لبنى السعودية !!.

 


 

 

تراسيم.

 

 

روزانا اليامى.. إعلامية سعودية ..مغمورة لم يسمع بها احد خارج العربية السعودية ..اليامى تعمل متعاونة مع تلفزيون (ال بى سى  ) ..منسقة لبرنامج جريء اسمه ( أحمر .. بالخط العريض )..فاجأ البرنامج مشاهديه قبيل أسابيع ببث مادة ساخنة تفوح منها رائحة الجنس .. بطل الحلقة شاب سعودي ..تحدث عن مغامراته الجنسية بصراحة زائدة لا يحتملها مجتمعنا الشرقي المحافظ .

قامت القيامة في السعودية ..هاجت الصحافة ..تدخل القضاء وحكم على البطل بالسجن والجلد مائة جلدة..روزانا اليامى لحسن حظها لم تشارك في إعداد تلك الحلقة ..رغم ذلك نالها من المولد نصيب ..ستين جلدة بالتمام والكمال .

محنة اليامى لم تدم طويلا ..تدخل جلالة الملك عبد الله واصدر عفوا ملكيا عن الشابة الإعلامية ..تفضل وزير الإعلام (شخصيا)  بإيصال الخبر السعيد لروزانا اليامى ..بذوق عال قال سعادة الوزير انه تعامل مع روزانا في مصابها الجلل كأبنته .

كانت تلك الرياض ..العاصمة الإسلامية الأولى ..بلد الحرمين الشريفين ..لنرى ماذا فعلت خرطومنا ..قضية لبنى السودانية والتي لا أجد نفسي مضطرا لإعادة فصولها ..أخذت استدارة كاملة ..وصلت القاصي والداني ..أمين الأمم المتحدة أعرب عن قلقه ..ساركوزى رحب ب (بنتنا ) في عاصمة النور ضيفة معززة مكرمة .

وقتها من منابرنا  الاسفيرية ناشدنا سعادة وزير العدل ان يتدخل..ويستخدم صلاحياته القانونية وتقديراته السياسية ويسحب البلاغ .. لأن أزمة لبنى مست سمعة الوطن ..ولكن سعادة الوزير ظل معنا في مقاعد المتفرجين .

ووزارة العدل( ذاتها ) تمارس مهامها في قضايا أخر ..تتدخل بهمة عالية وعبر القانون ..في مسائل شخصية الملامح .. وتشطب قضايا في مرحلة الفحص .. تلك تقديراتهم ..ولكن الوزارة تجد نفسها جزءا من الصراع حينما يدفع احد الخصوم في قضية وكيل صقر قريش .. بطلب السماح له بمقاضاة المدعى العام .. بالطبع لا أحد يدرى ماذا حدث في أمر هذه الاتهامات .. وأين استقر الطلب ؟ .

لبنى لم ترتكب جريمة حدية .. تجعل الشرع حائلا فقهيا  يمنع المعالجات السياسية ..أهدرنا الوقت .. وفى النهاية لم تجلد لبنى ..حتى الغرامة دفعها اتحاد الصحافيين من أموالنا ..وليس من بند الغارمين في ديوان الزكاة .

مشكلتنا إننا أحيانا نصنع الأزمة ..نوفر لها المناخ المناسب  حتى تتكور مثل كرة الثلج .. ثم نغلفها في ورق جذاب حتى تصبح قابلة للتصدير ..ما صنعناه بأيدينا يصبح علينا حجة.. بطاقة سوء تعامل مع شعبنا.. تشهر في وجوهنا في المحافل الدولية .

نجحت الإدارة السعودية في التعاطي مع أزمة واعدة ..نزعت فتيل الاشتعال ..و أصبح الخبر ان جلالة الملك اصدر عفوا عن سيدة ..نسى الأعلام الفصل الأخر من القضية ..الأطراف التي تمت إدانتها وهى الآن حبيسة السجن .

ربما في السعودية رجال حول الملك ..كلمتهم مسموعة وبصيرتهم تنفد إلى ما وراء الحدث ..في الخرطوم عشرات المستشارين ..

يحملون خبرات جيدة وتخصصات رفيعة .. ولكنهم لا يتكلمون ..ربما أنها الكثرة التي أفقدت البركة ..

 

 

نقلا عن صحيفة التيار.

altayarnews.net

 

    Abdulbagi Alzafir [alzafir@hotmail.com]

 

آراء