العبلانج الكبير … او من الذي يكتب لكمال بخيت ؟

 


 

مصطفى سري
16 August, 2010

 

نقطة ... وسطر جديد

-1-
بالطبع السيد كمال حسن بخيت  لا يملك اي موهبة صحافية لكي يتبوأ منصب رئيس تحرير لصحيفة  ما ، دعك عن صحيفة حائطية ، وكتابته تشبه اصحاب المواهب الضعيفة ، كما انه ربيب الانظمة الدكتاتورية ويعشق قادتها القتلة ،والمستوى الذي يكتب به هذا ( البخيت ) لا يمكنك ان تقرأه الا وان تضع اصابع يدك على انفك بسبب رائحتها النتنة، وعلى مدى فترة طويلة ظل يكتب الرجل في قضايا سياسية بكتابة ( نص كم ) ، وهو يتزلف ويتملق السلطان بصورة فجة ومقرفة  ، وقد التحق الرجل اخيراً بزمرة المؤتمر الوطني لاسباب يعلمها هو وحده ، ليس من من بينها المبادئ ان كانت لهذا الحزب مبادئ .
كتب ( البخيت ) على مدى الايام الماضية في عموده اليومي بصحيفة (الراي العام )  اقبح المقالات وبصورة عنصرية واستعلائية حول مواقف الحركة الشعبية التي يعبر عنها الامين العام باقان اموم ، بل هو فاق العنصري الاخر الطيب مصطفى ، دون مراعاة لادب الحوار ، لكن ما ظل يكتبه كمال بخيت لا يمت الى اختلاف وجهات النظر بصلة ، لانه وكما ذكرنا يفتقد الموهبة الصحافية والحنكة والحصافة واحترام الاخر ، خاصة عندما يتحدث عن شخصية قيادية لحزب شريك في الحكم كما ان هذه الشخصية القيادية تشغل منصباً دستورياً في حكومة الجنوب ، اضف الى ذلك ان هذا ( البخيت ) لا ينتقد مواقف اموم السياسية بل يكيل السباب بطريقة عنصرية منها انه يقول ان باقان ينتمي الى قبيلة ( متواضعة ) ، ويصفه في مقال اخر ( بالعبلانج)  ولا اعرف كيف يكون الرد على مثل هذه الفجاجة والضحالة ، واذا كان هناك  نظام او قانون في السودان  فان البخيت الى المحاكمة هو الاتجاه لذي يفترض ان يحدث ، لان مقالاته تفوح منها العنصرية والكراهية للانسانية  ، والبخيت الذي يريد ان يعود بالسودانيين الى القبلية البغيضة ، كان يردد انه كان عضو في حزب البعث العربي الاشتراكي ومن ضمن شعارات ذلك الحزب ( امة عربية ذات رسالة خالدة ) ، لكن  اظن البخيت فارق هذا الحزب بسبب ( خيانة) فكرية وسياسية ، وهو في نظر قيادة حزبه السابق لا يمت الى العروبة، ولذلك فانه يضرب دفوف العنصرية والقبلية ليتوازن نفسياً بعد ان كان يجد الاضطهاد من رفاقه في ذلك الحزب  ، وكمال البخيت يبحث عن نقاء عرقي  مفقود وهو لا يرى المرآة عندما ينظر الى وجهه ،ومع ذلك يرأس تحرير صحيفة لها تاريخ طويل في الصحافة السودانية – رغم اختلافنا مع خطها التحريري – لكن هي من الصحف الرائدة في بلادنا .
ان اتفاقية السلام الشامل التي تم التوقيع عليها في نيروبي في العام 2005 ، وضعت لبنات واسس لادارة البلاد في الفترة الانتقالية ، وكان الظن ان احسن المؤتمر الوطني التعامل مع الاتفاقية دون التآمر على شركائه بوضع ( المسامير والشوك ) على طريق تنفيذ الاتفاقية ، فان السودان كان سيدخل مرحلة جديدة في تاريخه ، ولكن لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب ، واذا عملنا جرد حساب بشكل امين منذ اليوم الاول على توقيع اتفاقية السلام ، فان النتيجة ستكون صفراً كبيراً امام المؤتمر الوطني ، ولا ندري اين سيذهب ( البخيت ) بعدها ، لكن الرجل يفتقد الامانة الاخلاقية والسياسية ، ولذلك نرفع عنه الحرج ، لكن ماذا نفعل مع شخص يسعى الى الحرب مثل هذا البخيت واذا حدثت الحرب لا قدر الله ، فان البخيت سيكون في سيارته ويكتب وياكل الطيبات ويسافر بالدرجة الاولى ولن يكتوي بنارها ، ومن يضيع في الحرب هم البسطاء ، ولكن هل يضمن كمال رغد العيش في حال الحرب التي لن تكون كما في السابق ، فهل يريدها كمال البخيت حرباً شاملة ام ان يعمل على وقف اي اتجاه لاشعال الحرب مجدداً ، وذلك طريقه واحد هو ان يتم اجراء الاستفتاء في مواعيده واحترام خيار الجنوبيين والعمل من جديد مع الدولة الوليدة في اتفاق جديد .
ولا اعرف كيف يتغاضى كتاب المؤتمر الوطني من امثال كمال البخيث ، والهندي عزالدين ، وسيف الدين البشير ، وراشد عبد الرحيم ، عن مؤامرة طائرة سودانير التي كنا نعرفها حتى وقت قريب هي الناقل الوطني ، والان وبفعل مؤامرات المؤتمر الوطني التي لا تنتهي اصبحت ناقلة للسلاح لنسف استقرار الجنوب وترويع سكانه ، وصمت البخيت وزمرته عن الطائرة التي قبضت في مطار فلج في الاسبوع الماضي ، ولا اعرف اي امانة يمكن ان يؤتمن عليها امثال هؤلاء مع حزبهم الشرير في قيادة هذا البلد مستقبلاً ، وكيف يريد حزب يتحدث زوراً وكذباً انه يسعى الى تحقيق الوحدة وفي نفس الوقت يرسل الاسلحة ويدعم المليشيات القديمة والجديدة في الجنوب ، وكما قال القائد باقان اموم – رغم انف البخيت او الخبيث – ان المؤتمر الوطني يريد وحدة مع نفط الجنوب وليس مع انسان الجنوب ، واظن معركة توزيع وزارة الطاقة في اول حكومة وحدة وطنية بعيد الاتفاقية خير دليل على ان المؤتمر الوطني ( الشرير) هدفه البترول .
واتفاقية السلام نصت في بند الاستفتاء على حق تقرير المصير على خياري الوحدة والانفصال ، واستحقاقات الوحدة معروفة ، رفض المؤتمر الوطني واشياعه ان يدفعوها ، وهم يريدون وحدة قهرية تعيد الناس الى مربع الحرب المستدامة ليستمر هذا الحزب في السلطة ، ولينهب المزيد من ثروات البلاد ، ويشيع جو الارهاب والقتل  ، وبالطبع لن يستطيع في ذلك ، لان تاريخ الشعب السوداني في اقتلاع مثل هذه الانظمة  معروف ومجرب، ولذلك التباكي على ان الجنوب سينفصل وان الحركة الشعبية تعمل على الانفصال يكذبه الواقع ، ولعل ( البخيت ) حين كان يذهب الى اسمرا والقاهرة ويلتقي بقيادة الحركة الشعبية ، ويلهث لاجراء حوار مع القائد باقان اموم – الذي يصفه البخيت اليوم باقذع الاوصاف وبعنصرية بغيضة وكريهة – يعرف البخيت ان الحركة ظلت تدعو الى وحدة  السودان على اسس جديدة ، والاسس الجديدة تعني كرامة الانسان في اول المقام ، والتي ظل مؤسس وقائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق – كان كمال البخيت والذين يتظاهرون الان بانهم يفتقدون لقرنق يكتبون عنه ذات الكتابات العنصرية قبل استشهاده وهذا يوضح معدن امثال البخيت واصلهم – ظل قرنق يقول ان اتفاقية السلام حققت كرامة شعبنا في الجنوب والنيل الازرق وجبال النوبة وابيي وحتى اقصى الشمال ، اتعرف مثل هذا الكلام ايها ( العبلانج ) ؟
والاسس الجديدة التي تنادي بها الحركة الشعبية تعني الحرية لشعوب السودان ، ومعنى الحرية ليست في قاموس البخيت ، والاسس الجديدة تعني المساواة والعدالة ، والبخيت يريد ان تظل شعوب الهامش من الدرجة الثانية ، ليدوس عليها ويقتلها بتلذذ ، وينوم هانئ البال ، والوحدة على اسس جديدة هي الا يشعر اي مواطن بالظلم والقهر وانتهاك كرامته كما هو حادث الان في دارفور وفي مخيمات النازحين من قتل مجاني ، وبدم بارد ، وكان يحدث في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق وابيي وشرق السودان ، وكجبار وغيرها ، ومع ذلك يغمض البخيت عينيه عن هذه الحقائق ليكتب او يكتب له احدهم بالانابة عنه – لكنها ذات الافكار – في شتم الاخرين وبذهم باساليب رخصية بلغة تعرفها ( الرداحات ) ... ونواصل ...


mostafa siri [mostafasiri@yahoo.com]
 

 

آراء