لماذا شوارع العاصمة الخرطوم نظيفة ومشجرة والقاهرة شوارعها أنظف وأكثر تشجيراً واخضرارا؟ 

 


 

 

(1) هذا المقال للأسف أوجهه لنفسي أولا قبل الآخرين. دائماً أسال نفسي لماذا نحن خُرُقْ؟ عفواً عزيزي القاريء ،  هذه الكلمة شائعة الاستعمال عندنا بمنطقة بربر وتعنى untidy   . .قبل أسبوع كنت اناقش مع شقيقي د محمد المقيم بجدة "ليش شوارع العاصمة السودانية عندنا ضيقة ، معفرة وغير مرتبة بما فى ذلك حتى الأحياء الحديثة كمنطقة كافوري مثلاً" . قال للاسف المهندسين الأوائل  الذين درسوا على الانجليز عادوا للسودان بنفس نظام هندسة شوارع انجلترا الضيقة. قلت له والله انجلترا رغم صغرها واكتظاظها بالسكان والعمران إنها عامرة بالشوارع العريضة حتى داخل لندن نفسها عداً أكسفورد وريجنت ستريت،  كما تتمتع بالميادين المهولة الخضراء لنزهة وترويح  المواطنين وحتى كلابهم،  و اليوم تجدهم  انتبهوا لأهمية الصداقة مع البيئة وصارت للعجلات الهوائية شوارع خاصة بها كما للأشخاص السيارة  أسوة بالدول الاسكندنافية. أما الإهتمام بالنظافة وسياسة تدوير النفايات فكل دول المجموعة الاروبية قد قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ هذا المشروع الحيوي والمفيد لكل من الإنسان صحياً وإقتصادياً  كما كذلك للبيئة فى نفس الوقت. الآن طبقت هنا سياسة استعمال السيارات الكهربائية والهدف أن ينتهي إستعمال وقود  البترول للسيارات بحلول العام الثلاثين.


(2) الفديو المتداول اليوم عبر اليوتيوب " هو سبب كتابتي لهذا المقال.   لقد نشر حديثا يوضح كيف قضت طالبة مصرية  بجامعة أفريقيا أيام عطلتها فى القاهرة ثم عادت للخرطوم،  فكان بالنسبة لى شخصياً مثيراً للدهشة والإعجاب  والحزن فى نفس الوقت وأنا أقارن ساعتها شوارع العاصمة الخرطوم بشوارع رصيفتها القاهرة! طبعاً لا مجال للمقارنة .  التهنئة " لا مجاملة "  للإخوة المصريين بإخلاصهم فى توفير البنية التحتية للمواطنين والمقيمين فى بلادهم وأيضاً لبلوغهم هذا المستوى الحضاري الرفيع  فى تنسيق شوارع القاهرة والمحافظة على نظافتها ورونقها. الخرطوم الجميلة  أيام زمان تتوسط بلداً  كان أكبر أقطار أفريقيا قبل إحدي عشر عاماً مضت  وتحيطها ثلاثة انهار كبيرة وكان ممكن تكون أجمل مدينة سياحة فى العالم كله وهي تتمتع بهذه اللوحة الفنية الطبيعية الرائعة  التي حباها الله بها. العيب والقصور ليس فى الخرطوم نفسها  بل فينا نحن. الخلل والقصور فينا نحن كمسؤولين عن الأراضي وتخطيط المدن والأحياء والخلل فينا مواطنين لا نعطي المواطنة حقها الفعلي عملياً . الخلل فينا أننا نجيد كثرة الكلام والإنتقاد السالب وننسي عيوب أنفسنا وإخفاقاتها بل فسادها وحتى المحسوبية عند حدود المسؤلية الشخصية أولاً التي عليها تترتب المسؤولية الحقة وثانياً نحو واجبنا الوطني المناط بنا.  نحن فى حاجة ماسة للتغيير والإصلاح الشامل كما تفضل الأخ دكتور أحمد  أدناه بدءاً من البيت وهذا هو دور الأمهات والآباء ثم يأتي دور المعلم ودور الدولة فى وضع وتنفيذ بشفافية ومساواة القوانين والتشريعات الخاصة التى تنظم الحياة كلها لا تترك صغيرة وكبيرة إلا طرقتها. ولمدراء البلديات واجب قومي وانساني وحضاري واقتصادي واجتماعي وسياحي يجب عليهم تجويده وعدم التهاون به كما عليهم الاستفادة بما يجري حولهم من عواصم فاقتنا نموذجا يحتذى ولا عيب فى ذلك. الفيديو المتداول محبط للغاية " شوارع عاصمتنا ضيقة، مهلهلة ، أشجارها القليلة من ورثة الإستعمار الإنجليزي. أما الأوساخ فمن أين تأتي؟ هل تأتي بها الرياح من أبوجا؟. المباني عشوائية تجد عمارة وتحتها بيوت شعبية ! كيف تصدق لمالك العمارة البناء الشاهق وسط حي سكاني متواضع دخل افراده؟. إخوتي الأعزاء، علينا ترك " الوروجة" والبدء فوراً بنطافة أنفسنا، أقصد النظافة بمفهومها الشامل العريض، ولا ننسى ايضاً أن النظافة من الإيمان.


 (3) الضرائب: من  أين نأتي وأين تذهب؟ . أذكر عندما عرضت علينا كمغتربين أرض حي كافوري خلال النصف الاول من الثمانينات كان هناك مبلغ إضافي دفعناه بإسم الخدمات! وإلي يومنا هذا لا اري خدمات يستمتع بها المواطن تساوي تلك الضرائب الباهظة التي يكتوي بها المواطن. المدينة التي أسكن فيها خارج لندن الكبرى ترسل مع كل خطاب تجديد ضريبة البلدية كتيب يوضح بالتفصيل من أين يأتي دخل مجلس البلدية وفى نفس الوقت توضيح الصرف بالمليم أين تذهب كل تلك الميزانية اعني الخدمات الاساسية الواجب توفيرها من قبل الدولة للمواطن وهي تشمل الأمن والطرق والأسرة والتشجير والرعاية الاجتماعية وكبار السن ونظافة المدينة والأحياء….إلخ من متطلبات مجتمع الرفاهية ! دافع الضرائب ينتظر الخدمات يا مسؤلين وطننا الغالي

شكراً لصاحبة الفيديو المتداول

عبدالمنعم


(4) تعليق على الفيديو من زميلي وصديقي دكتور احمد علي سالم من الإمارات العربية:

مساء الخير والجمال

نحن شعب برغم كل الصفات الطيبة التي نتميز بها عن بقية الشعوب الا أننا للأسف ما زلنا شعب فيه كثير من البداوة والتخلف والكسل والاتكالية

كل الدول التي سبقتنا في ركب الحضارة لا أقصد التي اشترتها بفلوسها

لكن دول دمرتها حروب وكوارث وليس لديها ما لدينا من ثروات طبيعية فقط بقدراتها البشرية صنعت حضارة ومستقبل مثال اليابان ماليزيا كوريا الجنوبية سنغافورة وغيرهم

يا دكتور عبدالمنعم  لازم نتعلم ونعلم صغارنا كيف نحافظ على نظافة بيوتنا من الداخل وما حولها ولا نرمي اوساخنا على جيراننا ونحرص على ان الحق العام مقدس من شارع الى مكان العمل ونترك الأنانية والحسد والتباغض وتكون لدينا  رؤية وطنية شاملة

اخوانا المصريين والحق يقال مصر في نظرهم هي "ام الدنيا" وفعلا هم قطعوا شوطا بعيدًا في ركب الحضارة

المهم نحن لازم نتغير حتى نطور من بلدنا والبداية من البيت والتربية

ونبدا بأنفسنا

وأملنا في الله كبير وفي أجيالنا ان يصلح الحال

تحياتي


drabdelmoneim@gmail.com

 

آراء