لماذا رفض المؤتمر التحضيري؟

 


 

 


manasathuraa@gmail.com

منصات حرة


    . المؤتمر التحضيري لا يتجزأ، ولايمكن للحكومة أن تاخذ ما يتوافق مع سياستها وترفض الباقي، ولم تكن موفقة عندما صرحت على لسان وزير اعلامها، بأنها ترفض أي مبدأ في اتجاه عقد مؤتمر تحضيري في الخارج مع الأحزاب السياسية، وانها وافقت على ان يضم المؤتمر التحضيري في الخارج فقط الجبهة الثورية، والحركات المسلحة، وحزب الأمة، وأضاف بأن لا حجاب بين الحكومة وبين المعارضة في الداخل فلماذا الاستنصار بالخارج..!!


    . من الواضح هناك عدم منطق في هذا الموقف، فكيف ترفض الحكومة لقاء الأحزاب في مؤتمر تحضيري للحوار وتأتي وتقبل بلقاء حزب الأمة، اليس الأمة من الاحزاب المتواجدة أيضا بالداخل، أم ماذا تريد أن تقول الحكومة، ومن الجانب الآخر لماذا يوافق حزب الأمة على لقاءه منفردا دون باقي احزاب المعارضة، هل فعلا هناك إتفاق تم تحت الطاولة، لمشاركة قادمة بين المؤتمر الوطني والأمة، وإلا فلماذا إستثناء الأمة والموافقة على لقاءه..؟!!


    . وهنا سؤال محوري يفرض نفسه وهو : لماذا ترفض الحكومة اللقاء التحضيري للحوار بالخارج، وفي نفس الوقت ترفض خلال جلسات حوار (الوثبة) كل المقترحات التي تتحدث عن (حكومة إنتقالية) وهذا يعني بكل جلاء بأن الحكومة لا تريد حوار وطني حقيقي يصل لنهايات ديمقراطية، وترفض أي تخل عن السلطة حتى ولو عبر حكومة انتقالية، وتريد فقط أن يفضي أي حوار الى (مشاركة) تحت سلطتها، وهذا المبدأ لن تقبل به المعارضة وجماهيرها العريضة، والحكومة تعلم تماماً طريق الحل، وتعرف بأن المعارضة فعلا تسعى لحل جذري للأزمة، ولكن للأسف المؤتمر الوطني لا يريد هذا الحل الجذري، لان هذا الحل سيسحب بساط السلطة من تحت قدميها، وسيعيدها الى المنافسة الديمقراطية وإقناع الجماهير ببرامجها عبر عمل سياسي حقيقي بعيداً عن أجهزة الدولة، واستغلال أموالها والإستقواء بها، وهذا ما تخشاه الحكومة وتريد بكل أسف أن تحافظ عليه بأي ثمن، وبأي وسيلة تبرر هذه الغاية، واذا عرف العجب بطل العجب... ولكن غداً وتحت الضغط، ستعترف الحكومة بفشل حوار(الوثبة) وستوافق على الحوار الوطني الحقيقي، ولكن هذا القبول لن يأتي بسهولة وإنما يحتاج لعمل كبير جداً ومجهود جبار من القوى المعارضة وجماهيرها، ولكن في النهاية سيتحقق الهدف لأن الحق دائما يعلو ولا يعلى عليه...!!

     

    دمتم بود


    الجريدة

 

آراء