لدولة عادلة مأمولة: الدعم السريع: ينحل .. القوات المسلحة: أرضا سياسة.. تكوينات سياسية: تسريح

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
adilbala58@gmail.com

ملخص :
المأمول أن تفضي نهاية هذه الحرب إلي : الدعم السريع: ينحل .. القوات المسلحة: أرضا سياسة.. تكوينات سياسية : تسريح .. واستشرافا لمستقبل ناهض مأمول، هناك ثلاثة قضايا رئيسية أقترح تبنيها ومضمونها العام: أعطي الخبز لخبازه، وتتكون من:
١- وضع خطة إستراتيجية وطنية واضحة تمرحل خطوات تنفيذها. ويضعها ويتفق عليها جميع الشعب كل في مجاله، مثلا: تعليم، صحة ، زراعة وغيرها.. تظل هذه الخطة الوطنية حتي بنهاية الفترة الانتقاليّة وما بعد الانتخابات..
٢- ضرورة مشاركة جميع الشعب في تنفيذ ما يليه في هذه الخطة،
٣- بنهاية وضع هذه الخطط، يتم إختيار القيادة العليا للدولة، بكل تراتيبيتها، كل في مجاله، بواسطة قواعد المهنة نفسها.. ولتفصيلات الفكرة راجع المقالين أدناه والمنشوران بصحف الراكوبة وسودانيل..
٤- آنيا يتم الاتفاق علي حكومة كفاءات غير منتسبة حزبيآ وتنحصر مهمتها الرئيسية في تسهيل تنفيذ الخطوات الثلاثة أعلاه بكفاءة..
٥- وتنحصر مهمة قوات الشعب المسلحة في حماية هذه الحكومة وحماية الحدود فقط لا غير.
المقالات هما:
١- مؤتمر أهل السودان 3: لدولة مدنية ديمقراطية الحكم.
٢- إعادة تعريف الجبهة الداخلية جغرافيآ كأساس للتخطيط الإستراتيجي للأمن القومي السوداني.
والله تعالي أجل وأعلم..

*الموضوع* :
الحروب مآسي بلا شك.. ورغم مآسي هذه الحرب وما سبقها من ضبابية فنأمل أن تكون "رب ضارة نافعة" و"عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" و"العترة بتصلح المشي" .. فالأوجب أن يحتفظ الشعب دائما بثقته في سودان عادل ومزدهر مأمول..
المعلوم أن مشكلة السودان الرئيسية سياسية بامتياز.. وجزي الله الشدائد كل خير فقد أبرزت بجلاء التشوه الخَلقِي لتكويناتنا السياسية، حوالي ٢٠٠، وصغر نفوس وضعف قدرات أهلها.. أما آن لهم جميعا، وبلا أي إستثناء، أن ينزلوا من ظهر اللوري:
يقول الراوي، والعهدة عليه : مرض شيخ محبوب في منطقة بدوية نائية.. تحرك ذووه وأحضروا اللوري الوحيد في المنطقة لنقله لمستشفي يبعد كثيرا عنهم .. حضر اللوري وفي دقائق أمتلأت حوافه و"التندة" بالرجال والصبيان وأمتلأت أرضيته بالنساء والفتيات ولم يصبح به موطئ قدم لفرد.. تحرك اللوري مسرعا في طريق ترابي طويل وسيئ للغاية .. بعد مشقة وعناء وصل اللوري للمستشفي .. نزل الجميع من اللوري .. تفقدوا بعضهم ولم يجدوا بينهم لا المريض ولا حتي أقرب ذووه، الذين كانوا يمارضونه داخل غرفة منزلة.. ولله في خلقه شؤون..
هل هذا يماثل حال الوطن السوداني؟ .. فالشعب السوداني (يماثل المريض أعلاه) .. احضروا اللوري (الثورة) طلبا للشفاء .. فأمتلأ اللوري (كراسي قيادة الدولة) برجال ونساء (التكوينات السياسية التي شغلتها محاصصات داخلها وبينها علي الكراسي والوجاهة الإعلامية والمخصصات، لا المريض، وكأن هدف الثورة أن يمجدوا أنفسهم لا معالجة المريض) .. ووصل اللوري للمستشفي (إنتصار الثورة والواقع حتي الآن) .. هم في شغل بمصالحهم هذه وما زال المريض (الشعب السوداني) يكابد عناء المرض .. عليه، فالسؤال المحير ، مسؤولين من الخير : متي يواجه خلق الله هؤلاء : الذين يجلسون علي كراسي الحكم والمنظرة الإعلامية والمخصصات ، انفسهم بصغرها ويلزموا اماكنهم الطبيعية مع هذا الشعب الفضل حتي يمكنه الوصول للأطباء (كفاءاته غير المحزبة في كل المجالات)؟ هل ما زالوا يظنون بأن الثورة ما قامت إلا ليجلسوا هم علي هذه الكراسي؟ وأن حواء السودان ما ولدت غيرهم؟..
في المقابل ، فالشاهد أن الثورة الشعبية هذه كانت إستفتاءا شعبيا ضد حكم الإنقاذ .. وكان هدفها الرئيسي تحقيق واقع عادل ، فالعدل أساس الحكم، وذلك عبر التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية الحكم .. ولأنها مدنية فطبيعيا أستلمت التكوينات السياسية (حوالي ٢٠٠ تكوين سياسي) القيادة .. ولهزال تكوينها وضعف قدرات منسوبيها وإهتمامهم الأساسي بالتراضي علي مكانهم في الكراسي والوجاهة الإعلامية والمخصصات، وافقت هذه التكوينات ومنذ البداية علي مشاركة البرهان ومن حوله الحكم (حقيقة مؤكدة).. والبرهان ومن حوله هم أصلآ نفس اللجنة الأمنية التي ثار عليها الشعب،.. ولمصالحهم وبهذه الموافقة فعمليآ تم إلغاء نصر الثورة لانه لم يتغير إلا البشير بالبرهان في قيادة الدولة.. ومن ناحية أخري إستغلوا هذا الواقع لتحقيق مصالح سياسية ضيقة خاصة بهم زادت من إرباك المشهد، فحتي لجنة إزالة التمكين التي كان مأمولآ أن تكون عادلة أساسآ وشفافة لتصبح مؤسسة وطنية دائمة تعني ب "من أين لك هذا؟" ولكن قيادات هذه التكوينات حولوها لعصا ظالمة باطشة تحقق لهم تشفيآ أهدافهم السياسية الضيقة كما صرحوا بذلك مرات عدة لا إرجاع حقوق الشعب بلا ظلم لأحد، فالمأمول التأسيس لدولة عادلة لا كراسي خالية تستغل في التشفي السياسي.. فزاد ذلك من إرباك الواقع السياسي .. زاد هذا الإرباك أن البرهان، الذي تسلم السلطة بعد الثورة بلا وجه حق، والذي كان بإمكانه حينها تحجيم قيادة الدعم السريع، وقوتها حينها حوالي ربع قوتها الآن، فبدلآ عن ذلك إستقوي بقيادة الدعم السريع وتعاونا معا وأنقلبا علي هذه التكوينات السياسية الهشة أصلا في ٢٥ أكتوبر .. فلجأت هذه التكوينات الهزيلة للإستقواء بالخارج ضد بعضها البعض وضد العساكر .. وفي خلال هذه الفترة وتحت مظلة ضعف التكوينات السياسية من ناحية وإستقواء البرهان به، تمدد محمد حمدان دلقو بكنزه ذهب جبل عامر ودعم مالي من مشاركتهم في حرب اليمن وغيرها وأسس لنفسه مصادر دخل أغنته كثيرا وأسس واقع إقتصادي وسياسي وأمني وعلاقات دولية خاصة به رسخ في ذهنه وهمآ بأنه يمكن أن يكون إمبراطورية، عقلية قذافية (ملك ملوك أفريقيا).. ورغم أنه كان هناك تململآ في الجيش ضد هيمنة حميدتي علي الواقع العام تمثل مثلآ في محاولة إنقلاب البكراوي ومن معه والذين قصدوا أساسآ للفت القيادة العسكرية لخطورة تمدد حميدتي اللامعقول، فالمحصلة النهائية أن الواقع كان في إنتظار عود ثقاب فقط ليشتعل الوطن .. فقامت الحرب. وما يعيد تأكيد هزال هذه التكوينات السياسية، والمحزن فعلا، أنها طلبت التدخل الدولي بالبند السابع.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..
فالشاهد أن الواقع الآني ونتيجة للتشوهات الخلقية لهذه التكوينات السياسية وهزال قدرات أهلها تحولت الثورة الرائعة علي يدهم لهذا الواقع المحزن بإعادتهم لنفس اللجنة الأمنية التي ثار عليها الشعب لسدة الحكم.. وعليه، فهم جميعا، وبلا إستثناء، مسؤولون عن كل المآسي والأضرار التي نتجت منذ نصر الثورة وحتي اليوم.. فالمأمول إعترافهم بذلك وأن يقبلوا أن تتم محاسبتهم قضائيا بعدل وأن يقبلوا الحكم حتي ولو بالشنق حتي الموت في هذه الدنيا الفانية من أن يوهموا أنفسهم بصلاحهم خلال هذه الفترة منذ إنتصار الثورة وحتي اليوم.. وألا يرجئوا عقوبتهم لما بعد موتهم، فالموت حق، والحَكَم والشاهد الله جل جلاله الذي يعلم حتي خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والميزان بمثقال الذرة، ونار كلما نضجت جلودهم استبدلوها بغيرها .. ومن ناحية أخري، فمن يرغب في تأسيس أحزاب سياسية للمستقبل المنظور عليهم الإتفاق علي نقاط جوهرية مثل: ما هو الحزب السياسي؟ وما هي الشروط الواجب توفرها ليسمح للحزب بالمشاركة في الحياة السياسية وأمثالها..
ومجمل القول، أن كل الكوارث التي حدثت منذ إنتصار الثورة وحتي اليوم سببها الرئيسي هذه التكوينات السياسية الهزيلة تكوينآ وقدرات .. فببساطة، لو كانت هناك أحزابا سياسية ناضجة تكوينآ وقدرات وقليلة العدد لما عاد العسكر للحكم أصلا بعد الثورة، ولما حدثت سيولة سياسية من تطبيق مفهوم إزالة التمكين، ولتأسست بنية عادلة لدولة مدنية وديمقراطية الحكم ، فالعدل أساس الحكم لا الإقصاء والتشفي وسيادة المصلحة الذاتية بديلا للمصلحة الوطنية .. ولذلك فالأوجب أن تتنحي كل هذه التكوينات السياسية عن الساحة لتراجع نفسها وتصورها تجهيزا للانتخابات بنهاية الفترة الإنتقالية .. وتفسح المجال للشعب السوداني لخلق البديل "الأنموذج" لا "الممكن" بهم..
أما السؤال عن ما هو البديل؟ فقدرات هذا الشعب الرائع الذي أنجز ثورة رائعة وبسلمية ودعمها بعد الانتصار حتي يئس ممن تولوا قيادتها ، لقادر تمامآ أن يأتي بالأنموذج لا بالممكن فقط من خلال هذه التكوينات السياسية الهشة.. ومثالا : أدناه مقترحان من مواطن واحد من حوالي ٤٠ مليون رائع إذا هيئت لهم الأجواء يمكنهم جميعا وفعلا أن يتفقوا علي ما ينتج الأنموذج.. ملخص :
المأمول أن تفضي نهاية هذه الحرب إلي : الدعم السريع: ينحل .. القوات المسلحة: أرضا سياسة.. تكوينات سياسية : تسريح .. واستشرافا لمستقبل ناهض مأمول، هناك ثلاثة قضايا رئيسية أقترح تبنيها ومضمونها العام: أعطي الخبز لخبازه، وتتكون من:
١- وضع خطة إستراتيجية وطنية واضحة تمرحل خطوات تنفيذها. ويضعها ويتفق عليها جميع الشعب كل في مجاله، مثلا: تعليم، صحة ، زراعة وغيرها.. تظل هذه الخطة الوطنية حتي بنهاية الفترة الانتقاليّة وما بعد الانتخابات..
٢- ضرورة مشاركة جميع الشعب في تنفيذ ما يليه في هذه الخطة،
٣- بنهاية وضع هذه الخطط، يتم إختيار القيادة العليا للدولة، بكل تراتيبيتها، كل في مجاله، بواسطة قواعد المهنة نفسها.. ولتفصيلات الفكرة راجع المقالين أدناه والمنشوران بصحف الراكوبة وسودانيل..
٤- آنيا يتم الاتفاق علي حكومة كفاءات غير منتسبة حزبيآ وتنحصر مهمتها الرئيسية في تسهيل تنفيذ الخطوات الثلاثة أعلاه بكفاءة..
٥- وتنحصر مهمة قوات الشعب المسلحة في حماية هذه الحكومة وحماية الحدود فقط لا غير.
المقالات:
١- مؤتمر أهل السودان 3: لدولة مدنية ديمقراطية الحكم.
٢- إعادة تعريف الجبهة الداخلية جغرافيآ كأساس للتخطيط الإستراتيجي للأمن القومي السوداني.
والله تعالي أجل وأعلم..
اللهم أحفظ السودان وأهله ..
وليوفقنا الله جميعا لنحقق للوطن ما يليق به ، إنه ولي ذلك والقادر عليه..
يعدلا عليكم

 

آراء