لقاء العربية

 


 

بشير اربجي
5 December, 2021

 

بثت قناة العربية أمس الأول لقاءا مع البرهان، تحدث فيه عن عدد من الموضوعات، مثل ما ظل يكرره دوما أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية في حين أنه هو الذي جعل من الجيش السوداني حزبا مسلحا يقف خلفه ممسكا بالزناد، وذلك واضح جدا في تعريضه بالقوي السياسية وقوله إنها تريد رمي فشلها الذي يتحدث عنه هو ومناصريه فقط على الجيش، وأنها تريد أن تجعل منه شماعة بينما جعلها هو وعسكرييه شماعة للانقلاب والردة على ثورة الشعب السوداني المجيدة، أما حديثه عن أنه لديه مهمة ملتزم بها تجاه الشعب والجيش فهي حديث غير صحيح ...فالشعب السوداني لم يعطه مهمة ولم يفوضه بها، بل فوض قوى إعلان الحرية والتغيير التي نكل هو بقادتها وزج بهم فى السجون وانقلب على الدستور، وأوضح برهان في أكثر من إجابة أن السلطة بيدهم وحدهم كعسكر وليست بيد د حمدوك، حينما كرر قوله إننا نريد من حمدوك أن يفعل كذا وكذا، وهذا ما يعلمه الجميع إلا رئيس وزراء الانقلاب وبعض داعميه، لكن تهرب البرهان من مسؤولية إزهاق أرواح الشهداء الذين رفضوا انقلابه كان غريبا جدا، حيث قال إن الشعب السوداني كله مسؤول عن دمائهم كانما الشعب هو من قام بالانقلاب، وكان واضحا جدا من ردات فعل قائد الانقلاب أنه وضع نفسه فى مكان اسوأ من الذي وضعها فيه بجريمة فض إعتصام القيادة العامة، وكما لم يستطع هناك الدفاع عن نفسه ولم يمتلك الشجاعة لذلك، هاهو يفعل نفس الشيء هنا ويحمل السودانيين كلهم كما قال مسؤولية جريمة قامت بها قوات تحت إمرته المباشرة.
لكن هل غريب على قائد الانقلاب أن يتحدث مثل هذا الحديث عن الشهداء، أليس هو نفس حديثه ومجلسه العسكري السابق عن شهداء مجزرة فض الإعتصام، أليس هى نفس مقولة كباشي الشهيرة (حدث ما حدث)؟، سنشاهد إذا نفس التهرب من قبل العسكريين عن تحقيق العدالة، وهذا عين ما يرفضه الثوار وإخوان الشهداء وأسرهم المكلومة، فليس من الممكن أن تتهم شعبا بقتل متظاهرين وأنت من تمتلك السلاح وتستخدمه وهو محتكرا لديك بالتمام والكمال، وحتى إن كنت تريد أن تتهرب من المسؤولية نفسها بنسبها الى طرف ثالث، فهذه جريمة في حقك لأنك لم تحفظ الأمن الذي تدعي حمايته، وتركت أشخاص غير مخولين بحمل السلاح يحملونه، وحتى حمدوك نفسه نحمله كشعب مسؤولية من سقطوا برصاص القوات النظامية عقب توقيعه للاتفاق معك، عموما لا جديد فى محاولات العسكر التمسك بالسلطة للافلات من العقاب، وهو عين ما قامت الثورة المجيدة من أجل انهائه ومحاسبة كل المتورطين فيه، كذلك ستنهي معه التدخل العسكري فى الحياة السياسية بالبلاد، حتي ينعم الشعب السوداني بموارده وخدماته المحروم منها بسبب دكتاتورية العسكر، وإن ذلك قريب بدون أدنى شك طالما الشارع السوداني يحرس ثورته بارواحه.
#مواكب_ديسمبر
#الردة_مستحيلة

 

آراء