لمن نشهر سيوفنا ونقاتل في هذه المرحلة

 


 

 

باق أنت يا شعبي وأعمار الطغاة قصار
عند ما يصل بنا الظلم والفوضى الممنهجة والتقتيل العشوائي للشباب وبيع الساسة طموحات شعبنا بالقليل من مغانم الدنيا ويتربع على قيادة البلاد السفهاء والقتلة وقطاع الطرق وحفنة من العملاء والاكلين بكل مائدة هنا نقول لهم لقد (َبلغ السَّيْلُ الزُّبَى) والغضب وصل منا مرحلة حشرجت الروح وضاق فضاء واضحت الحياة لا تسوي جناح بعوضة والروح رخيضه أمام أسترد الكرامة وحماية العرض والمال والعيش الشريف ونيل الحقوق من الحاكم
أعلموا أيها المتربعون في سدة السلطة أننا لن نجعل الغضب المكتوم بنفوسنا أن يتحول إلى اكتئاب وقلق، ويقول سيدنا العارف بالله له الرحمة سفيان الثوري (يأتي على الناس زمان تموت القلوب، وتحيى الأبدان) لا أظن هذا هو الزمن الذي تحدث عنه لأننا نعيش حقبة ينشط فيها شبابنا لمناصرة الحق وإسقاط الظلم بل يستشهدون بكل بسالة أمام الطغاة والظالمين
ولقد أدتِ المشكلات التي نعانيها إلى هشاشة الدولة، وتصدُّرنا قوائم الدول الفاشلة، التي تصدر سنوياً؛ وهي الدول العاجزة عن القيام بوظائف الإدارة والحكم، وفرض السيادة، والتي تعاني مشكلاتٍ بنيوية أو خللاً في شرعية الحكم أو مشكلاتٍ أمنية وسياسية واقتصادية يصعب حلها، ونتيجة لتراجع دور الدولة وعجزها عن القيام بواجباتها، ظهرت هؤلاء اللصوص والقتلة علي سطح الحياة العامة و الجديد محاولات زعماء قبائل أن يفرضوا سلطتهم القبلية علي الدولة وما نحن نعيش في عصر سقطت فيه سلطة القبيلة الي الابد والتي لا تمتلك أهدافاً سياسية أو اقتصادية أو أيديولوجية، وتحاول تحقيق أهدافها عن طريق اللجوء إلى العنف، وتشكِّل خطراً حقيقياً على تقويض الأمن الداخلي، وتهديد الاستقرار ونجد الرسميين في صمت بل نقولها بسبات عميق لا يحركون ساكن لأنهم من خلال هذه الأوضاع يستطيعون سرقة كل شيء وتهريب الذهب وموارد البلاد لكي يجمعوا الثروة التي تحقق لهم مزيدا من الهيمنة علينا
لن ننسى شهداءنا الأبرار ولا نفرط في القصاص لهم ولن نقبل أي مساومة في الجرائم هذه التي تمت بأيدي جهاز الأمن الشعبي هو الجهاز السري لحزب المؤتمر الوطني، وفلول الكيزان
تعاقب على رئاسة جهاز الأمن الشعبي عدد من الكيزان المتشددين منهم كمال عبداللطيف، والرشيد فقيري، وعماد حسين، وطارق حمزة، وعبدالله إدريس وآخرين لا أود أيراد الأسماء هؤلاء جميعهم هم الذين تقطر ايديهم من دماء الشهداء من الطلاب والثوار المعارضين لنظام الجبهة الإسلامية
كانت والى يومنا هذا الجهاز مهمة الاساسية هي ترويع بل تصفية الخصوم السياسيين الذين يعارضون سياسات المؤتمر الوطني وكتائب الظل التي أسسها علي عثمان محمد طه فصيل ما هي الا فصائل جهاز الأمن الشعبي، وهي التي شاركت، بل كان لها القدح المُعلى في مجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 أمام القيادة العامة، وخلال انتفاضة سبتمبر 2013، شارك جهاز الامن الشعبي في تصفية أكثر من مائتي من الثوار المتظاهرين السلميين
بعد ثورة ديسمبر 2018، نشط جهاز الأمن الشعبي في وأد الثورة ، وقتل المتظاهرين السلميين ، وزعزعة الاستقرار في مايو 2019 ، ضبطت قوات الدعم السريع متفجرات وأحزمة ناسفة وأسلحة في مخازن تخص خلية إرهابية تابعة لجهاز الامن الشعبي ، الذي كان يخطط يومها لأعمال ارهابية انتقاما لسقوط دولة الكيزان .
تعهد حميتي يومها، باجتثاث جهاز الأمن الشعبي بعد أن اتهمه صراحة بالترتيب للقيام بأعمال تخريبية على خلفية ضبط الخلية الإرهابية بالخرطوم، التي ثبت فيما بعد تخطيطها لاغتيال حمدوك
لكن، وتواطؤ البرهان، واصل جهاز الأمن الشعبي أعماله التخريبية عبر مظاهرات ما سمي بـالزحف الأخضر، والحراك الشعبي الموحد، ضد حكومة حمدوك الانتقالية، ومؤخراً ضد المندوب الأممي فولكر، رئيس بعثة يونيتامس ، حيث قام جهاز الأمن الشعبي بحرق صوره ، ومجسماً له ، مطالباً بطرده ، لاتهامه بالتواطؤ في استيلاد الاتفاق الإطاري .
أن الالتزام بإصلاح نظام الحكم أضحي ضرورة وذلك بما يحقق العدالة السياسية في مشاركة لكل السودانيين في إدارة شؤونهم، وتوسيع مشاركتهم السياسية بإعطائهم سلطات حقيقية وفي استدامة التنمية وممارسة الحكم عبر ديمقراطية حقيقية ونظام فيدرالي، كمدخل أصيل لتحقيق السلام المستدام، وكتسوية مجتمعية بعيدا عن نموذج هيمنة السلطة المركزية التاريخي الذي أورث شعبنا كثيرا من الغبن البائن، وظل يهدد وحدتنا الوطنية، ويكون ذلك عبر آلية الحوار الدستوري للخروج بدستور دائم متوافق عليه وهو المدخل الأمثل لمناقشة هذا الأمر لا أريد أن أدخل في التفريق بين الخير والشر ولكن لابد من إيضاح بعض القواعد التي نستطيع بها الحكم السليم على الأشياء والأفعال وخاصة في عالمنا هذا العجيب الذي اختلطت فيه مفاهيم كل شيء بل الذي وضحى الحق فيه باطلاً والباطل حقاً لا خلاف أن الفعل واحد قد تكون فائدة ومصلحة بالنسبة لنا و مضرة ومفسدة بالنسبة لآخرين وقديماً قال الشاعر- مصائب قوم عند قوم فوائد.فالهزيمة في جانب قوم هي نصر حتماً في جانب آخرين والسرقة قد يعدها اللص الذي خلص بها فائدة ومنفعة ومصلحة ولكن المسروق منه الذي ضاع حقه يعتبرها مصيبة وضرراً, هذه واحدة هنالك أمور يتفق الناس عليها على اختلاف عقائدهم وأفكارهم ونظرتهم إلى الخير والشر وهي رفع الظلم، والانتصار من الظالم وإرجاع المغصوب كل هذا من جملة مما يتفق الناس عليها وأن كانوا يختلفون في الفعل الواحد هل يدخل في رد العدوان والظلم ونعلم أن الثورة لا تنجح مالم تكن لكافة القوى في المجتمع الذي قامت به برامج جديدة تتناسب مع شعارات الثورة فالثورة ليست الوصول للسلطة على دماء الشهداء فالثورة كذلك ليست الاستيلاء على السلطة فقط ,وهذا القول لشركائنا من الأحرار الذين ذهبوا لكي ينالوا من السلطة القدر الذي يضمن تربعهم على قمة البلد ليعلم الكل ساسة وعسكر وكذلك قوي الداخل الظلامية والقوى الإقليمية ذات المصالح وأصحاب المشروع الكبير في بلادنا
ولسنا نادمين على خوض هذا الصراع فلسنا مخيّرين في ذلك أنه التحدي الحقيقي أمامنا لتحقيق تغيير حقيقي وقادرين على تقديم كل غال ونفيس في سبيله، والآن علينا الانطلاق في مرحلة جديدة من هذا الصراع ومرجعها أنّنا قدرنا الصراع أن كان فكريا أو ذا شكل تقليدي ، و جاهزين وجنودنا حضور وسيوفنا ضد القتلة و سارقي ثروات شعبنا ونشهارها ليس تهديدا ولكن للقصاص لدماء الشهداء و الفوضى الممنهجة التي افتعلوها لكبح حراك الثورة المجيد والي النصر ذاهبون وإن طال الأمد.

zuhairosman9@gmail.com
////////////////////////

 

آراء