لمصلحة من يحارب السودانيون بعضهم بعضا فى الغربة الصعبة !

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

حكاية تعالى الصفوة والنخبة السودانية فى فرنسا ! لمصلحة من يحارب السودانيون بعضهم بعضا فى الغربة الصعبة !
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
تزدهر الأمم وتتطور بنبوغ أبنائها المميزين والمتفوقين فى كافة المجالات أصحاب العطاء والوفاء الذى هو بلا حدود [ من عرف كثيرا غفر كثيرا ]
( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) { العلماء ورثة الأنبياء } { من تواضع لله رفعه } لقد فهم اللبنانيون هذا الأدب ونتيجة لوضع لبنان الخاص كانوا هم أول الجاليات المهاجرة إلى الغرب والأمريكتين ثم تبعهم الشوام فلا غرو إن صار كارلوس منعم رئيسا للأرجنتين وهو من أصل شامى واليوم الرئيس البرازيلى من أصل لبنانى هكذا تفوق الشوام بفضل جهدهم وإجتهادهم وإندماجهم فى المجتمعات التى هاجروا إليها سواء كان فى أمريكا الجنوبيه أو أوربا أو أسيا .
على عكسنا نحن تماما وكما قال الراحل المقيم البروف عبد الله الطيب : ( نحن معشر السودانيون حسد دفر ) جئت فرنسا فى أواخر التسعينات وبحثت عن السودانيين قيل لى اذهب إلى النافورة فى شاتليه تجدهم جلوسا هناك وبالفعل تعرفت على عدد لا بأس منهم وجلهم من الشباب الوحيد الذى تعرفت عليه من الصفوة هو المبدع الرائع د . عبد الله { بولا } وكان لصيقا بقضايا اللاجئين وكان يساعد المنتمين لليسار لتوفيق أوضاعهم .
ذهبت إلى معهد العالم العربى بحثا عن النخبة والصفوة ولم أجد ضالتى سمعت عن الراحل المقيم الأديب والشاعر المجيد صلاح أحمد إبراهيم لكنى لم أقابله أو ألتقيه فى فرنسا كثر هم حملة الدكتوراة والأطباء المميزين ورجال الأعمال لكن لو سألت ما علاقتهم باللاجئين وصلتهم وإتصالهم بهم تصاب بالحزن والألم هم يعيشون فى بروج عاجية ممنوعة من الإقتراب والتصوير ثم لو سألت ما مدى إقترابهم من اللاجئين وتقديم خبراتهم وتجاربهم ؟ تجد العجب العجاب بعض الصفوة تميزوا بغزوهم لأحزاب اليسار وتصدروه فى إنتخاباته وشغلوا مناصب لا بأس بها لكنهم وظفوها للحرب على الناجحين والبارزين فى مجال الإعلام وأنا شخصيا كنت أحد الضحايا فى قناة فرنسا24 فى أيامها الأولى كنت ضيفا دائما فى برنامجى الزميل التونسى توفيق مجيد [ وجها لوجه ] و[نقاش ] وفجأة صارت تحاك المؤامرات بليل فصار محرما وجودى فى قناة فرنسا24 وأخيرا أخبرنى الصديق والزميل الصادق يوسف والذى كان زبونا دائما لهذه القناة أن المؤامرات طالته نتيجة للمنافسة الحزبية والسياسية من حقنا أن نسأل لمصلحة من نحارب حربا قذرة ومن من ؟ من سودانيين صفوة خدمناهم ووقفنا معهم وخسرنا صداقاتنا مع إعلاميين لبنانيين كبار من أجل هؤلاء الذين كتبنا عنهم أروع المقالات وفى الدوائر الفرنسية ذكرناهم بخير وأشدنا بهم فكان ردهم طعنات نجلاء فى الظهر من حقنا أن نسأل لمصلحة من تستمر هذه الحرب القذرة التى تحاك بليل فى الخفاء؟ بينما كان يجب أن نتعاون ونتفاهم ونتفاكر فى كيفية التصدى للنظام الفاشستى الإستبدادى فى السودان وفضحه إعلاميا وصحفيا ونوحد جهودنا فى هذا الصدد ونرمى من قوس واحد .
قلت للصديق الشفيع ممثل الحركة فى باريس لماذا لا تنظم لقاءات للفريق مالك عقار وياسر عرمان مع هؤلاء الشباب اللاجئين المتواجدين فى لاشابيل حتى يتعرفوا على مشاكلهم ويعملوا على حلها ويساعدوهم فى تذليل الصعاب التى تواجهم؟ قال لى الشفيع أنا هنا متواجد يوميا وحاولت كثيرا مع هؤلاء الشباب لكنهم يهربون منا فماذا نفعل ؟
معلوم ومعروف أن السفير السودانى ممثل لرأس الدولة فى البلد الذى يقيم فيه وبالتالى فهو خادم للشعب السودانى ولكن الواقع بخلاف ذلك تماما عندما يزور وزير أو أحد كبار المسؤولين باريس يقيم السفير حفل غداء أو عشاء إحتفاءا بقدومه وهنا تجرى السفارة إتصالاتها الهاتفية بالمحاسيب من ابناء الجاليه السودانية والإعلاميين المحسوبين على النظام أما اللاجئين حرام عليهم مثل هذه الدعوات هى فقط لاهل النطام تقام الوجبات الفاخرة والصرف البزخى من حر مال الشعب السودانى بينما اللاجئون لا بواكى لهم لأنهم أعداء للنظام والسفارة سفارة النظام وليس الشعب السودانى .
عندما يأتى شهر رمضان يكون دور الصفوة بعضهم يأتى يوميا بالإفطار لمشاركة اللاجئين وأشهرهم الصديق الأستاذ / صلاح عبد الرحمن والذى يدفع من حر ماله مساهمته فى تجهيز الإفطار وكذلك الأستاذ / عمر التيجانى و الأخوة محمد صلاح وطارق صلاح وجمال صلاح عرفوا بالكرم محمد صلاح إعتاد أن يفتح منزله فى رمضان ليدعو الناس مشاركته الإفطار وهذا يحمد له وكنا نتمنى المقتدرين من الصفوة أن يحذوا حذوه .
وأن ينزلوا من بروجهم العاجية وفيللهم الفاخرة ليقتربوا من هؤلاء الشباب ليس المطلوب منهم إستضافتهم إنما تقديم خبراتهم وتجاربهم ونصائحهم أذكر تماما فى أواخر 2005 كنت أزور شباب اللاجئين فى مدينة [Melun] وأجلس معهم وأنصحهم قائلا : عليكم بإجادة اللغة الفرنسية هى مفتاح نجاحكم ركزوا على اللغة البقية تأتى الورق يجئ رخصة السيارة تجئ العروس تجئ الحاجة الوحيدة التى لا تأتى لوحدها هى اللغة عليكم بها وبالفعل عمل بعضهم بالنصيحة وأصبح مترجما يترجم لزملائه اللاجئين فى الدوائر الرسمية أيها الصفوة إن اللاجئين بشر من لحم ودم هم أهلنا وأولادنا وفى حاجة ماسة لدعمنا ومساعدتنا خاصة نحن فى بلد من شعاراته الإخاء والمساواة يجب أن نتساوى معهم فى محنتهم دون تكبر أو إزدراء أو إفتخار وكلنا من تراب وإلى تراب نعود وهل يفتخرالتراب على التراب ؟
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
رئيس منظمة ( لا للإرهاب الأوربية )

 

elmugamarosman@gmail.com

 

آراء