لا عزاء للمهرولين نحو الإنقاذ في حزب الأمة !!

 


 

 


لقد  حسم  امام  الانصار  ورئيس  حزب  الامة اخيرا  التنازع   العميق  فى  عضوية  حزبه  العريق  بين  المهرولين   نحو  نظام  الانقاذ   وبين  الرافضين  بحدة  شديدة  أى  تقارب   مع  نظام  الانقاذ  .نقرأ  معا العناوين الرئيسة  فى جميع  الصحف  السودانية  الصادرة  فى صباح  السبت ، الموافق  لليوم  الاخير  من  شهر  اغسطس من  عام   20013 . و لأننى و احد  من   المندغمين   فى  هذا  التنازع  ، ومن  المصطفين  بشدة  مع  الرافضين  بشدة أى  تقارب  مع  نظام  الانقاذ  ليس  حبا  فى  الشقاق  ولكن  لقناعتى  ان  الدخول  مع نظام  الانقاذ  وفق  شروطه  الخاصة  لن  يقود  الى اى  خير  لحزب  الامة   ولا للحزب  (الحاكم ) – كانوا  يقولون  الحاكمية  لله  فنسوا - ياخذنى  الاشفاق على   زملائنا  فى  (العقيدة)  الذين  ظهرت عليهم  اعراض  الحنين  الى  السلطة  و العودة  اليها  بكل  الطرق  والوسائل  التى  من  بينها  الانحناء  لرغبات  الانقاذ . والقبول  بالدنية  من امرهم طالما  أن  هناك عائد  مجزى   يوازى  هذه  الموبقات  ويزيد  فى  هذه  الازمان  الشاقة  التى جعلت بعض  الناس  يصيخون  السمع  لرنة  القرش  فى  المريخ  على  وصف  صديقى  الشاعر الملهم  محمد  المكى  ابراهيم  الذى  زاملنى  فى  ترك  جمل  الانقاذ  بما حمل  لنلحق  فى  غير  ندم  بزميل  آخر  شد  الرحال  وغادر  قبلنا  مغاضبا  ، اعنى  اخى  السفير المرحوم   عبد الله  محجوب  سفير  السودان  لدى  البلاط  المغربى. الذى  غادر   الانقاذ   ودار  الفناء  معا  حاملا  فى صدره   شيئا  من  حتى  (الانقاذية ).  هذا  استطراد   على  نهج  الجاحظ ، استاذ علم  البلاغة  والكلام  فرضه  على ّ  تزامن المواقع   والمشاهد  والصيرورات  الموجبة  التى  لا سلطة  لاحد عليها . قلت   لا  عزاء  للمهرولين  فى  حزب  الأمة  القومى  بعد  بيان  امام  الانصار  ورئيس  حزب  الامة ، السيد  الصادق  المهدى  فى  خطبته  الجامعة  فى  احد  جوامع  مدينة  (ام  بده )  الحافظة  لاسم  الامير  (محمد  ام  بدى) امير  فيلق قبيلة  بنى  جرار  فى  جيش  المهدية  المليونى – يقولون  ام  بدى   وليس  ام  بده  كما  حرفه  الرواة . مرة  اخرى  نسأل  معا  ماذا  قال  الامام .  ونجيب معا : 
قال  السيد  الصادق  المهدى ، رئيس  حزب  الأمة وامام  الانصار ،  وهو  فى  كامل  تجلياته  الغاضبة  ،قال  بالحرف  الواحد ، وعلى  رؤوس  جميع  الاشهاد ، قال  ( أقولها للمرة  الالف  ان  حزب  الامة  لن  يشارك  فى  حكومة  الانقاذ   المرتقبة , وهو ( أى حزب  الامة  ) ماض  فى  مشروع  الاعتصامات .  واختتم السيد  الامام  هذا  الكلام  الوهاج  مثل  ذهب  بنى  شنقول ، اختتم  بالقول :( ان  حزب  الأمة مع  الوطن  وضد  الوطنى ) . لقد  وضع  السيد امام  الانصار نقطة  كبيرة  فى  آخر  السطر .  و ألقم المهرولين  حجرا  اكبر  من حجار  اهرامات  الجيزة  التى ما زال  المؤرخون  يتعاركون  حول كيفية  ايصالها الى  قمة  الهرم  وهى بهذه  الضخامة  والثقل . لقد اغلق امام  الانصار  باب  الاجتهادات الخاطئة المفسرة  لمواقف  حزب   الامة . كاتب  هذه  السطور  يذكر  له  قراؤه  الكثيرون  ( ولله الحمد  والمنة ) يذكرون  له  تبرمه  وضيق  صدره   وعدم   صبره  على  بعض  مواقف  حزب الأمة  التى  استشكلت على  فهمه  فى  احايين  كثيرة ، فكان  يخرج  عن  المضمار  بما  يغضب  اهله  الانصار . أما الآن  فقد كتب السيد الاما م  الكلمة  الاخيرة  فى  السطر  الاخر   ووضع  فوقها  غطايتها  كما يقول  المثل  المطروق . ولم  يبق امامنا ،  نحن  القابضين   على  جمرة  الرفض  المؤسس ، لم  يبق  امامنا  الا السهر  على  هذه  الوديعة  البنكية  وحراستها  ضد  الاختطاف . فنحن  نعرف  ان  المهرولين  لديهم  القدرة  على  اختطاف  حتى  مولود   المرأة العاقر التى  تحرص  عليه  بما لا مزيد  عليه  من  الحرص . نعم ، المهرولون  لم  ينجحوا  حتى  هذه  اللحظة  فى  شحن   الحزب  العريق  فى  ترلة  الانقاذ .  ولكنهم  لم  يياسوا  ابدا  من  امكانية  تحرير  بوليصة   الشحن  وترقيمها   حتى  فاجاهم  الامام  بقارعة  (ام بدة )  من  فوقهم  ومن تحتهم   وبدد  آمالهم حتى  صارت  اثرا  بعد  عين . فارسة  آل  نقد  الله ، الدكتورة   النابهة  فى  علم  السياسة ، سارة ، قضت  على  البقية  الباقية  من احلامهم  حين  قالت  ان  العشم  فى  مشاركة  حزب  الأمة  فى  حكومة  الانقاذ  القادمة  هو  عشم  يائس  مثل  عشم  ابليس  فى  دخول الجنة  الذى  لن  يتحقق قبل  ان    يلج  الجمل  فى  سم  الخياط ، هذا  الشرط  المستحيل. لقد اكثرت   المسافة ، يادكتورة ، على الحالمين  ( بالانجعاصة )  فى  المقعد  الخلفى  فى  ترله  الانقاذ  مثلما انجعص رصفاء  الأمس  واكتفوا  بالمرتب  والفرجة . دعونى  اختم   هذا  الاستطراد  بدعوة   بعض اهلى  فى حزب  الامة المتوهطين  حتى  هذه  اللحظة  فى  دثور  الانقاذ  الوهيطة ، و اقول  لهم  هلمّ  الى  دياركم  التى ما زالت  عامرة  ورحيبة  وتقبل العائدين  مثل دار ام  محمد  المكى ابراهيم  ،  صديقى  المبدع  المجنون  . فقط  لو نقرأ معا ماذا  قال  ود  المكى  الذى غادر  تلك الدار ثم  عاد اليها  فيلسوفا  يبرر المستحيل :
* ساعود لا  ابلا  وسقت   ولا بكفى  الحصيد  روائعا
مدوا بساط  الحب  واغتفروا الذنوب
وباركوا هذى  الشهور  الضائعة
الذين   ضربوا  اكباد ابلهم  باتجاه  الانقاذ ، اقول  لهم  سورى  كما  يقول اخوتنا الاستوائيون  فى  الجنوب  الحبيب  الماسوف  عليه  واضيف : غدا  تنسون  هذه  العضة  الدامية . وتأخذون  عضة  غيرها  اكثر ايلاما عندما  يلفظكم  الانقاذيون  عند المنحنى  الاخير   ولا ت حين  مندم ! هل  يسمعنى  الامير عبد  الرحمن . هل  من مبلغ  لامير  جيش  الامة  أن  الامة  يعيب عليكم  الموقف ،   ولكنه  يقول  كما قال  محمد  المكى ابراهيم ؛
•    ما زال   سقف  ابى  يظل   ولم تزل احضان  امى
•    رحبة   المثوى  مطيبة  الجناب
•   
•   

Ali Ibrahim [alihamadibrahim@gmail.com]

 

آراء