*كلما ظننا أن دماء الشهداء قد تجد الإنصاف ، وقد تكشف لجنة نبيل أديب عن وجه الحقيقة المغيب ، عن عمد وعن سوء قصد ، نفجع في كل آونة وحين بمعلومة جديدة عن جثة ما في مكان ما ، أو عن صامد أشم حقنوه وتركوه ميتاً ينبض بالحياة وذهب عقله على يد مجرم محترف ولم يترك من آثار الجريمة مايؤدي للقبض عليه ، وكل مايتم بثه ونشره من أحوال المفقودين يشير الى أن البون شاسع بين لجنة نبيل أديب وفواجع الواقع التي تؤكد على أن جريمة فض الإعتصام أكبر من خيال هذه اللجنة التي يصعب عليها أن تسوق القتلة الى المحكمة دع عنك المقصلة ، وشبابنا يمد حبال الصبروهم ينتظرون مصير دماء الشهداء وأسر الشهداء يلوكون الصبر ممزوجاً بالغضب المتسائل : لأجل ماذا ضحى ابناؤنا بدمائهم؟! فهانحن نرى سلحفائية التغيير ، وبطء التحقيق ، والحقائق التي تتعمد جهات نافذة وغير نافذة إخفائها وطلسمة منافذها ، ظناً منهم أن قضية الشهداء ستسقط بالتقادم وهذا مالن يكون. *والأزمات تراوح مكانها .. وهاهو الأستاذ الرشيد سعيد يعقوب الذي عرف بموقفه القوي من الوثيقة الدستورية المعدلة ومناهضته لها ، ولكنه سرعان ماوقع في فخ الجمع بين وظيفتين ، عندما تم تكليفه بأن يكون وكيلاً أول لوزارة الثقافة والإعلام ، ومديراً للتلفزيون القومي ، ونحن في زمان أصحاب الجنسيات المزدوجة والولاء المزدوج والقسم المزدوج ، والوظائف المزدوجة فانهم يهيئوننا لجلسة مزاد أهل السودان في سوق النخاسة الدولي والذي يريدون تصوير أهل السودان على أنهم بأنهم عاجزين عن تقديم شخص سوداني كفؤ لإدارة التلفزيون القومي ، فأحالوه للمواطن الفرنسي الوكيل الأول لوزارة الثقافة ليجمع بين الوظيفتين ولسان حال الرشيد سعيد يقول : أعمل شنو السودان مافيهو أي كفاءة تدير التلفزيون !!علماً بأن الرشيد عندما إختير لبلدية باريس من ضمن قائمة اليسار الموحد ، اختير مستشاراً للشؤون الصحية ، يعني لاثقافة ولا إعلام ، وحارقوا البخور للمعجزة الفرنسية يرددون على طريقة الانقاذ المبادة : الله يعينك ياريس مع تلك الإبتسامة اللزجة ويعبئون أفواههم بالفول المدمس ويقضمون تمرة ..ونحن وقوفاً في صف الخبزوالأزمات تراوح مكانها. *إن قرارأن يجمع الوكيل وظيفتين هو طعنة نجلاء في خاصرة الثورة ، وطعنة اخرى في قلب وزارة الثقافة والاعلام ، فإما أن يكون الوكيل قد إكتشف ان لاعمل لديه يؤديه كوكيل أول للثقافة والإعلام ، فقام بالمكاوشة على التلفزيون كذلك؟ أو أنه رجلاً يحب المكاوشة إبتداءً ؟! إن التلفزيون القومي يمكن ان يقوم بإدارته مئات الكفاءات السودانية الأصيلة ولاتحتاج لمثل هذا التكالب على الوظائف بهذه الطريقة القبيحة ، فليعكف الوكيل مع وزيره ليبحثوا في ازمات الثقافة والإعلام إن كان لديهم مايقدمونه فإن الثورة قامت من أجل التغيير الشامل وليس لإستبدال تمكيناً بتمكين ..فليعد الرشيد الى وزارته أو بلده ، وسؤالنا لماذا يجمع الرشيد سعيد بين وظيفتين؟!..وسلام ياااااااااوطن. سلام يا على الذين صادروا الصحف أن لايفسدوا علينا ثورتنا الماجدة ، الحفاظ على عدم تشريد الصحفيين مقدم على مصادرة الصحف والقنوات ، حس الثورة يقول : ان الثورة قادرة على ضم الصحف الى صفها والقنوات كذلك ، ولا نامت أعين أعداء الثورة..وسلام يا.. الجريدة الخميس 9/يناير 2020