لا محالة سينتصر شباب الثورة السودانية على القوى الظلامية

 


 

 

تسأل الكثيرون عن سر "سفر" قائد قوات الدعم السريع والنائب غير "الرسمي" لرئيس مجلس السيادة "الفريق أول" حميدتي إلى دارفور؛ حتى فأجأ حميدتي الجميع بتصريحات هي أقرب للتهديدات للشعب السوداني عامة ولكل من لا يقبلونه داخل القوات النظامية والحركات المسلحة وغير المسلحة والاحزاب وبقايا النظام السابق من الحركة اللا إسلامية، وأنه مستعد للحرب من أجل إقرار السلام وهو يقصد من أجل إقرار سلطته كحاكم للسودان!!! وهو يريد فرض سياسة الامر الواقع وأنه الحاكم الفعلي على بعض الدول التي تساند البرهان وترفضه، فهو يريد أن يثبت للجميع بأنه يسيطر على السودان ككل "خرطومه" وشرقه- ذهب قبل فترة وهدد أهل الشرق- و غربه ؛ بل يسيطر حتى على القوات المسلحة السودانية فهو قد أستولى على سلاح المظلات وهاهو يستولي على أهم معقل مسلح كان خارج سيطرته وأصبح أخيرا ضمن قبضته الا وهو سلاح المدرعات.

لم يتأخر رد "أسياد" العسكري البرهان ومحركيه أمام وخلف الستار؛ فسرعان ما حلقت 4 طائرات عسكرية مصرية امس في منطقة حلفا القديمة، دون إبدأ اسباب مقنعة سوى التلويح لحميدتي بعصا سلاح الجو المصري والذي سبق وان قام بضرب منطقة الجزيرة ابا في 1971م.

يبقى أن هناك معادلة رياضية متشعبة لا يمكن حلها الا بوجود أموال مليارية تكفي الفرقاء الشركاء في السلطة وتزيد. للشرح أكثر أقول إن إنقلاب البرهان في 25 اكتوبر 2021م بتوصيات من -اللجنة الامنية للبشير التي هي ممثلة الحركة اللاإسلامية والنظام البائد- حيث استطاعت الحركة اللا إسلامية بعد ذلك الانقلاب إستعادت أغلب سلطاتها في مواقع القرار في الدولة؛ كما استعادت ايضا الاموال التي كانت محل محاكمات او مصادرة من لجنة تفكيك نظام الانقاذ. ثم قررت الحركة اللا إسلامية و بقايا النظام البائد من الانتهازيين بانها يمكن ان تؤجل معركتها مع حميدتي مع توعدها له بالتحجيم او التخلص منه بصورة او بأخرى في وقت لاحق، اما الان فهي تحمل على هؤلاء الشباب الثائر في لجان المقاومة بالشراسة وسلاح القتل عبر القنص والاختطاف وترويع أهالي الثوار من ناحية ومن ناحية أخرى خداع الرأي العالمي ممثل بالامم المتحدة والسيد فولكر بان لجان المقاومة بالاضافة للاحزاب المدنية غير قادرة على الاتفاق وايجاد الحكم المدني.

في حين يستمر بقايا النظام البائد والعسكروكيزان في نفخ الفتن بين الاحزاب المدنية ولجان المقاومة بهدف سوق الجميع نحو انتخابات مزورة سلفا ومعروفة النتائج مقدما!!!

هذه الحركة اللا إسلامية و ممثلة النظام البائد لاتجد الرضا التام من النظام المصري وجهاز مخابراته وكذلك لا تجد رضا دولة الامارات.

اما الشريك الثاني في الانقلاب أي الحركات المسلحة وخاصة العدل والمساواة بقيادة وزير المالية د. جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة منى اركو ميناوي فهما لا ترضيان بغير اقتسام المال والثروة والسلطة بنصيب يرضيهم.

يبقى أن الشعب السوداني الثائر ممثل ببعض الاحزاب المعارضة للنظام البائد ولحكم للعسكر وقبلهم ممثل بلجان المقاومة التي لم ولن ترضى باي قدر من التنازل خاصة بعد ان إختبرت العسكر وبقايا النظام البائد في الحركة اللا إسلامية وتيقنت بأنهم قد إنحنوا للعاصفة قليلا فقط؛ ولكنهم كدولة عميقة متجذرة منذ 30عاما لا يمكن ان يقبلوا بابعاد للعسكر للثكنات وبالتالي إضعاف قوتهم الشرطية والاستخباراتية، وأنهم مقابل الاحتفاظ بمصالحهم الشخصية والتنظيمية على استعداد لابادة ثلث الشعب فما فوق اذا اقتضى الامر حتى تبقى السلطة والثروة بأيديهم!!!

هذا الشعب السوداني وخاصة ابنائه الوطنيين من الشباب تيقن منذ احداث سبتمبر 2013م، وكيف تم قتل الشباب الثائر بالرصاص الحي وتجدد ذلك في مذبحة فض الاعتصام في 3يونيو 2019م، بل تواصل قتل الشباب بشكل يومي منذ 25 اكتوبر 2021م، وسقوط حوالي 115 شهيداً، تيقن ذلك الشعب وشبابه بأن لا حل في الافق لا يبتديء برفع اللاءات الثلاث لا شرعية، لا للتفاوض ولا شراكة، والعسكر للثكنات والجنجويد -الدعم السريع- ينحل!!! إذن الشباب امام ثلاث قوى ظلامية هي الحركة اللا إسلامية والعسكر والحركات المسلحة بما فيها قوات الدعم السريع!!!

هذا الشباب الذي يقدم التضحيات يوميا على يقين كامل بأنه منتصر لا محالة وليس انتصاراً لذاته بل قبله حبا وكرامة ووفاء لاصدقائهم الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن وأصدقائهم الجرحى ومن هم بسجون النظام الرسمية وغير الرسمية، حتى يعود الحكم المدني ويتحرر الشعب من الخوف والذل والجوع، وان يصبح الشعب مكرما معززا في بلاده لايخوف بالسجون او يشرد في المنافي!

يبقى ان الدعوة لتوحد كل قوى المعارضة لتفويت الفرصة على العسكروكيزان هو أمر حتمي دونه عودة النظام البائد للحكم بوجوه جديدة،، كما يجب الانتباه الى ضرورة وجود اتفاق تكتيكي ولو مؤقت على الحد الادنى من الاهداف؛ الا وهو إزالة بقايا نظام الانقاذ البائد وتفكيكه وأرجاع العسكر للثكنات.

نعم. يمكن الان لكل لجان المقاومة وقبل نهاية العام الحالي تصعيد ممثلين لها الى لجنة مقاومة مركزية من 15 عضوا ويمكن للاحزاب الرافضة لانقلاب البرهان أن تصعد هي الاخرى لجنة من 15 عضواً وتشكل الحكومة المدنية من 25 عضواَ مع إيجاد مجلس سيادة من 5 أعضاء. ويمكن كذلك تصعيد 50 عضواً من لجان المقاومة مع تصعيد 50 عضواً من كل الاحزاب المعارضة للانقلاب لتكوين مجلس شعب "برلمان" يستمر لمدة ثلاث سنوات لإجازة كل التشريعات الضرورية. وحينها تكون قد انتصرت ارادة الشباب على كل قوى الشر الظلامية من بقايا النظام السابق والعسكر والحركات المسلحة بما فيها قوات الدعم السريع.

أنشد أحد شعراء الثورة

"يا صاحي قبل الطير....والدنيا شتوية ..

واهب العمر للغير...يومية .. يومية ..

يومية شان ام زين....احلامها ما تنداس ..

ما تنحرق بالشوق......ما تبقى منسية ..

شان يمشي مدرستو...زي كل ولاد الناس ..مرفوع وعالي الراس

اسمو وغنا ونضموا....اسمك ثلاثية ..

الكول شبر في الايد....في كتفوا طورية ..

ﺑﻖ في ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺑﻖ....ﻏﻀﺒﻚ ﻋﻼﻧﻴة ..

ﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪ .....ﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭرية..

اولى انت بي بلدك ...ولا الحرامية ؟؟.

wadrawda@hotmail.fr

 

آراء