لمن يهمه أمر السودان …
19 February, 2009
waladasia@hotmail.com
كـنـدا - تورنتو
وأخيرا قيض الله أن تكون الدوحـة مدرجا آمنا لهبوط طائرة آمال محبى السلام ، رغم ظروف المخاض المتعثر ، وخروج الجنين ناقصا ، الا أن الآمال انتعشت بقدوم سلام يظلل سماء السودان الذى عانى كثيرا بسب عبث بعض أبنائه واستهتارهم تحت اى مبرر كان ، خاتمته سلطه زائله يدفع ثمنها أبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وشباب وموارد مهدره بشريه ، زراعيه، حيوانيه والخ...........
ورغم قلة المردود الا ان القبول بالجلوس لطاولة المفاوضات ، من حيث هو أمر ايجابى ولقد كان (ظهور) رئيس حركة العدل والمساواة بالزى العسكرى وبرفقة حرسه وكأنه فى الميدان كان أمرا تنقصه (كثيرا جدا) الحصافة بل أرسل رسالة سالبه وغير موفقه ، على كل السؤال المطروح ، ثم ماذا بعد؟
اذا أبعدنا كل سوالب وسواقط ما رشح من تداعيات الحدث لمن لم يعجبهم الأمر لشأن يخص اجندتهم الخاصه أيا كانت داخليا أو خارجيا ، يجب أن نبنى على ما تم بايجابيه ليعم النفع أهل السودان الذين لم يفوضوا أحدا (أساسا) لأدارة شؤونهم انابة عنهم سواء كانت الحركات التى أخذت الطابع (الأميبى) فى تكاثرها أو ما يسمى بالمجتمع الدولى أو الحكومة حيث كل منهم يغنى لليلاه وانسان دارفور يدفع الثمن تشردا ويتما وضياعا لمستقبل اجيال . وهناك جهات بحكم الواقع لها مسؤولية انهاء هذا المسلسل البشع ، ويجب على كل منهم أن يتحمل انجاح ما يليها من أمر ، والجهات هى :-
الحكـومة ، وأعنى بها اولا شريكى نيفاشا ، والأحزاب المشاركه فيها ، وبحكم مسؤولية تولى منسوبيها أمر ادارة البلاد ، أن يعيدوا دراسة الملف بمستجدات ما بعد جولة الدوحه الأولى ، وذلك وفق ما هو متاح من ، اتفاقية ابوجا، اتفاقية سلام نيفاشا، مقررات مؤتمر اهل السودان ،واتفاقية حسن النوايا بالدوحة .
ودعوة القوى السياسية كافة وممثلى المجتمع المدنى للتداول والخروج برؤية موحده يتفق عليها كأطروحه من اطروحات التفاوض فى الجولة القادمه ، على ان يتم توسيع المشاركه فى تلك الجولة ، وان يكون الوفد مؤهلا بكفاءات متخصصه سياسيا ، اقتصاديا ، عسكريا ، قانونيا و اجتماعيا . وفد يمثل كل الوان الطيف السياسى لا يستثنى أحد ، يذهب باجنده متفق عليها . ومفوض تفويضا شاملا من رئاسة الجمهوريه .
حركة العدل والمساواة ، ولتكون اسما على مسمى ، عليها أن تعترف بأحقية الحركات الأخرى فى تمثيل أهل دارفور وان اختلفت الرؤى والوسائل ، الا انه من المفترض ان الهدف واحد هو رفع الغبن الواقع على المهمشين فى دارفور خاصة والسودان عامة، ومن هنا وبما انها تصدت للأمر فى التفاوض ، عليها وتفاديا لسلبيات الأتفاقات السابقة ، السعى لتوحيد الأجنده والأتفاق حول الحد الأدنى منها وترك التفاصيل الأخرى المختلف عليها كسياسات مستقبليه ، لأصحاب الحق يولون ثقتهم من يرونه مناسبا عبر صناديق الأقتراع ، وحتى الحركه التى يتزعمها السيد منى اركو مناوى يمكن مناقشتها والتفاوض معها ولها الخيار ان تكون من ضمن وفد الحكومه الموسع ، او ان تنضم لوفد الحركات التى من المفترض ان يتم الأتفاق عليه بجهود تبذلها حركة العدل والمساواة مع كافة الفصائل، بمساعدة الوسطاء ، وحقيقة اتمنى على النطاق الشخصى ان يتفق قادة الحركات على امر تصدوا له باسم شعب دارفور لأن اهل مكة ادرى بشعابها .
أهل الوجعة ، ومن منطلق ان اهل دارفور اساسا لم يفوضوا احدا لأدارة هذه الأزمة من بدايتها انابة عنهم بل وجدوا انفسهم وسط طوفان هادر من مصالح متقاطعه يتحاربون ويتحدثون بأسمهم ، وثمن ذلك يدفعونه من امنهم وسلامهم تشردا واغاثة و و و و . لقد وجب الأمر وحانت اللحظة التى يرد لهم حقهم لأسماع صوتهم داويا ، لأن مصالحهم فى النهاية هى المصالح الحقيقية التى يجب الأستماع لها واحترامها وتنفيذ مطلوباتها لأن كل هذا الصراع لن يثمر شىء يتعارض ومصالحهم المتمثله فى العيش بامان وعدالة فى توزيع ما حبا الله به السودان من ثروات ونعم .
وهنا يأتى دور الوسطاء كجهة محايده للعمل بأعجل ما يمكن لأدارة الحوار الدارفورى الدارفورى ، يجتمع له اهل الحل والربط فى المجتمع الدارفورى بكل مكوناته واعراقه العمد والمشايخ اهل الطرق الصوفيه باختصار اهل الحل والربط وهم هناك يعرفون من هم وان تبتعد الحكومه والحركات فى التدخل فى اختيار ما يخص هذا التجمع بشرا اوخلافه . فقط مطلوب من الحكومة والحركات تهيئة الجو الآمن ليتداول اهل الحل والربط امورهم ويتفقوا على رؤية موحده وان يتكون منهم وفدا منفصلا عن وفدى الحكومه والحركات ليخلق التوازن المطلوب من شطحات مزادات رفع اسقف المطالب . ثم ليعكسوا لاحقا لأهل دارفور حقيقة ما دار فى الكواليس باسمهم . ويكون دورهم (كآليه) لتنفيذ ما اتفق عليه . ان على الوسطاء فى فترة توقف المفاوضات ايجاد آليه سريعه لأنجاح هذا الحوار والأهتمام بما ينجم عنه وتكوين وفد يمثل اهل دارفور كرافد اساسى للوسطاء لأزالة اى عوائق تطال مسار التفاوض والأستناره بهم فى الجولة القادمة ، باعتبارها من المعابر الهامه لأجتياز كافة المطبات لما لأهل الحل والربط فى دارفور من مكانه لا يتخطاها الا من اراد ان يهلك نفسه ويعزلها عن وسطه.
وفى كل الأحوال يجب ان ينفض مولد ومسلسل محكمة الجنايات الدوليه ، وان يركز الجميع على انفاذ مطلوبات المرحلة الحاليه ، مهما كان قرار المحكمة وان يترك امر التعامل معها لجهات الأختصاص دون تشنج وأن يكون الرد العملى هو احلال السلام الشامل ليتفرغ الناس لبند التداول السلمى للسلطه . لقد اضاع اوكامبو وبدد الكثير من الجهود ، ويجب ان يرتفع وعى الناس لما هو اهم لصالح البلاد والعباد .