لبني و امل .. فتحت الرادى و ما لقيت مرادى …. بقلم: عبد الفتاح عرمان
عبد الفتاح عرمان
26 July, 2009
26 July, 2009
من أمريكا للخرطوم
fataharman@yahoo.com
منعته الرقابة القبلية من النشر في صحيفة (اجراس الحرية)، الاحد 26/7/2009
"لا زال كثير من الرجال و النساء فى بلادى يؤمنون أن وجه المرأة عورة. اما الثورة فهنالك من يؤمن أيضاً أنها كوجه المرأة تحتاج الى حجاب يغطيها."
د. نوال السعدواى (مذكراتى فى سجن النساء)
كثيراً ما اجد نفسي افكر فى الحكمة من خلق الله سبحانه و تعالي للمرأة من ضلع سيدنا آدم الأيسر، و أسال نفسي لماذا لم يخلق الله سبحانه و تعالي المراة من رجل سيدنا آدم مثلاً؟ و عندما ارى القوانين و الممارسات التى تحط من قدر المرأة حول العالم تجدني اقول لنفسي هذا هو الجواب. و هو ان الحكمة في خلق الله لامنا حواء من ضلع ابونا آدم الايسر اعتقد بانها تكمن فى جعل المرأة متساوية معه و قريبة من قلبه، ولكن من يسمع!.
ما زال هنالك العديد من الرجال يعتقدون بانهم اوصياء على المرأة و خياراتها، ببساطة لانها ناقصة عقل و دين. و شُرعت العديد من القوانين للحد من حركة المرأة مثل قانون النظام العام الذى تحاكم بموجبه الزميلة لبني احمد حسين صاحبة (كلام رجال) و كذلك الزميلة امل هباني صاحبة (اشياء صغيرة) بصحيفتنا (أجراس الحرية). الاولي تعاقب لان القائمين على تنفيذ قانون النظام العام يقولون بانها كانت ترتدي ملابس تخدش الحياء العام، وتقع تحت طائلة المادة (152) من قانون النظام العام . و الاستاذة امل هباني تتم هذه الايام (جرجرتها) فى المحاكم من قبل افراد النظام لمجرد انها كتبت مقالاً تسنتكر فيه ما يحدث للاستاذة لبني احمد حسين من قبل هذا الجهاز. إتهم النظام العام امل هباني بإشانة سمعته! و طلبوا منها تعويضاً قدره عشرة مليون جنيه!.
القائمين على امر هذا الجهاز لا يرون بان جرجرة الفتيات فى المحاكم و إيقاع عقوبة الجلد او الغرامة او الإثنان معاً لا يسىء لهم! ونحن نقول لهم هذه الهمجية لا تسىء لهم فقط بل تسىء الي حكومتنا (السنية) باكملها. لان الإعتداء على النساء بهذه الوحشية عمل غير موقف خصوصاً (إستخدام القوة المفرطة/Excessive Force ) لتاديب و ترويع سيدات لم يجنين شيئاً سوى إرتداءهن لملابس هي لباس غمار الناس من بنات السودان. ولكن اللوم لا يقع على منفذى هذه القوانين وحدهم بل يتجاوزهم الي غيرهم، وهنا نعني من شرعوا هذه القوانين. يجب تغيير هذه القوانين لتتماشي مع مواثيق حقوق الإنسان و إتفاقية السلام الشامل و دستور السودان الإنتقالي لعام 2005م.
العقلية الذكورية التى تكبل حركة نساء بلادي بقيود كثيرة و تسبغ عليها هالة من الاخلاق و فى بعض الاحايين يتم تغليفها بايات دينية حتي لا يحتج عليها احد لانها منزلة من عزيز حكيم يجب ان يُوضع لها حد. فالملبس حرية شخصية و ليس هنالك كائن من كان يضمن لاحد متران فى الجنة سوى كان (اخو مسلم) او غيره. فعلي نساء بلادي ان ينهضن لان لا احد سوف يحررهن وهن وحدهن قادرات على تحرير انفسهن. و كلما إستغلت المرأة عن الرجل من خلال عملها و دراستها فهذا بدوره سوف يساعدها فى التخلص من سيطرة الرجل لان من لا يملك قوته لا يملك قراره. و فطنت الى ذلك الاميرة الراحلة ديانا باكراً حينما سالوها عن اهمية الرجل فى حياتها فكان ردها:"
People think at the end of the day that a man is the only answer to fulfillment. Actually a job is better for me.”
فهي تقول بان الناس يعتقدون بنهاية اليوم ان الرجل هو الجواب الوحيد للإنجاز. في الواقع، الوظيفة افضل لي. فهذا قول سديد من إمرأة لو ارادت كل رجال العالم لاتوا اليها قبل ان تطرف عينها. وهنا بالطبع لا اقول على المرأة ان تختار ما بين الرجل او الوظيفة و لكن عليها ان لا ترضي برجل يسلب حريتها لمجرد انه عرض عليها الزواج حتى لا تغني مثل كوكب الشرق الراحلة ام كلثوم "إعطني حريتى، اطلق يديى، إنني اعطيت ما إستبقيت شيئا!".
و علينا الإقلاع عن (تنميط/ Stereotype) الفتيات حسب لباسهن لان لباس فتاة لبنطال (جينز) لا يعنى بانها (هامله و مطلوقه) و لباس إحداهن للحجاب لا يعنى بانها من اخوات نسيبة (الابدعن). انا شخصياً لا اعتقد بانى اتسم بالكمال لان الكمال لله وحده، وعندما كنت طفلاً كنت عندما اري فتاة (تصفر/Whistling) كنت اعتقد بانها غير مهذبة لان الصبيان وحدهم مخول لهم ان (يصفروا) و (يزمبروا ) –من زمبارة اى صفارة- و ذلك حسب ما علمنا اباؤنا الاولين. ولكن عندما كبرت و إختلطت باناس و ثقافات اخري (شفت العجب و الصيام فى رجب) واكتشفت حينها جهلي باشياء كثيرة. و الي لبني احمد حسين و امل هباني نقول بان الطريق ما زال طويلاً ولكن ما تقمن به سوف يربك المعادلة الذكورية، وسوف تفتحهن (الرادى و تجدن مرادكن)، و قلمي معكن.