لا نحابي لا نداجي لا نلين

 


 

شوقي بدري
27 December, 2022

 

قام استاذنا العلامة  عبد الله البشير بتاليف نشيد  من اربعة مقاطع ، ننشد مقطعا كل صباح في مدارس الاحفا الثانوية  . لا يزال هذا النشيد نبراسا لى وللكثيرين من خريجي الاحفاد وغير الاحفاد .

في سبيل العلم و التحصيل نسعى ما حيينا

نحمل المشعل وضاءاً و نمضي طامحينا

إن نهضنا نطلب المجد نهضنا قادرينا

نبتغي في نهضة السودان بنياناً حصينا

لا نحابي...لا نداجي... لا نلين

الكلمات الثلاثة الاخيرة هى ما ينير طريقنا ونعتبرها نبراسا . كل ماكثر الهجوم ازددنا صلابة وكلما كثر الاعداء صرنا اقوى.  صدمتني تصرفات اسامة داؤود عبد اللطيف . تعرضت له في موضوع نشر في عدة مواقع ، لانه قد تطاول واضر بالوطن وليس بعد  الكفر ذنب .

كانت الامارات تخطط للاستيلاء على الفشقتين حيث سالت دماء السودانيين واخوتنا الاقرب ومن يحبونا ،، الاثيوبيين ،،.قامت الامارات بتوجيه اكبر اساءة كان يمكن توجيهها  للامة السودانية . لقد طلبت بكل بساطة تنازل السودان عن  الفشقتين  للامارات . ظهر اسامة بكل بجاحة ولؤم  في معسكر الامارات .

وقع اسامة عملية نهب مع مندوب الامارات وجبريل ابراهيم الذي لا تكفي الكلمات  لوصف وضاعته ، خبثه وحقده على اهل شمال ، وسط السودان وكل السودان  لأنه كوز والكوز لا ولاء له سوى شاكلته من كيزان العالم الذين يمتحن الله بهم عباده .الاتفاقية تعطي الامارات الحق في بناءميناء ،، ابو عمامة ،،  بناء طريق، ومشروع زراعي والحصول على منطقة قد تكون اكبر من الامارات . الاتفاقية الغير قانونية تعطي الامارلاات الحق في التصرف في كل المنطقة مثل قانى بنما او قونتانمو في كوبا لصالح الامريكان . اما جبريل فقد بلغ شره اهله في دارفور جعل الايتام والارامل يلعنوه .

الا يحس او يعرف اسامة أن جبريل يتقصد الاضرار باهل الشمالية موطن اهل اسامة ومهد الحضارة في العالم ؟ لقد تسبب وخطط جبريل بقصد تجويع اهل اسامة داؤود . رفض جبريل شراء المحاصيل الاستراتيجية بواسطة وزارة المالية كما هو متبع . تم تصدير الذرة الى الجنوب واشترت مصر القمح السوداني ونحن نستورد القمح بالدولار .ذهبت الفلوس الى وزارة المالية التي قد صارت برمةاو كنتوش جبريل يغترف منها ما يشاء  كل دولة  السودان صارت  جبراكة له ولاهله .

جبريل قطع الكهرباء من مستشفى  مروي في شمال السودان ، هل يعرف اسامة هذا .اضر بالعروة الشتوية لانتاج القمح بسبب رفع اسعار الكهرباء الخرافية كما اوقف  التمويل للزراعة . . أتى جبريل بكل اهله وسلمهم اهم الوظائف في وزارة المالية وغير المالية . الا يعرف اسامة كل هذه المآسي ؟أم ان المال يعمي البصيرة ويوسع ،،الذمة ،، .

المليشيات  تدفقت حتى الى الى شمال السودان ووصلت حتى حلفا  وصارت تروج للمخدرات بالمفتوح ، وعندما اوقفت الجمارك مخدرات المليشيات  طالبوا باطلاق سراح المخدرات وقاموا بتهديد الدولة .المليشيات تنهب الناس في الطرقات وتتسور البيوت وجبريل يعيش في بذخ ويسرق المال بدون ادنى قدر من الخجل . ان ما يقوم به جبريل لا يكفي وصفه بالاجرام . اليوم صار اسامة شريكا في هذا الجرم .

لا يهمني من رد على وقال أن منتجات اسامة جيدة وأن اسامة يوظف عشرات العمال . انا اتكلم عن وقوف اسامة مع الامارات في نهب اراضي السودان ، لأن ما يقوم به اسامة  خيانة وطنيبة .  اتفاق ابي عمامة يمثل سرقة ، لانه لا توجد  حكومة اليوم ولا توجد رئاسة للوزراء كما لا يوجد نظام تشريعي .... اليست هذه مؤامرة دنيئة .... لقو امها مافي !!

يرد بعض المغيبين أن  اسامة يوظف الآلاف . انا لا اتكلم عن الوظائف انا اتكلم عن سيدة السودان التي يضيعها اسامة .

الزبير رجب وظف مئآت الآلاف عندما نصبه نميري بدون وجه حق رئيسا للمؤسسة التجارية العسكرية التي كانت تستورد وتبيع كل شئ  حتى الخمور الصلصة والفرك . وصاراستيراد السجائر ممنوعا فيما عدى سيلك كات وسوفرين وكان احتكار السجائر فقط للزبير رجب .وتم طرد الآلاف الذين عملوا في شركات السجائر  . افلس  بعض التجار  وعندما اشتكى التجار قال نميري .... الزبير ........رجب صاحبي وزمان انا وهو كنا اولاد الفقرا والباقين اهلهم غنيانين .هذا الغبن يمارسه جبريل واليوم اسامة داؤود شريك لجبريل !!

السودان  هو البلد المسكين الما عندو وجيع . كتبت من قبل موضوعا تحت عنوان .... السودان لايحتاج لاعداء يكفيه ابناءه .

قبل  أن تدافعوا عن اسامة فلتسألوا انفسكم هل تقبل انت أن تتصرف مثل اسامة الذي يشارك الكوز جبريل في بيع الوطن ؟؟؟

لم اكن لاهتم او افكر في اسامة وامثاله . فكل رجل اعمال على مستوى كبير وقد اغتنى في عهد الانقاذ لا يمكن أن يكون مستقيما . الكيزان لا يتركون صاحب كشك ناجح بدون مشاركته بالقوة او  فرض اتاوة ضخمة .

اسامة داؤود لا يقل جرما عن الكوز جبريل والمسخ الآخر  ،،اردأزول ،، الذي قال  وهو منتشي عن اهل وسط السودان وشماله ..... سنحرمهم عن التعليم ، سنحرمهم عن العلاج كما حرمونا زمان . جبريل طارد المواطن لدرجة انهم اخذوا الضرائب والزكاة المفروضة على الموظفين والعاملين وصرفوها على مليشياتهم . اهل دارفور لم يستفيدوا من مؤامرة جوبا . اردأزول لم يفد اهله النوبا . مناوي لم يعد لدارفور . جبريل لايهمه اهل دارفور . حتى من عادوا الى قراهم بعد أن صدقوا بكذبة السلام تعرض الى القتل وحرقت القرى قبل ايام معدودة ، لان الجنجويد قد استولوا على اراضيهم . فر من عاد الى موطنه وعادوا الى المعسكرات . اسامة داؤود عبد اللطيف اسوأ من جبريل اردأزول ومناوي  لانه بجانب مشاركته لهؤلاء الساقطين فهو عميل للامارات . بالنسبة لي فاسامة قد تعدى الحدود واجرم ومارس الخيانة للوطن . انه احد اعداء هذا الوطن لا احترام لنا نحوه او حرمة بعد الآن .

اسامة ووالده قد سببوا الكثير من الالم لكثير من الناس  بعضهم من ما اعتبرهم اهلى او جزءا من حياتي   . بعضهم ذهب الى القضاء وانتقل الى جوار ربه وهو يشكوا من اسامة وابيه ولا تزال بعض هذه  القضايا امام القضاء . اعتبرت انا الموضوع قضية شخصية ولم اتطرق لها كل هذه السنين . ولكن اليوم يجرم اسامة والكوز جبريل كثيرا في حق الوطن . والمؤلم انه بسبب المال الذي سيتركه اسامة وجبريل عندما يتركون هذه الدنيا  .

سيقول البعض كالعادة أن الكلام عن الموتى لا يجوز . ويصر الكثيرون أن الدين الاسلامي يقول....... اذكروا محاسن موتاكم .  الكثيرون على اقتناع ان

هذا كلام القرآن او الحديث الشريف باسناد واجماع تام . هذا ليس بصحيح ولم يطالب به الاسلامي ، قد يكون حكمة مثل ......اتقي شر من احسنت اليه او  عفا الله عن ما سلف وهذا ليس كلام القرآن كما يظن البعض . .

هل سنتوقف عن الكلام عن خبث تآمر واضرار الترابي بالسودان ودول أخرى فقط لانه قد فارق دنيانا واعماله وشره تزال  تفتك بعباد الله ؟ هل اقامة تمثيليات عرس الشهيد بعد سفك دماء وموت مليونين من اهلنا في الجنوب بالامر المغفور ؟ وفجأة يصير الشهيد فطيسا بتصريح الترابي الذي يتعدى على سلطة الخالق ، هل هذا ما يمكن السكوت عليه ؟ لم نسمع او نقرا لاسامة اقل احتجاج لما يحدث في السودان ؟ حتى عندما قتل مجدي محجوب محمد احمد بسب المال الذي لم يسرق كما يقوم به اليوم بشراكة جبريل الكوز ، لم يفتح الله على اسامة بتلميح  عن الجريمة واسرة مجدي من اهله .

داؤود عبد اللطيف كان مديرا لمديرية بحر الغزال التي وعيت فيها بالدنيا وولد فيها شقيقي ايمان ودفن فيها شقيقنا وبعض اهلنا وهى مسقط رأس منقلة عمر مرجان ابنه السلطان ووالدة أخي عمر ابراهيم بدري . بحر الغزال ومدينة رمبيك الحبية هما الوطن الاول بالنسبة لى  . الاقتتال وحوادث الجنوب التي حدثت بسبب عنجهية وتسلط حكومة ازهري لم تصل ابدا بحر الغزال ، الا ان المدير داؤود عبد اللطيف هرب ومعه بعض الافراد وتركوا السلطة مكشوفة . تصدى للامر بعض ابناء الجور والدينكا من الجنود والضباط واستتب الامن تماما في اعالي النيل وبحر الغزال ولم تطالهما الحرب او القتل .

لم يطرد داؤود من الخدمة بسبب خيانته وجبنه . تم نقله الى  كسلا . ارتبط داؤود بحزب الامة  الذي كان من اكبر اقطابه العم محمد صالح الشنقيطي . الذي كان يمتلك مصنعا لليمونادة مثل نظاريت ايمريان الارمني , بعدهما كان مصنع الحرية ملك الاعمام حسين  ونورين . تفرغ العم الشنقيطي لشركة سودان تراكتور التي تمثل  التراكتورات  والمعدات الثقيلة . عمل داؤود عبد اللطيف في الشركة وبعد فترة صار داؤود شريكا اصغر في الشركة .

الشنقيطي لم يخلف اطفالا . قرر صديقه اللصيق ابراهيم بدري باعطاءه أحد اولاده واظن انه  يوسف الذي يصغرني بسنة كان المرشح الا انه توفى قبل فطامه . شقيقي الاكبر محمد صالح الشنقيطي حمل اسم الشنقيطي  واحمل انا اسم محمد على شوقي . الثلاثة كانوا من الاداريين وارتبطوابصداقة متينة لدرجة ، انه عند وفاة والدي كان اول من اتصل به كمال ابراهيم بدري واول من حضر لدارنا في الليل كان الشنقيطي الكبير لانه كان بمثابة الوالد بالنسبة لنا . كنا اقل من العشرين وبعضنا لا يزال رضيعا والشيخ محتار بدري كان في بطن امه . تقرر أن يكون الشنقيطي الراعي والمسؤول عن  كل ما يخصنا . بالرغم من عدد آل بدري الكبير واهل امي امثال الخال الدرديري نقد وآل ابتر ، تنازل الجميع للشنقيطي بسب الصداقة والاخاء لابراهيم بدري  .

كنت اذهب الي العم الشنقيطي في مكتبه  في سودان ترتاكتورز بالقرب من سان جيمس . كنت اشاهد داؤود  عبد اللطيف وهو رجل قصير القامة بينما العم الشنقيطي والذي هو صاحب الشركة يجلس في مكتبه الكبير على عكس البقية ،  وهو رجل صاحب  بسطة في الجسم  كاريزما وحضور .

بعد موت الشنقيطي سيطر داؤود عبد اللطيف على الشركة في وقت لم يكن هنالك  ابن للشنقيطي لكي يرث الشركة ويواصل المشوار !! من ورثة محمد صالح الشنقيطي   نور الدين الشنقيطي وثريا الشنقيطيالهام الشنفيطي سعاد الشنقيطي والدة ابتسام شوقي ، الهادي شوقي وامين شوقي . آل شوقي ارتبطوا عن طريق المصاهرة  مع آل بدري وآل الشنقيطي . لا تزال هنالك قضايا امام المحاكم بخصوص شركة سودان تراكتور واشياء اخري . العمة سعاد الشنقيطي تعرضت لظلم والكثير من المضايقات والتجريح الى ان انتقلت الى جوار ربها وهى والبقية يشكون الى الله .

داؤود عبد اللطيف كون لنفسه اسما بسبب وظيفته كاداري . انضمامه الى حزب الامة وحكومة الصادق اعطته دفعة كبيرة .  صار نائبا في  دائرة دوكا بالقرب من القضارف وهى احدي الدوائر المقفولة للطائفية . ثم صار وزيرا في حكومة الصادق  .

رأس المال الاول الذي انطلق به داؤود عبد اللطيف بجانب  السيطرة على سودان تراكتورز كان المبلغ الضخم الذي استولى عليه بواسطة  الفساد  الذي تناولته الصحف وكان حديث الناس .انها صفقة الطائرات الكوميت .

اقتباس

داؤود عبد اللطيف والد الشبل أسامة هو من اوائل الوزراء الفاسدين. كان وزيرا عن حزب الأمة في مجلس الوزراء بعد سقوط عبود وفي اجتماع لمجلس الوزراء بخصوص شراء طائرات للخطوط الجوية تقرر شراء طائرات الكوميت البريطانية وتقرر إرسال وفد لشراء الطائرات. قبل سفر الوفد ذهب داؤود عبد اللطيف في اجازة صغيرة لانجلترا.
قام الوفد واتفق على شراء الطائرات وعند التوقيع على العقد اكتشف الوفد إضافة مبلغ ٢٥٠ الف جنيه استرليني كنسبة لوكيل شركة الكومت بالسودان. عندها اعترض الوفد بحجة انه لا يوجد وكيل للشركة بالسودان وهذا امر غريب. اخبرهم الانجليز بأن السيد داؤود عبد اللطيف أتى قبل اسبوع وقام بكل الإجراءات ونال توكيل الشركة بالسودان.
انكشفت فضيحة داؤود عبد اللطيف وكتبت الصحف عنها مما أضطره للاستراحة .

نهاية اقتباس

المبلغ المنهوب كان وقتها يعتبر  من اكبر عمليات الفساد في السودان ، كان يساوي اكثر من 450 الف دولار . في الوقت الذي كان المنزل في  الخرطوم العمارات يساوي 2 الف جنيه ، والطبيب يعين ب50 جنيه فقط   .

الفساد لم يكن قد انتشر بعد  ، ومن يمارس الفساد او الاختلاس كان لا يجد القبول او التشجيع   كما يحدث اليوم .

بجانب  جمال محمد احمد الاديب الفيلسوف ووزير الخارجية عم  مجدي محجوب محمد احمد الذي اعدم  ظلما  هنالك العم ومن اول المهندسين  العم ابراهيم احمد والد المناضلة سعاد ابراهيم احمد عضو  اللجنة المركزية للحزب الشيوعي . هنالك استاذنامحمد توفيق وزير الخارجية  الصحفي العظيم صاحب الجمرات الذي تعلمنا منه الكثير .

من عظماء النوبيين ـــــ ما اكثرهم ــــــ العم محمد خليل بتيك الذي خلف العم احمد مكي عبدو كمحافظ للخرطوم في الخمسينات . اشتهر بالانضباط الامانةوتقديس العمل .

اقتباس

الإداري بتيك ودروس في الوطنية والأخلاق..صديق البادي

الانتباهةنشر في الانتباهة يوم 22 - 12 - 2012

نقل الاداري محمد خليل بتيك في عام 1957م وعين مديراً لمديرية الخرطوم خلفاً للسيد احمد مكي عبده واستمر في موقعه هذا حتى استقال واحيل للتقاعد الاجباري قبل بلوغه سن المعاش لاختلافه مع نظام عبود واحتجاجه على الظلم الذي يعتقد انه حاق بالنوبيين في الهجرة والتعويضات الظالمة المجحفة غير المجزية وكان حزيناً على ضياع ارث حضاري عريق. وطيلة فترة عمله بالحكومة عُرف بتيك بالاستقامة والحزم والصرامة والشدة في الحق وكان يردد دائماً أمام رؤسائه ومرؤوسيه ليكن شعارنا المرفوع: «لا تكذب لا تسرق» وكان البعض يصفه بأنه اداري «صعب» وعند زيارة الرئيس جمال عبد الناصر للسودان في عام 1960م منح السيد محمد خليل بتيك مدير مديرية الخرطوم وسام الجدارة ونال بتيك أوسمة ووشاحات تقديرية عديدة بالداخل والخارج وكان بتيك صديقاً حميماً للأمير بيرنهارد زوج الملكة جوليانا ملكة هولندا السابقة ووالد الملكة كريستينا ملكة هولندا الحالية. وقد التقى بتيك ببيرنهارد في انجلترا في عام 1948 م وحدثه عن حلفا القديمة والحضارة النوبية العريقة. وعندما كان بتيك مفتشاً لمركز حلفا زاره الأمير بيرنهارد وأعجب بحلفا وطبيعتها الساحرة الخلابة ووقف على الآثار الدالة على عراقة الحضارة النوبية واستهواه النيل وكان من هواياته صيد التماسيح ثم طفق يزور حلفا سنوياً وكان يصحبه بتيك حتى بعد نقله للخرطوم بإذن من السكرتير الإداري والحاكم العام وكان الأمير بيرنهارد يزور سنوياً تنجانيقا التي يمتلك فيها حديقة خاصة وكان بتيك يستقبله عند توقف طائرته الخاصة بمطار الخرطوم ويقيم له حفل غداء وهو في طريقه لتنجانيقا ثم يستقبله ويقيم له حفل غداء آخر عند أوبته ومروره بمطار الخرطوم وهو في طريقه لهولندا. وعندما زار بتيك هولندا تلبية للدعوة الشخصية التي وجهها له صديقه الأمير بيرنهارد استقبلته الأسرة المالكة استقبالاً طيباً واحتفت به وأكرمته وتقديراً له أهدته مفتاح مدينة امستردام من الذهب رمزاً للصداقة بينهم. ووقف الأمير بيرنهارد موقفاً كريماً مشرفاً يدل على نبله وخلقه الرفيع فعندما علم من سفير هولندا بالسودان ان صديقه بتيك مدير مديرية الخرطوم قد استقال أو أقيل من موقعه قبل خمسة ايام حضر الأمير فوراً بطائرته الخاصة وأخطر المسؤولين بالخرطوم بهذه الزيارة قبل وصوله. ومن المطار اتجه للفندق الكبير وقضى وقتاً قصيراً ومن هناك اتجه للقصر الجمهوري وعند مقابلته للرئيس عبود التمس منه أن يعيد بتيك للخدمة فرد عليه عبود بأن بتيك هو الذي احتد معهم وطلب منهم اقالته وأنهم لا يمانعون في اعادته للخدمة. واتجه الأمير لمنزل بتيك وفي معيته بعض الحرس السودانيين، وجرى العرف أن يبقى المسؤول بعد اعفائه عدة اشهر بمنزله الرسمي ولكنهم عندما وصلوا المنزل علموا أن بتيك اخلاه في نفس يوم اعفائه وأرسل أسرته لحلفا الجديدة وبحثوا عن حرسه القديم وعلموا منه انه يقيم بلكوندة شعبية عادية تعج بالنزلاء وتقع بالقرب من مستشفى الخرطوم. وفوجئ بتيك بزيارة الأمير الذي أخذه معه للفندق الكبير وأخبر بتيك الأمير انه لن يعمل مع هؤلاء وحضر اللواء حسن بشير نصر والاميرلاي المقبول الامين الحاج للفندق الكبير مبعوثين من الرئيس عبود لمقابلة الأمير واقناع بتيك والاتفاق معه على الرجوع للعمل ورد عليهم بتيك بأنه قد استخار الله سبحانه وتعالى وفي الخيرة إشارة واضحة لعدم العودة للعمل معهم مرة أخرى.
وعندما أدرك الأمير استحالة اقناع صديقه بتيك بالعودة للعمل قال إذا أردت تنفيذ أي أعمال ومشروعات زراعية أو صناعية أو تجارية فإنني على أتم استعداد لأقدم لك الآن أي مبلغ تطلبه مهما كان ضخماً ولك أن تستثمر في السودان أو في هولندا فرد عليه بتيك قائلاً: إن هذه الزيارة الكريمة تدل على نبلك وسمو خلقك وإنني اعتبرها قلادة شرف ومصدر فخر واعتزاز ولكنني من ناحية مبدئية أرفض رفضاً قاطعاً سوء استخدام الصداقة والانحراف بها لتحقيق المآرب المادية وتكفيني وقفتك المعنوية معي وتحت الحاح الأمير قال له بتيك إذا كنت مصراً على المساعدات المادية فاطلب منك ان تقدم هذا المبلغ للحكومة لتكمل به بعض المشروعات التي بدأتها عندما كنت مديراً لمديرية الخرطوم. وعندما التقى الأمير بيرنهارد بالرئيس عبود قال له وهو يودعه في طريقه للمطار: لقد ارتفع بتيك في نظري آلاف المرات والتزم الأمير للرئيس عبود بتنفيذ كل المشروعات والمنشآت التي بدأها بتيك بولاية الخرطوم وبرّ الأمير بوعده ودفعت هولندا كل التكاليف.
وعندما اتجه الأمير النبيل للمطار وهو في طريقه لامستردام عاد بتيك للكوندة الشعبية ليبدأ مشواراً جديداً في مسيرة حياته، واستبدل جزءًا من معاشه وفتح مكتباً تجارياً للاستيراد والتصدير بعمارة بوكشب وكان يدير العمل بمفرده ويعمل معه عامل واحد من ابناء الجنوب كان يعامله كابنه ومرت به حالات كان عليه ان يدفع تسهيلات قليلة لتنساب الأمور بسرعة وسهولة ويحصل على الكثير ولكنه كان يرفض ذلك من منطلق ديني واخلاقي وذات مرة حصل على تصديق لاستيراد كمية كبيرة من الاسمنت من مصر كانت ستدر عليه أموالاً طائلة في زمن وجيز لان الاسمنت كان نادراً في الأسواق وأسعاره غالية مرتفعة وكان المشترون من التجار ينتظرون بتيك بفارغ الصبر ليكمل الإجراءات ليشتروا منه وفي مرحلة الإجراءات النهائية بدأ بعض الموظفين يتباطأون ويلمحون بضرورة تقديم رشوة لهم وكأنها حق واخبرهم بتيك بصراحة أنه من ناحية مبدئية ودينية لن يقدم رشوة ولو كانت قرشاً واحداً ولا يرضى ان يكون راشياً أو مرتشياً ولا شعورياً امتدت يده للاوراق التي تحوي التصديق والاجراءات المصاحبة ومزقها خوفاً من أن تكون في العملية كلها ذرة من شبهة فساد وأعلن للموظفين المرتشين انه يمكن ان يتصدق عليهم بما يستطيعه من مال لوجه الله سبحانه وتعالى اذا كانوا محتاجين وفقد بتيك تلك الصفقة وغيرها من صفقات وضميره مرتاح وكان اصدقاؤه ومنهم الأستاذ يحيى محمد عبد القادر الصحفي يصفونه ب «ولي الله بتيك» وفكر بتيك في اغلاق مكتبه التجاري والعودة لحلفا ليعيش فيها حياة بسيطة هادئة ويعمل بالزراعة التي تكفل له حياة كريمة مستورة ويقضي وقته بين المنزل والمسجد. وقبل ان ينهي ايجار المكتب ويغلقه قرأ إعلاناً صادراً عن شركة انجرا في كرواتيا بشرق أوربا تعلن فيه حاجتها لوكيل للشركة بالسودان تكون له خبرة إدارية ويجيد اللغة الإنجليزية وطلبت من كل متقدم ان يوافيها بسيرته الذاتية ومسيرته العملية. وقدم بتيك طلباً للشركة وقبل فوراً واعتمد وكيلاً لشركة انجرا بالسودان وبعد شهر قرأ في جريدة الثورة الناطقة باسم نظام نوفمبر اعلاناً عن جلب معدات وماكينات وتركيب مصنع ربك للاسمنت وبعد التشاور مع رئاسة الشركة في كرواتيا تقدم الوكيل محمد خليل بتيك بعطاء لانشاء وتركيب المصنع وفاز هذا العطاء وأوفت الشركة بكل التزاماتها وقام الوكيل بتيك بكل المهام خير قيام وقام المصنع وشكرته رئاسة الشركة بكرواتيا ومنحته خمسة وعشرين الف جنيه سوداني وكانت مبلغاً ضخماً بمقاييس تلك الايام. وبنصيحة وطلب من استاذه وقريبه وابن منطقته السيد ابراهيم احمد الرمز الوطني المعروف اشترى بتيك منزلين كبيرين بالخرطوم كان بعض ورثة آل المهدي قد عرضوهما للبيع وكانت قيمة ايجار هذين المنزلين هى التي اعتمد عليها بتيك بمشيئة الله اعتماداً رئيسياً في بقية سنوات عمره حتى رحل للعالم الآخر في يوم الجمعة الموافق 16/7/1984م واشترى بتيك مما تبقى له من ذاك المبلغ الكبير أسهماً في شركة الصمغ العربي واشترى اسهماً في مصنع النسيج الامريكي وقام بشراء ثلاثمائة سهم بقيمة ثلاثمائة جنيه في شركة التأمينات العامة التي اسهم في تأسيسها ضمن عدد من اصدقائه وعلى رأسهم السيد محجوب محمد احمد شقيق الاستاذ جمال محمد احمد. لقد رفض السيد محمد خليل بتيك عندما عمل بالتجارة أى مال فيه شبهة حرام وقرر ان يغلق مكتبه التجاري ففتح الله عليه ابواب الرزق الحلال واسعة.

نهاية اقتباس

ما أغضب المحافظ محمد خليل بتيك هو موضوع التعويضات لاهالي حلفا . المهندس ميرغني حمزة قرر انه عند الوصول الى اتفاق مجزي للسودان اذا استلم السودان ثلث الماء جزءا من الكهرباء و35 مليونا للتعويضات والترحيل . طلعت فريد قبل ب 15 مليون فقط و18،5 مليون متر مكعب من الماء . ومصر لم تدفع الى اليوم كل ال15 مليون وهذا قد يكون سببا في في الغاء الاتفاقية . كان  ظلم اهل حلفا .

رجل باخلاق المحافظ محمد خليل بتيك  كيف يدخل ابناءه في قضايا اوخلافات بخصوص اسهم تخض المحافظ بتيك مع اسامة داؤود  خليل محمد خليل بتيك انتقل الى جوار ربه في   2014 ولحق به اخوه  مبارم بعد اقل من سنة  طيب الله ثراهما . بقيت شقيقتهم سميرة واختهم  فتحية واختهم  نفيسة تعرف ب ،، تيتا ،، والدتها هولندية . مهدي محمد خليل بتيك هو ابن فاطمةمحمد كنتباي ابو قرجة من زوجته الاولى  . الاداري كنتباي ابو قرجة والذي هو زوج السارة بابكر بدري كذلك  والدة ابو قرجة كنتباي ابو قرجة  حفصة ، ومنى كنتباي ابو قرجة .الرحمة للحيين والميتين .

يتردد أن  عاصم جمال محمد احمد هو من  اتى بفكرة سيقا للغلال الا انه قد تمت زحلقته من المشروع ، الذي سيطر عليه اسامة داؤود !!

رجل الأعمال عمر عثمان محمد صالح  ترك ابنة وحيدة أمل عمر عثمان محمد صالح وهى تخوض اليوم معركة امام القضاء ضد اسامة داؤود . ليس بالغريب ابدا أن اسامة اليوم يخون الوطن لصالح الامارات وينضم الى  قشريل  . ان الطيور على اشكالها تقع .

كركاسة

العم بتيك كان من الشخصيات الاسطورية في السودان  , سارت بذكره الركب . كان هنالك شخص يعاني من مركب العطمة عرف بمارشال المديرية. هذا الرجل كان مثل حميدتي وبقية  سيرك الحكومة السودانية يرتدي ملابس عسكرية برتبة مارشال . يشاعد وهو يجلسبكل ابهة وعظة في مفهى شناكة والمقاهي الفاخرة في الخرطوم لا يتكلم كثيرا . كان يذهب الى المديرية ويجد معاملة خشنة من الفراشين في البداية. احتضنه الرجل الشهم المحافظ محمد خليل بتيك . تم اعطاءه طاولة ويتقاضى  مرتبا من المحافظ . وكثيرا ما كان يعطى الاوامر للعم بتيك وكانه هو المخدم . انسانية العم بتيك جعلت الناس في الخرطوم تتعامل مع مارشال المديرية باحترام . قديما كان الكبار كبارا .

رقعة

في ايام الحرب العالمية الاخيرة  وبعدها تواجد الجنود البريطانيون ، الامريكان والسودانيون في السودان  وبينما هم في محطة السكك الحديدية . دخل  المارشال . كان في حجم وشكل الامبراطور هايلاسلاسي  . انتصب كل الجنود واعطوا التحية . رد عليهم المارشال  التحية بثقة وذهب لحاله ورأسه مرفوع .

التحية

شوقي

 

آراء