Tharwat20042004@yahoo.com
1 - مقدمة !
في يوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 ، يبدو الوضع السياسي العام عجاجيا ( وأم دلدوميأ ) على كل الجبهات ، كما سنحاول استعراضه في النقاط التالية :
أولا :
+ في يوم الأثنين 17سبتمبر 2012 ، أكد الرئيس البشير من قصر القبة في القاهرة تردي العلاقات بين حكومتي مصر والسودان ، إذ قال في نبرات دبلوماسية مغتغتة يفهمها حتى غير اللبيب :
( العلاقات بين البلدين دون طموحات الشعبين الشقيقين ... ) !
+ كما اختزل الناطق الرسمي لنظام ثورة 25 يناير المصري الوضع المتأزم للعلاقات بين الرئيسين مرسي والبشير ، إذ قال بأن بلاده سوف تلتزم بقرارات الإتحاد الأفريقي بخصوص تفعيل أمر قبض الرئيس البشير ! بدلا من محاولة الدفاع عن الرئيس البشير ، بالباطل ، كما كان يفعل الرئيس السابق مبارك ، لدرجة أن اضطرت فرنسا لتحويل مكان انعقاد مؤتمر القمة الأخير ( فرنسا – افريقيا ) من شرم الشيخ الى كان في جنوب فرنسا ، لإصرار الرئيس السابق مبارك على مشاركة الرئيس البشير في المؤتمر ، الأمر الذي رفضته فرنسا !
+ منع الرئيس مرسي نائبه ، محمود مكي ، من مقابلة الرئيس البشير في مطار القاهرة ، كما كان مبرمجا له ، وأرسل رئيس الوزراء هشام قنديل ، ليبعد مؤسسة الرئاسة من الترحيب الحبي بالرئيس البشير !
+ أصر الرئيس البشير على أن تكون زيارته يومي الأحد والأثنين 16 و17 سبتمبر 2012 ، رغم أن الرئيس مرسي كان يفضل أن تكون الزيارة بعد ( وليس قبل ) الإجتماع الوزاري للجنة الوزارية العليا المشتركة ( هشام قنديل – علي عثمان محمد طه ) ، المقرر عقدها في الخرطوم يومي الأربعاء والخميس 19 و20 سبتمبر 2012 !
توقيت زيارة الرئيس البشير لمصر كان معكوسا ، إذ سبق ولم يعقب الإجتماع الوزاري المشترك ، المقرر له أن يناقش ويقرر في التفاصيل !
وهكذا دوما أفعال الرئيس البشير ... بالقلبة ؟
+ حصاد زيارة الرئيس البشير لمصر كان هشيما ، ولم يجد الدعم المعنوي الذي كان يتوق إليه من ( أخيه ) الأخواني الرئيس مرسي ؟
هل نتوقع أن يثبت الرئيس مرسي في موقفه الداعم للثورة الشعبية في السودان ضد قوى البغي والظلم ، كما أكد في رسالته للسيد الإمام ؟
موقف الرئيس مرسي الداعم بقوة للثورات الشعبية في ليبيا وتونس وسوريا ربما فسر معاملة الرئيس مرسي (غير الحميمية ) للرئيس البشير ابان زيارته لمصر ، الأمر الذي أقض مضاجع الرئيس البشير ؟
في هذا السياق ، هل لاحظت الرئيس البشير باسما ، حتى ظهرت نواجزه ، والرئيس مرسي جامدا كأبي الهول ، في الصورة الرسمية للرئيسين ، التي وزعتها الرئاسة المصرية ؟
+ لحظة ، يا هذا !
نقنق الرئيس مرسي من أن السودان هو البلد الوحيد في حوض نهر النيل الذي ينافس وتدابر مصالحه المائية مصالح مصر المائية ، في المدى البعيد ، لأنه البلد الوحيد الذي يسحب مياه من نهر النيل للزراعة ؛ فبقية الدول المتشاطئة تستعمل مياه نهر النيل لأغراض التوليد الكهربائي ... الأستعمالات التي لا تؤثر في حصة مصر السنوية !
وعليه ، فقد طاف هاجس شيطاني في رأس الرئيس مرسي أن يراهن على حصان الرئيس البشير في السلطة ، وينسى أو يتناسى حكاية الثورات والربيع العربي والربيع السوداني ، ببساطة لأنه يستطيع أن يبتز الرئيس البشير بأمر قبضه ، ويسجنه رهينة عنده تنفذ جميع أوامره ، خصوصا في مسالة مياه النيل ، ودون نقنقة !
ولا يزال الرئيس مرسي يفكر في غلوطية الرئيس البشير ؟
الرئيس مرسي بين نارين :
+ النار الاولي هي الرأي العام في مصر ، الذي اصبح ينتخب رئيس الجمهورية في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ، والذي يعمل له الرئيس مرسي الف الف حساب ! هذا الرأي العام ( وليد ثورة 25 يناير ) ضد أفعال الرئيس البشير في السودان واباداته الجماعية لشعبه ، وأستبداد نظامه وفساده ، كما نظام مبارك المباد ! رفض السيد ايمن نور لمقابلة الرئيس البشير ( وغيره كثيرين من الساسة المصريين ) تقديرأ لمشاعر الشعب السوداني يرمز بل يجسد اتجاهات ومشاعر الراي العام في مصر ، ضد الرئيس البشير ! يخاف الرئيس مرسي ان يبدي حميمية تجاه الرئيس البشير فيخسر الراي العام المصري وتقوم عليه الدنيا في مصر ولا تقعد ! ويخسر الانتخابات الرئاسية القادمة !
+ النار الثانية هي مصالح دولة مصر الأستراتيجية ( مياه النيل مثلأ ) التي ترغم الرئيس مرسي للتعامل مع الرئيس البشير ، رئيس دولة السودان !
ثانيا :
+ المفاوضات في أديس أبابا محلك سر بين الأطراف الثلاثة : دولتي السودان والحركة الشعبية الشمالية ، رغم أنه لم يتبق غير 3 أيام قصار على الموعد الثاني الذي حدده مجلس الأمن للإنتهاء من المفاوضات ( السبت 22 سبتمبر 2012 ) ، حسب قراره 2046 ! لم تفلح في بعث الحياة في جسد المفاوضات الهامدة حتى مجاهدات المسهلين الدوليين :
المبعوث الأمريكي برنستون ليمان ، المبعوث البريطاني روبن غوين ، مبعوثة الإتحاد الأوروبي روزالندا مارسن ، والمبعوث النرويجي !
ثالثا :
+ يتحاوم ، حاليا ، بين الخرطوم وجوبا وفد الوساطة الافريقية - الأممية ( وساطة مبيكي ) حاملا مبادرة لحل عقدة أبيي ، وهي عقدة أعقد من عقدة الكترا ، والتي يمكن أن تحيي أو تميت مفاوضات أديس أبابا !
رغم أن عقدة أبيي في منتهى البساطة والسهولة ، وتعتمد في حلها على الإجابة على سؤال واحد :
هل يحق لقبيلة المسيرية في أبيي التصويت في الإستفتاء حول أبيي أم لا ؟
الإجابة بالإيجاب على هذا السؤال المفتاح تعني استمرار أبيي في الشمال ! الإجابة بالنفي تعني ضم أبيي للجنوب ؟
وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان !
رابعا :
+ دعا المبعوث الأمريكي ليمان قادة الحركة الشعبية الشمالية ( مالك عقار، عبد العزيز الحلو، ياسر عرمان وعبد الباقي مختار.) لمشاورات في واشنطون ، مما أضطرهم لقطع مفاوضاتهم مع كمال حقنة في أديس أبابا ، ( المفاوضات التي لم تستمر أكثر من يومين ) ، والسفر الى واشنطون !
والغريب في الأمر أن المبعوث ليمان ( صاحب الدعوة والمضيف ) ترك ضيوفه في واشنطون وسافر الى القاهرة يوم الخميس 13 سبتمبر 2012 ، رغم أن ضيوفه لم يبقيا معه في واشنطون أكثر من يومين فقط ! مما يؤكد فشل المبعوث ليمان في تغيير مواقف الحركة الشعبية الشمالية التي تطالب بحل شامل وعادل للمسألة السودانية ؛ ليس حلأ جزئيأ لولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان فقط ،وانما لكل السودان ! وليس حلأ ثنائيأ بين الحركة الشعبية الشمالية ونظام البشير ، وأنما حلا شاملأ لكل قوي المعارضة السياسية والحاملة السلاح ... باشراك تحالف كاودا الثوري وقوى الإجماع الوطني في مفاوضات أديس أبابا !
المطالب التي رفضها المبعوث ليمان ، المحرش من القس فرانكلين جراهام !
نجح القائد مالك عقار وزملاؤه في تسديد أم دلدوم قوية وغير متوقعة للمبعوث برنستون ليمان ، قذفت به الى أديس أبابا ، حيث يحاول حاليا انعاش مفاوضات السلام بين دولتي السودان ، مع استبعاد أصحاب الدلاديم ، ولكن الي حين !
ولكن هل يمكن لقادة الحركة الشعبية الشمالية الصمود دون ليمان ؟
سؤال يجيب السعال ؟
خامسا :
+ لا أحد يستطيع الجزم بعقد اجتماع القمة ( أديس أبابا – الأحد 23 سبتمبر 2012 ) بين الرئيسين البشير وسلفاكير ، أو تأجيله ؟ لعدم وصول الفرقاء الى أي اتفاقات حول المسائل العالقة في أديس أبابا !
كل شئ يجوز في بلاد الجن ... الشئ وعكسه تمامأ ؟
سادسا :
+ في يوم الخميس 27 سبتمبر 2012 ، سوف يقرر مجلس الأمن في احتمالية مد مفاوضات أديس أبابا لفترة ثالثة ، حتى تصل الأطراف الثلاثة الى اتفاق شامل وكامل حول كل المسائل العالقة ! ومن المستبعد أن يقفل مجلس الأمن الملف بالضبة والمفتاح بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الطرف المشاكس أو كليهما !
لن يسمح اوباما لمجلس الأمن بالخروج من رادار دولتي السودان ، وألا سدد له القس فرانكلين ام دلدوم في الأنتخابات الرئاسية في نوفمبر 2012 !
سابعا :
ذكرت صحيفة تشاداونلاين الإلكترونية أن الرئيس التشادي ادريس دبي قد اتصل بالقائد بخيت دبجو ، القائد السابق لقوات جيش حركة العدل والمساواة ، والذي انشق عن حركته الأم في يوم الأربعاء أول أغسطس 2012 ، وأعفاه الرئيس جبريل ابراهيم من وظيفته كقائد عام يوم الخميس 9 أغسطس 2012 ! عرض الرئيس دبي على دبجو التفاوض مع نظام البشير ، على أساس سقوف اتفاقية البشير – السيسي ( الدوحة – الخميس 14 يوليو 2011 ) ، والإنضمام لقاطرة السيسي !
لم يذكر الرئيس دبي لإبن عمومته دبجو بأن قاطرة السيسي قد خرجت من القضبان ، إذ لم يرجع نازح واحد ، ولم يرجع لاجئ واحد ، طوعا ، لحواكيرهم من معسكرات النزوح واللجوء ، منذ يوم الخميس 14 يوليو 2011 ، وحتى تاريخه ! كما رفض نظام البشير دفع مبلغ 200 مليون دولار للتعويضات العامة ( لتأهيل البنى التحتية المنهارة ) والشخصية ( للنازحين واللاجئين ) ، حسب بنود اتفاقية الدوحة المنحوسة !
كما لم يذكر الرئيس دبي لدبجو أن الوضع في دارفور لا يزال كما كان قبل يوم الخميس 14 يوليو 2011 ، حيث ترمى طائرات الأنتونوف قنابلها العويرة علي معسكرات النازحين وعلى المدنيين في القرى والحضر ! لم يذكر الرئيس دبي الخلافات بين عناصر حركة السيسي ، لإحباطهم ، بل جوعهم ، لعدم التزام نظام البشير بتفعيل اتفاقية الدوحة !
لا يزال الوضع مأساويا وكارثيا في دارفور رغم ، بل ربما بسبب ، توقيع اتفاقية الدوحة !
بادئ الأمر ، لم تسع الفرحة السيسي عند سماعه بانشقاقات حركة العدل والمساواة ! فذبح عجل حنيذ شماتة في الرفاق ! ولكن سرعان ما عادت الفكرة ، بعد زوال سكرة الفرحة ! فقد أيقن السيسي أن دبجو وقومه سوف ينافسونه ورهطه على فتات مائدة لئام الإنقاذ ! فطفق يعمل لدبجو عملا دون ذلك ، وسدد له أم دلدوم فاشرية ، حتى يبقي هو الطيرة الوحيدة التي تقتات من على ظهر جاموسة الإنقاذ !
+ أدخل القائد دبجو نفسه وقومه في جحر ضب ! فهو وقومه رهائن في أيادي الرئيس دبي ، ويعوزهم حتى البترول لتسيير عرباتهم ، التي نهبوها من حركة العدل والمساواة !
وافق القائد دبجو على الدخول في مفاوضات مع نظام البشير ، في أطار أتفاقية السيسي – البشير ، وتحت رعاية الرئيس دبي ، خصوصا بعد فشل مفاوضاتهم مع الوسيط طاهر الفكي!
وطلب الرئيس دبي من دبجو أن تنتهي المفاوضات مع الرئيس البشير حول جميع المسائل الخلافية قبل ديسمبر 2012 ، موعد مؤتمر المانحين في الدوحة لتنمية دارفور !
في هذا السياق ، ذكر دبجو بأن مفاوضاتهم مع الوسيط طاهر الفكي البرقاوي قد وصلت الى طريق مسدود لأنهم أصروا على تنحية الرئيس جبريل ابراهيم من رئاسة الحركة ، قبل رجوعهم للحركة الأم ! كما أكد دبجو عدم وجود أي اتصالات بينهم وبين دولة قطر ، ولا بينهم وبين المنشقين الآخرين من حركة العدل والمساواة القائد محمد بحر حمدين ، نائب رئيس الحركة السابق ، ولا مع القائد عبدالقادر تور الخلا ، رئيس قلم الإستخبارات العسكرية السابق في الحركة !
كما نفي دبجو وجود أي تنسيق بينهم وبين حركة السيسي ممثلة في الوزير بحر ادريس ابو قردة ، وزير الصحة المركزي ، والوزير في سلطة دارفور الإنتقالية تاج الدين بشير نيام !
اختزل القائد دبجو مشكلته وقومه المنشقين في شخصية الرئيس جبريل ابراهيم ، وسدد أم دلدوم في قعر الرأس لحركة العدل والمساواة !
لمزيد من التفاصيل يمكنك التكرم بمراجعة صحيفة سودان تربيون ( عدد يوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 ) على الرابط أدناه :
http://sudantribune.com/spip.php?article43923
وصحيفة تشادانلاين ( عدد يوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 ) على الرابط أدناه :
http://tchadonline.com/?p=118246
ثامنا :
دخل حزب الأمة الحلبة مرة أخرى باحياء مبادرته لسودنة المسائل السودانية ، بدلا من تدوليها وتشظيها ، خصوصا وبلاد السودان ترزح تحت 48 قرارا من مجلس الأمن ، تحت الفصل السابع ... مما يدخلها بسهولة في قائمة غينيس للأرقام القياسية العالمية !
اقترح حزب الأمة حلا استباقيا لمشكلة دولتي السودان ، ومشكلة السودان ، يستبق الإنتفاضة الشعبية السلمية والمحمية ، والحروب الأهلية ، ويبعد التشظي والتدويل !
اقترح حزب الأمة عقد مؤتمر سلام تمهيدي في الخرطوم بمن حضر، لرسم خريطة طريق سودانية لحلحلة كل المشاكل العالقة بين دولتي السودان ، وفي داخل بلاد السودان ! خريطة طريق ظل ( اسبير ) لخريطة الطريق التي رسمها مجلس الأمن في قراره 2046 ، والتي لم يكتب لها النجاح ، حسب ما يرشح حاليا من أديس أبابا !
يتم تقديم خريطة الطريق الظل التي يرسمها المؤتمر التمهيدي ، لمؤتمر سلام نهائي لكل أطراف النزاع ، ( بما في ذلك تحالف كاودا الثوري ودولة جنوب السودان ) ، يتم عقده خارج السودان لضمان مشاركة تحالف كاودا الثوري !
مؤتمر سلام كل الأطراف يمثل ( الكوديسا 2 ) ، أو الخطة ( أ ) ، الذي يضمن السلام الشامل العادل ، والتحول الديمقراطي الكامل !
الكوديسا (2) ، أو الخطة ( أ ) ، أو مؤتمر السلام السوداني لكل الأطراف يمثل أم دلدوم السيد الإمام الإستباقية للحروب الأهلية والتشظي والتدويل والنزيف الدموي في بلاد السودان ، وبالأخص لخريطة طريق مجلس الأمن التي دخلت غرفة العناية المركزة !
في حالة افشال نظام البشير للخطة ( أ ) أو ( الكوديسا 2 ) ، لن يتبقى على الطاولة غير احياء الخطة ( ب ) التي تدعو لإنتفاضة شعبية سلمية ، بدون تدخل أجنبي ، للإطاحة بنظام البشير ، وتحقيق السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الكامل !
في هذه الحالة الثانية ، سوف يرفع السيد الإمام راية الإنتفاضة الشعبية ، كما رفعها من قبل ، وبنجاح في أكتوبر 1964 ، وفي أبريل 1985 ، ليدخل التاريخ كالقائد الوحيد الذي فجر 3 ثورات شعبية ناجحة ، في حياته ، ضد الطواغيت المحلية والإستعمار الداخلي ، متخطيا نابليون بونابرت الذي فجر ثورتين ناجحتين في حياته ، والذي لا يزال يحتفظ بهذا اللقب الثوري والكأس الذهبي ، مشاركة مع السيد الأمام !
هل يخطف السيد الإمام الكأس من نابليون ، ويدخل التاريخ وقائمة غينيس للأرقام القياسية كأبو الثورات ، برصيد 3 ثورات شعبية ، متجاوزأ نابليون ؟
موعدنا الصبح لنرى !
أليس الصبح بقريب ؟