لا يجد الابطال الشهداء القبور….. ويسكن قتلتهم القصور

 


 

شوقي بدري
6 September, 2021

 

اقدم قبور منظمة تعكس الحضارة الانسانية موجودة في شمال السودان ولها 12 الف سنة . يقولون أن اريحة هى اقدم بلدة في العالم لها 7 الف سنة ولكن مدن شمال السودان سبقتها بآلاف السنين . واليوم وفي الالفية الثالثة بعد الميلاد وفي عصر الانترنت والاعلام الرقمي لا يجد آلاف الابطال والشهداء قبورا في بلد مترامي الاطراف ، يصرف اهله على المأتم اكثر من ما يصرفون على العرس .والابطال الشهداء قد تكدسوا في حاويات وكأنهم نفايات . اليس هذا باالشئ المخجل .
من الذي صرح بقتل هؤلاء الابطال الذين قابلوا الرصاص بصدورهم العارية . اليسوا هم الكباشي حميدتي البرهان العطا وبقية الفرقاء والجنرالات ؟ من المؤكد أن امهات المقتولين والمختفين يستيقظن في وسط الليل بعد كابوس فظيع وهن يواجهن في منامهن الابناء الذين حرموا حتى من القبور . لابد انهن يتذكرن يوم ولادة ذلك الطفل عندما اتى الى الدنيا وسط الفرح والتهليل. واليوم لايجد ذلك الجسد الذي نعم بالاهتمام الرضاعة النظافة التغذية المداعبة ،، الكلكلة،، والاهتمتام سهر الام عند المرض الهدهدة و ،، التبتبة ،، والحنان والقبلات على تلك الشفاه الصغيرة المكتنزة. الطفل الذي كانت كل عطسة او سعال تجعل والدته واهله مشغولي البال لا يعرف اين يوجد جثمانه اليوم . ذلك الجسم الذي حرمت والدته نفسها من الراحة والغذاء المال الملبس حتى يظهر صحيحا مرتب الثياب ينضح بالحياة وهو يجاهد لحمل حقيبته المدرسية في اول ايام الدراسة . ذلك الطفل الذي احاطه اهله بالعناية تابعوا خطواته الاولى ومسحت جدته دموع الفرح عندما انتصب واقفا ومشى اول خطواته وقالت ..... جيد ليا ولدي مشا ياناس . واليوم جثمان ابنها ملتحم بعشرات الاجساد الاخرى واختلط دمه وسوائل ذلك الجسم المتحللة بآخرين جمع بينهم حب الوطن والاستعداد للموت دونه . ذلك الشعر الذي تم حلقه بعد شهورمن ميلاده وقدم كالعادة السودانية القديمة لوالده واستلمت الام حلية ذهبية بدلا عنه . ذالك الشعر ربت عليه الكثيرونبحنان . بكي الصغير عند غسل ذلك الشعر عندما تسلل الصابون داخل العينين عندما رفضت العيون المتشوقة للمعرفة من الانغلاق حتى تحت الماء ومناشدة الام باغلاقهما. الشعر الذي سلم للحلاق مئات المرات ليبدو صاحبه وسيما مهندما لمقابله العيد وزيارة الاحباب . هذا الشعراليوم موطنا للديدان . والقتلة على عروشهم . البشرة التي شبعت بزيت السمسم الكركار الجلسرين والفزلين حتى يتجنب ذلك الطفل المحبوب من تشقق الجلد قد تمزق ولربما انتاشته الاسماك بعد ان زود صاحبها بالبلوكات المربوة حوله والقى في النيل الذي كانوا يدافعون عنه من السفاحين الذين يجلسون على العروش .
القتله على كراسي الحكم وفي القصور . يبكي الاهل الذين تابعوا نمو ذلك الطفل بفخر وهو يكبر وهم يحيطونه بالحبهم الغير مشروط ، انه اليوم بسبب من يجلسون اليوم على كراسي الحكم ويسكنون القصور بعض نفايات . وماتت الاحلام وستعيش الام في مأتم الى أن تلاقي ربها والحزن يعصر قلبها . ولجنة اديب لاتغادر موقعها والمربع الاول، لأن السفاحون على العروش ويسكنون القصور .
ويقول فضل الله برمة ،، رئيس ،، حزب الامة يجب أن ننسى مذبحة القيادة . بما انها مذبحة فالقانون العرف لا يسمح بالنسيان في هذه الجرائم. هل سمعت يا برمة بالخزى والعار ؟؟ ليس غريبا عليك أن تنسى لأنك احد القتلة ومن ارتكب المذابح ضد اهلنا الجنوبيين فأنت اول من سلح المراحيل وقد قلت هذا امام عدسات التلفزيون . نحن لا يمكن أن ننسى لأننا نحس ونشعر وانتم قدمات عندكم الشعور والاحساس . أنت يا برمة من حمى السفاح البشير عندما كنت وزيرا للدفاع بعد أن اطلق الرصاص على الفتيات في حفل المجلد لأن الترابي والصادق قد طلبوا منك حمايته . ولو لم تتجاهل انت الدم المسفوك في المجلد لما كان البشير في السلطة ولما ارتكبت كل هذه المذابح . الا يكفيك يا برمة احضار القتلة من خارج الحدود لقتل الشباب المتظاهر في 2013 ومذابح سبتمبر ؟ لانك تمارس الخنوع الانكسار وقد جلست مرة ومرة مع الكيزان الذين سجنوك واهانوك في المعتقلات والسجون ، فلا تجد غضاضة في الجنوع والانكسار وتطالب بنسيان الابطال والشهداء وجثامينهم لم تجد القبور !! الا تستحي يا فضل الله ؟
الاسلحة التي قبض عليها في المطار اخيرا ، كان من المفروض أن تسلم لمجرمي البشير ومنها البنادق المزودة بمنظار الرؤية الليلية لقتل الناس في الظلام بدون أن يراهم أحد . وهذه المساعدة كانت بعد أن استجدى البشيرالجبان الروس لحمايته .
يا جنرالات السودان ويا من تتفرعنون على الشعب الاعزل ولكنكم امثال الارانب في مواجهة الجيوش الغازية . انصحكم بتزويد سيدكم والقابض على رقابكم كبير البصاصين المصريين عباس كامل ،، ابونيه ،، والابونيه هو تصريح لاستخدام وسائل المواصلات بدون حدود. فحاكم السودان الجديد المبعوث من الخديوي السيسي يدخل ويخرج من السودان بدون حساب وكما قال المصريون . عندنا رجل مخابرات في كل شارع في الخرطوم . ونسوا أن يقولوا وكل الامن السوداني الجيش والجنجويد . اقدر الناس على نبش القبور والتعرف على الجثث هم الارجنتينيون فبعد ذهاب السفاحين من الحكم العسكري والمذابح في الارجنتين تطور عندهم هذا العلم . وقائمة الانتظار عندهم قد تمتد لسنوات . حضر الفريق من الارجنتين لمساعدتنا ولكى ،، يبرد ،، قلب الامهات والاهل وليعرفوا مصير فلذات اكبادهم وأن يحفروا لهم قبرا يستطيعون زيارته والترحم على ارواحهم . وبكل بساطة يقوم المسؤول الذي درس القانون على حساب الشعب بطردهم ، وكأنهم ماسح احذية يعرض خدماته .
جريمة هذا الوحش تفوق جريمة من احضروهم من خارج السودان لاصطياد الشباب بدم بارد والاجر المدفوع في سبتمبر 2013 . والجنجويد الذي ارتكبوا مذبحة القيادة التي يريدنا برمة أن ننساها . ومن اهم اسباب زيارة الباشا للسودان هو ايجاد مخرج للسفاح قوش و سي كمال سفاح العيلفون بعد أن شملهم الطلب المقدم من الحكومة الانتقالية الى الانتربول بالقبض على المجرمين . فمصر لا تحتل حلايب شلاتين نتوء حلفا الخ فقط ، بل تحتل عقول الكثير من السودانيين وتسيطر على قراراتهم . نحن يا سادتي مستعمرة مصرية اليوم ومضحكة العالم . والدليل امامكم ، انهم جنرالاتنا وفرقاءنا ،، الشجعان ،، والباشا يحضربانتظام لتفقد عبيده وممتلكات دولته . وابطال وشهداء السودان لا يجدون شبرا في ارض جدودهم ليدفنوا فيها .

shawgibadri@hotmail.com

 

آراء