لا يا اشراقة ما بيسوقوها كدي

 


 

سيد الحسن
5 March, 2014

 


بسم الله الرحمن الرحيم

تردد كثيرا على لسان القيادات العليا فى الحكومة وحتى المواطن العادى ان مهاتير محمد رئيس ماليزيا السابق نهض بدولته فى خلال عشرين سنة واصبح اقتصادها من بين الاقتصاديات التى يشار اليها حين الحديث يتناول الاقتصاد العالمى. والكل يعلم ان مهاتير محمد قد نهض بدولته لانه ركز طيلة العشرين سنة على تنمية الموارد البشرية.
وكلمة (تنمية الموارد البشرية) تتقدم اسم وزارة سودانية وزيرتها اسمها اشراقة سيد محمود (وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل). وكالعادة فان اى وزير او وزيرة يقوم بتنفيذ السياسات العامة للحكومة. وان اى تقصير تتعدى مسؤوليته الوزير او الوزيرة لتكون مسؤولية الحكومة ورئيسها.

لفت نظرى خبر نشرته (اس ام سى) الحكومية , تحت عنوان (فرص عمل جديدة للسودانيين بدول عربية) مما يوحى بان هذه الوزارة فى قمة اولوياتها تقوم مقام مكاتب استقدام العمالة السودانية وتفريغ دولة السودان مما تبقى من الخبرات واصحاب المؤهلات والتى يعول عليها كل السياسيون من حكومة ومعارضة فى انها العمود الفقرى للنهوض بالسودان واخراجها بولادة متعسرة من ازماته الحالية اقتصادية وصحية وتعليمية وسياسية وامنية. ولا اشك ابدا بانه مهما كانت الولادة متعسرة , فان فى اخر النفق وميض ضوء متمثل فى توافر الخبرات  اوالتاهيل اذا اتبعت الطرق العلمية الصحيحة فى توظيفها.
انقل من الخبر بالنص:
(اتفقت وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل السودانية مع نظيراتها بكل من دول قطر وليبيا والمملكة العربية السعودية والبحرين والمغرب والعراق، على زيادة فرص العمالة السودانية بهذه الدول، وازالة كافة العقبات التي تواجه عمل السودانيين بالخارج.)

ان سعادة الوزيرة تركت الجزء المهم من اسم وزارتها واتجهت الى البحث عن فرص عمل للسودانيين بالخارج. وحسب تقديرى ان مجهوداتها فى هذا الصدد ليس الا  الاستهداف المبطن من حكومتها لعائدات تحويلات ومدخرات المغتربين لسد العجز فى الموازنة . دون الاخذ فى الاعتبار بان من اهم واجبات وزارتها هو تنمية هذه الموارد البشرية وتدريبها وتاهيلها لتسهم فى زيادة الانتاج للاكتفاء الذاتى والتصدير لسد العجز فى الموازنة فى المدى الطويل.
ان جلوس مثل هذه الوزيرة على منصب هذه الوزارة المهمة جزء من الاصرار على نهج التدمير بجهل بحسن نية او بعلم بسوء نية. الم تطالع هذه الوزيرة اخبار :
(1) تردى الخدمات الصحية الناتج من هجرة الاطباء والعاملين فى الحقل الصحى.
(2) تردى الخدمات التعليمية الناتج من هجرة المعلمين والعاملين فى القطاع التعليمى.
(3) تردى الخدمات الهندسية بهجرة المهندسين.
(4) الانهيار الاقتصادى الواقع الان  نتيجة تفريغ اهل الخبرة والاختصاص من وظائفهم وترك الحبل على الغارب لمؤهلات (التمكين) و(اخو الشهيد) و(صديق الوزير) و(من اسرة الرئيس).

سعادة الوزيرة
فى بدايات انهيار الخدمة المدنية والخدمات الصحية والخدمات التعليمية منتصف السبعينيات ايام حكومة مايو, حيث كان يجلس على منصب وزارتك وزير مؤهل يتدفق وطنية واعلم بمخاطر هجرة الخبرات والعمالة السودانية. حيث اصدر من القرارات لتشديد اجراءات الهجرة خاصة فى القطاع الصحى والتعليمى. واصبح من الصعب بمكان ان لم يكن مستحيل هجرة المعلم والطبيب الا فى حدود اعداد محدودة  تطلبها دول الخليج ودول الهجرات السودانية وتستجدى الحكومة السودانية لزيادة الاعداد عكس ما تقومين به لاستجداء فرص عمل للسودانيين بالخارج. مما ينطبق على حكومتك وصف د. مصطفى عثمان اسماعيل للسودانيين بالشحادين. وان ما تقومين به نوع من الاستجداء لتوفير فرص لعمل السودانيين بالخارج.
سعادة الوزيرة
ان من اهم واجبات وزارتك فى الوقت الحالى (حيث بلغت الروح الحلقوم) هو عملك وعمل حكومتك على ارجاع اصحاب الخبرات والمؤهلات لتسديد دين عليهم لهذا الوطن الذى علمهم واطعمهم واكرمهم قبل صعود حكومة الانقاذ.
سعادة الوزيرة
ان الخروج من ازماتنا لابد وان يتم على يد اهل الخبرة والتاهيل والذين تعج بهم (بالخارج وليس السودان) مكاتب الشركات والمؤسسات والدواوين الحكومية الاجنبية والوكالات والمنظمات العالمية , والذى من اولى واجباتك كوزيرة لتنمية الموارد البشرية اللهث خلفهم واغرائهم للرجوع والمساهمة فى انتشال ما تبقى من المؤسسات الحكومية فى قطاعات الصحة والتعليم والهندسة والاقتصاد .
سعادة الوزيرة
ان علماء الاقتصاد قد ذكروا  ان من اهم القرارات للخروج من الازمات الاقتصادية المستفحلة كحالتنا, ضخ مزيد من السيولة فى عصب اقتصاد الدولة بتوفير فرص العمالة فى القطاع الانتاجى , وليس تشريد ما تبقى منها حسبما ما تستهدفين حاليا فى زيارتك المذكورة واتفاقياتك المذكورة فى الخبر.
سعادة الوزيرة
لا احسب انك تعتقدين (وبمفهوم ضيق لا يتعدى ارنبة انفك) انه بايجاد فرص عمل للسودانيين بالسعودية سوف يسهم فى توفير عملات تدعم موقف البنوك السودانية الموقوفة بحجة عدم القدرة على سداد التزاماتها للبنوك السعودية. وتحاولين ترك بصمات على  حل مشكلة العملات الصعبة.
سعادة الوزيرة
لا اجد لك عذرا , واوجه لك اتهاما مباشرا بانك وحكومتك بدءا من سفيرها فى الرياض وانتهاء بوزير استثمار , تعملون على استغلال حادثة الراعى الطيب الزين اسوا استغلال فى احلك ظرف تمر به البلاد, لتسويق خدمات السودانيين وشحذ فرص عمل لهم بالخارج.

سعادة الوزيرة
ان هذاه الوزارة من (وزارات الترضيات )وفعلا لقد تمرغتى فى امتيازاتها وسفرياتها , وعلى اسوا الفروض كنا نامل ان لا تتخطى الاثار السلبية  نتجية جلوسك عليها  امتيازاتك ومخصصاتك كوزيرة , لكن استجدائك  الدول التى زرتهيا لايجاد فرص عمل للسودانيين (سياسة التفريغ)  فان اثرها سوف يكون الاسوا فى المدى القريب والبعيد على الوطن والمواطن وسوف لن يغفر لك التاريخ او حكومتك عملكم على تفريغ ما تبقى من خبرات وتاهيل البلد فى امس الحاجة ليس لها فقط بل للعاملين بالخارج ,فى الوقت الحالى لادارة وتشغيل عجلة الانتاج.
سعادة الوزيرة
ان زيارتك واستجداءاتك للدول العربية لايجاد فرص عمل للسودانيين وصمة عار فى وجهك ووجه حزبك الديكورى وحكومتك  المتزينة بمشاركتكم ووجه كل سودانى . والاحرى ان (تاكلى وتقشى خشمك بدل البتعملى فيهو دا).
سعادة الوزيرة
لا اظن ان اعلانات الخادمات المنزلية السودانيات بمواصفات منها الشكل واللون والطول ,للعمل فى المملكة العربية السعودية (والتى نخرت فى كرامة كل سودانى) , لا اظنها خرجت من فراغ  بل بفعل فاعل من حكومتك , واوجه الاتهام لك شخصيا كوزيرة تنمية موارد بشرية , فى انك ان لم تكونى وارءها سوف تكون عرضت عليك وصدر منك (عدم الممانعة) كوزيرة. حيث ان استجدائك لم يذكر نوعية العمالة التى تطلبين لها الوظائف هل هى عمالة رجالية او نسائية.
وازيدك علما بانك لا تعلمين (لصغر سنك) ان السعوديين بطبعهم يعلمون  الخطوط الحمراء فيما يختص بالمراة السودانية وكرامتها وعملها داخل بلدها ناهيك بالخارج وفى وظيفة عاملة منزلية . ولا يتجرا السعوديين لطلب كذلك ولا يرجونه ولا يحلمون به من السودان.

اخيرا سعادة الوزيرة (هذه الوزارة) لا يمكن قيادتها بهذه الصورة لتحقيق هدفها فى تنمية الموارد البشرية لتعود على البلد بالخير ومزيد من الانتاج. اخطاتى القيادة , فعذرا ترجلى لمن هو اكثر تاهيلا.
اللهم انا نسالك التخفيف والهداية. 
سيد الحسن
elhassansayed@hotmail.com

 

آراء