لا يا شيخ على : ما هكذا تورد الابل!! (2)

 


 

 



-          نعرج مرة أخرى للموضوع ولدعوة شيخ على عثمان  للبرلمان لسن قانون ينظم العلاقة بين  الدولة والمواطن، وبرغم علمي وعلمه أن الدستور في معناه العريض هو عقد اجتماعي توافق عليه الجميع في تنظيم إدارة شئونهم ويحكم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وأن الدستور  يقرر  ويقر  بأن الشعب هو مصدر السلطات، لكن ينعقد حاجب دهشتي حين أقارن بين دعوة الشيخ (الجديدة لنج) وبين ما حدث في نيفاشا التي تمخضت عن اتفاقيتها، والتي تنطوي على قرار مصيري هو حق تقرير المصير للجنوب، والشيخ على كان على رأس التفاوض، بل كان مهندسها وحاديها بعد أن تمّ اقصاء د. غازي صلاح الدين لإختلافه حول منهجية المفاوضات التي انحرفت عن برتوكول مشاكوس ، وكما نعلم هي اتفاقية مصيرية قد تقسم البلد إلى بلدين ، وكان يفترض أن تنص على أنه يجب عدم سريانها إلا بعد أن يستفتى الشعب السوداني كله بشماله وجنوبه وغربه وشرقه ووسطه ليقول كلمته مثلما حدث مع اقليم كيبيك في كندا. هذا هو نفس هذا الشعب الذي يدعو  شيخ على لسن قانون ينظم العلاقة بين الدولة المتمثلة في الحكومة وبين المواطن .. الشعب هو نفس الشعب لم يتغير  قبل أو بعد أن ترك الشيخ المنصب التنفيذي إلى التشريعي ، فلماذا تم تجاهل (39) مليون سوداني وقتذاك يا شيخ على ، وتذكرته فجأة الآن؟!!
-          يا سيدي الشيخ، أنت خير من يعلم أن هذا الشعب تم اقصائه وفرضت عليه الوصاية ، وقد صدقت حين قلت : (اتنين تلاتة) افراد تتحكم في مصيره ومقدراته ومستقبله ، أين أنت من كل هذا يوم كنت لعقد ونصف من عمر الانقاذ نائباً أول لرئيس الجمهورية؟!!.. هل الآن فقط حصحص الحق؟!!.. مالكم كيف تحكمون؟!
-          رضي هذا الشعب بفرض الأمر  الواقع عليه حين  قمتم بالتوقيع على اتفاقية نيفاشا التي تنص على حق تقرير المصير  والاستفتاء على الوحدة(الجاذبة!!)، والتي كان يعلم حتى من لم يبلغ الفطام أن الأمر  مآله إلى الانفصال ، وتقبلنا ابتلاع الموسى التي كانت تقف في الحلقوم، ومع ذلك نتساءل: هناك قضايا مصيرية  كانت عالقة ، مثل ترسيم الحدود، ابيي، الديون ، البترول ، التعويضات.. الخ، فهل كل هذه المشكلات العالقة لم تكن مأخوذة في حسبانكم وأنكم لم تتوقعوا أن تكون أسباب لنزاع مستقبلي يهدد أمن السودان؟!! وماذا كان تبريركم لهجومهم على هجليج وبحيرة الأبيض وأبوكرشولا ، ألم تك هي إفرازات لكل تلك التنازلات؟!!
-          يا شيخ على، ما زال الشعب الذي تدعو البرلمان الآن ليسن قانون لتنظيم علاقته مع الدولة المتمثلة في الحكومة ، يسأل عن أموال البترول منذ عام (2000 إلى 2010) أين أنفقت؟! ، هل انفقت في مشروعات انتاجية أم بذخية مظهرية؟!! .. وأين تلك الأموال من الزراعة التي هي عصب اقتصادنا وأين استراتيجية النهضة الزراعية التي نتغنى بها  ليل نهار؟!! .. هل حقاً نحن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع؟!  قل لي بربك ما حال مصانع النسيج اليوم؟!!.. آلا يدعو الاسلام إلى الشفافية بين ولاة الأمور وبين محكوميهم وأن أمرهم بينهم شورى؟! أين إعمال الشورى بمشورة ( الاستفتاء بلغة الحاضر) الشعب في القرارات المصيرية؟!!
-          يصدق المثل الذي يقول: ( الفي البر عوام) إن لم يكن هو  من كان في خضم بحر الحكومة ، أما أنه خرج إلى البر  اليوم فمن الأدعى أن لا ينتقد قرارات وإجراءآت وسياسات هو كان جزءٌ منها ويجب أن يتحمل جزء من مسئولية عواقبها الكارثية!!
-          لو تأملنا  العشرة سنوات الأولى من عمر  الانقاذ لرأينا كيف كانت روح الفريق القاصد إلى الله سائدة برغم ورود كثير من الاخطاء في الممارسة إلا أن النتائج النهائية كانت تشفع وتدعو للغفران، كانت روح الفريق تعمل بتجرد وانكار للذات ، ولم أكن اتوقع في يومٍ من الأيام أن سحر السلطان والمال ليطغى على المباديء العقدية السامية التي اتخذناها كما اتخذنا هذا القرآن مهجورا فتطاولنا في البنيان وقضاء العطلات في الجزر الأسيوية الاستوائية الجميلة هو سبب خيبتنا القوية !! .. قال تعالى في محكم التنزيل وقوله الحق: [ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون] ..الآية . شكراً يا شيخ على إنك استحملت صراحتي والله ما قلت كلامي ده فش غبينة ساكت ، بس من باب (التناصح)!! .. بس خلاص ، سلامتكم،،،،،،
zorayyab@gmail.com
نقلاً  عن جريدة الصحافة

 

آراء