لا يصح إلا الصحيح: هذه العنصرية البغيضة متى تنتهي ؟
كتبت أكثر من مرة عن العنصرية البغيضة في ملاعب كرة القدم ، خاصة المباريات الدولية ، والغريب في الأمر أنها عنصرية ضد البشرة السمراء ، لدرجة أن اللاعب الإيطالي ماريو بالوتيللي قال " بإمكاني أن أقتل إذا تعرضت لأي شكل من أشكال العنصرية "
شاهدت المباراة المهزلة التي جرت بين إنكلترا وصربيا تحت سن 21 عاما ، والتي تعرض فيها مدافع منتخب إنكلترا اللاعب الأسمر داني روز لهتافات عنصرية بغيضة جدا وكنت أسمعها بأذني مما جعل اللاعب مرتبكا كل وقت المباراة ، وعندما عبر عن مشاعره بركل الكرة بعد أن ضاق من هتافات المشجعين وتصرفات لاعبي صربيا طرده الحكم .
وحقيقة أن طرد داني روز بسبب رد فعله تجاه إساءة عنصرية كان مهزلة حقيقية ، وكان الحكم في قراره أيضا عنصريا ، وكان متسرعا جدا ولم يفكر ولا للحظة في قراره ، إذ كان بإمكانه أن يكتفي بإنذار داني ليمتص غضبه ويخرجه من الحالة السيئة التي كان فيها ، ولكن حكامنا لا يفكرون وغير مثقفين ويعوزهم القرار الصائب وتحكمهم " الصافرة " والقانون الأخرق ، تماما مثل ذلك الحكم الذي طرد لاعبا محترما ومهذبا جدا مثل زيدان زين الدين لأنه " نطح " لاعبا إيطاليا صفيقا شتمه وأساء إلى أسرته ، لو كان الحكم يتمتع بشيء من الثقافة وحسن التفكير لأكتفى بإنذار زيدان وكبر بالتالي في نظر الملايين التي كانت تتابع المباراة وخاصة اللاعب زيدان ، ولكني صراحة أقول أن التحكيم بشكل عام مصاب ب " الشذوذ الفكري " .
صربيا أصلا تشير كل الشواهد أن مشجعيها عنصريون ، وصربيا هذه ينبغي أن يصدر قرار حاسم بحقها لكي تعي الدرس ويسلك مشجعوها سلوكا متحضرا وليس سلوك " هتافات القرود " ، يجب منع صربيا من المشاركة في عدد من المنافسات الدولية لعدد من المباريات ، ينبغي على صربيا معالجة هذه الظاهرة الخطيرة ،لا مناص من فرض عقوبات شديدة عليها إذا كنا فعلا نريد لمنافسات كرة القدم أن تحظى بإحترام الجمهور ، لقد سبق أن تم تغريم صؤبيا 16000 جنيه إسترليني في منافسات بطولة أوربا للشباب تحت سن 21 عاما التي أقيمت في هولندا عندما تعرض اللاعب نيدم أنمها إلى إساءات عنصرية ، الغرامات يا سادتي لا تكفي ولن تحل المشكلة ، والحكومات تدفع هذه الغرامات من مال الشعب ولذا أرى عقوبة الإيقاف أجدى وأكثر فعالية ، خاصة إذا ما تكرر الأمر .
في تلك المباراة شعرت بالإشمئزاز والغضب الشديد تجاه ذلك السلوك غير الحضاري وأيضا سلوك لاعبي صربيا ، وللسف الشديد على الرغم من روعة منافسات كرة القدم المحلية والدولية إلا أنها وفي كثير من الأحايين أصبحت مرتعا للتخلف والسلوك المشين سواء من المشجعين أو اللاعبين ولذا أصبحت أتجه أكثر نحو مباريات كرة القدم النسائية ، على الأقل ما تزال تحتفظ بنوع من الإحترام .
badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]