لمن كن صغار
عواطف عبداللطيف
14 April, 2022
14 April, 2022
لم تكن الاستعدادات لشهر رمضان الفضيل إلا دروس تربوية تعليمية اجتماعية للصغار والكبار وهي من صميم قيم اهلنا .. ما أن ينتصف شهر شعبان وإلا تتعطر الاجواء بروائح صناعة " الحلو مر " ونحن نعدد البيوت التي بدات في عواسة الابري وكأنها ضمن حصص الحفظ المدرسية .. فهذا بيت آمنه بدأ وبعده حبوبة فاطمة وهكذا نتقافز من دار لاخرى وقطفة من " طرقة " حارة من طرف صاج العواسة او ربما جرعة من المشروب المحلى بالسكر والمعتق بالقرفة والزنجبيل والبلح المصفي والكركدي المسحون .. وقبل ان يغادر شهر شعبان نكون في تسابق وبحيوية لاحاطة احدى ساحات الحي بالطوب الاحمر في شكل مصلاية ضخمة تسع لكل رجال الحي وعابري السبيل ونمعن في ردمها بالرمال الحمراء ورشها بالماء كل عصرية ..
وما ان يطل الشهر الفضيل تكون تلك الساحات لافطار الرجال والاولاد وعابري الطريق والكل يتسابق لحمل صواني القراصة والعصيدة وجرادل مشروبات رمضان المثلجة وترامس الشاي والقهوة .. وقد جرت العادة ان تلزم البنات امهاتهن بالبيوت لتناول الافطار في اول درس غير منطوق .. في حين لا تخلوا الشوارع منهن وهن يحملن صحن من بيت لأخر مما لذ وطاب فالدرس الثاني هو الجود من الموجود حيث تحرص الامهات بان تتذوق جاراتهن طعامهن ويشاركن بعضهن البعض مما طبخن .. يتناول الاباء والصبيان طعام الافطار والشاي والقهوة واداء صلاة التراويح في تلك الساحات " التبروكية " وهي سانحة ايضا لافطار كل عابري الطريق او الزائرين اللذين داهمهم دخول وقت الافطار وهم في منتصف الطريق .. واهم درس في تلك التجمعات الرمضانية هي الاندماج المجتمعي الثقافي وتبادل المعارف الغذائية لافراد ربما من اقاصي السودان مترامي الاطراف وقبل هذا وذاك هي سانحة لميسوري الحال ليجودوا باطايب الطعام لجيرانهم ممن يلتحفون الكفاف .. فالكل يتناول مما يشتهي من لحوم او فراخ او تقلية قد لا تكون قد دخلت ضمن مطبخ البعض والذي لا يتعدي مكنوناته عصيدة الذرة ومرق خالي من اللحوم وتوابعها .. في الوقت الذي تنشغل البنات بمساعدة امهاتهن وغسل الاواني يتسامر الاباء والصبيان ولا تخلوا جلسات الافطار هذه من القفشات والدروس الدينية والمثاقفة المجتمعية وسط لهو الصغار والانتظام وسط صفوف المصلين كيفما كان ..
افطار الشوارع عرفه السودانيين منذ قديم الزمان وقبل ان تنتشر الخيم الرمضانية وما زالت العادة مستمرة وبعفوية واريحية رغم الظروف الاقتصادية الضاغطة لذلك غير مستغرب ان نجد ان كثير من السودانيين بدول الاغتراب قد حملوا معهم هذا الارث الذي يربطهم بقيم التازر والترابط وافراغ الحنين للوطن والجود من الموجود .. ورمضان كريم ربي يرفع البلاء والابتلاء ويعم الخير الامن والامان ..
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatufderar1@gmail.com
وما ان يطل الشهر الفضيل تكون تلك الساحات لافطار الرجال والاولاد وعابري الطريق والكل يتسابق لحمل صواني القراصة والعصيدة وجرادل مشروبات رمضان المثلجة وترامس الشاي والقهوة .. وقد جرت العادة ان تلزم البنات امهاتهن بالبيوت لتناول الافطار في اول درس غير منطوق .. في حين لا تخلوا الشوارع منهن وهن يحملن صحن من بيت لأخر مما لذ وطاب فالدرس الثاني هو الجود من الموجود حيث تحرص الامهات بان تتذوق جاراتهن طعامهن ويشاركن بعضهن البعض مما طبخن .. يتناول الاباء والصبيان طعام الافطار والشاي والقهوة واداء صلاة التراويح في تلك الساحات " التبروكية " وهي سانحة ايضا لافطار كل عابري الطريق او الزائرين اللذين داهمهم دخول وقت الافطار وهم في منتصف الطريق .. واهم درس في تلك التجمعات الرمضانية هي الاندماج المجتمعي الثقافي وتبادل المعارف الغذائية لافراد ربما من اقاصي السودان مترامي الاطراف وقبل هذا وذاك هي سانحة لميسوري الحال ليجودوا باطايب الطعام لجيرانهم ممن يلتحفون الكفاف .. فالكل يتناول مما يشتهي من لحوم او فراخ او تقلية قد لا تكون قد دخلت ضمن مطبخ البعض والذي لا يتعدي مكنوناته عصيدة الذرة ومرق خالي من اللحوم وتوابعها .. في الوقت الذي تنشغل البنات بمساعدة امهاتهن وغسل الاواني يتسامر الاباء والصبيان ولا تخلوا جلسات الافطار هذه من القفشات والدروس الدينية والمثاقفة المجتمعية وسط لهو الصغار والانتظام وسط صفوف المصلين كيفما كان ..
افطار الشوارع عرفه السودانيين منذ قديم الزمان وقبل ان تنتشر الخيم الرمضانية وما زالت العادة مستمرة وبعفوية واريحية رغم الظروف الاقتصادية الضاغطة لذلك غير مستغرب ان نجد ان كثير من السودانيين بدول الاغتراب قد حملوا معهم هذا الارث الذي يربطهم بقيم التازر والترابط وافراغ الحنين للوطن والجود من الموجود .. ورمضان كريم ربي يرفع البلاء والابتلاء ويعم الخير الامن والامان ..
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatufderar1@gmail.com