طال الامد ومل الجميع الانتظار خاصة وان الشارع تجاوب تماما لكل ما كان يصدر من تجمع المهنين الذى وجد فرصة تاريخيه نادره لم يجدها كيان او تنظيم ايا كان وتحت اى ظرف من الظروف التاريخيه التى مرت بالسودان كل هذا التجاوب والثقة العمياء التى اولاها الشعب لتجمع المهنين رغم عدم معرفتهم باسماء قيادته واشخاصهم فقد كان الشارع يتجاوب مع الاهداف التى وجد ضالته فى من تفهمها وسار بهم موحدا لهم فكان الاعتصام المليونى السلمى امام القيادة العامه للقوات المسلحة التى انحاز ضباطها وجنودها الشرفاء لحركة الشارع فى مشهد ومنحى سياسى ابهر دهاقنة ومحترفى العمل السياسى فى العالم بل اعطت درسا عمليا لحركة الشارع الفرنسى الذى فلت الامر الى استخدام العنف بين الشارع والحكومه وكذلك تجاوز الشارع الجزائرى الذى ما زال يموج بحركة جماهيره
نعم لقد طال الامد خاصة بعد ان استقر امر ضبط الامور من قبل قيادة الجيش المنوط به اساسا حفظ امن البلاد من الانفلات والتدخلات الخارجيه بل استجاب الجيش عندما رفض الشارع ان يكون ابن عوف هو واجهة هذا الانجاز الثورى وتولى الامر الفريق برهان وهنا كلمة حق يجب ان تقال فى حق هذا الرجل الذى حاول {غلاظ الحلقوم} ان ينالوا ويهزوا الثقة فيه بادعاءات جوفا من ضمنها انه شارك فى بيع الجنود السودانين للحلف السعودى الاماراتى لحرب اليمن متناسين ما لايمكن ان يصدقه اطفال الرياض حيث ان الفريق برهان وقتها لم يكن الا ضابطا ينفذ تعليمات قادته ليس الا
وعندما حانت اللحظة ان يكون هو المسؤول الاول هذه المسؤولية التى القيت على كاهله حين غرة تاريخيه الا انه قادها بحنكة سياسى محترف ورجل جيش محنك وسط تحديات وتداخلات داخليه وخارجيه ومطالب{ طوباويه} لا يمكن ان يتحمل وحده مسؤولية تنفيذها لذا بح صوته وطال استجدائه لتجمع المهنين وبقية القوى السياسه ان سارعوا باعلان حكومتكم التى من المفترض ان تكون جاهزة بمجرد سقوط النظام اما ان يبحث الناس عنها بعد سقوط النظام بامد فهذا من مضحكات مبكيات العمل السياسى فى السودان لا ادرى اهى ثقافة ان يتفاجا الناس ببكره العيد
اننا بكل اسف نعيش نفس اجواء جبهة الهيئات وحكومة سرالختم الخليفه الاولى التى تم اغتيالها سريعا وكانت نهايتها المؤسفه مع ملاحظة الفارق بين جبهة الهيئات والاجماع الذى وجده تجمع المهنين والذى من عنوانه انه وعاء لكل مهنى السودان بكل انواع مهنهم وبالتالى كان وحده وبامر الشارع ومساندته الذى يحق له تشكيل الحكومه التى تهيىء البلاد لمرحلة الاستقرار السياسى النهائى عبر عملية انتخابيه شفافه ونزيهة من التكنقراط على ان تتفرغ الاحزاب لاعادة هيكلتها وتصالحها مع جماهيرها ان بقى لها جماهير بعد كل هذه السنين العجاف
فالى متى يلحق ساسة الالم السياسى الذين تقطعت انفاسهم للحاق بالشارع الذى اسقط النظام بتنظيمه الذاتى الرائع وتوجيهات تجمع المهنين السياسى فمتجمع المهنين لم يكن لهم دور فى كيف ينظف الشباب الشارع ومن اين وكيف تاتى انواع الطعام والشراب بل ابتداع كيس العفه المالى حيث يطلب منك الشباب ان تودع مالا فى الكيس او تاخذ ما تحتاجه من مصاريف بل وصل الامر الى توفير السجائر وشحن الرصيد كم كان رائعا معلما مبدعا هذا الشباب سليل ثوار المهدى وعبدالفضيل الماظ والقرشى وابريل نميرى وابريل ازاحة الطاغوث الاخير الثلاثينى عاما من الذل والقهر والسفه المالى والسياسى
ماذا ينتظر تجمع المهنين لاعلان الحكومه الذى وحده لاغيره يملك حق تشكيلها تسنده الملاين التى مازالت مرابطه حتى الان وفى مشهدها الاخير للذين سجدوا فى صلاة الجمعه فى مشهد حقا فاق به حجاج بيت الله الحرام فى اقصى مواسم الحج ازداحما
شكرا برهان ومجلسك الموقر على صبركم على هذا العبث والتاخير الذى لا جدوى منه ومزيدا من الصبر لقد حملتم الامانه بشجاعه واقتدار متمنين بل نثق تماما من تعاونكم المطلق مع مجلس الوزراء الذى نتمنى ان يكون فى مستوى تضحيات ثلاين عاما من القهر والذل وان يلبى ماهو معقود عليه من طموحات وامال ولو فى حدها الادنى وان تقودوا جميعا السفينه الى بر الامان
waladasia@hotmail.com