لتبقى جذوة الجزر الإماراتية المحتلة متقدة

 


 

 



awatif124z@gmail.com
يقر كثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الخليجي بأن دولة الامارات العربية المتحدة - باتحادها النموذجي - تعد واحدة من دول قليلة في هذا العالم المضطرب التي تتبنى توجها تصالحيا مع نفسها أولا ثم مع محيطيها الاقليمي والدولي وذلك على الصعيدين السياسي والدبلوماسي وهو نهج متوازن وراسخ وضع أساسه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - الذي عرف بـحكيم العرب وكان أحد عناصرالوفاق في عالمينا العربي والاسلامي الأمر الذي انعكس - في بلده - استقرارا ونموا وتطورا على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية وذلك ما يفسر تمسكها بذلك النهج المتوارث في التعامل الهادئ مع قضية جزرها الثلاث المحتلة من الجارة ايران والذي قام جيشها بغزو تلك الجزر قبل يومين فقط من اعلان اتحاد الامارات السبع في الثاني من ديسمبر عام 1971 وهي جزيرة ( أبوموسى ) التابعة لامارة الشارقة وجزيرتي ( طنب الكبرى وطنب الصغرى ) التابعتين لامارة راس الخيمة والتي أثبتت الوثائق الذي أبرزها المحتلون السابقون للمنطقة ( بريطانيا ) بأنها جزء لايتجزأ من دولة الامارات العربية المتحدة مما جعلها تتمسك بحق سيادتها على هذه الجزر وتطالب ايران بالانسحاب منها سلميا أو الاحتكام للعدالة الدولية .
وبالرغم من اصرار دولة الامارات على حل القضية بالتفاهم مراعاة لما للجار على جاره كما أوصى الرسول الكريم صوات الله عليه وسلامه حتى كاد يورثه فان طهران لا تزال تصر على البقاء في الجزر الثلاث وانشائها لقواعد عسكرية او مرافق سياحية استثمارية ونشرصواريخ موجهة فيها وذلك في محاولة منها لخلق واقع يؤمن على ملكيتها لتلك الجزر ويجعل اي تفاوض مستقبلي بين البلدين بشأنها تحصيل حاصل الامر الذي ترفضه دولة الامارات وتسعى - عبر دبلوماسيتها الهادئة ورجاءاتها المتكررة - للحيلولة دون ذلك وعودة الحق التاريخي لأصحابه .
وفي غمرة البحث الدؤوب عن وسيلة لحل مشكلة الجزر الاماراتية الثلاث بالطرق الدبلوماسية تجنبا لأي شرخ قد يصيب العلاقات بين البلدين الجارين فاجأ الرئيس الايراني أحمدي نجاد العالم بزيارة لجزيرة أبوموسى الاماراتية وذلك في الحادي عشر من ابريل الماضي وبرفقته وفد ضخم ضم في عضويته قيادات عسكرية وبرلمانية واعلاميين في خرق واضح لاتفاق سابق مبرم بين البلدين قضى بالبحث معا عن وسائل تفاهم سلمية لحل المشكلة بعد ان رفضت ايران رفضا قاطعا كافة المحاولات الاماراتية للجوء الى التحكيم الدولي وتأكيدها على قبولها بأي نتيجة تتوصل اليها المحكمة الامر الذي يؤكد ثقتها في ما ظلت تنادي به منذ العام 1971 من حق في الجزرالثلاث وملكيتها لها .
كانت تلك الزيارة بمثابة تأكيد ايراني جديد واصرار طهران على ملكيتها للجزرالاماراتية مما اثار غضب دول مجلس التعاون الخليجي التي أجمعت على استنكار الزيارة ورفضها الواضح لها وكامل تضامنها مع دولة الامارات التي اعتبرتها - بدورها - استفزازا متعمدا واستدعت سفيرها من طهران كما استهجن المجلس الوطني الاتحادي بالامارات ( البرلمان ) الزيارة وطالب ايران بمراعاة حسن الجوار وتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة والكف عن مثل هذه الخطوات الاستفزازية وتبني مواقف بناءة خدمة لمصالح البلدين وشعبيهما .. كما تداعى وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون للالتقاء ضمن اجتماع وزاري لمجلس الجامعة العربية وبحثوا تداعيات زيارة نجاد وأبعادها معلنين تضامنهم الكامل مع دولة الامارات .
وفيما ذهب العديد من المراقبين الى أن تلك الزيارة انما جاءت لصرف الانظار عن ما تعانيه طهران من مشكلات داخلية على الصعيدين السياسي والاقتصادي ومشكلات خارجية بشأن برنامجها النووي وصراعها مع الغرب وماجلبه لطهران من عقوبات ومحاولات فرض عزلة دولية عليها .. فان دولة الامارات العربية المتحدة أعلنت عن تبنيها استراتيجية جديدة في تعاطيها مع أزمة جزرها المحتلة الثلاث تقوم على تعزيز الطرق الدبلوماسية السلمية في اطار القانون الدولي لتأكيد ملكيتها لهذه الجزر .
يبقى - في الختام - أن كل ماتقوم بها ايران من وقت لآخر من اثارة للغبار لطمس الحقائق الموثقة حول ملكية دولة الامارات للجزر الثلاث ( أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى ) لن يغير من الواقع التاريخي في شئ .. كما يبقى على الدبلوماسية الاماراتية مدعومة بالتضامن العربي والخليجي الطرق على هذا الحق لحين عودة الجزر لحضنها الاماراتي وحتى لا تنسى كهاجس عربي وخليجي وجرح غائر في جسديهما .

 

آراء