لماذا خسر الهلال ؟

 


 

 


najeebwm@yahoo.com
أن فوكس


خسارة فريق الهلال من الترجي للمرة الثانية وخروجه من البطولة الإفريقية لها أسباب عديدة أبرزها مفهوم إدارة النادي الخاطئ في مسألة اختيار الأجهزة الفنية وخصوصا عندما تتعامل مع قرار الاختيار بشكل قاطع وهنا تظهر القيمة الحقيقة للنواحي الفنية في البطولات الكبيرة مثل بطولة إفريقيا على أداء وأفكار المدربين وذلك من خلال ما يحدث من تجديد وإضافات تؤثر على المستوى وطرق اللعب وأسلوب التنفيذ وتطبيق أسلوب اللعب من مدرب إلى مدرب وهذا ما حدث عندما تمت إقالة مدرب الفريق الصربي ميشو الذي حقق مع الفريق نتائج تعد جيدة إلى حدما. 
المدرب الوطني الفاتح النقر الذي حل بديلاً للمدرب السابق لم ولن يستطع أن يضيف أي شيء للفريق لأنه لا يتعامل مع التكتيكات الهجومية المختلفة ويلعب دائماً بطريقة دفاعية بحتة حتماً  لن تفيد الفريق في مباراة مفصلية عنوانها الفوز ولا شيء غيره وأكد ذلك من خلال حديثه لمراسل قناة الجزيرة الفضائية حيث قال أنه لعب من أجل التعادل في الحصة الأولى وبعد ريع ساعة من بداية الحصة الثانية سيتحول إلى الطريقة الهجومية لحسم اللقاء !!!!  
من أولويات أي مدرب في مثل هذه المباريات المبادرة وتحريك أدواته الهجومية بالضغط الأمامي عن طريق الأطراف لتسجيل هدف مبكر يلخبط به أوراق أصحاب الأرض لأنهم  لن يبادروا بالهجوم وسيعتمدون على المرتدات. 
فريق الهلال خلال أربعة مباريات لم يسجل هجومه غير هدف واحد حيث خسر أمام القطن الكاميروني في الكميرون بهدفين نظيفين وخسر من أنيمبا النيجيري في أم درمان بهدفين مقابل هدف وخسر من الترجي بهدف في أم درمان وأيضاً خسر المباراة الأخيرة في تونس بهدفين دون رد وغادر المنافسة. 
لو استعرضنا خطوط الفريق بدءا من حارس المرمى الدولي المعز محجوب يجيد التعامل مع الكرات الصعبة والانفرادات ولكنه وللأسف الشديد تلج مرماه  كرات سهلة خاصة الكرات العكسية ولو أحصينا عدد الأهداف التي دخلت مرماه ويتحمل مسئوليتها لعرفنا أنه تسبب في خروج الهلال  وفقدانه للعديد من البطولات لعل أهمها بطولة أندية أفريقيا.
خط دفاع الفريق يعد أضعف خطوط الفريق يفتقد إلى الترابط والاتصال الفعال الذي يظهر على أفراد الفريق كوحدة متجانسة ومتناغمة ومتماسكة وتؤثر بشكل مباشر على طريقة اللعب كما يفتقد الفريق إلى القائد المتمكن الذي يعرف يقود هذا الخط ويعرف كيف يتحرك ويتقن التوجيه والتصرف في الوقت الذي يحتاج إلى تدخل أو تعديل أثناء المباراة, في منطقة الدفاع التي كانت أكثر نقاط الضعف في الفريق الأزرق فوضى في التنفيذ ومحاور ارتكاز مسمرين في مواقعهم ولا قيود على انطلاقات الأطراف غير الموقوتة رغم قلتها وطغى عليهم عدم التفاهم وتضييق الخناق على المهاجم يوسف المساكني صاحب الهدفين ذهاباً وإياباً الذي كان متحركاً طوال المباراة في الوقت الذي عانى فيه الوسط الأزرق من الإعياء والأداء العشوائي والتمريرات المقطوعة والأدوار غير الفاعلة في دعم الهجوم ومساندة الدفاع، وافتقد إلى الأداء الجدي، واستمر الأداء هزيلاً والتحركات بطيئة والأدوار بلا إيجابية ولم يكن خط الهجوم أحسن حالاً من بقية الخطوط وكان سادومبا هداف الفريق حملاً وديعاً بين أحضان مدافعي الترجي والمدينة تائها ولم يعرف الدور المطلوب منه  فيما استمر أداء أصحاب الأرض منذ بداية اللقاء سريعاً واتسمت تحركاتهم بالثقة الكبيرة والأدوار المدروسة التي  ساهمت في تأهلهم للنهائي فلم نشاهد عطاء يواكب ما حظي به الفريق الأزرق من دعم ومؤازرة من أنصاره.

التبديل الذي أجراه مدرب الفريق النقر بدخول بشه وتوريه في الحصة الثانية كان متأخراً وعند دخولهما نشط خط الهجوم في الربع ساعة الأخيرة من نهاية اللقاء ولكن .....
كل هذه الأسباب مجتمعة تسببت في استقبال الأهداف وضياع النقاط وخروج الفريق من المنافسة وانكشفت السلبيات وظهور العديد من العيوب الفنية والتكتيكية  في الفريق.
يجب على إدارة نادي الهلال أن تعيد حساباتها من جديد وأن تسرح اللاعبين الكبار في السن الذين قل عطاؤهم بشكل ملحوظ وأصبحوا عالة على الفريق  وتسجيل لاعبين مميزين يصنعون الفارق مع الفريق وأن تختار من الأجهزة الفنية أفضل المدربين وأكثرهم خبرة وجرأة واستعداد للعمل وتحمل المسؤولية خصوصا مع تراجع المستوى الفني بشكل عام وكثرة الإخفاقات التي تحدث دائماً في الأمتار الأخيرة.

 

آراء