لماذا صمت علي عثمان؟!!
ضياء الدين بلال
11 July, 2011
11 July, 2011
diaabilal@hotmail.com
الملاحظة التي كانت لافتة للنظر في احتفالات انفصال الجنوب بجوبا، غياب الذين صنعوا اتفاق نيفاشا من جانب المؤتمر الوطني.
لا سيد الخطيب ولا إدريس عبد القادر ولا محمد المختار ولا يحيى حسين، كانوا ضمن الحضور بجوبا. في أهم حدث تاريخي ترتب على اتفاقهم مع الحركة الشعبية بسمبا لودج 2005.
وكنت أتوقع قبل 9 يوليو بيوم أو بعدها بساعات، أن يعقد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه مؤتمراً صحفياً بالخرطوم، طالما تعذر السفر لجوبا لأسباب بروتكولية.
في أحداث أقل أهمية، كانت مؤتمرات طه الصحفية تأتي لتعيد صياغة المواقف وترتب الأولويات وتحدد أجندة القادم.
على الأقل كان من المتوقع أن يطل نائب الرئيس عبر برنامج تلفزيوني أو مقال صحفي ليقدم مرافعة الختام في الدفاع عن نيفاشا.
إذا لم يدافع عن نيفاشا من صنعها، من ترى سيتصدى لهذه المهمة في هذا الوقت الحرج وتحت القصف؟
بان كي مون كتب مقالا وزع على الصحف العالمية والمحلية، الصادق المهدي فعل ذلك ولم يكتف به، بل أم المصلين بمسجد جوبا العتيق وألقى خطبة الوداع نيابة عن الشمال.
نيفاشا الآن لا يدافع عنها سوى صديقي النبيل عادل الباز منذ مانشيت (تبت يد المستحيل) إلى اليوم الذي خرج فيه بمانشيت يقول: (وطن يقف على ناصية الأحلام ويغني).
الغريب جداً بالنسبة لي أن الأستاذ علي عثمان يملك ما يقول، فقد استمعت إليه مراراً في جلسات مباشرة وهو يعرض بنصاعة تعبيرية مدهشة حججا قوية تنفع دوماً في تشكيل خط دفاع عن ذلك الاتفاق.
قد تختلف معها في المسارات أو المآلات ولكنك لا تملك سوى أن تحترمها.
استمعت كثيراً لإدريس عبد القادر كبير مفاوضي الحكومة في لقاءات محدودة العدد في معية عدد من الزملاء، والرجل يمتلك مقدرة مميزة في عرض وجهات النظر الحكومية حول نيفاشا وتطبيقاتها ولكنه شديد الحذر من الإعلام وحريص على تداول الآراء في الغرف المغلقة عديمة النوافذ.
المحاولة الجادة الوحيدة التي اختارت أن تخرج لمواجهة الهجوم على نيفاشا في الهواء الطلق قام بها سيد الخطيب عبر برنامج مراجعات الذي يقدمه الصديق العزيز/ الطاهر حسن التوم، وكانت مرافعة جريئة ذات نزوع هجومي على شانئيها.
ولأن الخطيب رجل مزاجي يفعل مثل تلك الأشياء كإلهام القصيد وهواطل النثر فهو لم يكررها أو يطورها لتصبح خطا سياسيا وإعلاميا منتظما يملك شجاعة القول بأن نيفاشا لم تولد من العدم ولم تهبط من السماء، هي من حسابات الأرض ببواقيها وكسورها وأرقامها الصحيحة. وأنهم استطاعوا الحصول على قدر مغرافهم وبحجم إنائهم وبرضا ومباركة الجميع.
لا يجدي السكوت في مثل هذه المواقف، الدفاع أو الاعتراف، لا بد من مرافعة ختامية لصناع نيفاشا، مرافعة توضح على ماذا بنيت حسابات البيدر وكيف كانت نتائج الحقل و(صافي الغلة). فليس بالإمكان الاختباء من التاريخ داخل أغلفة الصمت!