لمن تدق الأجراس ؟

 


 

ثروت قاسم
14 August, 2012

 






ثلاثة مواعيد مفصلية ، وبعدها الطوفان ؟ صراع  البرامج بين مكونات المعارضة  السياسية والمسلحة ! تفتيت حركة السيسي؟


Tharwat20042004@yahoo.com

1 -  الموقف العام !

اليوم الأربعاء  15 أغسطس 2012 ، يمكن أن نختزل الموقف السياسي العام في نقطتين   ، كما يلي :

+  ثلاثة مواعيد مفصلية !

+  صراع البرامج  والرؤى !



النقطة الأولى : 
2-     ثلاثة مواعيد مفصلية !

يمكن تحديد ثلاثة مواعيد مفصلية كما يلي :
+ يوم الثلاثاء 28 اغسطس 2012!
+ يوم الأحد 2 سبتمبر 2012 !
+ يوم   السبت  22 سبتمبر 2012 !
دعنا نفصل ونوضح  كل واحد من هذه المواعيد ادناه :
3    -   يوم الثلاثاء 28 أغسطس 2012!
في هذا اليوم سوف يقدم مبيكي مسودة توفيقية أولية لإتفاقية سلام شامل ( نيفاشا 2 ) بين دولتي السودان ، ومسودة اتفاقية توفيقية  ثانية لسلام شامل بين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية ، حسب بنود قرار مجلس الأمن 2046 !
استعمل مبيكي المعيار العشوائي ( اجمع واقسم على 2 ) في اعداد مسودتي الإتفاقيتين ، بعد فشل الأطراف في التوصل لإتفاق نهائي مقبول لكافة الأطراف بحلول يوم الخميس 2 أغسطس 2012، حسب قرار مجلس الأمن 2046  !
سوف يستعمل مبيكي مع الاطراف الثلاثة المتشاكسة  ، سياسة لي الأذرع ، ومعادلة ( خذه كما هو ، أو أتركه ) !
وعلى كل طرف لم يأخذ الإتفاق التوافقي ويقبل به ،  تحمل تبعات قراره من عقوبات مجلس الأمن تحت الفصل السابع البند 41 (عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ) ، وليس البند 42 الذي يخول مجلس الأمن التدخل العسكري في الدولة المشاكسة !
4  -  يوم الأحد 2 سبتمبر 2012 !
سوف يجتمع مجلس الأمن لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول النتيجة النهائية للمفاوضات ( أديس أبابا – يوم  الثلاثاء 28 أغسطس 2012 )  بين الأطراف الثلاثة المتشاكسة ( دولتي السودان والحركة الشعبية الشمالية ) ، المذكورة اعلاه ! سيقدم الأمين العام توصياته إما بتمديد فترة المفاوضات ( وهو الخيار الأكثر احتمالا) أو بتوقيع عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على طرف أو أكثر من  الأطراف الثلاثة المعنية !
5  -  يوم السبت  22 سبتمبر 2012 !
سوف يجتمع الرئيسان البشير وسلفاكير في أديس أبابا لدراسة مسودة اتفاق توفيقي يعده مبيكي للحل النهائي لملف أبيي في حال لم يتوصل الطرفان  لإتفاق حوله قبل ذلك الموعد!
كما سيناقش الرئيسان أي ملفات عالقة أخرى !
في هذا السياق يمكن التذكير بأمرين  :
•    الأمر  الأول ،  تصريح وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين ( الخرطوم – الأحد 12 أغسطس 2012 ) بأن نظام البشير لن يفرط في شبر من المناطق الحدودية العشر المتنازع عليها مع دولة الجنوب !
هل هذا التصريح تصريح هوائي لذر الرماد في عيون قبيلة المسيرية وقبائل التماس السودانية الأخرى ، أم تصريح يعكس سياسة ثابتة  لنظام البشير!
يفهم اللبيب الرد علي هذا السؤال !



•    الامر الثاني ،  ومصداقا لمتلازمة التذاكي الشعبية ، حاول دينق ألور أن يتذاكى على مسيرية  أبيي  بأن صرح  ( الأحد 29 يوليو 2012 ) بأن دينكا شمال بحر الغزال ، ودينكا واراب لن يسمح لهم بالمشاركة في استفتاء أبيي لأنهم رحل !  وأضاف على استحياء ...  ومسيرية أبيي !
ومعروف حتى لسائق الفيات أن عدم مشاركة مسيرية أبيي في استفتاء أبيي يمثل كلمة الدلع لضم أبيي لدولة الجنوب !

محاولة دينق ألور التذاكي المكشوف على مسيرية أبيي  ، الذين يحملون عقولا في رؤسهم ، سوف ترتد الى نحره ، ولن يحيق المكر السيء إلا بأهله  !
لا يمانع دينق ألور في بيع مسيرية  أبيي  الذين أكل معهم الملح والملاح !
الأمر المحير صمت مسيرية  أبيي  القبوري، رغم أن وجودهم  في هذه الحياة الدنيا على المحك ، وتتم مناقشته في أديس أبابا ، وهم  نائمون في العسل !

النقطة الثانية  :
6 – صراع البرامج  والرؤى !
قال قائل ببدء صراع  البرامج  والرؤى بين مكونات المعارضة السياسية والمسلحة ، في انتظار ما ستتمخض عنه  المفاوضات حول قرار مجلس الأمن 2046 !
حاليا، برامج المعارضة لا تعدو أن تكون برامج ( ظل ) الى أن ينقشع السحاب عن نتائج  قرار مجلس الأمن 2046 !
هناك ثلاثة مجموعات متشاكسة تحمل برامج  وخطط  متدابرة عن كيفية الوصول الى الهدف المشترك بينهم جميعا... وهو الإطاحة بنظام البشير الإستبدادي !
+ المجموعة الأولي ( حزب الأمة ) !
+ المجموعة الثانية ( تحالف كاودا ) !
+ المجموعة الثالثة ( بقية مكونات تحالف قوى الإجماع الوطني ) !
دعنا نستعرض برامج كل مجموعة على حدة  :
أولا :
7 -  المجموعة الأولى  ( حزب الأمة )  !

تدعو المجموعة الأولى لعقد مؤتمر السلام السوداني ، الذي يشارك فيه الجميع ( نظام البشير والحركات الحاملة للسلاح  )،   للوصول عن طريق الحوار وطق الحنك  السلمي ، الى البرنامج الديمقراطي البديل ! كما في نموذج الكوديسا في جنوب افريقيا !
تقول هذه المجموعة أن السودان أمام خيارين  :
•     إما إتفاق سلام شامل وعادل وتحول ديمقراطي كامل في اطار مؤتمر السلام السوداني ،

•    وإما إستقطاب حاد ومفتوح علي كل الاحتمالات  ، بين الشعب وجلاديه !

في هذا السياق دعا السيد الإمام السودانيين للإتفاق على يوم أطلق عليه ( يوم مولد السودان الجديد ) ؛ طالب بالخروج فيه للسوح  العامة للإعتصام والتظاهر السلمي لإحداث التغيير في بلاد السودان عبر القوة الناعمة !

كما وجه السيد الإمام نداءً للشباب ، قائلا :

( من أراد التغيير فليأت إلينا ، نجمع صفوفنا ، يربطنا خيط ويقطعنا سيف ، ودريبات القش ما معانا )!

وقال ان إستمرار نظام البشير بسياساته الحالية سيقود بلاد السودان للتمزق والتفكيك ! ورفض بشدة أي اتفاق  ثنائي بين حزب الأمة ونظام البشير  الآيل للسقوط !
ثانيا :
8 -   المجموعة الثانية  ( تحالف كاودا الثوري ) !
تركز المجموعة الثانية على المقاومة المسلحة ، للإطاحة بنظام البشير عسكريا ،  كما في نموذجي زنجبار وليبيا ! كما دعاها الرئيس البشير لذلك ، وبعد أن يئست من الوصول لتفاهمات سياسية معه !
ولا تستبعد هذه المجموعة المزاوجة بين المقاومة المسلحة والمقاومة السلمية  للإطاحة بنظام البشير!
9 -  مذكرة تفاهم ؟
في هذا السياق  نشيد  بمذكرة تفاهم تم توقيعها ( كمبالا – الأحد 5 اغسطس 2012 ) بين حركة/ جيش تحرير السودان وحزب الأمة القومي لبناء مشروع وطني لإحداث التغيير الشامل المنشود، من خلال ( الحوار)  ! واستثنت مذكرة التفاهم الكفاح المسلح لبناء المشروع الوطني !

هذه خطوة اختراقية مباركة يشكر عليها طرفي المذكرة ، ونتمنى أن تتبعها الخطوة المنطقية التالية وهي ابرام مذكرة تفاهم مماثلة بين تحالف قوى الإجماع وتحالف كاودا ، ملزمة لمكونات التحالفين !

10 – ورجغة هوائية ؟
وفي ذات الوقت  ندين  الورجغة الهوائية  التي أثارها  بعض متنفذي تحالف كاودا الثوري  ضد السيد الإمام واتهموه بفرض وصايا  عليهم ، مع أنه لم يزد على أن أبدى وجهة نظر حزب الأمة  (  المعروفة سلفا  ) ، ورحب بنقدها ، وطلب من الجميع تصويبها وتحسينها ! ولم يتهم حركات تحالف كاودا بأنهم يفرضون وصايا على حزب الأمة بإبدائهم  لوجهة نظرهم المدابرة لوجهة نظره !
يمكن لمتنفذي تحالف كاودا  أن يتذكروا مقولة تشرشل الشهيرة :
(  لا أملك ترف  أن يكون لي أكثر من عدو واحد في أي وقت محدد )  !
وأن يقابلوا سماحة السيد الإمام بمثلها ، مع الإقرار بالفروقات الفكرية والأخلاقية والثقافية  !

بعض مكونات تحالف كاودا عجزعن الفعل الفاعل لدرجة أصبحت شتيمة  السيد الإمام واحدة  من أهم مهامهم الثورية !

كل من يواجه أزمة يريد الغلوشة عليها ،  يرفع صوته ليشتم السيد الإمام ! صارالسيد الإمام  ملطشة بعض مكونات تحالف كاودا ؟ ماذا هم فاعلون مع نظام البشير ، إذا اختفت الملطشة (  حزب الأمة والسيد الإمام ) ؟

11 – إذا أتتك مذمتي من قائد ؟ 

وممن تأتي مذمة السيد الإمام ؟ 

+  من سعادة القائد أبوالقاسم حاج ، الذي كان واليا من ولاة الإنقاذ ؟ والذي لا تملك حركته ( حركة عبدالواحد ) على أي وجود عسكري فاعل في دارفور ، يسوغ له التركيز الحصري على المقاومة المسلحة !

+ وتأتي مذمة السيد الإمام من القائد جبريل آدم بلال الذي تخصص في شتيمة السيد الإمام ، ونسي  القائد بخيت عبد الله عبد الكريم دبجو، الذي صفّر عسكريا حركة العدل والمساواة ، مما  يجعل التركيز الحصري على المقاومة المسلحة غير مجد، إذ أصبحت حركته اباطها والنجم ، كما يقول دبجو !

كلمة أخيرة  ... يجب أن لا يبخس تحالف كاودا الناس أشياءهم ، وأن يحترم وجهة نظر السيد الإمام ، ويدحضها فكريا وليس بذائيا وردحيا   !

كما يجب عليه أن يقدر للقائد ياسر عرمان مجهوداته الثنائية مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية والوطنية ! فهو حصان جامح وسط حصين تحالف كاودا النائمة ! والنتيجة النهائية معروفة لأي لبيب !

12 -  الخطر المحدق بتحالف كاودا ؟
الخطر المحدق بتحالف كاودا ليس من السيد الإمام ، ولا من حزب الأمة ، ولا من تحالف قوى الإجماع الوطني ، ولا من نظام البشير المتهالك  !
الخطر المحدق بتحالف كاودا مصدره نظام سلفاكير !
في سبيل الوصول الى اتفاقات مع نظام البشير حول القضايا العالقة ، يمكن للرئيس سلفاكير بيع تحالف كاودا في سوق النخاسة الدولي !
+   ألم يوعد الرئيس سلفاكير الرئيس البشير بأنه  سيلين مواقف الحركة الشعبية الشمالية ويجرها على القاطرة ، اذا وافق الرئيس البشير على مطالبه ؟
وهذه هي سياسة الأشقاء في الجنوب المستدامة ... بيع الحلفاء والشركاء ؟
+  في هذا السياق  ،  نذكّر أن  الحركة الشعبية الجنوبية قد باعت ، في زمن غابر ، التجمع الوطني الديمقراطي وفاوضت ( ثنائيا )  نظام البشير  ووقعت معه ( ثنائيا ) اتفاقية السلام الشامل في 9 يناير 2005 !
+  كما  أن الحركة الشعبية الجنوبية  قد باعت  تحالف جوبا ( تحالف قوى الإجماع الوطني ) وعقدت صفقة  ثنائية مع نظام البشير ( 24 ديسمبر 2010 ) ، وافق بموجبها نظام البشير على تمرير قانون الإستفتاء المعيب في المجلس التشريعي القومي ، مقابل صهينة الحركة الشعبية الجنوبية عن  تعديل  نظام البشير لبقية القوانين الخاصة بالتحول الديمقراطي والحريات العامة !

13 -  تداعيات  الإختلاف !



نختم هذه النقطة  الثانية ( صراع البرامج  )  ونقول أن  الإختلاف  بل التشاكس بين مكونات المعارضة السياسية والمسلحة ،  قد انعكس  بالسلب ، على الموقف السياسي العام ، وكان  له  عدة  تداعيات ، نختزل سبعة  منها أدناه :
أولا :  
+ ضعف الحماس بل اللامبالاة من قبل نظام البشير ومكونات المعارضة السياسية والحاملة للسلاح لمبادرة حزب الأمة بخصوص عقد مؤتمر السلام السوداني ؛
ثانيا :
+ عدم توقيع تحالف كاودا على البرنامج الديمقراطي البديل ؛
ثالثا :
+ عدم اتفاق مكونات تحالف قوى الإجماع  على البرنامج الدستوري البديل ؛
رابعا : 
+  الإنفلاتات الأمنية في دارفور خلال شهر رمضان 2012 ؛
خامسا :
+  اطلالة الجنجويد برأسهم مرة أخرى في نيالا وكتم وكساب في دارفور ( يوليو وأغسطس 2012 ) ، خصوصا بعد مقتل معتمد الواحة ( العربي ؟ ) ؛
سادسا :
+  الإنشقاق  الزلزالي في حركة العدل والمساواة ( الأربعاء 1 أغسطس 2012 )  !
سابعا :
+  الإنشقاقات الزلزالية في حركة السيسي  ،  آخرها هجوم  مجموعة مسلحة  في حركة السيسي ( يوم الأثنين  13 أغسطس 2012 )  علي   مقر السلطة الإقليمية  بالفاشر واعتقال وزير الشباب والرياضة بالسلطة الإقليمية السيد  حسين عبدالرحمن درجال ، من داخل مبانى الوزارة ، ومعه عدد من الموظفين !  كما أحدثت المجموعة المسلحة خرابا فى ممتلكات ومبانى السلطة الإقليمية!
اشتكت المجموعة المسلحة من (  الجوع )  ؛ إذ لم يتم استيعابهم في الجيش السوداني حسب اتفاقية السيسي – البشير ، وصاروا بدون موارد مالية طيلة السنة المنصرمة !
وسوف تتوالى هذه الإنشقاقات والتفلتات الأمنية من عناصر حركة السيسي المفتفتة لرفض نظام البشير تفعيل اتفاقية السيسي – البشير !
نواصل مع المجموعة الثالثة في حلقة قادمة ...

 

آراء