للملك سلمان رسالة ثالثة قبل فوات الآوان

 


 

 

قائدنا الميمون الملك سلمان 

السلام عليكم ورحمة الله.
لا يفوت علي انكم بحنكتكم وحكمتكم تعلمون وتحيطون اكثر منا و بفضل الله ، بما يدور بمطنقتنا وخصوصا بدولتكم الرشيدة المملكة العربية السعودية من أخطار ومؤامرات يكاد يعرفها من ليس هو في مقامكم.
ارجو ان أشير الى عاملين هامين يعملان على تفتيت وهدم تماسك الأمة السنية وهي تتعرض لهذه الهجمة الشرسة ، في هذه المرحلة الحرجة جدا والتي نحتاج فيها جميعا لأيدي المسلمين السنة وقلوبها ان تجتمع وتتآلف لتلفى نفسها وتدافع عن شرفها وأرضها ومقدساتها في منطقتنا السنية.
الأمر الأول يا قائد المرحلة، يتمثل في توجيهكم أخوتنا الدعاة السلفيين خصوصا في السودان (لتحسين اسلوب) ولا أقول منهج وصلب دعوتهم ، وان يقللوا من الاسلوب الحاد جدا والمنفر والمشتت للامة والذي صفته المواجهة للاخوة الصوفية ، حيث ما زالت وتيرة التكفير والتنفير والتشريك والتسفيه من الأخوة الدعاة السلفيين ، لكافة المسلمين السنة هناك مهما كان ايمانهم وحتى لو كانوا أكثر توحيدا من اخوتنا السلفيين طالما انهم ليسوا سلفيين ، وفي هذه اللحظة التاريخية ، نحن بالكاد نستطيع أن نلقتط انفاسنا من بين ركام التدمير الشامل الواقع علينا نحن السنة بغض النظر عن اتجاهاتنا ، صوفي ، سلفي ، اخ مسلم ، ولا يفوت على حكمتك ان المرحلة تقتضي الدعوة بالتي هي أحسن ، والتي كان من المفترض ان يتخذها اخوتنا السلفيين بكل اتجاهاتهم بالسودان ، انصار السنة ، واهل السنة والجماعة ، وكل الفئات منذ ان وطئوا ارض السودان في ثلاثينات القرن المنصرم .
اقول تحسين اسلوب الدعوة ، لأن هؤلاء الأخوة يدعون الى الله بكل صلف وجفوة وتسفيه واستفزاز يزيد من نفور الناس حتى للتوحيد نفسه ويسبب الجفوة والغبن ضد كل ما هو سعودي وكل ما هو سلفي بمنظور اخوتنا السلفيين في السودان والذين هم امتداد لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، كما يدعون ، وهذا لعمري سيهدم كل ما بنيته انت بنفسك من تحالف وتآلف ، يفت فيه إل علمان في السودان ومن خلفهم كل الصهيونية ويساعدهم في ذلك اخوتنا الدعاة السلفيين قصدوا أو لم يقصدوا ، وأضيف ان الصوفية في السودان سواء إختلفوا معهم في العقيدة او المذهب أو إئتلفوا فإنهم قد اختاروا ان يكونوا حليفك وظهرك وجيشك وحاشيتك فقط ليحموا معك ديار المسلمين المقدسة لا يريدون منكم تيجان ولا عمران ولا رز ولا إحسان ، فلا تفقدوهم ببعض دعاة اخوتنا السلفيين الجهيرة في القزع واللذع.
هذا الامر يطعن في توجهكم العام في لملمة أهل السنة في حلف واحد بقيادتكم يحجي المنطقة من فيلة أبرهة ومن مناجيق المجوس ومن هجمة الصهيونية والإلحاد.
ظهر بعد زيارة واحد من أئمة الحرم للسودان اخيرا ، دعاة من السلفية نفسها يسيئون للامام السعودي ولزيارته ولمعناها والذي اعتقد انها جاءت في الوقت الصحيح للتقريب بين السنة في المنطقة والذي هو مقصدكم وعظيم امانيكم وما ترمون اليه وما نرمي اليه جميعنا ، وظهر اولئك الشباب الدعاة من السلفية للأسف يسيئون ويكيلون بالمكاييل الثقال لكافة الصوفية وكل أهل السنة الآخرين في السودان ، بل ويسئون للامام نفسه ولكل متوجه منكم يتوجه نحو التقريب مع الصوفية والذين يصفونهم بالكفار والمشركين، والخطير في هذا الامر انهم بذلك يخدمون من حيث يدروا ولا يدرون ، غرض أعدائنا من الملاحدة بيننا ومعهم بقية احلاف الشياطين أعدائنا في تفتييت الأمة ، ولا ابالك أن هؤلاء الاعداء هم أذكى واحصف منا ، إذ إتخذوا هذا الخلاف وليجة لمزيد من الفتن بين السعودية والسودان ومزيدا من احباط النفوس وهذا ايضا يطعن في تماسك الأمة وفي تفتييت حفلكم وفض الناس من حولكم .
أرجو ان تصدر اوامرك الملكية الناجذة بأمر هؤلاء الأخوة الدعاة في السودان بتخفيف وتغيير (أسلوب)، تواصلهم مع الناس وطريقة دعوتهم التي تجانبها الحكمة والموعظة الحسنة.
الأمر الثاني يا قائدنا الملهم المؤيد بالله ، هو لماذا نسمع اصوات الأئمة والدعاة والمشايخ والعلماء خجلى وخفيته في الدعوة للجهاد للدفاع عن النفس وعن أرض الإسلام خصوصا بلادكم المشرفة ؟ وغيرهم من بني علمان يمتلكون نواصي الصحف وجزء كبير من وسائط الاتصال ويدعون للتخذيل والتخبيل عندكم في المملكة وفي بعض دول الخليج ليل نهار ؟ ألم يئن ان تطلقوا مآذننا واصوات علماءنا للنفرة والتحشيد للدفاع عنا كأمة ، أقول هذا وقد كنت متواجدا في بلادكم الحبيبة ورأيت بأم عيني في الثمانينات ايام فورة آل علمان في المملكة كيف انهم قد حاربوا وفتنوا العلماء واسكتوهم ووطأوا رؤوسهم عن الجهر بالحق حتى يساعدوا اعداءنا في هجمتهم الشرسة على المنطقة واحتلالها ايام فتنة الخليج الاولى والثانية وايام فتنة الكويت وحرب العراق ، وقد فتح اسكات العلماء عن تنوير وتوعية الناس ، فتحة كوة ما زلنا ندفع ثمنها غاليا حتى الان وسندفع أكثر لا قدر الله.
جزاك الله خيرا وأيدك الله بنصره.
الرفيع بشير الشفيع
سوداني


rafeibashir@gmail.com

 

آراء