لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب

 


 

 

القراية أم دق

(1)

العسكر السلطة عندهم تظل عقدة ازلية ..التراجع عن المعاهدات والانقلاب اصبح عندهم يقدم على (الضبط والربط) … يوقعون على الاتفاقيات والعهود من اجل الانقلاب عليها… لهم في ذلك متعة لا تنتهي.
اذا اردتم سوداناً خالياً من الانقلابات وقعوا مع العسكر اتفاقية على ان ينقلبوا حتى تتقوا شر انقلاباتهم.
عندما كانت الحكومة في عهد الانقاذ هي القابضة كانوا معها يبطشون بقبضتها ويضربون بلجنتها الامنية. عندما شعروا ان كفة الشعب هي الراجحة انقلبوا على البشير ووضعوا (رئيسهم) الذي كانوا يشكلون لجنته الامنية في (مكان آمن) وانحازوا الى الشعب.
جاءوا بحمدوك من اجل الدعم الخارجي، وانقلبوا على حمدوك ووضعوه في (مكان آمن) ايضاً . واعادوا حمدوك ثم اجبروه على الاستقالة. الآن يبحثون عن حمدوك من اجل ان يعيدوه لينقلبوا عليه!!

تضامنوا مع الحرية والتغيير (المجلس المركزي) على الحرية والتغيير (التوافق الوطني).. ثم عادوا واتفقوا مع الحرية والتغيير (التوافق الوطني) على حساب الحرية والتغيير (المجلس المركزي) لينقلبوا على حلفائهم (الكتلة الديمقراطية) لصالح (المجلس المركزي) ، ثم ظلوا يتنقلون من كتلة الى كتلة ومن المجلس المركزي الى التوافق الوطني والعكس.
ادخلوا الادارات الاهلية التى بحثوا عن ودها حتى لو كان ذلك سيعيد (القبلية) من جديد للسلطة.
سعوا من اجل المبادرات الجد !! منها واللعب!!

(2)

لا اعطي لتصريحات البرهان او كباشي او حكومة انقلاب 25 اكتوبر بصورة عامة وزناً او اعتباراً، وادعوا دائماً لعدم التوقف مع تلك التصريحات، فهي سوف تذهب جفاءً، وذلك لسبب واحد وهو ان الحكومة لا تملك قرارها، وهي حكومة مسيرة وليست مخيرة. لا اقول عن الحكومة انها تحت الخدمة والبرمجة (الخارجية)، لأن المجتمع الدولي ايضاً لا يعنينا كثيراً، ولكن اقول ان هذا الشعب مالك لقراره وارادته وهو قادر على ان يفرض قراره وقادر كذلك على ان يحقق احلامه، حتى وان كان الطريق الى ذلك صعباً ووعراً ومستحيلاً.
البلد الآن بدون حكومة حيث الفوضى والتفلتات الامنية والعجز التام فما الذي يعنينا من هذه الحكومة التى لا نشعر بوجودها إلّا في التصريحات.
هذا الشعب لن يحكمه البرهان، وما بقاء البرهان في السلطة الآن إلا تعذراً في الاختيار واختلاف في الخلف، عندما يحدث اتفاق، لن يصمد البرهان كثيراً.
لقد ذهب البشير فما اسهل ان يذهب خلفه.
نحن من نملك قرارنا؟ ونحن من يحدد من يحكمنا؟ وكيف يحكمنا؟ لا البرهان ولا المجتمع الدولي.. من توافق مع اشتراطات الشعب يمكن ان يبقى ومن خالفها فان مصيره للزوال.
الزبد يذهب جفاءً لا ترهقوا انفسكم به.

(3)

حميدتي اثبت انه اذكى من البرهان وهو افضل منه واصدق منه، يجب ان يدعم وان يسند فهو مع كل الاراء التى تطلق حوله والانتقادات التى يتعرض لها، يبدو حميدتي صادقاً ويمتلك من العفوية ما يجعل الشعب في مأمن معه.
وليس عندي في هذا المقام إلا ان احكي لكم هذه الواقعة بالرواية التى جاءت بها.
يقال : يروى بأن راشد السلمي قبل أن يأتي الإسلام كان عنده صنم يقال له سواع وقد كان راشد يجلس أمام هذا الصنم كل يوم وهو يتعبد إليه، وكان في كل يوم يذهب إلى السوق ويأتي بخبز وزبد، ويأتي بهما ويضعهما عند رأس هذا الصنم، ويقول له: اطعم، وعندما أتى الإسلام لم يقبل أن يدخل فيه، وأنكره، ولكنه وفي يوم من الأيام كان جالسًا يتعبد صنمه، فدخل إلى بيته ثعلبان، ورفعا أرجلهما وتبولا على رأس صنمه، وعندما رأى ذلك تعجب من الذي رآه، وتيقن بأن الصنم الذي أمضى حياته في عبادته لا يستطيع أن يمنع الأذى عن نفسه، وبأنّه لا قيمة له، حيث تبول عليه حيوان، فأنشد راشد السلمي قائلًا:

لقد خاب قوم أملوك لشدة

أرادوا نزالا أن تكون تحارب

فلا أنت تغني عن أمور تواترت

ولا أنت دفاع إذا حل نائب

أرب يبول الثعلبان برأسه

لقد ذل من بالت عليه الثعالب

(4)

بغم
الموت بالسكتة القبلية افضل من الحياة بالسكتة عن كلمة الحق.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

الانتباهة

 

آراء