لكيلا يصير جعفر الصادق الميرغني رئيسأ للجمهورية ؟

 


 

ثروت قاسم
29 July, 2012

 

Tharwat20042004@yahoo.com

الوضع السياسي الراهن !

نواصل ونلخص أدناه ، في أربع نقاط ، بعض الملاحظات العامة على الوضع السياسي الراهن :

1-        المظاهرات الإحتجاجية !

اليوم الأثنين 30  يوليو 2012 ، نحي الذكري السابعة لوفاة الرمز الدكتور جون قرنق ، ونساله تعالي له المغفرة والرحمة  !

يدخل  اليوم  مشوار الإطاحة بنظام البشير يومه ال 45، وأسبوعه السابع ، وشهره الثاني ! عبر المظاهرات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات على مدار عشرات الأيام ، وستة  جمع : الكتاحة ، ولحس الكوع ، وشذاذ الآفاق ، والكنداكة ، ودارفور بلدنا ، وجمعة الرد الجد !

لمواصلة الكفاح السلمي بصبر ودون ملل ، تحتاج الجماهير الى مواصلة التعبئة والحشد ! وهذه مهمة قادة تحالف قوى الإجماع الوطني ، وقادة وكوادر المنظمات الشبابية والطلابية و منظمات المجتمع المدني والمنظمات الأنسانية ! رغم أن أكثر من 2000 من هؤلاء القادة يعانون الأمرين خلف قضبان معتقلات  نظام البشير !

تقع على عاتق قادة تحالف قوى الإجماع الوطني مهمة التعبئة والحشد بالإضافة الى  مهام أخرى مهمة ، نذكر ثلاث منها أدناه :

أولا :

المسارعة بالإتفاق مع تحالف كاودا على صيغة معدلة للبرنامج الديمقراطي البديل ، تعترف بشرعية ومشروعية الكفاح المسلح في الهامش ، وتقبل بتعاون تحالف كاودا  في حماية ثورة المدن ؛ ثانيا :

المسارعة بالإتفاق بين  جميع مكونات المعارضة السياسية والمسلحة على الدستور البديل ؛ ثالثا :

التنسيق الميداني مع المعارضة السورية في دول الشتات !

وأخيرا ، يجب على تحالف قوى الإجماع  العمل على تكبير رأس ماله الإجتماعى ،  القائم على الثقة بين مكوناته ، والرغبة فى العمل المشترك بروح الفريق الواحد ، من أجل أهداف وطنية كبرى ( الإطاحة بنظام البشير ) ،  تتخطى حدود المصالح الحزبية والشخصية  الضيقة ، وترتفع فوق المشاكسات والمطاعنات الصغيرة بين قادة مكونات التحالف !

2 -  مجلس الأمن !

لم يحدث أي اختراق في المفاوضات الجارية حاليا في أديس أبابا في اطار قرار مجلس الأمن 2046 بين دولتي السودان ، وبين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية !

بخصوص ملف البترول الذي ركزت عليه دولتا السودان ، لم توافق دولة جنوب السودان على اقتراح نظام البشير بترحيل برميل النفط بمبلغ 32 دولارا بدلا عن 36 دولارا ، واقترحت 16 دولارا بدلا عن 70 سنت (عرضها الأول) !

بخصوص أبيي  ،  رشحت أخبار مضللة عن أتفاق علي عقد أستفتاء بنهاية 2012 ! الموضوع  ليس في الموافقة علي عقد الأستفتاء أو رفضه  ، المبتدأ والخبر في الأتفاق علي من يحق له التصويت في الأستفتاء ؛ الأمر الذي سوف يحسم نتيجة الأستفتاء قبليأ ، أي قبل عقده  ! أذا وافق الجنوب علي مشاركة المسيرية  في الاستفتاء ، فسوف تظل أبيي شمالية ! واذا وافق الشمال علي أستبعاد المسيرية  من الاستفتاء  ، فسوف تصير أبيي جنوبية !

الامر بهذه البساطة ، ولا يحتاج لدرس عصر !

ولم يتفق الطرفان بعد بخصوص مشاركة المسيرية في الاستفتاء من عدمها ؟  وبقيت بقية الملفات محلك سر !

كما لم تتفق الحركة الشعبية الشمالية ونظام البشير على الملف السياسي بينهما ، ورفض نظام البشير السماح بتوصيل الإغاثات الدولية لنازحي شعوب الأنقسنا والنوبة ( أكثر من 360 ألف نازح ) ما لم توافق الحركة على شروطه السياسية ، وأهمها تسريح قوات الحركة ونزع سلاحها !

سوف يعقد مجلس الأمن جلسة سرية يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ، لمناقشة الوضع تحت الفصل السابع ، البند 41، الذي يجيز لمجلس الأمن اتخاذ عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ، للطرف المشاكس ! ولكن يجمع المراقبون على أن مجلس الأمن ربما وافق على تمديد مهلة المفاوضات ، ليسمح للطرفين الوصول الى اتفاقات حول المسائل العالقة !

3 – الإحتقان ؟


تعاني بلاد السودان من احتقان بين الشعب السوداني ونظام البشير الذي أهدر كرامته ، وداس على حقوقه المشروعة !

يقول الذي عنده علم من الكتاب أن هذا الإحتقان يستوجب حوارا جادا لإيجاد مخرج يوفر للشعب السوداني  الحرية والكرامة والعدالة، وإلا سيحدث الإنفجار ، وتسيل الدماء !

التوتر الحاد بين دولتي السودان، وتعدد جبهات الإقتتال في سبع من ولايات البلاد ، والإنقسام السياسي في البلاد الآن، والإنقسام الواضح داخل حزب المؤتمر الوطني  نفسه ، وإمكانية فرض وصاية دولية على بلاد السودان ...  كلها عوامل تدعو  لضرورة الإتفاق على نظام ديمقراطي جديد ،   بديل لنظام الإنقاذ ، يحتوى على خريطتي طريق ، كما يلي :

+  خريطة طريق مفصلة وشاملة لتفعيل البرنامج الديمقراطي البديل الذي يهدف  للتحول الديمقراطي ، والتبادل السلمي للسلطة ! وقد تم اعتماد هذه الخريطة المفصلة الشاملة عصر  الأربعاء 4 يوليو 2012  !

+ خريطة طريق لدستور البلاد الدائم تكون أداة وتجسيد للسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ! تضمن هذه الخريطة قيام  مؤتمر قومي دستوري، ولجنة فنية لصياغة قراراته ، وآلية تأسيسية ديمقراطية لدراسته وإجازته !

تحالف قوى الإجماع الوطني بصدد دراسة والإتفاق على هذه الخريطة في القريب العاجل !

خريطة طريق البرنامج الديمقراطي البديل  في جوهرها آلية استباقية لتحقيق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل !

خريطة الطريق استباقية لأنها تستبق :

+  خيار المواجهات الثورية الخشنة كما في نموذج  زنجبار ... الخيار الدموي

+ ،

+   خيار تدويل المسألة السودانية كما في نموذج العراق وليبيا وسوريا  ... خيار التدويل !

خريطة الطريق ، التي اعتمدها تحالف قوى الإجماع ، في جوهرها رؤية ترسم مخرجا   سودانيا  سلميا  ومتفقا عليه من كافة أطراف النزاع السوداني ، لإنقاذ السودان  الذي تحيط به النيران من كل حدب وصوب !

خريطة الطريق  تعني في جوهرها  ، كما يشرح الذي عنده علم  من الكتاب ، تفكيك نظام البشير من الداخل ، وتأمين الخروج الآمن لعناصره بأسلوب حضاري  دون إراقة الدماء!

خاصة وأن كل الملفات محترقة  ...    السياسي ،  والأمني ،   والإقتصادي ،  والتكفيري ،   والدولي !

ومن ثم الحاجة الماسة لهذه الخريطة  السحرية لتقودنا الى سواء السبيل !

في هذا السياق ، يقود  حزب الأمة القومي مشاورات  مع المؤتمر الوطني  وكافة القوي المعارضة ، بخصوص سرعة  تفعيل  البرنامج الديمقراطي البديل ، الذي وقع عليه  والذي يشابه برنامج الخلاص الوطني ( الظل )  المطروح  من قبله ، كحل استباقي يجنب البلاد سيناريوهات العنف المرتقب!

وطلب المؤتمر الوطني من حزب الأمة أن يتم التفاوض حول البرنامج  الديمقراطي البديل  في اطار ثنائي بين الحزبين ، على أساس نظرية الشياه القاصية ،  وفرق   تسد  ، والحندكة بالفيلة !

فاوض حزب الأمة المؤتمر الوطني حول نفس هذا البرنامج منذ أواخر العام المنصرم ( أكثر من 9 شهور ) ، وكانت النتيجة صفرا كبيرا !

ما الذي جد ليحمل حزب الأمة على التفاؤل هذه المرة ؟

+  هل شطبت محكمة الجنايات الدولية أمر قبض الرئيس البشير ؟ هل اختفت ملفات الفساد وعماراته الشاخصة وحساباته البنكية ، وعفى الشعب السوداني  عنها ؟

+ هل أوقفت إدارة أوباما ( المجتمع الدولي ؟ ) دعمها للرئيس البشير ؟ هل  تجنب الرئيس المصري محمد مرسي مقابلة الرئيس البشير ( أديس أبابا – 15 يوليو 2012 ) ليسجل معارضته لسياسات الرئيس البشير  ، كما أكد في رسالته للسيد الإمام ، أم أمطره بوابل من القبلات ؟ هل أصر الرئيس البشير على رفضه المغلظ عدم التفاوض السياسي مع الحركة الشعبية الشمالية ، أم قلب 180 درجة ووافق على التفاوض لكي يفتت تحالف كاودا الثوري ويضعف تحالف قوى الإجماع عملا بمبدأ فرق تسد  ؟ لماذا يصر حزب الامة  علي مواصلة الحوار مع من لعنهم الله سبحانه وتعالي في الاية 25 في سورة الرعد :

(  وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ !  وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ‌ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ! وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ ۙ !  أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ‌ ) !

+ هل ظهرت علامات الساعة الكبرى حتى يصدق المؤتمر الوطني في حديثه مع حزب

+ الأمة ، بدلا من بيع التراميج ؟

عندما تكون الإجابة بالإيجاب على كل سؤال من  الأسئلة السبعة  المذكورة أعلاه ، فيمكن لحزب الأمة مواصلة النضمي وطق الحنك مع المؤتمر الوطني وليس قبلها !

4 – مفاوضات الكوديسا !

يحاول حزب الأمة تسويق فكرة الكوديسا التي نجحت في جنوب افريقيا ، كخيار من الخيارات المتاحة لحلحلة المشكلة السودانية ، عن طريق الحوار والمفاوضات ، وبالتي هي أحسن ! ولكن عدة عوامل تشير الى استحالة تطبيق فكرة الكوديسا  ( الحوار ) في السودان ؛ نذكر منها  ستة على سبيل المثال ، كما يلي :

أولا :

رئيس وزراء جنوب افريقيا ، دي كليرك ( الذي قاد مفاوضات الكوديسا  مع مانديلا في ديسمبر  1991 ) لم يكن يحمل أمر قبض على عنقه ، كما الرئيس البشير ؛ كما لم يتهمه شعبه بأنه فاسد  ، وبالتالي يخاف من فتح ملفات الفساد ؟

ثانيا :

عتاة المتنفذين  من  العنصريين البيض الذين كانوا حول دي كليرك لم يكونوا في قائمة مجلس الأمن الخمسينية ، ولم يسرقوا المال العام  ، كما هو الحال مع بعض قادة نظام البشير ؟

ثالثا :

لم يحمل المتنفذين  من  العنصريين البيض الذين كانوا حول دي كليرك أفكارا سياسية خاطئة ،  بل كانت الصورة واضحة أمامهم بحتمية التغيير لمصلحة جنوب افريقيا وأهلها ! بعكس ما يعتقد قادة الإنقاذ في صحيح رؤاهم ؟ يؤمن قادة الإنقاذ أنهم إما أن يبقوا على كرسي السلطة ليحافظوا على بلاد السودان وأهله ، أو الطوفان والجراد والضفادع والقمل والدم !

رابعا :

بعكس قادة جنوب افريقيا البيض ، يؤمن قادة الإنقاذ بأنهم يحملون رايات رسالية أمرهم سبحانه وتعالى بحملها لنصرة الدين ، وأنهم لن يسلموها لأمثال الحسيب النسيب جعفر الصادق الميرغني الذي يعاني من مرض ألوان ولا يفرق بين النيل الأبيض والأزرق ، وبوصلته مقلوبة لا يعرف شمال من جنوب كردفان !

يدعي قادة الانقاذ انهم سوف يستمرون في السلطة (  لكيلا يصير جعفر الصادق الميرغني رئيسأ للجمهورية ) ،  أو أمثاله من الذين لا يفقهون حديثأ  ؟

خامسا :

بعكس قادة جنوب افريقيا البيض ، يؤمن قادة الإنقاذ بأن أكثر من 90%  من الشعب السوداني يؤيدهم ، فمعهم الحزب الإتحادي الديمقراطي ( الأصل ) وطائفة الختمية ، و16 من الأحزاب الصغيرة ، ومعهم ( بالمغتغت ) حزب الأمة وطائفة الأنصار ممثلتين في الأمير عبدالرحمن ؟ يقول قادة الإنقاذ :

السيد الإمام مستشار ابنه الأمير عبدالرحمن !  عنصر الأبوة  يسمح للمستشار بأن ينصح إلى درجة الإقناع ! وينهى النصيحة بصيغة الأمر! وأن عنصر الأبوة لا يعطي للإبن حق عدم الأخذ بالنصيحة أو تنفيذ الأمر ! أو العمل بأمرغير مستحب من الوالد المستشار !

في الثقافة والأعراف السودانية السمحة ، يتفاعل الإبن مع والده على هدى الآية ( سمعنا وأطعنا  ) ! وإلا وقع الإبن في حفرة العقوق  !

وهذا ما نرى عكسه تماما في حالة الأمير عبدالرحمن ،  المطيع لاوامر والده بالانخراط في قافلة الانقاذ  المنتصرة !

سادسا :

بعكس الحالة في جنوب افريقيا عندما كان المؤتمر الوطني الأفريقي متماسكا وعلى قلب رجل واحد ، فإن مكونات ما تبقي من المعارضة السودانية متشاكسة فيما بينها ، ولم تتفق حتى على البرنامج الديمقراطي البديل ( الذي تحفظ عليه تحالف كاودا ) ، ولم تتفق على الدستور البديل ، بالإضافة الى المشاحنات الشخصية بين قادة مكوناتها  !

يقول قادة الإنقاذ :

كيف نسمح لأنفسنا ونحن وطنيين نغير على بلاد السودان ! بأن نسلم المدينة الى رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ؟ بعدها يصل الرئيس البشير وقادة نظامه الى قناعة ثابتة  بأن تربة ومناخ  السودان لا تسمح بغرس فسيلة الكوديسا !

نقطة على السطر !

أقلب الصفحة !

بعدها يستدرك الذي عنده علم من الكتاب قائلأ :

ربما الكوديسا بعد الأطاحة بنظام البشير ، للمصالحة والتوافق الوطني مع الابالسة الذين لم يرتكبوا جرائم جنائية ؟

نواصل ..

 

آراء