يتساءل البعض في ظل تسارع الاحداث ماهي مصالح الشعب السوداني التي تستوجب الالتفاف حولها ؟

 


 

 

الاجابة بسيطة ومعقدة في نفس الوقت. البساطة تكمن في ان غالب الشعب كما العالم من حولنا تجاوز
العنف والوصاية والدكتاتورية والانقلاب علي الشرعية والارهاب والقبلية والعصبية واستوعب ووعي ضرورة الاستقرار السياسي ولذلك استبدل العنف بالحوار والانقلابات بالتداول السلمي للسلطة عبر الية الانتخابات والدكتاتورية بالديمقراطية والتمثيل النيابي.

التعقيد يكمن في ان الاجابة علي بساطتها لاتجد اليات صلبة ورافعة قوية لتثبيتها وجعلها واقعا معاشا.

ولاتزال الفئة الباغية تدفعها مصالحها الذاتية وهي قلة ملعونة اكثر تنظيما وقدرة علي دفع الشعب والمواطنين للعودة لمربع التخلف والجهل والمرض الذي تسود فيه لغة العنف والارهاب والوصاية والحرب والانقلاب علي الشرعية والسلب والنهب والرجالة والقبلية والدكتاتورية وغيرها من مفاهيم وممارسات اكل عليها الدهر .

افراد هذه الفئة الباغية موجودون في الجيش والدعم السريع والتنظيمات المختلفة وقطاعات الاعلاميين وعلماء الدين وغيرها .

لمعرفة موقعك منها يمكنك ان تسأل نفسك وتجيب بصدق وصراحة عن بعض الاسئلة علي سبيل المثال :
ماموقفك من العنف واستخدام القوة لاخضاع الاخرين؟
ماموقفك من سفك الدماء لاغراض سياسية والاغتيالات؟
ماموقفك من الممارسات الاجرامية والفساد الذي يمارسه القادة في المؤسسة والتنظيم والحزب؟
ماموقفك من الدكتاتورية؟
ماموقفك من حكم العسكر ؟
ماموقفك من القتل اليومي والسلب والنهب ؟
هل تجد اعذار او تبريرات للتعدي علي المال العام وانتهاك حقوق الانسان ؟

حزمة الاسئلة هذه كفيلة بتحديد موقفك وموقعك من الفئة الباغية.

يمكنني تلخيص مصالح الشعب السوداني من قراءتي للمشهد السياسي في الرغبة المؤكدة في الاستقرار السياسي المستدام ودولة القانون والمؤسسات لانهما الشرط الضروري اللازم والحتمي للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي واعادة الاعمار وتعويض وانصاف الضحايا وتحقيق الحرية والسلام والعدالة.

ولكن للاستقرار السياسي ودولة القانون والمؤسسات شروط لازمة وضرورية تتمثل في الاتي :

(١) انهاء الحرب باسرع مايمكن والدعوة والضغط لتحقيق هذا الهدف.

(٢) التبشير بالسلام وبجدواه وافشاء السلام في المجتمعات المنكوبة بالحرب.

(٣) ازاحة عقبات الاستقرار السياسي واهمها اقالة ومحاكمة قادة الدعم السريع والجيش علي عدة جرائم اخرها تقويض الامن القومي والسلام المجتمعي والانقلاب علي الشرعية واشعال الحرب وتبديد المال العام واحلالهم بقيادات عسكرية وطنية مستقلة وحقانية ولاءها الوحيد لخدمة الوطن والمواطن.

(٤) توحيد ودمج الجيوش.

(٥) تشكيل حكومة كفاءات مستقلة و مدنية وضمان تعاون واخلاص والتزام وخضوع اجهزة الدولة خاصة النظامية للحكومة المدنية.

(٦) الشروع في اصلاحات علي عدة مراحل في هيكل الدولة واجهزتها المختلفة مدنية وعسكرية وكذلك الشروع في تخطيط وتنفيذ مشروع تنموي عادل وشامل وعام.

(٧) محاكمة قيادات النظام السابق المتورطة في زعزعة الامن القومي والسلام المجتمعي.

(٨) محاربة الارهاب وكل
التنظيمات التي تدعم الارهاب.

(٩) محاربة لوبيات الفساد وقادته ومطاردة المفسدين وشبكاتهم الاعلامية وغيرها.

(١٠) برنامج قومي وشعبي لاستئصال العنف كمادة ووسيلة لتنفيذ الاهداف السياسية. ثقافة العنف والتحريض عليه يجب استئصالها واستبدالها بلغة الحوار .

(١٢) تنفيذ برنامج قومي يعني بالتربية الوطنية والتبشير بالمواطنة وحقوقها وواجباتها وقيم الديمقراطية والياتها خاصة في مجال المحاسبة والمساءلة والانتخابات باعتبارها الوسيلة الوحيدة لاكتساب الشرعية لتنفيذ سياسات الاحزاب وبرامجها ومن ثم اجراء اللازم لانجاز الانتخابات العامة وانتخاب حكومات محلية وولائية وقومية.

(١٣) مباراة ومسارعة وتنافس حميد بين المؤسسات والتنظيمات والاحزاب والافراد لجعل هذه الشروط اعلاه واقعا. وليبدأ كل فرد او مؤسسة مما يليه كل حسب قدرته ومهارته وسعته وطاقته.

# لا للحرب
# لا للجنجويد ولا لمليشيات الاسلاميين ولا لقادة الجيش الحاليين
#نعم للسلام ونبذ القبلية والعصبية
# نعم لحكومة الكفاءات الوطنية المستقلة
# نعم للاستقرار السياسي الذي يتحقق عبر ابعاد العسكر عن السياسة وخضوعهم وتعاونهم الغير مشروط مع الحكومات المدنية.

شريف محمد شريف علي
٧/٣/٢٠٢٣

sshereef2014@gmail.com

 

آراء