لن يفنى السودان ولا يعود الكيزان

 


 

 

(1)

((كمثقفين سودانيين و خلال الثلاث عقود من عمر هذا النظام ماذا فعلتم لمجابهة آلة القتل التي يستخدمها البشير و اعوانه ضد أبناء جلدتكم و أخوانكم و أطفالكم و اخواتكم و امهاتكم من المستضعفين السودانيين في جبال النوبة ٫ جنوب النيل الأزرق، دارفور و جنوب السودان سابقا ؟؟
هل خرجت تظاهرة رفض واحدة من قبل المثقفين السودانيين ضد الحرق و القتل الذي تعرض له هؤلاء المقهورين من قبل نظام الهارب من العدالة الدولية؟؟
الإجابة لا !!
لماذا ؟؟
لأن الضحايا من الهامش السوداني ٫ و لا بواكي على ارواح هؤلاء !!
سيسجل التاريخ بمداد من الدموع و الدماء تقاعسكم عن مناصرة إخوانكم العزل في الهامش السوداني.
و الأغرب انكم تشتكون اليوم من النظرة الدونية من قبل الاعلام العربي على ما يجري في السودان.
لو خرجتم كمثقفين سودانيين ضد ما حدث لإخوانكم في 1992، 1995 ،2004 ، 2012 لأجبرتم اليوم العالم أجمع على احترامكم.
لكنكم لم تفعلوا لذات دواعي إهمال الاعلام العربي لقضايا السودان.
لذا فمن يبتغى الاصلاح عليه بنفسه اولا .
بحول الله تعالى فإن السقوط مصير البشير و اعوانه اللصوص الكذابين القتلة و أن شعبنا على الموعد مع دولة الحرية و الديمقراطية و الاخاء و التي يستاوى فيها الجميع و تتساوى الفرص)).....!!
كان ذلك تعليقي على مقال كتبه اخي البروفيسور زهير السراج في اوائل ابريل 2019 يشتكي فيه عن إهمال الاعلام العربي لقضايا السودان و ثورته أنذاك.

(2)
قبل حوالي أسبوعين؛ قدمت نصيحة اخوية خالصة لرئيس بلد شقيق و مجاور ،تربطني به (أي الرئيس) علاقة ، بضرورة مواجهة المزاعم التي تفيد بإتخاذ كيان نفطي عربي عرف بمعاداته لتطلعات الشعب السوداني نحو الدولة المدنية لأراضي و اجواء ذلك البلد المجاور لمساندة مليشيا الدعم السريع في حربها على سودان الأرض و الإنسان .
ذكرته بالخطر الوجودي و الذي تمثله مليشيا الجنجويد على المنطقة برمتها اذا ما وجدت موطيء قدم لها في السودان.
ناشدته ( اي الأخ الرئيس) بضرورة إلغاء البروتوكول الذي يسمح لذلك الكيان المعادي لأهل السودان بإتخاذ مطارات بلاده بدعاوى تنسيق العمليات الإنسانية لمساعدة اللاجئيين السودانيين؛ لتزويد المليشيا المتمردة لحرق ما تبقى من السودان...!!
ذلك قبل نشر صحيفة وول استريت جورنال للتقرير الذي اعده كل من نيكولاس باريو و بينو فوكون بذات الصدد.

(3)
صحيح أن النظام البائد بقيادة المخلوع عمر البشير هو من أوجد مليشيا الدعم السريع لكن الرئيس الحالي لمجلس السيادة و الإنقلابي عبدالفتاح البرهان هو من مكن المليشيا القاتلة و قنن وضعها.
بل عدم اطلاقه ليد الجيش في بدايات حرب ابريل و التي شنتها المليشيا على السودانيين هو ما اعطى فرصة لأعداء السودان لتزويد المتمردين بالعتاد و الخطط و الاعلام.

السؤال الذي يثور الآن؛ هل الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع شعبنا و جيشنا في المعركة الوجودية التي تشن على أمتنا و بلادنا..؟
ام انه مازال مع المليشيا التي اشرف يوماً على تكوينها ثم التنسيق معها لقتل المواطنين السودانيين العزل لأكثر من عقدين في الهامش السوداني؛ ليتكرر اليوم المشهد نفسه في غربه( الجنينة ، زالنجي) و وسطه ( الخرطوم و غيرها من مدن معاناة السودانيين و السودانيات )؟؟

(4)
من المحزن ان يتخد بعض مكونات قوى الحرية و التغيير( قحت) تحركات فلول النظام البائد هنا و هناك؛ زريعة لتبنى الحياد السلبي إزاء ما يتعرض له شعبنا و بلادنا من دمار و هلاك.
بل الأعجب ان ينخدع البعض بالشعارات الزائفة عن الديمقراطية و الحرية و التي يرفعها قادة مليشيا (في الأصل لا تؤمن بالقيم الإنسانية) .. ناهيك عن حرمة النفس البشرية عند الأديان السماوية !!
من المبكي ان يتطلع بعض مكونات قحت من قبل من يرمي بالرضع في لهيب الاكواخ المشتعلة و يبقر بطون الحوامل هناك في دارفور ان تأتيهم الديمقراطية و دولة القانون .
لن يفنى السودان
و لا يعود الكيزان
بل لن يستمر في خداعنا البرهان

فقط تضامنوا لدحر التمرد و صون الأوطان !!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء